وافقت المحكمة العليا، أمس الجمعة، على تقرير ما إذا كان الرئيس السابق دونالد ترامب مؤهلا لخوض الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري في كولورادو أم لا، وهو ما يدفع القضاة إلى دور محوري يمكن أن يغير مسار الانتخابات الرئاسية هذا العام.
إلا أن تقريراً أمريكياً جديداً قد يخيب كل توقعات أعداء سيد البيت الأبيض السابق، وفقاً لصحيفة “نيويورك تايمز”.
فقد أشارت الاستطلاعات إلى أنه رغم وجود 91 تهمة جنائية ضد الرئيس، فإن العملية السياسية لترامب لا تزال منظمة ومنهجية.
وأضافت أن الرئيس السابق يحظى بتأييد ما يقرب من 100 عضو في مجلس النواب، و19 عضوا في مجلس الشيوخ حتى الآن، ما يبرز فعالية استراتيجيته في جذب التأييد.
كما لفتت الصحيفة إلى أنه بعد حصار الكابيتول، الذي هدف لقلب نتائج الانتخابات الأخيرة، واجه دونالد ترامب وداعا قاتما عند مغادرته للمنصب في يناير 2021، إذ لم يحضر جمهوريون منتخبون بارزون وقتها، لكن اليوم وبعد مرور 3 سنوات، نجح الرئيس في تنظيم تحول ملحوظ.
وأكدت أنه حصل على تأييد كل زعيم جمهوري تقريبا في مجلس النواب خلال سعيه لاستعادة موقعه في البيت الأبيض، لافتة إلى أن هوس ترامب بالتأييد يتجاوز المصادقة السياسية، وهو إعلان علني لعودته رابحاً، إذ يضع نفسه كمنتصر حتمي.
وسائل إقناع
وأوضحت أن ترامب يستخدم الخوف والمحسوبية في جهوده للحصول على التأييد، إذ يقنع السياسيين من خلال المكالمات الهاتفية، ويستخدم وسائل التواصل الاجتماعي لممارسة الضغط، كذلك يركّز على الحلفاء القدامى والخصوم المحتملين، مثل السيناتور تيد كروز، الذي بدوره يعزز مكانته بين المطلعين الجمهوريين.
أيضاً لفتت إلى أن الملياردير الأمريكي بات يستعمل استراتيجية تأييد أبعد من التأثير السياسي، تشمل التدخل المباشر في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، مشيرة إلى كيفية ممارسته لقوته التأييدية بشكل غير مسبوق، إذ يؤثر في نتائج الانتخابات ويجعل المعارضين عاجزين.
وأضافت الصحيفة أن ترامب يغني علاقاته مع نخبة الحزب، من خلال توفير وصول لا مثيل له، إذ يستثمر ساعات في بناء علاقاته مع المشرعين من خلال الدعوات لحفلات العشاء وجولات الغولف والرحلات الجوية الخاصة، ويبرز هذا النهج الشخصي عندما يحتاج إلى الدعم.
ويقوم فريق ترامب أيضاً بإنشاء هياكل أذونات للجمهوريين المترددين لدعمه بشكل مريح مرة أخرى، يلعب فيها السيناتور ستيف داينز من مونتانا دورا محوريا، مسلطا الضوء على أهمية التعاون بين الرئيس المحتمل والشخصيات الرئيسية في الحزب.
مناورة سياسية
يشار إلى أن التقرير كان اعتبر أن استراتيجية التأييد التي يتبعها دونالد ترامب نموذجا رئيسيا في المناورة السياسية، إذ تمزج بين الخوف والمحاباة والعلاقات الشخصية لتأمين دعم لا يتزعزع، وفق المصادر.
ووجد استطلاع رأي أن منافس الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن الجمهوري والمرشح الأوفر حظا في الحزب دونالد ترامب، بات يجذب دعم 21% من الشباب الذين صوتوا لبايدن في عام 2020، والذين يتعاطفون مع فلسطين أكثر من إسرائيل، خصوصا أن الرئيس السابق كان وجه الشهر الماضي انتقادات شديدة اللهجة إلى إسرائيل حيال الحرب التي تشنها على قطاع غزة، إذ وصف ما يحدث بـ”الفظيع والرهيب”، وأعرب عن تضامنه مع الفلسطينيين في القطاع.
وتطرق ترامب -في مقابلة حينها- إلى العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، واعتبرها أمرا لا يصدق.
كما شدد على أن الكثير من الناس يموتون، موجها انتقادات إلى الدعاية الإسرائيلية حيال الحرب، قائلا “إسرائيل بحاجة إلى القيام بعمل أفضل في العلاقات العامة، لأن الطرف الآخر يوجه لهم ضربة على هذه الجبهة”.
وكانت حماس شنت في 7 أكتوبر هجوما مفاجئا على مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية في غلاف غزة، أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص، واحتجاز حوالي 240 أسيرا، حسب وكالة أسوشييتد برس.
فيما ردت إسرائيل بتنفيذ غارات جوية واسعة النطاق وهجوم بري على غزة، أدى إلى مقتل أكثر من 20 ألف مدني، بينهم 8 آلاف طفل، لم يرض عنها كل الرأي العام الأمريكي.