فتحت وزارة العدل الأمريكية تحقيقًا في قضية إفلاس بنك سيليكون فالي SVB، يستهدف خصوصًا مبيعات الأسهم الأخيرة من جانب عدد من قادة المصرف، وفق ما أفادت وسائل إعلام أمريكية الثلاثاء نقلًا عن مصادر مقرّبة من الملف.
وأفادت صحيفة “ذي وول ستريت جورنال” أن هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية التي تشرف على الأسواق المالية SEC، أطلقت هذا التحقيق.
وأضافت أن التحقيقات لا تزال في مرحلة أولية وقد لا تؤدي إلى توجيه اتهامات بشكل رسمي.
والعامل الذي سرّع إفلاس بنك سيليكون فالي المقرّب من الشركات الناشئة، هو سحب مبالغ كبيرة جدًا من جانب زبائن يملكون أكثر من 250 ألف دولار في حساباتهم، وهو المبلغ الأقصى الذي تضمنه المؤسسة الفدرالية لتأمين الودائع FDIC.
وقد وُضع المصرف، الجمعة، تحت إشراف هذه المؤسسة، ما شكل أكبر افلاس مصرفي في الولايات المتحدة منذ الأزمة المالية عام 2008.
دعوة للعودة
في السياق عينه، حض رئيس “بنك سيليكون فالي بريدج” الذي أنشأته السلطات المصرفية الأمريكية حديثا ونقلت إليه كافة ودائع “بنك سيليكون فالي” المنهار، الثلاثاء، جميع العملاء على العودة مع أموالهم التي قاموا بسحبها في الوقت الذي تشهد فيه البنوك الكبيرة تدفقًا في الودائع.
وانهار “بنك سيليكون فالي”، المقرض الرئيسي للشركات الناشئة في الولايات المتحدة منذ الثمانينات، بعد تهافت مفاجئ على سحب الودائع، ما دفع بالهيئات الناظمة لوضع اليد عليه الجمعة.
وقال تيم مايوبولوس الرئيس التنفيذي لبنك “سيليكون فالي بريدج” في بيان: “إن الأمر الأول الذي يمكنكم القيام به لدعم مستقبل هذه المؤسسة هو مساعدتنا في إعادة بناء قاعدة الودائع لدينا سواء عبر ترك الودائع لدى بنك سيليكون فالي بريدج أو إعادة تحويل الودائع التي سحبت خلال الأيام الماضية. نحن نفعل كل ما بوسعنا لإعادة البناء ونيل ثقتكم مجددًا ومواصلة دعم اقتصاد الابتكار”.
وأكدت المؤسسة الفدرالية للتأمين على الودائع أنها ستغطي جميع المودعين في “بنك سيليكون فالي”، حتى بما يتجاوز سقف الـ250 ألف دولار من الوديعة المشمولة بالحماية، وأشار مايوبولوس إلى أن بنك بريدج يقدم “قروضًا جديدة ويحترم التسهيلات الائتمانية القائمة بالكامل”، بحسب ما ذكرت وكالة فرانس برس.
وسبق إفلاس “بنك سيليكون فالي” الجمعة، وهو أكبر انهيار لمصرف أمريكي منذ عام 2008، تصفية بنك “سيلفرغيت” الأربعاء، المصرف المفضل لدى مجتمع العملات المشفرة. وأجبرت السلطات الأمريكية الأحد بنك “سغنتشر” الذي يأتي في المرتبة 21 من حيث الحجم، على الإغلاق.
الهروب إلى المصارف الكبيرة
وتشهد المصارف الكبيرة مثل “جي بي مورغان” و”بانك أوف أمريكا” تدفقا للودائع، وفقًا لمصدرين مقربين من عالم المصارف، وأضاف أحدهما أنه في حين أن المؤسسات الكبرى لا تسعى وراء العملاء المحتملين الفارين من البنوك المغلقة، إلا أنها تقبل الودائع التي باتت تشكل مبالغ كبيرة.
وقال ألكسندر يوكوم المحلل المصرفي لدى مؤسسة “سي أف آر آيه” للأبحاث: “إن العملاء من البنوك الصغيرة والمتوسطة ربما قاموا أيضا بتحويل كل أو جزء من أموالهم إلى لاعبين رئيسيين، يعتقدون أن الحكومة لن تقبل بأي حال من الأحوال أن تدعها تسقط”.
وأضاف يوكوم قوله إن حجم التحويلات لن يُعرف على الأرجح إلا عندما تنشر البنوك نتائجها ربع السنوية اعتبارًا من أبريل، أو في حال نشرت تقارير مؤقتة قبل ذلك.
وقالت وكالة “ستاندرد آند بورز” للتصنيفات الائتمانية في مذكرة، إنها “لم تر دليلًا على أن تدفقات الودائع الخارجة بشكل غير قابل للسيطرة التي حدثت في عدد قليل من البنوك قد انتشرت على نطاق واسع” إلى مصارف أخرى.
وفي بيان مشترك، الأحد، قال مجلس الاحتياطي الفدرالي الأمريكي والمؤسسة الفدرالية لتأمين الودائع ووزارة الخزانة الأمريكية، إن المودعين في “بنك سيليكون فالي” سيكونون قادرين على الوصول إلى “جميع أموالهم” اعتبارا من الاثنين.
وأعلن الاحتياطي الفدرالي أيضا أنه سيوفر تمويلًا إضافيًا للبنوك لمساعدتها على تلبية احتياجات المودعين، وأضافت “ستاندرد آند بورز” أنها تعتقد أن إجراءات الاحتياطي الفدرالي “زودت البنوك بمصادر سيولة إضافية إذا لزم الأمر، وربما قللت أيضا من احتمالات أن تصل قضايا الثقة البالغة الحساسية الى عدد أكبر من البنوك”.