بقلم: ماهر عبد القادر

بدعوة من منظمه في حياتنا Within our life time والعديد من المؤسسات ومنظمات المجتمع المدني، شارك عشرات الالاف من مدينه نيويورك (معظمهم من الشابات والشباب) في مظاهره حاشده، الاثنين 12 فبراير، بدأت في ميدان يونيون سكوير الشهير في مدينه نيويورك  Union Square وسارت بعدها في شوارع الشارع الخامس Fifth Avenue وبارك اڤنيوا وليكسينتون اڤنيو منتهيه في احد اشهر معالم نيويورك جراند سينترال.

هتف المتظاهرون ضد الاحتلال الصهيوني وجرائمه ومجازره اليوميه التي يرتكبها يوميا ضد المدنيين الفلسطينيين، كما هتف المتظاهرون بالتحية والصمود لشعب فلسطين في رفح والتي تعرضت بالأمس لأبشع هجوم صهيوني بربري راح ضحيته العشرات من المدنيين بالاضافه لغزه العزه وفلسطين مجملا.

من ضمن الهتافات؛

– شمال يمين فلسطين ستتحرر

– المستوطنين، قفوا عن جرائمكم وعودوا لاوطانكم

– من الميه للميه فلسطين ستكون حره – عربيه

– لا لسلام في فلسطين مع سرقه الأراضي والجرائم ضد الانسانيه والتي ترتكب يوميا من الصهاينه

– فلسطين حره حره – لا لجرائم الصهيونيه

– الاحتلال والجرائم يجب ان تقف

– غزه غزه ، قولوها بصوت عال ، لا لا للصهيونيه

– إسرائيل ممكن أن تختبأ، ولكن العالم يري جرائمها

كما صرح ماهر عبدالقادر، القيادي في الكونغرس الفلسطيني الأمريكي أنه ورغم تصريحات النتن ياهو المتكرره ان لا بد لإسرائيل ان تنتصر وتصميمه على خوض معركة رفح وارتكاب المزيد من المجازر والإبادات الجماعيه حيث يقطن الان اكثر من ١.٤ مليون مهجر فلسطيني، فهو لا يفعل ذلك فقط من أجل بقائه السياسي؛ لأن استمرار الحرب يضمن عدم محاكمته ويدفع بالانتخابات المبكرة إلى الوراء، مستندا إلى قاعدته اليمينية المتطرفه.

يُضاف إلى ما سبق أن مصر وفق صحيفة “وول ستريت جورنال” هددت بتعليق معاهدة السلام بينها وبين إسرائيل إذا مضت إسرائيل في مخططها واحتماليه تهجير الفلسطينيين إلي سيناء وهو أمر مرفوض من مصر ويعتبر خطا أحمر.

الأمر الآخر أن الإسرائيليون انقسموا حول التعامل مع هذا الأمر حيث اعتبروه خطرًا حقيقيا يجب أخذه في الاعتبار واحتمال كبير ان إدارة بايدن تعبره اهتماما كبيرا لأنها كانت تعمل قبل 7 أكتوبر، ولا تزال بعده، من أجل دمج إسرائيل في المنطقة عبر تطبيع العلاقات السعودية الإسرائيلية، ضمن مخطط أكبر.

 

لا شك أن الكيان الصهيوني جعل أهل غزة العزة يعيشون في جهنم بكل ما تعنيه الكلمة، هذا رغم أن محكمة لاهاي ومجلس الأمن لا زالا يتداولان وقف حرب الإبادة التي ترتكبها إسرائيل مقرونه بعدم استجابة حكومة نتنياهو لما طلبته محكمة العدل الدولية.

رغم الألم والحصار والقتل والتشريد إلا أن القضية الفلسطينية عادت إلى الصدارة عالميًا، والأحداث وجرائم الاحتلال اظهرت ان قضية فلسطين قضيه عادلة وأنها  تتعلق بحق شعب واقع تحت الاحتلال منذ ٧٦ سنه ومن حقه ان يقرر مصيره بالحريه وبدوله مستقله.

إن الاحتلال الصهيوني – إسرائيل يتحمل بشكل كامل مسؤولية كل أعمال العنف التي تندلع في منطقه الشرق الأوسط كونه اطول واعنف واسوأ احتلال عرفه التاريخ المعاصر.

المظاهرات العارمة والشبه يوميه في الغرب وخاصة أمريكا تعتبر تطورًا مميزًا  فاجأ كل المراقبين كونه وجها من وجوه تغير الدعم الشعبي لإسرائيل في الغرب خاصه الولايات المتحدة، خاصة بين فئة الشباب الذين باتوا يدعمون الشعب الفلسطيني وبشكل متزايد.

