بقلم: ماهر عبدالقادر- نيويورك
يبدو أن حرب الظل بين إسرائيل وإيران قد انتهت بعد رد مباشر يعد الأول من نوعه لإيران والذي استهدف الليلة الماضية عدة مدن وقواعد إسرائيلية.
تعتبر هذه هي المرة الأولى التي تشن فيها إيران هجوما مباشرا على إسرائيل، وبذلك، فإنها تحطم عتبة الصراع السابقة في الحرب الطويلة الأمد بين إسرائيل وإيران، والتي كانت تدار بالوكالة من خلال حلفاء ايران في المنطقة، مما يخرج ايران من الظل إلى النور في حربها ضد الكيان الصهيوني.
وفي أحسن الأحوال ومن المؤكد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نجح بضربه سفارة ايران في سوريا من اجل تخفيف عزلته الدولية والانتقادات الحادة له في حربه المدمرة في غزة، حيث بدأ العالم يركز على ايران- اسرائيل، هذا كان واضحاً في رسائل الشجب الأوروبية والامريكية للهجوم الإيراني ضد الكيان الصهيوني.
نعم، نتنياهو كسب المعركة الاعلامية في الأيام السابقه وفرض تعتيماً شديداً على الخسائر التي سببتها الضربة الايرانية، وايران كسبت كبريائها حين تصدت لإسرائيل وأمريكا وردت بمئات الصواريخ والتي وصلت عمق هذا الكيان الصهيونى وضربت أكثر وأكبر قاعدة حربية لاسرائيل وهي القاعدة التي تحوي طائرات إف ٣٥ .
امريكا تنفست الصعداء حيث أعلنت فشل الحملة الايرانية مدعية انها لم تتسبب في خسائر وبدأت ضغوطها على اسرائيل بعدم الرد أو التصعيد.
الديبلوماسية الامريكية اثبت مرة آخرى انها غير مهتمة بمعاناة الفلسطينيين والحرب المدمرة على غزة والضفة واعلنت انها شاركت في الدفاع عن اسرائيل، وطلبت من الدول السبع الأكثر غناءً في العالم عقد اجتماع وشجب ايران ودعم إسرائيل. هذا المستوي من التدخل لم تستعمله أمريكا وحلفائها لوقف المذبحة والحرب المدمرة التي تمارسها اسرائيل ضد شعب فلسطين.
الضربة الانتقامية إلايرانية انجاز إيراني مميز، والادعاء بصد الهجوم يعد “إنجازا إسرائيليا” حسب ادعاء الولايات المتحدة، رغم ان الإعلام الأمريكي نشر ان أمريكا أسقطت فقط ثلاثة صواريخ وليس كما نشر 99%.
قصف السفارة الايرانية ورد ايران أبعد الأنظار عن الحرب في غزة واعادت بعض التعاطف الأمريكي والأوروبي مع الكيان الصهيونى.
انتهاء الهجوم الإيراني المكثف على إسرائيل بمئات الطائرات بدون طيار وصواريخ كروز والصواريخ الباليستية، في الساعات الأولى من صباح الأحد بأقل قدر من الأضرار حسب الاعلام الأمريكي – الاسرائيلي، أحد أسبابه راجع إلى القدرات العملياتية المذهلة التي قدمتها امريكا وبريطانيا للكيان الصهيونى بإسقاط بعض الصواريخ والطيارات دون طيار قبل ان تصل للعمق الاسرائيلي ” بالاضافة للحملة الاعلامية المساندة للكيان .
صد الهجوم الإيراني مشكوك فيه ولكن ان حصل فهو إنجاز أمريكي بريطاني إسرائيلي كبير، وامكانية انتقام إسرائيل من شأنه أن يخاطر بحرب إقليمية شاملة وهذا ما ترفضه امريكا، إن “إسرائيل، التي تتمتع بلحظة نادرة من الدعم الدولي، تدرس الآن كيفية الرد، بينما يضغط الرئيس الأمريكي جو بايدن بشدة على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للامتناع عن شن ضربة جوية على إيران”.
لقد نجح نتنياهو في تحويل النظر عن حرب الإبادة التي يمارسها في غزة الي تعاطف غربي معه من أجل وقف التهديدات الايرانية وحلفائها في المنطقة.
وتستمر الحرب في قطاع غزة لليوم 191، وأعلنت وزارة الصحة التابعة لـ«حماس»، الأحد، ارتفاع الحصيلة في قطاع غزة إلى 33729 شهيدا منذ بدء الحرب بين إسرائيل والحركة في 7 أكتوبر (تشرين الأول). وأفاد بيان للوزارة بأنه خلال 24 ساعة حتى صباح الأحد، استشهد 43 شخصاً، فيما ارتفع عدد المصابين إلى 76371.
ماهر عبد القادر , نيويورك
Maher Abdelqader, New York