أعلن البيت الأبيض أنه سلّم الكونغرس الأمريكي نتائج مراجعة طال انتظارها عن عملية انسحاب القوات الأمريكية المفاجئ من أفغانستان في أغسطس 2020، معترفًا بفشل أجهزة الاستخبارات الأمريكية التي لم تتوقع أن حركة “طالبان” المتشددة ستنجح في السيطرة على البلاد بسرعة بعد 20 عاما من الدعم الأمريكي للحكومة ومحاولاتها الفاشلة لهزيمة طالبان.
وقال مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، الخميس، إن ما من شيء كان بإمكانه “تغيير مسار الانسحاب” وإن “الرئيس جو بايدن رفض إرسال جيل آخر من الأمريكيين لخوض حرب كان يجب أن تنتهي بالنسبة للولايات المتحدة منذ فترة طويلة”.
صدم الانسحاب الذي انتهى في 30 أغسطس 2021 الأمريكيين وحلفاء الولايات المتحدة بعدما تغلبت طالبان في أسابيع على القوات الأفغانية التي دربها الغرب، ما أجبر آخر القوات الأمريكية على تسريع مغادرة البلد من مطار كابول.
في الأثناء، قُتل 13 عسكريا أمريكيا و170 أفغانيًا في هجوم انتحاري في محيط المطار المزدحم حيث أقيم جسر جوي عسكري غير مسبوق أجلي عبره أكثر من 120 ألف شخص في غضون أيام.
في ملخص التقرير الذي رفعت عنه السرية وسُلم إلى الكونغرس، يشدد البيت الأبيض على أن إدارة الرئيس جو بايدن فعلت كل ما في وسعها.
وألقت الإدارة باللوم على اتفاق أبرم سابقًا بين إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب وطالبان لوضع حكومة بايدن في موقف صعب، وقالت إن أيا من وكالات الاستخبارات الأمريكية لم يتوقع الانهيار السريع للقوات الحكومية الأفغانية، بحسب ما ذكرت وكالة فرانس برس.
وجاء في الوثيقة “تركت إدارة ترامب المُغادرة لإدارة بايدن موعدًا للانسحاب، لكن من دون خطة لتنفيذه. وبعد أربع سنوات من الإهمال، وفي بعض الحالات التردي المتعمد، كانت أنظمة ومكاتب ووكالات مهمة لضمان مغادرة آمنة ومنظمة في حالة يرثى لها”.
وأضافت أنه “بعد أكثر من 20 عامًا، وأكثر من 2 تريليون دولار، وقيام جيش أفغاني قوامه 300 ألف عنصر، تشير السرعة والسهولة التي سيطرت بها طالبان على أفغانستان إلى عدم وجود سيناريو- باستثناء حضور أمريكي دائم وموسع بشكل كبير- كان من شأنه أن يغير المسار”.
وفي أول تعليق له على ما ورد في الوثيقة، قال الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في بيان إن بايدن هو المسؤول الوحيد عن فشل الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، مضيفا أن التقرير الذي أصدره البيت الأبيض ويلوم إدارته على عملية الانسحاب هو تضليل.
وأضاف ترامب “هؤلاء المغفلون الذين يدمرون بلدنا بشكل منهجي، بقيادة أكبر مغفل منهم جميعًا، جو بايدن، لديهم لعبة تضليلية جديدة يلعبونها، يلومون ترامب على خضوعهم الجبان في أفغانستان بشكل كارثي.. بايدن هو المسؤول، ولا أحد غيره”.