ترجمة: رؤية نيوز – رويترز

كثّفت إسرائيل قصفها أثناء الليل على جنوب قطاع غزة حيث قال مسؤولون إن أعدادا قياسية من الفلسطينيين قُتلوا مرة أخرى مع تصاعد العنف في أماكن أخرى بالمنطقة، فيما تلوح في الأفق مواجهة في الأمم المتحدة اليوم الأربعاء بشأن المساعدات التي تشتد الحاجة إليها.

وقال مسؤولو الصحة في القطاع الذي تديره حماس إن العديد من القتلى كانوا في الجنوب، حيث فر مئات الآلاف بعد أن حذرتهم إسرائيل من أنها ستهاجم الشمال للقضاء على حماس بعد موجة القتل التي ارتكبتها في إسرائيل في 7 أكتوبر، وأضافوا أن عدد القتلى الفلسطينيين يتجاوز الآن 6500 شخص.

وزاد الغضب الفلسطيني بشأن القتلى بسبب الشعور بالخيانة، حيث قُتل أيضًا العديد من أولئك الذين أطاعوا أمر التحرك جنوبًا، بينما يقول الجيش الإسرائيلي إن حماس، التي سيطرت على غزة عام 2005، رسخت نفسها بين السكان المدنيين في كل مكان.

وقالت إسرائيل إن غاراتها الأخيرة قتلت نشطاء من حماس، من بينهم قائد كتيبة حماس في جنوب خان يونس، تيسير ببشر.

وأضافت أنه تم استهداف ممرات الأنفاق ومراكز القيادة ومخابئ الأسلحة ومواقع الإطلاق، بالإضافة إلى خلية من غواصي حماس الذين كانوا يحاولون دخول إسرائيل عن طريق البحر بالقرب من كيبوتس زيكيم.

وفي شمال مدينة غزة، انتشل عمال الإنقاذ طفلاً صغيراً هامداً على ما يبدو من تحت الأنقاض قبل محاولتهم تهدئة رجل مضطرب مدفون جزئياً وهو يصرخ بأسماء عائلته.

وقال أحد رجال الإنقاذ في لقطات فيديو من مكان الحادث: “إنهم بخير، أقسم”.

القتال في لبنان وسوريا يغذي مخاوف المنطقة

وقال الجيش الإسرائيلي إن طائرات إسرائيلية قصفت أيضا البنية التحتية للجيش السوري ردا على صواريخ أطلقت من سوريا، حليفة إيران، وأثارت الضربة مخاوف من أن حربها مع حماس، المدعومة أيضا من إيران، ستشعل المنطقة على نطاق أوسع.

ولم تتهم إسرائيل الجيش السوري بإطلاق الصواريخ لكنها تشك في إيران، عدوها اللدود.

وسعت إيران إلى الهيمنة الإقليمية منذ عقود وتدعم الجماعات المسلحة في سوريا ولبنان وأماكن أخرى بالإضافة إلى حماس. وطالبت إسرائيل بوقف هجومها على غزة.

وقالت إسرائيل إن قواتها ضربت خمس مجموعات في لبنان كانت تستعد لشن هجمات، وقالت جماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران إن 42 من مقاتليها قتلوا منذ بدء الصراع الذي أثار الخوف بين المدنيين على جانبي الحدود.

الولايات المتحدة وروسيا على خلاف بشأن طلبات المساعدة

وتتصدر الولايات المتحدة وروسيا دعوات متنافسة في الأمم المتحدة لوقف القتال للسماح بدخول المساعدات إلى غزة حيث الظروف المعيشية مروعة.

حيث استؤنفت يوم السبت عمليات تسليم محدودة من الغذاء والدواء والمياه من مصر عبر رفح، المعبر الوحيد الذي لا تسيطر عليه إسرائيل، التي أعلنت أنها أغلقت القطاع الساحلي نهائيا بعد هجوم حماس هذا الشهر.

وتقول وكالات الأمم المتحدة إن سكان القطاع الساحلي الضيق البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة يحتاجون إلى أكثر من 20 مثل ذلك المبلغ، حتى في وقت السلم.

وفي المقترحات التي من المتوقع أن يدرسها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الأربعاء، تسعى واشنطن إلى فترات توقف قصيرة للسماح بدخول المساعدات بينما تدعو روسيا إلى هدنة أوسع نطاقا، وقد قاومت إسرائيل كلا الأمرين، بحجة أن حماس لن تفعل سوى استغلال الفرصة وخلق تهديدات جديدة لمدنييها.

وقالت ألمانيا إنها تثق في الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، بعد أن طالبت إسرائيل باستبداله في أعقاب تعليقات قالت إن القانون الدولي يُنتهك في غزة حيث قال إن 35 موظفا على الأقل بالأمم المتحدة قد قتلوا.

وكانت إسرائيل قد شنّت ضرباتها على غزة بعد أن هاجم مسلحو حماس بلدات جنوب إسرائيل يوم 7 أكتوبر، مما أدى إلى مقتل 1400 شخص، معظمهم من المدنيين، واحتجاز حوالي 222 شخصًا كرهائن.

وقالت وزارة الصحة في غزة إن ما لا يقل عن 6546 فلسطينيا قتلوا في القصف الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول، من بينهم 2704 أطفال، وأضافت أن من بين إجمالي القتلى 756 شخصا قتلوا خلال الـ 24 ساعة الماضية، نصفهم من الأطفال، وهو ما يزيد حتى على 704 أشخاص أعلنوا عنهم يوم الثلاثاء.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن الاشتباكات اشتدت أيضا في الضفة الغربية المحتلة حيث قتل الجيش الإسرائيلي أكثر من 100 فلسطيني.

مستشفيات غزة تنفد من الوقود

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن أكثر من ثلث المستشفيات في غزة ونحو ثلثي عيادات الرعاية الصحية الأولية أغلقت أبوابها بسبب الأضرار أو نقص الوقود.

 

فيما حذّرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا) من أنها ستضطر إلى وقف عملياتها في غزة، مساء الأربعاء، إذا لم تحصل على إمدادات الوقود، وقال الجيش الإسرائيلي إن حماس استولت على الوقود وينبغي أن يُطلب منها تسليمه.

وحثت قطر، التي تقود محادثات الوساطة بالتنسيق مع الولايات المتحدة، الجانبين على وقف التصعيد وحذرت من أن الهجوم البري الإسرائيلي على القطاع المكتظ بالسكان سيجعل تحرير الرهائن “أكثر صعوبة بكثير”.

فيما أطلقت حماس سراح أم وابنتها تحملان الجنسية الأمريكية الإسرائيلية المزدوجة وامرأتين إسرائيليتين.

وقال يوسي شنايدر، الذي لا تزال ابنة عمه شيري بيبس محتجزة لدى حماس مع طفلها كفير البالغ من العمر تسعة أشهر وأرييل، البالغ من العمر أربعة أعوام، إن إطلاق سراحهم منحه وأقارب آخرين الأمل.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Exit mobile version