يواجه الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، لائحة اتهام مطوّلة في تحقيقات جنائية لا تزال جارية، ما يطرح علامات استفهام حول مصير المرشح الجمهوري المحتمل للوصول إلى البيت الأبيض في انتخابات عام 2024.

قانونيًا، لا توجد أي عقبات أمام أي شخص للترشح للانتخابات، ولو أدين بجرم وسُجن خلف القضبان، وهو أمر حصل قبل أكثر من قرن مع المرشح الاشتراكي، يوجين دبس، الذي نال مليون صوت تقريبًا وهو متواجد في السجن، أي ما يُعادل 3% من مجمل أعداد المقترعين.

وحسب تقرير لـ”بوليتيكو”، لم يكن دبس المرشح الوحيد الذي نال أصواتًا وهو خلف القضبان، حيث كان يقضي عقوبة فدرالية لمدة 10 سنوات لحثّه الناس على رفض تخفيض الرواتب المرتبط بالحرب العالمية، بل كان الأكثر نجاحًا من ناحية عدد المقترعين لصالحه.

يوجان دبس أثناء حملة انتخابية عام 1912STR/1912 AP

كما سجّل التاريخ الأمريكي ترشح الاشتراكي، ليندون لاروش، للبيت الأبيض ثماني مرات، وكان في إحداها (1992) خلف القضبان بتهم الاحتيال والتهرب الضريبي.

لكن، ماذا يحصل إذا فاز مرشّح مسجون في الانتخابات الرئاسية الأمريكية؟

طاف هذا السؤال مجددًا إلى السطح مع الاتهامات الموجهة إلى ترامب في نيويورك، والتي قد يُسجن بسببها لمدة 4 سنوات تقريبًا.

من هنا، يؤكد عدد من الخبراء، وفق الموقع، أنه حتى لو أدين ترامب في هذه القضية، فمن غير المرجح أن يُسجن، لأن القضاة نادرًا ما يحكمون على المخالفين لأول مرة بالسجن بسبب هذا النوع من الجنايات.

إلا أن ثلاثة تحقيقات جنائية أخرى جارية مع ترامب (واحد في جورجيا للتدخل في الانتخابات واثنان من المستشار الخاص جاك سميث في واشنطن) يمكن أن تؤدي إلى اتهامات جنائية أكثر خطورة وتزيد من مخاطر السجن.

لكن وبالعودة إلى السؤال الأول، وإن سُجن ترامب، فإن علماء القانون في الولايات أشاروا إلى وجود أكثر من مخرج لذلك، منها أن يصدر الرئيس المنتخب عفوًا رئاسيًا بحقه.

من هنا، قال أستاذ القانون في سيتون هول يوجين مازو: “لا أعتقد أن أحدًا يمتلك إجابة واضحة لهذه الحالة، ستدخل الولايات المتحدة في المجهول”.

لكن لا يوجد شيء يمنع ترامب من الترشح للانتخابات، وفق مازو، حتى الإدانة الفيدرالية، وأضاف: “أكدت المحكمة العليا أن ما ورد في الدستور هو المتطلبات الوحيدة التي تحتاجها للترشح لمنصب فدرالي”.

هذه المتطلبات ليست كثيرة كما في بعض البلدان: يجب أن يكون عمر الشخص 35 عامًا على الأقل ومولودًا في الولايات المتحدة وعاش فيها لمدة 14 عامًا على الأقل.

قد لا تروق المقارنة مع دبس إلى ترامب، المولع بالهجوم على الاشتراكيين، قد يرى البعض أيضًا أن المقارنة غير عادلة للأول، الذي يعتبره الكثيرون في الحركات العمالية والمناهضة للحرب بطلاً، ومع ذلك، فإن القواسم المشتركة بين الشخصين مدهشة، بحسب ما ذكرت وكالة فرانس برس.

تمامًا كما يصور ترامب مجموعة التحديات القانونية التي يواجهها على أنها اضطهاد سياسي، حاول دبس وحلفاؤه استخدام مشاكله القانونية كشعار سياسي من شأنه أن يقوّي ملف ترشيحه للرئاسة.

وقال أستاذ السياسة في كلية أوكسيدنتال بيتر درير: “لقد استخدموا سجنه ليقولوا إنه كان ضحية، واعتبروه نوعًا من وسام الشرف”.

وأضاف: “لقد نظموا مسيرات في جميع أنحاء البلاد مع صورة دبس في السجن، ما فعّل دعايته الانتخابية أكثر”.

من جهته، لفت أستاذ التاريخ والقانون في جامعة ولاية أوهايو ديفيد ستيبين إلى وجود تشابه كبير بين ترامب ودبس، مشيرًا إلى أن “أنصار دبس كانوا ينظرون إليه كبطل قومي، كما أنه لم يكن يثق بوسائل الإعلام الرئيسية في البلاد، تمامًا مثل ترامب”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Exit mobile version