أقرّ 6 شرطيين بيض، من ولاية ميسيسبي الأمريكية، بتعذيب رجلين بريئين من السود باستخدام أدوات من بينها مسدسات صاعقة وسيف في عملية استمرت ساعات وانتهت بإطلاق النار وجرح أحد الرجلين في الفم والعنق، حسبما أعلنت وزارة العدل، يوم الخميس.

وهذا الهجوم الوحشي، وما تلاه من تستر والذي ترك فيه الشرطيون أحد الضحيتين وهو ينزف بينما انصرفوا لإخفاء أدلة جرائمهم، يضاف إلى سلسلة من الممارسات العنصرية للشرطة الأمريكية.

وقال المدّعي العام، ميريك غارلاند إن “المتهمين في هذه الحالة عذبوا ضحاياهم وألحقوا بهم أذى لا يوصف وانتهكوا بشكل فاضح الحقوق المدنية للمواطنين الذين كان من المفترض أن يقدموا لهم الحماية، وحنثوا باليمين الذي أقسموه كعناصر إنفاذ قانون”.

وأقر الشرطيون السابقون، الخميس، بالذنب في اتهامات من بينها التآمر على حقوق الإنسان والحرمان من الحقوق وعرقلة سير العدالة.

وأقرّوا جميعهم بأنّهم إثر الاستجابة لنشاط مشبوه في 24 يناير هذا العام، ركلوا باباً وباشروا هجوماً غير مبرر على رجلين من السود كانا في الداخل وكبلوهما ووجهوا لهما إهانات عنصرية وأمروهما “بالابتعاد عن مقاطعة رانكين”، حسبما أعلنت وزارة العدل.

ووفق البيان الصحفي، قاموا بالتعرض “للرجلين بالضرب، والركل واستخدموا عليهما المسدّس الصاعق 17 مرة، وأجبروهما على ابتلاع سوائل واعتدوا عليهما بأداة تستخدم لأغراض جنسية”، وضربوا أحدهما عدة مرات بسيف معدني وأداة خشبية تستخدم في المطبخ، بحسب الوزارة.

واستمرت هذه المحنة قرابة ساعتين وبلغت ذروتها عندما وضع أحد الشرطيين سلاحه في فم أحد الرجلين. ولإخافته قام أولا بسحب الزناد بعد إزالة رصاصة من المخزن، وفي المحاولة الثانية انطلقت الرصاصة وخرجت من عنق الرجل، وفقًا لوكالة فرانس برس.

وقالت المدعية كريستن كلارك للصحفيين إنّ “الضحيّة نجا من الموت رغم أن الجناة تركوه أرضاً وهو ينزف لفترة من الزمن، لأنهم كانوا يحضرون رواية كاذبة للتستر على سوء سلوكهم”.

ومن المقرر أن تصدر العقوبة بحق المتهمين الستة في 14 نوفمبر.

وبعد أكثر من ثلاث سنوات على وفاة جورج فلويد، التي أثارت موجة تنديد عالمية واحتجاجات واسعة منددة بالعنصرية وأعادت إشعال الجدل حول العنف الذي تمارسه الشرطة في الولايات المتحدة، لا تزال البلاد تعاني من انتهاكات خطيرة ومتكررة من جانب عناصر إنفاذ القانون.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Exit mobile version