أعلنت مجموعة ديزني الترفيهية العملاقة الخميس، في خضم معركتها السياسية مع حاكم فلوريدا، تخليها عن بناء موقع جديد لها تقرب قيمته من 900 مليون دولار قرب مجمعها الشهير في الولاية، في مشروع أثار توترا كبيرا مع السلطات المحلية.
وبررت المجموعة الأمريكية العملاقة التي أجرت أخيراً عمليات عصر نفقات كبيرة، قرارها هذا بتغير بيئة الأعمال منذ الإعلان عن مشروعها سنة 2021، خصوصاً مع تسمية مدير عام جديد و”تطور الإطار الاقتصادي”.
وكتب المسؤول عن متنزهات الترفيه في المجموعة جوش دامارو إن ديزني قررت لهذه الأسباب “عدم مواصلة بناء المجمع”.
ويأتي القرار على وقع توترات سياسية قوية مع السلطات المحلية التي تصف ديزني بأنها تقدمية للغاية منذ أن ندد مديروها علنا في 2022 بمشروع قانون يحد من الحق في تدريس المواد المرتبطة بالميول الجنسية والهوية الجندرية في المدارس الابتدائية في فلوريدا، وفقًا لوكالة فرانس برس.
Florida Governor Ron DeSantis Responds to Disney Canceling Lake Nona Movehttps://t.co/zMPhUvW8Ho
— WDW News Today (@WDWNT) May 18, 2023
وكان حاكم فلوريدا رون ديسانتيس، النجم الصاعد لليمين الأمريكي والذي يخوض معركة ضد ما يصف بثقافة “الصحوة”، أنهى في فبراير الماضي الوضع الخاص الذي كانت تتمتع به ديزني في الولاية منذ ستينات القرن العشرين.
“انتقام موحد”
كما ندد الحاكم علناً بتشييد سجن قرب مجمع “ديزني وورلد” أو بفرض ضرائب جديدة على الفنادق الموجودة في الموقع الذي يعمل فيه 75 ألف شخص ويستقطب 50 مليون زائر سنوياً.
وردّت “ديزني” من خلال تقديم شكوى اعتبرت فيها أن ما يحصل ينمّ عن “انتقام موجه” ضدها لمعاقبتها على ممارستها “حرية التعبير”.
ويُنظر إلى رون ديسانتيس، وهو أحد رموز اليمين الشعبوي، على نطاق واسع على أنه المنافس الأكثر جدية لدونالد ترامب في الانتخابات التمهيدية التي يجريها الحزب الجمهوري قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وبحسب وسائل إعلام أمريكية، قد يعلن حاكم فلوريدا قريباً ترشيحه للانتخابات الرئاسية لعام 2024.
وفي مؤشر غلى البعد السياسي في الخلاف مع ديزني، أعاد دونالد ترامب الخميس انتقاده ديسانتيس، متهماً إياه في بيان بأنه خسر “بمفرده” استثمار المجموعة، لأن الحاكم “أضعف من أن يكافح من أجل ولايته”.
وأضاف الرئيس الأمريكي السابق أن “نزاع ديسانتيس الخاسر مع ديزني لم يساعد حقاً حملته الوهمية والضعيفة”.
وبدأت تظهر انتقادات بشأن هذه المنازعة الكلامية من أوساط اليمين، إذ اعتبر بعض الجمهوريين أنها تعكس معركة مناهضة للشركات تتعارض مع تقاليد الحزب.
وعلى الجانب الديموقراطي، وصف المسؤول في مقاطعة أورنج التي تتبع لها مدينة لايك نونا حيث كان مقرراً إقامة المجمع الجديد، جيري ديمينغز قرار ديزني بأنه “مؤسف”.
لكنّ ديمينغز رأى أن ما حصل يشكل “نتيجة متوقعة عندما تكون بيئة العمل بين ولاية فلوريدا وأوساط الأعمال قائمة على الإقصاء وعدم التعاون”.