ينتقد الديمقراطيون في الولايات المتحدة الأمريكية ما يُعرف باسم “الأموال المنظمة” والتي تظهر على الساحة خلال فترة الانتخابات الرئاسية.

وبالرغم من انتقاد الديمقراطيون لهذا النوع من التمويل إلا أنه لا يمكن إنكار أن هذا النوع من التمويل مكّن الرئيس الحالي جو بايدن على ما يبدو من الفوز في الرئاسة قبل 4 أعوام وفق بعض الادعاءات.

فقد أطل من جديد هذا الملف بعدما كشف تحقيق نشرته شبكة CNN عن أكبر المانحين لبايدن، وهما زوجان يدعوان جيمس ماكلاف وإميلي بيرغر، ويملكان شركة تجارية تدعى “جين ستريت”، مختصة بمجال الذكاء الاصطناعي وتداول العملة المشفرة.

وبينت المعلومات أن الزوجين تبرعا عام 2022 إلى ” Future Forward PAC”، وهي لجنة العمل السياسي الكبرى الأساسية التي تدعم بايدن، حيث كان ثاني أكبر تبرع يقدم للجنة.

وأظهرت السجلات الضريبية، والتي لم يتم الإبلاغ عنها سابقاً، أن منظمة “BEMC 4 Association” وهي منظمة غير ربحية يديرها الزوجان، قد قدمت 7.2 مليون دولار لشركة ” Future Forward PAC” في عام 2022، وهو العام الأخير الذي ظهرت فيه البيانات.

وهذا أكثر مما قدمته أي مجموعة أخرى، ما عدا مركز سياسات المجتمع المفتوح المرتبط بجورج سوروس، والذي قدم 15.2 مليون دولار في ذلك العام، بحسب رويترز.

في حين أن منظمة ” Future Forward PAC” لا تكشف عن الجهات المانحة لها، فإن المنظمات غير الربحية الأخرى التي تقدم لها الأموال تقوم بالإبلاغ عن تلك المساهمات.

ورغم أن ماكلاف وزوجته لا يتمتعان بشهرة عامة كبيرة، فإنهما كانا يعملان بهدوء على زيادة إنفاقهما السياسي.

كبار المانحين

وأظهرت السجلات أن الزوجين تبرعا بأكثر من مليون دولار إجمالاً في السنوات الأخيرة لمجموعة واسعة من مجموعات الحزب الديمقراطي الأخرى والمرشحين في الانتخابات الفيدرالية وانتخابات الولايات.

 

كما أصبحا من كبار المانحين للتقدميين مثل قاضية المحكمة العليا في ولاية ويسكونسن جانيت بروتاسيويتز ومانهاتن دي إيه ألفين براج.

والشركة التي يملكانها “جين ستريت” كانت لاعباً مهماً في تداول العملات المشفرة، وأظهر ماكلاف اهتماماً بسياسات العملات المشفرة التي تتبعها الحكومة الفيدرالية.

وفي عام 2022، كتب خطاباً إلى لجنة الأوراق المالية والبورصات يحث فيها الجهة التنظيمية على السماح بإدراج صندوق بيتكوين في شركة تابعة لبورصة نيويورك.

مجموعات ذات ميول يسارية

بالإضافة إلى دعم ” Future Forward PAC”، قدمت منظمة “BEMC 4 Association” غير الربحية التي يملكها الزوجان أيضاً 7 ملايين دولار أخرى في عام 2022 لمركز معلومات الناخبين، وهي مجموعة تعمل على تشجيع الشباب والنساء والأقليات على التصويت ويديرها ناشط سياسي ديمقراطي سابق.

كذلك قدمت تبرعات أصغر لمجموعتين أخريين ذات ميول يسارية، بحسب CNN.

وليس من الواضح ما إذا كان الزوجان أو مؤسستهما غير الربحية قد قدمتا تبرعات إضافية إلى ” Future Forward PAC” العام الماضي ولن يُطلب من مجموعتهما الإبلاغ عن المنح التي قدمتها في عام 2023 حتى بعد الانتخابات في نوفمبر المقبل، ولن تضطر إلى الإبلاغ عن المنح التي قدمتها في عام 2024 حتى نوفمبر 2025.

يذكر أن بايدن نفسه انتقد تأثير المال المظلم، ودعم التشريع الذي يلزم المنظمات التي تنفق الأموال على الانتخابات بالكشف عن كبار المانحين بسرعة أكبر.

ويُفترض، نظرياً، أن تحدّ قوانين تمويل الحملات الانتخابية من تأثير أموال ضخمة يقدّمها متبرعون بارزون في السياسة، لكن ثمة ثغرات كبرى في النظام استغلتها جماعات تدعم بايدن ومرشحين آخرين.

وأنفقت جماعات ديمقراطية، اعتمدت على “الأموال المظلمة” كلياً أو جزئياً، بشكل كبير على إعلانات مبكرة تهاجم ترامب في الانتخابات الماضية وذلك في ولايات محورية، مثل ميشيغان وبنسلفانيا وويسكونسن.

وبدأت تلك الجماعات إنفاقها، فيما كانت حملة بايدن تعاني لجمع الأموال، من أجل الانتخابات التمهيدية في الحزب الديمقراطي.

يشار إلى أن الأموال المظلمة في سياسة الولايات المتحدة تشير إلى الإنفاق السياسي للمنظمات غير الربحية التي لا يُطلب منها الإفصاح عن الجهات المانحة لها.

وتستطيع هذه المنظمات تلقي تبرعات غير محدودة من الشركات والأفراد والنقابات.

بهذه الطريقة، تستطيع الجهات المانحة أن تنفق الأموال للتأثير على الانتخابات، من دون أن يعرف الناخبون من أين أتت هذه الأموال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Exit mobile version