تلقت أوكرانيا خلال حربها الحالية ضد روسيا أضخم مساعدات عسكرية من الولايات المتحدة، والتي فاقت قيمتها 46 مليار دولار، وذلك حتى منتصف شهر يناير الماضي.
واستنادا إلى معدل التكلفة السنوية لسنة 2022 مقارنة بالحروب الأخرى التي انخرطت فيها الإدارة الأمريكية، فإن حجم الإنفاق العسكري على أوكرانيا كان واضحا.
إذ تجاوزت قيمة المدفوعات إلى أوكرانيا حجم الإنفاق العسكري السنوي للولايات ىالمتحدة خلال حربها في أفغانستان، من سنة 2001 إلى غاية 2010، بحسب معهد كييل للاقتصاد العالمي، ومقره ألمانيا، علما أن التكلفة العسكرية الأمريكية لحروب فيتنام والعراق وكوريا كانت أعلى بكثير.
في الحربين الفيتنامية والكورية، كان معدل استخدام الذخيرة والإمدادات يتطلب قدرا كبيرا من الأموال، إضافة إلى مايتطلبه تآكل العدة والعتاد، وغير ذلك من المقدرات مثل العناية بالجرحى.
وفي كل حالة كانت المسائل الأكثر تعقيدا تتعلق ببعد المسافة الهائل عن مسرح العمليات، فرغم إبقاء الولايات المتحدة على عدد من قواعدها جنوب شرقي آسيا، فإنه كان ينبغي شحن أنظمة الأسلحة المتعددة، وتغيير قطع الغيار الضرورية بحرا أو جوا عبر المحيط الهادي. وفي المحصلة كان لا بد من نشر أسطول كبير من حاملات الطائرات قبالة الساحل الفيتنامي، وقد كان لمهمات القوات الجوية العديدة كلفة عالية، بحسب ما ذكر موقع يورونيوز.
ويأتي انتقاد الولايات المتحدة بشأن حجم المساعدات العسكرية الهائل إلى أوكرانيا من داخل صفوف الجمهوريين أنفسهم، إذ أعلن بعض أعضاء هذا الحزب في الكونغرس أنهم يعتزمون وقف المساعدات إلى أوكرانيا.
ومع ذلك فإن الرئيس الأمريكي جو بايدن أعلن غداة زيارته إلى كييف، التزام الولايات المتحدة بمواصلة دعم مجهود أوكرانيا الحربي، وقال خلال وجوده في العاصمة البولندية وارسو، إن الأمر لا يتعلق بالحرية في أوكرانيا فقط، وإنما يتعلق أيضا بالديمقراطية بشكل عام.