وكالات
يثير قمع احتجاجات الجامعات الأمريكية، تساؤلات حول كيفية تأثير ذلك في فرص إعادة انتخاب الرئيس الأمريكي جو بايدن في ظل غضب الطلاب والشباب منه، وهي الفئة التي تعد تقليدياً أقرب للديمقراطيين في مواجهة الجمهوريين.
وبصرف النظر عن حرب غزة وقمع احتجاجات الطلاب، فيبدو أن الناخبين الأصغر سناً لا يحبون جو بايدن كثيراً، وفي المقابل، تقول أعداد متزايدة من الناخبين الشباب لمنظمي الاستطلاعات إنهم يدعمون دونالد ترامب، حسب ما ورد في تقرير لصحيفة the Times البريطانية.
وقد يزيد قمع احتجاجات الجامعات الأمريكية المناهضة للحرب على غزة الطين بلة بالنسبة لبايدن، الذي كان يواجه في الأصل مشكلة بسبب الحرب مع الشباب، إذ أصبح قمع احتجاجات الجامعات الأمريكية، عبئاً سياسياً على جو بايدن والديمقراطيين، وتثير الانقسامات داخل الحزب الذي ينظر له تقليدياً باعتباره حزب الشباب والأقليات.
تحذيرات الخبراء من تأثير قمع الاحتجاجات على فرص بايدن بالانتخابات
ومنذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة، والتي قابلها بايدن بدعم كبير لإسرائيل، حيث ساهم في تمويل وتسليح حرب الجيش الإسرائيلي على غزة التي أدت لمقتل أكثر من 34 ألف فلسطيني، أصبح الرئيس الأمريكي محط انتقادات الشباب بشكل متزايد.
وحذّر خبراء من أن سياسات جو بايدن والديمقراطيين تجاه إسرائيل، والتي دفعت آلاف الطلاب في جميع أنحاء البلاد للاحتجاج، يمكن أن تؤثر على تصويت الشباب لصالحه وتضر بفرص إعادة انتخابه، في انتخابات من المتوقع أن تكون نتائجها متقاربة، حسب ما ورد في تقرير لصحيفة the Guardian البريطانية.
وتظهر استطلاعات الرأي أن دعم الشباب الأمريكيين لبايدن قد تراجع منذ عام 2020، ومن المتوقع أن يزداد سخط الشباب عليه بعد عملية قمع احتجاجات الطلاب في الجامعات التي يبدو أنها تمت بشكل كبير عبر تغطية من إدارة بايدن، وسط تقارير عن اعتقال أكثر من 1600 شخص أغلبهم من الطلاب، إضافة لتفكيك العديد من معسكرات الاعتصام الرافضة للحرب بالقوة.
فقبل أقل من 4 أشهر من الانتخابات، يسير بايدن على خط رفيع للغاية بين إدانة الاحتجاجات وعدم تنفير الناخبين الشباب التقدميين الذين يحتاجهم، حسب ما ورد في تقرير صحيفة The Financial Times.
وقالت منظمة “كلية الديمقراطيين الأمريكيين”، وهي منظمة طلابية تابعة للجنة الوطنية الديمقراطية، هذا الأسبوع، إنها تدعم إعادة انتخاب بايدن، لكنها أضافت أن الطلاب بشكل عام لديهم “الوضوح الأخلاقي لرؤية هذه الحرب على حقيقتها، إنها حرب مدمرة وغير عادلة وتمثل إبادة جماعية”.
احتمالات بخسارة بايدة في عدد من الولايات المتارجحة
ومع تأخر بايدن بفارق ضئيل عن ترامب في العديد من الولايات المتأرجحة الرئيسية، فإن الشباب والطلاب كتلة تصويتية لا يمكن للرئيس الأمريكي أن يتحمل خسارتها، وهو أمر تزداد احتمالاته مع قمع احتجاجات الجامعات الأمريكية.
وقد تكون نسبة الإقبال عنصراً أساسياً يحدد مصير بايدن في انتخابات نوفمبر 2024، نظراً لتفاني قاعدة ترامب، وهناك دلائل تشير إلى أن تعامل بايدن مع الوضع في غزة يكلفه الدعم بالفعل.
ففي ولاية ويسكونسن بشمال البلاد، التي فاز بها بايدن بفارق 21 ألف صوت فقط في عام 2020، صوت أكثر من 47 ألف شخص دون تحديد مرشح في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي في الولاية، احتجاجاً على دعم الحكومة لإسرائيل.
