لا مناص من الاعتراف بأن النظام الايراني هو أکثر نظام دکتاتوري في العالم کان لأکثر من مرة قاب قوسين أو أدنى من السقوط ثم حدث ماقد حال دون ذلك، وفي کثير من الاحيان وبإعتراف مسٶولين في النظام نفسه يقرون بأن کل الاوضاع کانت ضدهم لکنهم خرجوا من المطب سالمين غير إنه يجب أن لا ننسى بأن قادة النظام کانوا ولازالوا يعتبرون کل خلاص لهم من السقوط والانهيار بأنها کانت”معجزة إلهية” کما يحلو لهم دائما.

کثيرة ومختلفة الحالات الخطيرة والحساسة التي واجهها هذا النظام والتي کانت في کثير من الاحيان تضعه على بعد خطوات من هاوية السقوط، ولکن يجب أن لا ننسى أيضا کيف إن هذا النظام کان يلجأ دائما الى الخداع والکذب والتمويه وحتى الاحتيال من أجل الحيلولة دون مواجهته للمصير الذي بإنتظاره، وکمثال على ذلك فإنه وخلال إنتفاضة عام 2009، التي شارکت فيها أعدادا کبيرة جدا قاربت الملايين، فإنه وخوفا من ذلك أمر قوات حرسه بالنزول بين المتظاهرين بالملابس المدنية والقيام بنشاطات وتحرکات مختلفة عن السياق العام بصورة تربك الخط والمسار العام للإنتفاضة، وهنا يجب أن لاننسى أيضا بأن النظام الايراني عندما قام بإسعاف نظام الاسد ورفده بخبراته القمعية الخبيثة في فض التظاهرات والالتفاف عليها، مع ضرورة أن نشير هنا بأن الشعب الايراني صار يعرف أساليب النظام ويلتف عليها وکثيرا ماتم مواجهة عملاء النظام من الحرس والباسيج وغيرهم أثناء التظاهرات وتم تلقينهم درسا وإخراجهم من التظاهرات قسرا.

کما إن النظام أيضا ومن أجل أن يواجه أوضاعه الداخلية المتوترة وتزايد مشاعر الرفض السائدة ضده وکذلك العزلة الدولية، بتقديم تنازلات لدول أخرى وصفها الشعب بالمعيبة والمخجلة من أجل أن يقف على قدميه ويتمکن من الاستمرار، وبطبيعة الحال، فإن ما قد قام به النظام من اللجوء الى طرق ملتوية والعمليات الخداع والتمويه بالاضافة الى تماديه في ممارساته القمعية من أجل مواجهة التظاهرات والانتفاضات وکذلك سياسة تقديم التنازلات لأطراف خارجية من أجل الاستقواء بها بوجه الشعب الايراني وإجهاض إنتفاضاته، يبدو إنها قد وصلت الى آخر الخط ونهاية المطاف، بدليل إن الانتفاضة الاخيرة وعلى الرغم من إن النظام قد تمادى في تنويع ممارساته القمعية فيها ووأفرغ کل مابجعبته من حيل وخدع، لکنها مع ذلك إستمرت لأشهر، وهو الامر الذي کان بمثابة مفاجئة مميتة للنظام، ولذلك فإنه لايمکن التصور أبدا إن النظام لم يفکر بذلك وبعمق خصوصا وإنه يرى بأن الانتفاضات تشهد مدا تصاعديا من حيث درجة ومستوى الغضب والإصرار على المواجهة وعدم الخوف والتراجع أمام ممارساته القمعية.

النظام الايراني في کل ماقد قام به بوجه الانتفاضات الشعبية الغاضبة التي کان هدفها الواضح وضوح الشمس في النهار إسقاطه، يشبه ذلك الذي يلعب لعبة الروليت الروسية وذلك بوضع رصاصة واحدة في المسدس والتناوب على الإطلاق حتى تأتي رصاصة الموت في رأس أحدهم، والنظام هنا يلعب الروليت مع نفسه وليس القدر، ويظهر جليا بأن فرص إطلاق المسدس مع عدم وجود الرصاصة، قد إنتهت تماما، وهذه المرة، أي في الانتفاضة الشعبية القادمة التي يترقبها النظام بقلب جزع يغمره الرعب، ستکون النهاية، نهاية لعبة الموت!

*نائب مدير مكتب المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في بريطانيا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Exit mobile version