وهذا الأمر ليس بالجديد تماما.

قبل أشهر قليلة من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، كتبت مجلة “فورين بوليسي” الأميركية تقريرا، يشير إلى أن الدعم الشعبي لإسرائيل في الولايات المتحدة يتراجع على نحو مطرد.

في المقابل، فإن التعاطف مع الفلسطينيين آخذ في الارتفاع.

أما مجلة “نيوزويك” فقد اعتبرت أن دعم فلسطين بين الأميركيين ارتفع إلى مستويات قياسية في السنوات الأخيرة، مع اعتبار الكثيرين منهم الاحتلال الإسرائيلي “اجرام وتطهير عرقي”.

ومع اندلاع الحرب الاخيره بعد السابع من أكتوبر، غرقت منصات التواصل الاجتماعي في العالم وخاصه الولايات المتحدة بمقاطع فيديو تظهر مظاهرات داعمة لفلسطين في حرم الجامعات العريقه كهارفارد وكولومبيا وبينسيلڤانيا و…وغالبيه مراكز المدن الاساسيه الامريكيه ، حيث رفعت رموزا نضاليه للفلسطينيين مثل الكوفية وعلم فلسطين، ويردد كثيرون شعار “فلسطين حرة”.

امريكا تشهد يوميا العشرات من المظاهرات المؤيده لفلسطين في مدن مختلفه أهمها كان في الرابع من نوفمبر لعام 2023 حيث تظاهر اكثر من 400 ألف شخص في العاصمة الأميركية واشنطن، وهي المظاهرة الأكبر الداعمة لفلسطين في تاريخ الولايات المتحدة.

الجيل Z جيل الشباب؛

وبحسب وكالة “رويترز”، فإن الجيل “Z” أو جيل الألفية أكثر تشككا إزاء السياسة الإسرائيلية نحو الفلسطينيين بما يفوق الأجيال الأكبر عمرا.

ويظهر استطلاع للرأي أجرته “رويترز” بالتعاون مع “إبسوس”، أواخر أكتوبر الماضي، أي بعد أسابيع من اندلاع الحرب أن 34 % من الأميركيين الذين تتراوح أعمارهم بين 18-39 عاما، يعتقدون أن حماس هي سبب الحرب، بينما تصل النسبة إلى 58 % لدى الذين تزيد أعمارهم على 40 عاما.

وحظيت إسرائيل، تاريخيا، بدعم شعبي كبير في الولايات المتحدة، وظل هذا الأمر مستمرا حتى بعد اندلاع الحرب الأخيرة، إذ قال نحو ثلثي المشاركين في استطلاع نشرته الإذاعة الوطنية الأميركية أن واشنطن يجب أن تدعم إسرائيل في حربها على غزة، لكن للشباب الأمريكي رأي آخر مخالف.

ويقول موقع “ذا نيشين” الأميركي إن هناك نسبة متزايدة من الأميركيين الشباب تتعاطف مع الفلسطينيين، لأنهم يرون تشابها بين حركة العدالة الأميركية مثل “حياة السود مهمة والفلسطينيين الذين يتعرضون للقمع الممنهج من قبل الحكومة الإسرائيلية”.

ويريد الشباب أن يشعروا وكأنهم يفعلون شيئا مفيدا للإنسانية، مثل قضايا العدالة الاجتماعية.

ويقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة سان دييغو بولاية كاليفورنيا، جوناثان غراوبارت: “هناك انفتاح كبير على انتقاد إسرائيل في امريكا وهناك حتى انفتاح على مناهضة الأمريكي”.

ويضيف أن انتقاد إسرائيل  كان مرفوضا اجتماعيا  ومن المحرمات قبل عده سنوات.

تاريخيا، كان الأميركيون يستهلكون الأخبار عبر عدد صغير من وسائل الإعلام الامريكيه العملاقه والتي تسيطر عليها المؤسسات الصهيونيه والمسيحيه المتصهينه والتي دوما تختار جانب إسرائيل في تغطية الصراع ولا تغطي او تذكر معاناة الفلسطينيين.

أما اليوم فقد بات الشباب الأميركي قادر على الوصول إلى أصوات أكثر تنوعا عبر منصات التواصل التي أظهرت أصوات فلسطينية وصلت إلى قلب أميركا مما زاد من تعاطف الشباب الأمريكي مع فلسطين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Exit mobile version