المرأءة المصرية على مر العصور و الأزمنة قد تميزت بالعطاء اللا محدود أيا كان مستواها الفكرى أو الاجتماعى، فمنهم من كانت حاملة البلاص، والأخرى حاملة الدكتوراة وكلاهما كانت أم أنجبت لبلدها عباقرة أضافوا لأسمها و لمكانتها الكثير، فالمرأءة المصرية الأم و الزوجة و الأخت و الأبنة قد كانت لها ولا تزال الكثير من البصمات القوية والواضحة، حيث كانت ولازالت و سوف تظل وراء كل إنسان ناجح و من ثم فإن المجتع كان ينحنى لها إجلالا وإحتراما للعطاء المتميز الذى كان سمة لها على مر العصور و قد سجل التاريخ فى صفحات ناصعة مواقف تميزت فيها المرأءة المصرية بالذكاء و قوة التحمل و حب الوطن و تجسد ذلك فى كثير من المواقف و التى أسهمت بها و من خلالها فى تميز مصر على المستوى العالمى و قد شمل هذا التميز العديد من مجالات الحياة العلمية و الثقافية و الفنية و الرياضية .


غريبا على المجتمع المصرى أن تكون هناك أم عالمة أو فنانة أو ناشطة أجتماعية أو أستاذة جامعة أو وزيرة هذا من جانب و ربما من جانب آخر أن تكون سيدة بسيطة لم تحصل على قدر كاف من التعليم و لكنها تقوم على إدارة منزل أطلق المصريون عليها كلمة ( الحكومة ) يحمل فى سياقه دليلا على قدرة الأدارة و تحمل المسؤولية و ربما المصريون هم الشعب الوحيد فى العالم الذى يطلق غلى الزوجة كلمة حكومة لما لها من دلالات إننا هنا أمام شخصية فريدة فى العطاء و نحن نسعد بأن نقدم للقارئ المصرى و العربى سيدة حياتها كنموذج يحتوى و نعتز أن نرى منه الكثير فى مستقبل حياتنا و فى هذا التوقيت الحرج فنحن أحوج ما نكون أن نقدم و نبرز مثل هذه الشخصيات لتكون حافزا للأجيال أن تتعلم منها و تحاول أن تستفيد من تجربتها لتضيف الكثير من النقاط الإيجابية للأفراد و للمجتمعات نشعر بالفخر و الأعتزاز كجريدة أن نقدم هذا اللقاء للقارئ علنا نكون قد ساهمنا بإظهار الجوانب الخفية للشخصية النسائية المصرية أنها دعوة للأمل فى أوساط الشباب أن يفتح حواسه ليقرأ و يفهم و يعرف كيف أستطاعت سيدة أن تستمر فى هذا العطاء الرياضى فى مثل هذه السن ليكون حافزا مشجعا للشباب و خاصة فتيات و سيدات مصر أن يكون أيجابيا و يودع حياة الكسل و السلبية ربما يكون هذا النموذج هو نافذة أمل لهم على الصبر و التحدى من أجل هذا التميز إنها دعوة للأمل و إلى الحوار

س- أن الصورة الذهنية التى يعرفها العالم عن مصر تتجسد فى القوة الناعمة و هى كل ما يقدمه الإنسان المصرى من إبداع سواء فى مجال الفن أو الرياضة أو الثقافة أو التعليم، حضرتك تميزت فى مجال الرياضة و الفن هل لكى أن تتحدثى فى هذا السياق ؟

ج- أهلا بيك و أنا سعيدة بإجراء هذا الحوار، أنا أسمى نجوى يوسف غراب عمرى ٧١ عاما و لدى ٣ بنات و ٤ أحفاد و حفيدى الأكبر عمره ٢٥ عاما و أحفادى الآخرين ١٦ و ١٣ عاما ثم آخر العنقود حفيدتى ٣ سنوات و حاليا أنا على المعاش منذ حوالى ١١ عاما و كنت قبل ذلك أعمل مدرسة للغة الفرنسية و عند خروجى على المعاش رفضت الجلوس فى البيت وصممت على عمل شئ مفيد لى و أحبه فى نفس الوقت و هى رياضة السباحة و أيضا أنا أعشق فن الرسم بالزيت حيث درسة الرسم فى معهد ليورنالدو دافنشى و تخصصت فى موضوع الرسم فى شئ معين و هو رسم الخيول العربية الأصيلة حيث كان والدى رحمه الله لديه هواية تربية الخيول و تدريبها و بالذات الخيول العربية و كان رحمه الله ضابط بوليس فى عهد الملك و كان أيضا بطل دولى فى رياضة الفروسية و بما أننى كنت إبنته فكان يشرح لى كل شئ عن جمال الخيل العربى و أنا فى نفسى كنت أعشق ركوب الخيل و بعد وفاة والدى رحمه الله بدأت أتخصص فى رسم الخيول العربية الأصيلة و من هنا كانت البداية .

