تلقى مكتب المدعي العام لمنطقة مانهاتن، ألفين براغ، الذي يحقق مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، خطاباً يحتوي على تهديد بالقتل ومسحوق أبيض، وذلك في ظل تنامي التوترات المحيطة بلائحة الاتهام التي ستوجه لترامب، الذي من المقرر أن يعقد أول مهرجان انتخابي له السبت، 25 مارس/آذار 2023، رغم مواجهته لتحقيقات جنائية.
صحيفة The Times البريطانية، قالت السبت، 25 مارس/آذار 2023، إن تقارير أفادت بأن الخطاب الموجه لبراغ كان فيه: “سأقتلك يا ألفين!”. وقال مكتب براغ إن فرق الطوارئ أكدت لاحقاً أن المسحوق الأبيض “ليس خطيراً”.
كان ترامب قد صعّد من خطابه المهاجِم لبراغ، بعد أن بدأ مكتب المدعي العام تحقيقه في شراء الرئيس السابق لصمت نجمة الأفلام الإباحية ستورمي دانيالز، عشية الانتخابات الرئاسية لعام 2016.
واصل ترامب هجومه على براغ مساء الخميس، 23 مارس/آذار 2023، واصفاً إياه بالـ”مختل المنحط”، وحذّر من “الموت والدمار” الذي قد ينتج عن توجيه لائحة اتهام إليه، وسيكون ترامب أول رئيس أمريكي سابق تُوجه له اتهامات جنائية.
كذلك ستستمر هيئة محلفين كبرى في الانعقاد هذا الأسبوع، لتناقش أدلة مبلغ الـ130 ألف دولار، الذي دفعه مايكل كوهين، محامي ترامب السابق، دانيالز، للتكتم على علاقة غرامية، ويتوقع أن تصدر لائحة الاتهام في ظرف أيام.
أما ترامب، فسبق أن أنكر هذه العلاقة، وأي علم له بالمال المدفوع، لكنه حث أنصاره على “الاحتجاج” و”استرداد بلدنا”.
من جانبهم، هبّ الجمهوريون للدفاع عن ترامب، فحاولوا التدخل في تحقيق براغ وفي استدعائه لاستجواب الكونغرس، لكن الديمقراطيين أدانوا خطاب الرئيس السابق.
في هذا الصدد، قال حكيم جيفريز زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب خلال مؤتمر صحفي في الكابيتول هيل: “خطاب الرئيس السابق الذي أُدين مرتين طائش وغير مسؤول وخطير، ولو استمر فيه، فسيقتل شخصاً ما”.
مهرجان انتخابي
يأتي هذا، فيما يعقد الرئيس الأمريكي السابق أول مهرجان انتخابي له، السبت، 25 مارس/آذار 2023 في واكو، التي شهدت مواجهة بين جماعة مناهضة للحكومة والأمن الفيدرالي وأوقعت قتلى في 1993، ويتوقع أن يخاطب الزعيم الجمهوري 15 ألفاً من أنصاره، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
جاء بعض الذين وصلوا إلى واكو من ولايات أخرى، متحمسين لرؤية ترامب يعود إلى المكتب البيضاوي. وارتدى كثير منهم قبعات بيسبول كتب عليها عبارة “ماغا”، وهي اختصار الشعار “لنجعل أمريكا عظيمة مجدداً”، أو لوحوا برايات داعمة لحملته.
كيلي هيث (49 عاماً)، الذي جاء من ولاية جورجيا، قال “لدينا قوة عارمة خلف دونالد ترامب لم نطلق العنان لها بعد”، مضيفاً “ستُصابون بالذهول”.
بحسب الوكالة الفرنسية، توجه أنصار الرئيس السابق إلى “نصب حصار واكو” الذي يخلد ذكرى نحو 80 شخصاً لقوا حتفهم في المواجهة في مجمع لأتباع ديفيد كوريش، بعدما حاصره عناصر الأمن الفيدراليون في 1993.
القس المساعد في موقع النصب، بيتر كريستيان، قال إن “واكو في الحقيقة مركز الحركة الوطنية، الحركة لمساعدة أمريكا في العودة إلى جذورها… تمكين المواطنين كي تكون لهم حقوق دستورية”.
من جانبها، نشرت صحيفة “هيوستن كرونيكل” مقالة الخميس الفائت، تتهم ترامب بإقامة مهرجانه في الذكرى الثلاثين ليكون “بوقاً صادحاً” للمتطرفين من أنصاره.
بدورها، كتبت ماري ترامب، ابنة شقيقه المنتقدة له على تويتر: “إنها خدعة لتذكير جماعته بحصار واكو السيئ السمعة عام 1993، عندما حاربت جماعة مناهضة للحكومة مكتب التحقيقات الفيدرالي”، مضيفةً: “مات عشرات الأشخاص. وهو يريد أن تقع أعمال الفوضى العنيفة نفسها لإنقاذه من العدالة”.
يُعتقد أن ترامب هو الأوفر حظاً بفارق كبير للفوز بترشيح الحزب الجمهوري لخوض الانتخابات الرئاسية العام 2024، والمنافسون المحتملون الآخرون، والذين يتقدمهم حاكم فلوريدا، رون ديسانتيس، امتنعوا في البداية عن انتقاد نجم تلفزيون الواقع السابق، لكنهم بدأوا في الفترة الأخيرة ينتقدون شخصيته والفضائح المتواصلة المحيطة به.