وكالات
تنتقل المواجهة بين الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وسفيرته السابقة لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي، الثلاثاء، إلى ولاية نيفادا، في إطار السباق على ترشيح الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة التي ستجري في نوفمبر.
وتُتاح أمام الجمهوريين في هذه الولاية هذا الأسبوع، فرصتان نادرتان للاختيار بين المرشحين؛ فتتمثل الفرصة الأولى في عملية اقتراع عادية الثلاثاء، بينما تتخذ الفرصة الثانية شكل مجالس انتخابية يتم خلالها اختيار مرشّح الحزب.
أما السبب وراء هذا الوضع غير المسبوق، فهو إصدار الحاكم الديمقراطي السابق، ستيف سيسولاك، قانوناً في العام 2021 يقضي بتنظيم تصويت تمهيدي، يحل محل المجالس الحزبية التقليدية التي كانت تُنظَّم في هذه الولاية منذ سنوات.
وفي الواقع، يتيح الاقتراع خلال الانتخابات التمهيدية إمكانيات أكثر أمام الناخبين للتصويت، مع خيار الاقتراع البريدي.
وفي المقابل، تتطلّب المجالس (الشعبية) الحزبية التي ينظّمها الحزب، حضوراً فعلياً للناخبين، مع حمل بطاقات الهوية في أيديهم، في مكان محدّد وفي وقت محدد.
غير أنّ دونالد ترامب، الذي يربط أنصاره بين التصويت عن بعد والغش، يعرف جيداً أن نتائج المجالس الحزبية تميل لصالحه.
بالتالي، رفض الحزب الجمهوري في نيفادا الذي يهيمن عليه الرئيس السابق خلال الحملة الانتخابية، التقويم الجديد للانتخابات التمهيدية، وحافظ على تنظيم مؤتمرات حزبية بعد يومين.
نتيجة لذلك، سيظهر اسم نيكي هيلي على أوراق الاقتراع الثلاثاء من دون اسم دونالد ترامب، بينما سيظهر اسم دونالد ترامب خلال المجالس الانتخابية الخميس، بدون اسم منافسته.
يبقى المؤسف بالنسبة لهيلي أن المجالس الانتخابية هي التي ستُحدّد من سيحظى بدعم مندوبي الحزب الـ26. وبالتالي، بات واضحاً أن ترامب سيكسب هذا الدعم، الأمر الذي أدّى إلى اتهام قطب العقارات السابق بتحريف القواعد لصالحه.
ونقلت صحيفة “لاس فيغاس ريفيو” عن تشارلز فروت المؤيّد لنيكي هيلي، قوله “ليس هناك أي معنى للمشاركة في المجالس الحزبية. لا أستطيع التصويت لمرشحتي”.
وأضاف “بشكل أساسي، إنهم يحرمونني من حقي في التصويت. وهذا يحدث في الحزب الجمهوري الذي أنتمي إليه. أنا غير سعيد”.
وكانت نيكي هيلي صرّحت الشهر الماضي، بأنه “تم حجز المجالس الحزبية، وتم شراؤها ودفع ثمنها منذ فترة طويلة”، مضيفة “لكننا سنركّز على الولايات المنصفة”.
يمضي هذا الأمر المثير للجدل من دون ملاحظة تُذكر في الولايات المتحدة، حيث يتركّز قدر كبير من الاهتمام السياسي على الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري التي ستجري في ولاية ساوث كارولينا في 24 شباط/فبراير، حيث تأمل هيلي (52 عاماً) في تقليص تقدّم منافسها السبعيني.
ويؤكد الخبير السياسي في جامعة نيفادا في لاس فيغاس دانييل لي، فعالية الحسابات السياسية لدونالد ترامب، في الاعتماد على المجالس الحزبية.
ويقول لوكالة فرانس برس إنّ “المشاركين في المجالس الحزبية يتميّزون بحماسهم، فهم نشطاء متحمّسون حقاً ومعبّأون لصالح مرشّحهم، كما أنّهم مستعدّون للتضحية بوقتهم من أجل الذهاب للتصويت في صالة للألعاب الرياضية ذات رائحة كريهة. هؤلاء هم مؤيّدو ترامب النموذجيون”.
في هذه الأثناء، تُنظّم انتخابات تمهيدية للحزب الديمقراطي أيضاً، الثلاثاء، ولكن من دون أي عنصر تشويق، حيث يتنافس جو بايدن مع ماريان ويليامسون ودين فيليبس، اللذين من المرجّح أن يجمعا عدداً قليلاً من الأصوات.
ومع ذلك، قد يتسلّط الضوء مجدّداً على نيفادا، حيث من المحتمل أن تشهد منافسة بين الرئيس الديمقراطي الحالي وسلفه الجمهوري. وكان جو بايدن قد فاز في هذه الولاية المحورية بفارق ضئيل في العام 2020.
وبعد مرور أربع سنوات، تبدو التوقّعات أكثر تعقيداً بالنسبة للرئيس، في ظل تراجع معدلات الثقة المحلية إلى النصف، بينما تُظهر استطلاعات الرأي أنه يخسر الأصوات بين الناخبين من ذوي الأصول اللاتينية، وهو أمر بالغ الأهمية وله تأثيره في الانتخابات.