خاص: رؤية نيوز
“إن اتفاق السلام والأمن المعقد الذي يحاول فريق جو بايدن التوصل إليه بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية وإسرائيل والفلسطينيين سيطبع العلاقات بين إسرائيل والمملكة، وسيقيم علاقة أمنية أعمق بين الولايات المتحدة والسعودية، كما سيعزز بشكل ملموس حل الدولتين بين الإسرائيليين والفلسطينيين، ولكن ذلك سيكون تحت شروط….”.
هكذا بدأ توماس فريدمان مقاله في صحيفة نيويورك تايمز، والذي حمل عنوان “لا يمكن تطبيع العلاقات مع حكومة غير طبيعية”، لافتًا إلى أن محاولة التطبيع مع حكومة إسرائيلية غير طبيعية لن تُصبح بذلك حليفًا مستقرًا للولايات المتحدة ولا شريكًا ثابتًا للسعودية.
وأشار إلى تحذير رئيس الموساد السابق، تامير باردو، مؤخرًا من الإئتلاف الإسرائيلي الذي شكله نتانياهو، لإبقاء نفسه خارج السجن فيما يتعلق بتهم الفساد، والذي يشمل “أحزابًا عنصرية مروعة”، إضافة إلى توضيحات ذُكرت مؤخرًا بصحيفة هآرتس بوجود محاولات لتعزيز العلاقات بين إسرائيل والأحزاب الأوروربية اليمينية المتطرفة من أجل إقناعهم بدعم المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية.
واستنتج فريدمان من هذه التحركات بأن نتانياهو يحاول مع حلفاؤه بناء بديل للدعم الدبلوماسي الأمريكي مع أحزاب كارهة للأجانب ومتطرفة في أوروبا ولا تهتم بالمستوطنات.
وفيما يتعلق بالعنصر الإسرائيلي – السعودي – الفلسطيني من الصفقة السعودية، فذهب فريدمان إلى وجود احتمالان؛ أحدهما يصب في مصلحة الولايات المتحدة والآخر ليس كذلك، حيث سيحاول نتانياهو إقناع الولايات المتحدة بالخيار الذي لا يخدم مصلحتها، حيث سيحاول تحقيق هدفه الذي يتمثل في تقويض سلطة المحكمة العليا الإسرائيلية في كبح جماح حكومته المتطرفة بينما يجعل من ننفسه بطلا محليًا من خلال التوصل إلى اتفاق سلام مع السعودية دون الإضطرار إلى إعطاء الفلسطينيين أي شيء ذي أهمية، وما سينتج عن ذلك من تعزيز حلم ائتلافه بضم الضفة الغربية، وكل ذلك مع دفع السعودية للتكاليف وبمباركة من بايدن.
وأشار فريدمان أنه لتلك الأسباب يجب أن يرفض بايدن ومحمد بن سلمان مثل هذه الصفقة، مؤكدًا أن عليهم الإصرار على أنه في مقابل تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية، يجب على إسرائيل تجميد ميع عمليات بناء المستوطنات في الضفة الغربية في المناطق المخصصة للدولة الفلسطينية، وكذلك عدم إضفاء الشرعية على المزيد من المستوطنات الإسرائيلية العشوائية غير القانونية، بل والأهم من ذلك، الإصرار على أن تقوم إسرائيل بنقل الأراضي من المنطقة (ج) في الضفة الغربية إلى المنطقتين (ب) و (أ) الخاضعتين لسيطرة فلسطينية أكبر، وذلك وفق ما حددت إتفاقية أوسلو.
لتُصبح هذه المتطلبات حيوية وضرورية باعتبارها شروط لا يستطيع المتعصبون اليهود في حكومة نتانياهو أن يتقبلوها كما لن يستطيع نتانيهو التهرب منها، وهو الأمر الذي سيؤدي إلى إجبار حكومة نتانياهو والشعب الإسرائيلي على الاختيار بين الضم والتطبيع مع السعودية، باعتبارها أهم دولة إسلامية والبوابة إلى دول كبيرة أخرى مثل إندونيسيا وماليزيا، وفق تحليل الكاتب.
ويؤكد فريدمان أنه في الوقت الحالي يجب إيقاف الإئتلاف الإسرائيلي ومنعه من تنفيذ أي اتفاقية معيبة تمكن نتانياهو من سحق المحكمة العليا الإسرائيلية والفوز بالتطبيع مع السعودية ودفع ثمن زهيد للفلسطينيين وترك المتعصبين اليمينيين في حكومته يدفعون إسرائيل نحول الهاوية.
وأنهي فريدمان مقاله بأن الرئيس الأمريكي جو بايدن، باعتباره أحد أفضل الرؤساء الأمريكيين فيما يتعلق بالسياسة الخارجية، لا يُشجع هذه الاتفاقية ولاي يدعمها نظرًا لآنها لا تشكل أساسا مستقرًا للشراكة الإستراتيجية السعودية – الإسرائيلية التي يتطلع إليها محمد بن سلمان، وسيكون من المخزي عدم المسارعة إلى رفضها.