بعد أن سادت ثقافة المطاعم والمقاهي على المجتمع المصري في الآونة الأخيرة وإن تعددت أسبابها ما بين إقتصادية وثقافية وسلوكية وإجتماعية ,وليس هذا المقال في مقام البحث عن تلك الأسباب والتي هي في الأغلب نتائج لمسببات أدت لتلك النتائج .
وجدت أن عنوان المقال هو عنوان المرحلة فمعرض الكتاب هو( أوبن بوفيه ) ثقافي يأتي إليه كل صناع الثقافة والفكر والأدب من كافة دول العالم يعرضون نتاج صناعاتهم تلك على جمهور متعطش للمعرفة والثقافة هي نتاج فكر وعلم مؤلفين قدحوا زناد فكرهم وخبراتهم ليقدموها للقاريء في كل مكان, ربما يجد فيه كل باحث أو قارىء أو مهتم الزاد الثقافي الذي يفي باحتياجاته العلمية والفكرية لعام قادم.
جاءت زيارتي لمعرض القاهرة الدولي للكتاب هذا العام في دورته الخامسة والخمسين في مقره الجديد بالتجمع الخامس في موقع أنيق واسع رحب وفي قاعات كبيرة تتسع للأعداد المتزايدة من الناشرين حول العالم حيث يقام على مساحة 80000 ألف متر مربع وتضم 5 صالات للعرض غير قاعات الندوات والمؤتمرات .
اختارت اللجنة العليا للمعرض هذا العام مملكة النرويج لتكون ضيف شرف المعرض وللنرويج اسهامات كبيرة في الأدب العالمي وحصل بعض أدبائها على جائزة نوبل في الادب مثل بيورنسون وكنوت هامسون وأوندست والكاتب المسرحي الأشهر هنريك إبسن صاحب المسرحية الشهيرة بيت الدمية وقدمت النرويج هذا العام مختارات من أدب الأطفال باللغتين النرويجية والعربية لتصل إلى القارىء العربي من خلال معرض القاهرة الدولي .
كما اختارت اللجنة العليا هذا العام الأديب الكبير يعقوب الشاروني أحد رواد أدب الأطفال في مصر والعالم العربي كشخصية لمعرض الطفل للكتاب لهذه الدورة تكريما لما قدمه للطفل العربي التي تذخر المكتبة العربية بأسهاماته القيمة بها.
وتم اختيار سليم حسن أحد رواد علم المصريات كشخصية المعرض هذا العام وحرصت هيئة الكتاب على إصدار مجموعة من مؤلفاته ومنها ترجمته لكتاب ( فجر الضمير ) لجيمس هنري بريستد وكتب من تأليفه ومنها كتاب ( أبو الهول ) وكتاب (أقسام مصر الجغرافية في العهد الفرعوني) والتي صدرت من قبل في 15 جزء بعنوان (موسوعة مصر القديمة) وكتابه (الأدب المصري القديم ) لعرضها بالمعرض هذا العام .
ويشارك هذا العام أكثر من 1200 دار نشر من مصر والدول العربية والأجنبية وتشهد هذه الدورة مشاركة 70 دولة من مختلف دول العالم .
هذا فضلاً عن مشاركة دور ( سور الأزبكية ) التي تقوم ببيع الكتب المخفضة لجمهور المعرض الذي ينتظر مشاركتها كل عام ليحظى ربما بنصيب مناسب لم يستطع الحصول عليه من دور النشر الكبرى نظراً لارتفاع قيمة الكتب هذا العام على الرغم من الخصومات الكبيرة التي تقدمها تلك الدور والتي تصل إلى 50% لأول مرة في هذه الدورة
يحفل معرض هذا العام بمشاركة بعض أهم الكتاب والمثقفين العرب ومنهم الروائية والأكاديمية العمانية د. جوخة الحارثي التي فازت روايتها نارنجة عام 2016 بجائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب كما أصبحت د. جوخة الحارثي أول شخصية عربية تفوز بجائزة (مان بوكر الدولية )عام 2019 عن روايتها الشهيرة سيدات القمر بالمشاركة مع الأمريكية مارلين بوث التي ترجمت الرواية من العربية إلى الإنجليزية .
والكاتب القطري د. أحمد عبد الملك الذي حصلت روايته ( ميهود والجنيّة ) على جائزة كتارا عام 2019 وحصلت روايته دخان على ذات الجائزة عام 2022 .
لم يسعفني الوقت الذي امتد لقرابة 7 ساعات من زيارة كل القاعات فمعرض بهذا الحجم يحتاج لزيارات متعددة ولكن سأقدم بعض من الأعمال التي لفتتني واقتنيت بعضها ومنها على سبيل المثال
تاريخ الجبرتي الجزء الأول نسخة مطبعة الأنوار المحمدية بالقاهرة
(مكان وسط الزحام )جزء من سيرة ذاتية للمفكر الكبير الكتور عمار علي حسن المصرية اللبنانية
نساء المحمودية – لمنير عتيبة دار الحكمة
طرق كثيرة للسفر- مي التلمساني
مرحلة النوم رواية – محمد خير
مشروع استقلال مصر 1883 – عماد أبو غازي
قاهرة اليوم الضائع – إبراهيم عبد المجيد
للجنة سور – مي التلمساني
يوسف كمال في رواية أخرى – منى الشيمي
هذه الوجبة الثقافية لا تصيب ملتهمها بتخمة العقل كما تصيب المعدة تخمة الطعام بل تزيده نورا وازدهاراً وبريقاً أدعوكم جميعاً لالتهام ما يمكن لكم التهامه من تلك الوجبة الشهية.