بالرغم من اتباع الإدارة الأمريكية “لهجة حادة” خلال الفترة الأخيرة تجاه الدولة الإسرائيلية نتيجة حربها في غزة، إلا أن الدعم العسكري الأمريكي تجدد مرة أخرى.
وأعلنت صحيفة “واشنطن بوست”، الجمعة، موافقة إدارة الرئيس جو بايدن في الأيام الأخيرة، على نقل قنابل وطائرات مقاتلة بمليارات الدولارات إلى إسرائيل.
ويأتي هذا الدعم على الرغم من المؤشرات التي ظهرت في خطاب الاتحاد الذي ألقاه بايدن، والذي دل على تغيير في موقفه تجاه الحرب في غزة، ونفاد الصبر في البيت الأبيض تجاه سلوك الحكومة الإسرائيلية، وفق موقع “واللا”.
وحسب “واشنطن بوست”، فإن هذا التطور يؤكد أنه على الرغم من ظهور الخلافات بين الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن سلوك الحرب، فإن إدارة بايدن تعتبر عمليات نقل الأسلحة إلى إسرائيل “أمرا لا نقاش فيه”.
وقال مسؤول في البيت الأبيض: “لقد واصلنا دعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.. التقليل في المساعدات العسكرية لم يكن ضمن سياستنا”.
ويقول بعض الديمقراطيين، بما في ذلك حلفاء الرئيس بايدن، إن الحكومة الأمريكية تقع عليها مسؤولية “حجب الأسلحة” عن إسرائيل، مع عدم التزام الحكومة الإسرائيلية بالحد من الخسائر في صفوف المدنيين خلال عمليتها العسكرية المتوقعة في رفح، وتخفيف القيود المفروضة على المساعدات الإنسانية إلى القطاع، بحسب رويترز.
وقال السيناتور كريس فان هولين، الديمقراطي من ماري لاند، في مقابلة: “تحتاج إدارة بايدن إلى استخدام نفوذها بشكل فعال، ومن وجهة نظري، يجب أن تحصل على هذه الالتزامات الأساسية قبل إعطاء الضوء الأخضر لمزيد من القنابل لغزة”.
وكان بايدن قد طلب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إرسال فريق من المسؤولين الأمنيين إلى واشنطن هذا الأسبوع للاستماع إلى المقترحات الأمريكية للحد من إراقة الدماء.
وألغى نتنياهو الزيارة بعد أن رفضت أمريكا استخدام حق النقض ضد قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الذي دعا إلى وقف مؤقت لإطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن، لكنه لم يدن حماس.
ولم يثن الخلاف العلني المتزايد بايدن عن إرسال الأسلحة والمعدات العسكرية إلى الصراع. وقال مسؤولون أمريكيون إن وزارة الخارجية سمحت، الأسبوع الماضي، بنقل 25 طائرة مقاتلة ومحركات من طراز F-35A تبلغ قيمتها حوالي 2.5 مليار دولار.
كما تمت، هذا الأسبوع، الموافقة على نقل قنابل من نوع MK84 وMK82.
هذه القنابل التي يبلغ وزن الواحدة منها 900 كغ، والقادرة على تسوية مبان وترك حفر في الأرض بعرض 40 قدما أو أكبر، لم تعد تستخدم أبدا من قبل الجيوش الغربية في المواقع المكتظة بالسكان بسبب خطر وقوع إصابات بين المدنيين، وفقا لـ”واشنطن بوست”.
وقد استخدمتها إسرائيل على نطاق واسع في غزة، حسب عدة تقارير، وعلى الأخص في قصف مخيم جباليا للاجئين في غزة في 31 أكتوبر.