وبالنسبة للسباحة فقد كنت أهوى منذ الصغر رياضة السباحة و حصلت على العديد من البطولات المحلية و الدولية الفردية و تخصصت فى سباقى ٥٠ متر و ١٠٠ متر (back ) فليس كل سباح يستطيع أن يسبح fly أو free أو back
وبالنسبة لبطولة الأساتذة أو بطولة العالم لهذا العام فهى تعتبر ثالث بطولة عالم لى و من المعروف أن الذى يشترك فى بطولة العالم لا يقل عن ٩٠٠٠ سباح من جميع دول العالم و حصلت فى هذه البطولة على المركز الحادى عشر على العالم و لا أستطيع أن أوصف لك مدى سعادتى بفوزى بهذا المركز حيث أن سعادتى بكمن بأننى مصرية حصلت على هدا المركز فى هذا السن وسط عمالقة من السباحين و سعادتى لا توصف إن ذكر فى البطولة أننى من مصر و أنا أفتخر أننى مصرية و أحب بلدى بشدة .

ولكى أصل لهذا المستوى فكنت أتحمل مصاريف كبيرة كنت اتحملها لوحدى من جيبى الخاص و كنت سعيدة بهذا وبالمناسبة كنت فى لقاء مع سعادة وزير الشباب و الرياضة فى مصر و قال لى تحبى مصر تعمل لكى إيه فقلت له معالى الوزير أنا مصر إدتنى أجمل أيام حياتى و هذا هو الوقت الذى أعطى لبلدى ولا أخذ منها و أشكرك جدا يكفى فرحتى و سعادتى أنهم قالوا عند تسليمى الميدالية أننى مصرية فهذا شئ كبير جدا .

وحصلت على أكثر من ٣٧ ميدالية دولية غير الميداليات بطولة العالم و كل بطولات فرنسا أدخل فيها أحصل دائما على المركز الثانى أو الثالث و الحمد لله هناك تقدير دائم من دولة فرنسا لى و أثناء حكم الرئيس المعزول محمد مرسى كنت أصر على السفر رغم كل التحديات و رغم أننى أعلم أنه ضد نشاط المرأءة و الحمد لله أن ثورة ٣٠ يونية جاءت و أنقذت مصر من خطر تقسيم الدولة على يد المتشددين .

س- ينظر العالم الخارجى للمرأءة العربية فى العالم العربى أنها لا تأخذ حقها هذا الكلام قد يكون فيه جزء من الحقيقة أو قد يكون فيه جزء من المبالغة و من فترة لأخرى نجد نجاحات كبيرة للمرأءة العربية بصفة عامة هل لكى أن تحكى لنا ما هى أسباب نجاحك و تميزك فى مجال رياضة؟

ج- رقم ١ للوصول لأى نجاحهى الثقافة فأنا أحب هواية القراءة خاصة الكتب الفرنسية و فى جميع المجالات ثم يأتى بعد ذلك الثقة فى النفس و الأرادة و العمل بنظام كل شخص فى مجاله فقد كنت أهتم جدا بالتدريبو الألتزام بموعيد التدريب يوميا حتى أصل لهذا المستوى أيضا تقدير قيمة الوقت و العمل بجد و بأجتهاد حيث أستيقظ يوميا الساعة ٦ صباحا و الساعة ٨ تماما استقل عربيتى و الساعة ٨،٤٥ أكون فى النادى الساعة ٩ صباحا أبدأ التمرين.

س- هل تتذكرى حده حصل لكى لا تستطيعى أن لا تنسية موقف أو موقفين فى حياتك ؟

ج- فى ثورة ٢٥ يناير لم تكن قد بدأت بعد و تلقيت دعوة للاشتراك فى بطولة الجمهورية فى فرنسا و دخلت هذه البطولة و كنت أول مرة أدخل هذه البطولة و حصلت على المركز الثانى على مستوى فرنسا كلها فى سباق ٥٠ متر حرة و عند تسلمى للميدالية قام كل الجمهور الموجود بالوقوف و التصفيق بحرارة لهذه المصرية تقديرا واحتراما لها، والتى حصلت على المركز الثانى على مستوى فرنسا ولن أنسى هذا المشهد طول حياتى و أخذت الميكروفون بعد تسليمى الميدالية و طلبت من الجمهور الفرنسى أن يدعو لمصر و هذا المشهد لن أنساه طول عمرى .

أنا آحب بلدى جدا و إنتمائى لمصر شديد جدا جدا وعند فتح حساب تحيا مصر كنت أول من تبرع لهذا الصندوق رغم أننى كنت على وشك السفر إلى الخارج لأحدى البطولات و كنت أحتاج للفلوس فى هذا التوقيت و لمن قلت بلدى أهم و شكرت الله عز وجل أننا فى مصر تخلصنا من نظام الأخوان الذى حاول تقسيم و تمزيق مصر بكل الطرق.

