وكالات – رويترز
منذ انطلاق الاتهامات القضائية والملاحقات القانونية ضده، والرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، يوجه الانتقادات للقضاء في الولايات المتحدة، لاسيما لبعض القضاة الذين يتهمهم بالانحياز، والتبعية للحزب الديمقراطي!
إلا أن تصريحاته باتت أكثر حدة في الفترة الماضية، لاسيما بعد أن ادعي عليه وعلى العشرات من مساعديه بمحاولة قلب نتائج الانتخابات في ولاية جورجيا.
وبالتزامن مع غضب ترامب الذي عبر عنه مراراً على منصة “تروث سوشيل”، معتبرا الملاحقات سياسية، ومكيلاً الإساءات لبعض القضاة والمدعين العامين، شن مناصروه أيضاً حملة انتقادات، وتهديد حتى.
فقد اعتقلت السلطات الأمريكية أمس، الأربعاء، امرأة من تكساس بزعم توجيه تهديدات بالقتل مشحونة بالعنصرية، ضد قاضية فيدرالية سوداء ستشرف على محاكمة الرئيس الأمريكي السابق لمحاولته التآمر لقلب نتيجة الانتخابات الرئاسية في 2020.
واتُهمت “أبيجيل جو شري” من تكساس بالتهديد بقتل تانيا شوتكان، القاضية الفيدرالية في واشنطن التي تشرف على محاكمة ترامب.
فقد اتصلت تلك السيدة بغرفة القاضية تشوتكان في 5 أغسطس، بعد يومين من محاكمة ترامب بتهم التدخل في الانتخابات، وتركت رسالة صوتية تهاجم فيها القاضية.
كما وجهت لها سبابا عنصريا وفقًا لشكوى جنائية تم الكشف عنها قبل أيام.
قادمون لقتلك
وقالت شري لشوتكان: “إذا لم يتم انتخاب ترامب في عام 2024، فإننا قادمون لقتلك، لذا انتبهي لخطواتك، أيتها السافلة”.
كما أضافت السيدة البالغة 43 عاماً: “سوف يتم استهدافك شخصيًا وعلنيًا مع عائلتك”.
كذلك وجهت أيضا تهديدا ضد النائبة شيلا جاكسون لي، وهي عضوة في الكونغرس عن الحزب الديمقراطي الأسود من تكساس.
وستترأس شوتكان محاكمة دونالد ترامب بموجب ثالث لائحة اتهام جنائية موجهة إليه (وأكثرها خطورة)، وهي معروفة بإصدارها عقوبات شديدة على مؤيدين للرئيس السابق شاركوا في الهجوم على مبنى الكابيتول.
كما تعد تلك القاضية (61 عاما) وهي واحدة من نحو عشرة قضاة في محكمة المقاطعة الفدرالية بواشنطن، وتم تعيينها عشوائيا للنظر في القضية، صارمة بتطبيق القوانين.
فضلا عن أن لها سوابق مع ترامب، فقد حكمت ضده في قضية بنوفمبر 2021، وصرحت خلالها أن “الرؤساء ليسوا ملوكا”.
كما أصدرت أحكاما مطولة ضد أنصار لترامب شاركوا في اقتحام مبنى الكونغرس في 6 يناير من ذلك العام(2021)
وبدورها تعرضت فاني ويليس، المدعية العامة لمقاطعة فولتون في ولاية جورجيا الذي يحاكم فيها الرئيس السابق و18 من الحلفاء الآخرين بسبب جهودهم لإلغاء انتخابات 2020، لموجة من الإساءات العنصرية عبر الإنترنت.
وانتشرت الدعوات من أنصار ترامب وبعض المجموعات اليمينية المتطرفة إلى العنف وتعليق المشانق أيضاً!
جاء ذلك، بعدما طالب الرئيس السابق بتعليقات على “تروث سوشيل” بإسقاط جميع التهم الموجهة ضده، متهماً المدعين بالتزوير وملاحقة أهداف خاطئة.
كما وصف ترامب لائحة الاتهام التي وجهتها ويليس بأنها “محكمة تفتيش”، واتهمها بمحاولة تدمير محاولته العودة للرئاسة.
مشاكل جديدة
وكان الرئيس الأمريكي السابق واجه يوم الثلاثاء الماضي مجموعة جديدة من المشكلات القانونية بعد أن استخدمت هيئة محلفين كبرى في جورجيا قانونا معدلا يستهدف التصدي لعصابات الجريمة المنظمة في اتهام ترامب بالضلوع في مخطط لإلغاء نتيجة انتخابات الرئاسة التي خسرها في 2020.
BREAKING 🚨 In an exclusive video, the spotlight falls upon Roger Stone, a close adviser and ally of #Trump, as he orchestrates a gripping scheme aimed at toppling the 2020 Election.#RogerStone #TrumpIndictment #Election
— Mario 🇺🇸🇵🇱🇺🇦🇪🇺 (@PawlowskiMario) August 16, 2023
ووجهت ويليس الاتهامات لترامب في وقت متأخر من مساء الاثنين، ما أضاف للمشكلات القانونية التي يواجهها رغم أنه المرشح الأبرز في سباق الرئاسة عن الحزب الجمهوري في التصويت المقرر العام المقبل، إلى جانب 18 من مساعديه في مخطط استهدف قلب نتيجة الانتخابات التي خسرها أمام الديموقراطي جو بايدن، وفق ما نقلت رويترز.
وتضمنت لائحة الاتهام الضخمة المؤلفة من 98 صفحة 19 متهما و41 اتهاما جنائيا إجمالا.
مكالمة هاتفية
كما شملت الاتهامات الموجهة لهم جميعا تهمة الابتزاز المستخدمة في استهداف أعضاء جماعات الجريمة المنظمة وعقوبتها السجن لمدة تصل إلى 20 عاما.
ومن بين المتهمين مارك ميدوز كبير موظفي البيت الأبيض في عهد ترامب والمحامون رودي جولياني وجينا إليس وجون إيستمان.
فيما قالت ويليس في مؤتمر صحفي إن “المتهمين انخرطوا في عملية ابتزاز إجرامية لإلغاء نتيجة الانتخابات الرئاسية في جورجيا بدلا من الالتزام بالعملية القانونية فيما يتعلق بالتنافس الانتخابي”.
كما أوضحت أن أمام ترامب وباقي المتهمين حتى ظهيرة يوم الجمعة بالتوقيت المحلي (1600 بتوقيت غرينتش في 25 أغسطس) للاستسلام طوعا وتسليم أنفسهم بدلا من اعتقالهم.
يذكر أن تلك القضية تتعلق بمكالمة هاتفية جرت في الثاني من يناير 2021 حث فيها ترامب كبير المسؤولين عن الانتخابات في ولاية جورجيا براد رافنسبرجر على “إيجاد” أصوات كافية لتغيير نتيجة هزيمته بفارق ضئيل في الولاية، لكن الأخير رفض القيام بذلك.
واقتحم أنصار ترامب مبنى الكابيتول بعد أربعة أيام من ذلك التاريخ في محاولة لمنع أعضاء مجلس النواب من التصديق على فوز بايدن، في محاولة باءت بالفشل.