وكالات

في ظل انتشار شعبية حزب “البديل من أجل ألمانيا” AFD اليميني الشعبوي، داخل المجتمع الألماني، اختلفت طرق استقبال الجماهير لهذه الفكرة ما بين تجاهل الحزب أم الإفصاح عن سياساته.

استضاف برنامج سياسي على القناة الألمانية ARD، الأحد، تينو كاروبالا، الرئيس المشارك لحزب البديل من أجل ألمانيا، حيث تم إعطاءه مساحة كبيرة لتقديم نفسه على أنه شخصية سياسية ودودة تتسم بحسن النية.

وخلال البرنامج، نفى كروبالا علمه بوجود أعضاء داخل حزبه يتقاضون أموالًا من روسيا وبانتهاج الحزب نهجًا عنصريًا معاديًا للمرأة والأجانب.

وأسفر عن البرنامج موجة غضب عارمة داخل أوساط الإعلام التقليدي في البلاد، حيث أثار مجددًا الجدل حول التعامل الإعلامي مع سياسيين من أحزاب اليمين المتطرف خاصة مع تنامي شعبية حزب البديل الذي بات، بحسب استطلاعات الرأي، ثاني أقوى حزب في ألمانيا متقدمًا على الحزب الديمقراطي الاشتراكي SPD الذي ينتمي إلى طيف يسار الوسط بزعامة المستشار أولاف شولتز.

وأكد مراقبون أن وسائل الإعلام في أغلب الأحيان ما تقوم بإجراء مقابلات مع سياسيين معتدلين من حزب “البديل” مثل كاروبالا، في حين يسلكون نهجًا مختلفًا عند التعامل مع السياسيين المتطرفين في الحزب مثل المرشح الرئيسي لحزب البديل لانتخابات البرلمان الأوروبي،Krah Maximilian، أو بيورن هوكه، رئيس فرع الحزب بولاية تورينجن؛ إذ تفضل وسائل الإعلام التحدث عنهم وليس التحدث معهم.

ففي مطلع أبريل الجاري، ظهر هوكه في مناظرة تلفزيونية مع ماريو، زعيم الحزب الديمقراطي المسيحي CDU في ولاية تورينجن، قبل أشهر من انتخابات الولاية، تلك المناظرة التي استمرت لأكثر من ساعة على الرغم من تحديد وقتها مُسبقًا بـ 45 دقيقة فقط.

وكانت مجلة Der Spiegel الأسبوعية قد حذرت عقب إذاعة المناظرة قائلة “بالطبع، بعد ظهور إعالمي استمر لأكثر من 71 دقيقة، سيظهر هوكه وكأنه شخصية طبيعية مقبولة اجتماعيًا للكثيرين مقارنة بالسابق”.

إلا أن أستاذ العلوم السياسية في جامعة “بوخوم”،Lembcke Oliver، لا يتفق في هذا الرأي، حيث يرى أن “سياسة الرفض والتهميش وترديد نفس عبارات الشيطنة بحق بيورن هوكه ستؤدي إلى خلق صورة للسياسي الشعبوي وكأنه الساحر أو سيد الظالم”.

في حين أشارت رابطة” الصحفيين الألمان DJV”، والتي تعد من أكبر المنظمات الصحفية الأوروبية، أنه يجب على وسائل الإعلام أن تُعدّل من وصفها للحزب بالـ”بديل” عندما يتم تصنيفه باعتباره “يميني متطرف” من قبل مكتب حماية الدستور (جهاز الاستخبارات الداخلية).

يُذكر أن 3 ولايات من أصل 16 ولاية قررت تصنيف الحزب باعتباره “يمينيًا متطرفًا”.

وكانت Brenner Ottoالممولة بشكل رئيسي من “اتحاد نقابات عمال الصلب” في ألمانيا قد قامت بإجراء بحث بين عامي 2017 و2018 عن التحدي الذي يشكله حزب “البديل” على الخطاب السياسي في البلاد.

ونقلت الدراسة عن الخبير الإعلامي بيرند جيبلر، قوله إنه يرفض الإقصاء الشامل للسياسيين اليمينيين المتطرف ين، إلا أنه قال إن هذا الأمر لا يعني “السماح بمشاركة سياسيي حزب البديل في كافة البرامج التليفزيونية أو إجراء مقابلات صحفية وتلفزيونية معهم على غرار السياسيين الآخرين”، مضيفًا أنه يمكن السماح لسياسيين من حزب “البديل” بالتحدث في البرامج التلفزيونية أو الإذاعية التي تتناول القضايا المثارة داخل البرلمان.

كما أكد الخبير الإعلامي جيبلر إنه ليس هناك حاجة “إلى وجود صحافة مخصصة لحزب البديل، لأن الحزب ليس سوى تحد جديد لإعادة النظر في القيم القديمة للصحافة وأدواتها الكلاسيكية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Exit mobile version