س- ما هى الرسالة التى توجهيها لشباب مصر ؟

ج- أنصح كل الشباب بأن يعمل بجد ومن غير العمل لا يوجد نتيجة فالعمل و العلم هو أساس تقدم الشعوب فكل شخص فى مجاله لابد أن يعمل ولا يعتمد على الغير لابد أن يعمل.

س- ما الذى فى أعتقادك تريه ينقص المرأءة المصرية ؟

ج- أقول للمرأءة المصرية نحن أذكى ناس نحن كمصريين من أذكا الناس فأرجوا أن نشغل هذا الذكاء أحسن أستغلال والمرأءة المصرية لا ينقصها أى ذكاء بل على العكس فهى إمرأءة ومثقفة جدا و أرجوا من المرأءة المصرية أن تقسم حياتها ووقتها حتى تستطيع أن تمارس كل هوايتها فالبيت له جزء و الهواية لها جزء و التعليم له جزء و الأولاد لهم جزء لكن لا أركز على شئ واحد .

الإنسان أبن البيئة و هى تفاعل عنصرى الزمان و المكان فلو طالعنا تاريخ الحضارة المصرية لوجدنا أنها كانت من أقدم الحضارات فى تاريخ البشرية و أننا أول شعب كانت له حكومة مدنية و لأننا بلد زراعى فالأنسان المصرى بطبيعته مرتبط بالأرض جغرافيا و بالسماء عقائديا و لقد شهدت المعابد و الآثار الكثير من هذه المعانى وكان التميز الذى أختصت به المرأءة و أيضا تعبير و ترجمة عن فكر وحكمة الرجل فالمجتمعات الناجحة أن يكون للمرأءة دور مميز و بصمة قوية و واضحة فالكثير من الشخصيات العامة و المؤثرة فى حياتنا سواء كان رجلا أو أمرأءة ظهروا ألى الحياة و أنجبتهم مصر و التى يشيد إليها دائما بأنها بلد ولادة قادرة على الأنجاب المتميز و كان الأحترام الذى أبدته المجتمعات البشرية تجه المرأءة هو سمة لحياة المصريين و نحن هنا أمام نموذج يجسد كل هذه المعانى حيث أننا بكل الفخر و التقدير و الأعجاب نقدم تجربة حياة لسيدة مصرية قد حققت الشئ الكبير و تفوقت فى المجال الرياضى و الحكمة تقول أن العقل السليم فى الجسم السليم بمعنى أن المجتمع الرياضى يكون أمامه فرص التفوق و التقدم بشكل يغرى و يعجب الآخرين و إن كنا نعيش هذه الأيام فجوى بين الأجيال أو أنفصال بينها قد كانت له أسباب متعددة لكننا فى محاولة لبث الثقة و زرع الأمل نود أن نقدم هذه الصورة الحية كتجربة باعثة على الأمل أن التفوق الرياضى قد حصلت صاحبته على ما تستحقه من تقدير عالمى لكننا لا ننس أيضل أن شعبنا و وطننا و شعبنا بمعنى مصر و المصريون قد تحدثت الدنيا عنهم بشكل أيجابى و مشرف و كانت تجربتها هدية من السماء لأن تفتح نفوس و عقول أجيال من الشباب قد يأست أو ضلت الطريق وأذا كان النجاح لا يأتى صدفة فأنه بالتأكيد يأتى لمن يستحقة و نحن فى الشرق أو فى مصر تحديدا يبدأ العد التنازلى لا أنشطة و حركة الأنسان عند يبلغ سن ال٦٠ و الذى نعرفه عادة مصطلح سن المعاش لكننا فى الغرب و هذا هو الجميل فى الأمر أن الحياة تبدأ بعد الستين و ضيفتنا هنا نسعد بأنها جسدت لنا هذا المعنى فهى تعتز و تفتخر بأنها تجاورت هذا السن بمراحل و لكنها تبدو دائما فى قمة التألق و العطاء و الأنفتاح فى الفكر حيث أنها أكدت بتفوقها أن العقل الأنسانى مثل البارشوت يعمل عندما يفتح
عزيزى القارئ أنها دعوة لأنفتاح و الأخلاقى من منطلق الرياضة حيث تدعوكم السيدة/ نجوى غراب لأن تشاركوها هذه الرحلة حيث تسعى من خلالها و نحن معها على أن نثير الهمة و ندعو الأمل فى وسط جيل الشباب و من حسن الحظ أننا تعودنا على مسؤولين و قادة رحلوا عنا و كانت الصحة هى الثمن بينما نعيش الآن مع رئيس رياضى وجه رسالة للأمة من خلال ظهوره فى وسائل الأعلام يمارس رياضضة بالدراجة و هى رسالة تؤكد للشعب أهمية أن يخلع ثوب الكسل و ينطلق للأمام بروح رياضية عزيزى القارئ يسعدنا أن تشاركنا هذه الرحلة مع السيدة/ نجوى غراب لنتأمل و نتعلم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Exit mobile version