وكالات

يحتفل العالم اليوم في الـ 21 من فبراير بما يُعرف باليوم العالمي للغة الأم، وجاءت فكرة الاحتفال بهذا اليوم بمبادرة من بنغلاديش، لتخليد الذكرى السنوية لليوم الذي قاتل فيه البنغاليون من أجل الاعتراف باللغة البنغالية، يوم فتحت الشرطة النار على المتظاهرين الذين خرجوا إلى الطرقات في العام 1952 احتجاجا على قرار ترسيم “الأوردو” لتصبح اللغة الوحيدة للبلاد.

وكانت هذه المظاهرات حينها، الشرارة الأولى التي أدت في ما بعد إلى انفصال باكستان الشرقية عن باكستان لتصبح دولة مستقلة هي بنغلاديش.

ويؤكد هذا اليوم الذي أعلن للمرة الأولى من قبل منظمة اليونيسكو في نوفمبر 1999 على أهمية التنوع اللغوي وغنى الثقافات في العالم، وبدأ العالم الاحتفال بشكل رسمي وسنويا به في العام 2000.

تحدث وتعلم أكثر من لغة في أوروبا

يميل الأوروبيون بشكل واضح إلى تحدث وتعلم أكثر من لغة، حوالي 65% من سكان القارة العجوز قادرون على تحدث لغة واحدة على الأقل غير لغتهم الأم مقارنة بنحو 20% فقط من البالغين في الولايات المتحدة الذين يستطيعون القيام بالمثل.

ومن الواضح أن بلدان الشمال الأوروبي مثلا، تتفوق عن غيرها بثنائية اللغة، بينما تسعى أوروبا الجنوبية جاهدة لتحقيق ذلك.

ويبدو أن الدول التي تكون لغتها الأم هي اللغة الإنجليزية تكون أقل اهتماما عن غيرها بتعلم لغة أجنبية أخرى، مثلا 50% فقط من الأيرلنديين يتحدثون لغة أخرى، وأسوأ درجة في أوروبا تُنسب إلى المملكة المتحدة، 34% فقط قادرين على التحدث بلغة ثانية.

كيف يصبح الناس ثنائيي اللغة (أي متعددي اللغات)؟

إن إتقان شخص ما للعديد من اللغات هو مهارة كثيرا ما يتم الإشادة بها في سوق العمل وبالتأكيد واحدة من السمات المميزة الموجودة في برج “بابل” خاصتنا في “يورونيوز”، وهي بالتالي طريقة رائعة للتعرف على ثقافات مختلفة، وللتواصل مع أشخاص مختلفين من جميع أنحاء العالم.

طريقتان رئيسيتان

هناك طريقتان رئيسيتان يصبح من خلالهما البعض ثنائيي اللغة، وهي إما أن يولد في أسرة ثنائية اللغة، أو أن يتعلم لغة ثانية في المدرسة أو في وقت لاحق مثلا من خلال تلقي دورات خاصة أو بالسفر والعيش في دولة أخرى.

وبحسب الخبراء والمختصين، إن تعلم لغة ثانية في وقت مبكر يسمح للشخص المتعلم بإتقانها بشكل أكبر، هذا وإن تعليم الطفل اللغات الأجنبية في وقت مبكر جنبا إلى جنب مع لغته الأم يفيد في تنمية الإدراك والإبداع الفكري لديه.

وهناك طريقتان رئيسيتان يمكن للآباء والأمهات اتباعهما بحسب الخبراء، لتطوير لغة أطفالهم:

الأولى، وهي أن يتم تعليم الطفل لغة الأقلية في المنزل، مثلا والدان عربيان يعيشان في فرنسا يتحدثان اللغة العربية مع طفلهما الذي سينجح في تعلم لغة الدولة من خلال تلقيها في كل مكان خارج حدود منزله، وبالتالي يكون من خلال هذه الطريقة نجح في اكتساب لغتين.

أما الأسلوب الأكثر شيوعا يعرف باسم “شخص واحد- لغة واحدة”، مثلا إذا كانت الأم بولندية والأب إيطالي ويعيشان في المجر.

لتربية طفل معًا في المجر، ستتحدث الأم مع طفلها اللغة البولندية فقط، والأب فقط الإيطالية. ويسمح هذا النموذج لكلا الشريكين بالتواصل مع الأولاد بلغتهما الأم، وبهذه الطريقة يعتاد الأطفال على سماع اللغتين والتحدث بهما.

وكثيرا ما سمعنا أن “الأطفال ثنائيو اللغة يعانون من تأخر في الكلام”. هل هذا صحيح؟

وفقا لبعض المختصين، نعم هذا الكلام صحيح، ولكن بشكل جزئي. إن الأطفال الذين يتعلمون لغتين (أو أكثر) منذ الولادة يكتسبون نفس القدر من إجمالي المفردات مثل من هم أحاديي اللغة وفي العمر نفسه، إلا أن عدد الكلمات التي يعرفونها ينقسم إلى لغتين.

العربية صامدة

ولا يزال هناك العديد من اللغات الأم الصامدة والباقية إلى يومنا هذا، وتعتبر من الأقدم على وجه الأرض ومن بينها العربية أو لغة “الضاد”.

بالحديث عن لغتنا الأم .. ظهرت اللغة العربية منذ نحو 1000 سنة قبل الميلاد، ولا تزال هذه اللغة تعتبر من أشهر اللغات حول العالم، ويتحدث بها أكثر من 422 مليون شخص حول العالم، هى لغة القرآن الكريم، واللغة الرسمية فى العديد من الدول العربية.

وتعرف باسم لغة “الضاد”، لأنها اللغة الوحيدة التي تحتوي على حرف “الضاد” هذا إضافة إلى أن العرب كانوا أفصح من نطق بهذا الحرف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Exit mobile version