بقلم: أحمد محارم

بنهاية الحرب العالمية الثانية تشكلت حركة عدم الانحياز (ناصر – نهرو – تيتو) حيث كانت فلسفة عدم الانحياز هو البعد عن الاستقطاب لا شرقا ولا غربا، لسنا مع حلف وارسو ولا مع حلف الناتو وتغليب المصلحة الوطنية والاستقلال السياسي.

والان مع الصراع المحتدم بين أمريكا والصين على قيادة العالم في المستقبل القريب وجدت أوروبا نفسها في موقف التابع لأمريكا على طول الخط.

فرنسا وألمانيا لهما وجهة نظر تجاه المعركة القادمة والمتوقعة بين امريكا والصين (اقتصاديا و جيوسياسيا) والبعد عن الاستقطاب بين بكين وواشنطن.

ولقد صدم الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون من ضياع صفقة الغواصات مع استراليا حيث قدرت قيمة الصفقة بمليارات الدولارات واقنعت امريكا استراليا بان تشترى غواصات نووية امريكية بدلا من الفرنسية والواضح هنا ان امريكا اهتمت بمصالحها اولا.

من هنا فكرت فرنسا ومعها المانيا بان المصلحة الاوربية ليست بالضرورة مصلحة امريكية فهناك مصالح مشتركة ومصالح اخرى غير مشتركة.

وفكر الرئيس الفرنسي ماكرون في موضوع المستعمرات الفرنسية والبريطانية البعيدة حيث هناك مناطق في المحيطين الهندي والهادي تبعد ١٦ الف كيلومتر عن فرنسا ومنها اقليم كالدونيا الحديدة وهو تابع لفرنسا، وقام ماكرون بزيارة لهذا الاقليم والقى كلمة امام ١٠ الاف شخص من المعارضين حيث تمثلت وجهة نظر السكان الاصليين في ان الشركة الفرنسية تقوم باستغلال معدن النيكل لصالحها والفترات لأصحاب الارض الاصليين وقد كان ماكرون موفقا في الاستجابة لطلبات السكان الأصليين.

محاولات ماكرون كانت لإيجاد صيغة جديدة لعدم الانحياز الأمريكي الصيني كقوة ثالثة من عدم الانحياز، وقال ما معناه ان معارك الصين وامريكا لا تخصنا بشكل مباشر حيث لا ناقة لنا ولا جمل فيها.

وحاول ايضا الاقتراب من الهند ودعا مودى رييس وزراء الهند لزيارة فرنسا فى شهر يوليو الماضي مع احتفالات فرنسا باليوم الوطني ولقد اشارت الهند كميات اسلحة من فرنسا.

ماكرون حاول ان يوصل هذه الرسالة وهى ان أوروبا اكبر من ان تكون تابعة لأمريكا، وأن ذلك لا يمنع من ان هناك مصالح لأوروبا مع امريكا والصين، ولا ترغب أوروبا في ان تتورط مع امريكا في صراعها مع الصين وان أوروبا تريد استعراض قوتها امام العالم.

ولكن هناك صعوبات تدركها فرنسا والمانيا من ان هذا التوجه يحتاج موارد كبيرة جدا والاهم ان أوروبا نفسها (٢٧دولة) منقسمة على نفسها فهي تحاول ان تعيد التاريخ كقارة او قوة كبرى.

التحديات كبيرة جدا امام أوروبا.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Exit mobile version