جاء ذلك بعد أن أدلى أكثر من 100 ألف ناخب في الانتخابات التمهيدية الديمقراطية في ميشيغان بأصواتهم لصالح خيار “غير الملتزمين”، وفاز بايدن بهذه الولاية بفارق 154 ألف صوت فقط قبل 4 سنوات
كما فاز بايدن في ولاية بنسلفانيا بهامش صغير مماثل، ويظهر متوسط استطلاعات الرأي أنه يتخلف حالياً عن ترامب في الولاية، وإن كان ذلك بأقل من نقطتين. ويعني ذلك أنه ربما أثارت الاحتجاجات في حرم جامعة بنسلفانيا وجامعة بيتسبرغ قلق حملة بايدن.
وفي أبريل 2024، وجد استطلاع أجرته جامعة هارفارد العريقة أن بايدن يتقدم على ترامب بثماني نقاط مئوية بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عاماً، بانخفاض عن تقدم بايدن بمقدار 23 نقطة في عام 2020.
وفي نفس الاستطلاع، قال 51% من الشباب الأمريكيين إنهم يؤيدون وقفاً دائماً لإطلاق النار في غزة، بينما قال 10% فقط إنهم يعارضون ذلك.
مثلما كانت المشاعر التي كشفت عنها جامعة هارفارد مثيرة للقلق بالنسبة لأرقام التصويت بالنسبة لبايدن، فقال ما يقرب من 60% من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عاماً إن البلاد “تسير على المسار الخطأ”، ويعتقد 9% فقط أن الأمور “تسير بشكل عام في الاتجاه الصحيح”.
حتى “حزب الديمقراطيين الأمريكيين” -وهي منظمة وسطية داعمة لبايدن- انتقدت الحزب الديمقراطي، حيث قالت في بيان يو الثلاثاء: “في كل يوم يفشل فيه الديمقراطيون في الوقوف متحدين من أجل وقف دائم لإطلاق النار وحل الدولتين والاعتراف بالدولة الفلسطينية، يجد المزيد والمزيد من الشباب أنفسهم يشعرون بخيبة أمل من الحزب”.
وقال جوناثان زيمرمان، أستاذ تاريخ التعليم في جامعة بنسلفانيا الأمريكية: “التهديد الحقيقي لبايدن هو أن الناخبين الأصغر سناً، وخاصة الناخبين من خريجي الجامعات، لن يصوتوا لصالحه في الانتخابات”.
وأضاف: “لم أكن أتوقع أن يصوت المتظاهرون في الجامعات اليوم لصالح ترامب، فلن يفعل أي منهم تقريباً. وهذا ليس الخطر هنا. الخطر أبسط بكثير: أنهم ببساطة لن يصوتوا”.
هل يتكرر ما حدث مع حرب فيتنام؟
وأثار قمع احتجاجات الجامعات الأمريكية، مقارنات مع الاحتجاجات ضد حرب فيتنام، التي خلقت خلفية ضارة لمؤتمر الحزب الديمقراطي في عام 1968، عندما أسقط الرئيس ليندون جونسون حملة إعادة انتخابه في مواجهة الاحتجاجات المناهضة للحرب فيتنام، وساعد ذلك في تمهيد الطريق لانتصار الجمهوري ريتشارد نيكسون على هيوبرت همفري في السباق إلى البيت الأبيض في وقت لاحق من ذلك العام، حسب تقرير صحيفة The Financial Times البريطانية.
ونمت حركة حقبة فيتنام إلى شيء أكبر بكثير من المظاهرات الحالية، على الرغم من اعتقال مئات الطلاب حتى الآن، إلا أن هناك أدلة على أن الحركة تنمو، ووفقاً لمجموعة طلاب وطنية من أجل العدالة في فلسطين، وهي مجموعة مناصرة، هناك أكثر من 50 معسكراً في الجامعات في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وفقاً لما ورد في تقرير الصحيفة البريطانية.
وبحسب رالف يونغ، أستاذ التاريخ في جامعة تمبل والذي ركز عمله على الحركات الاحتجاجية في الولايات المتحدة فإن “قمع احتجاجات الجامعات الأمريكية بشكل عنيف، لن يؤدي في الأساس إلى إخمادها، حيث سيؤدي ذلك إلى زيادة الاحتجاجات وتقويتها، لأنه بعد ذلك تصبح مسألة حرية تعبير”.
وإذا استمرت الاحتجاجات ضد سلوك إسرائيل -وضد قدرة بايدن أو رغبته في كبح إسرائيل- فقد يوفر ذلك ميزة لترامب.
الجمهوريون يحرضون على مزيد من القمع للاحتجاجات الطلابية
وتمنح الاضطرابات في الجامعات الجمهوريين مادة جديدة لشن هجمات خلال الحملات الانتخابية، حيث يحرضون بشكل سافر على قمع احتجاجات الجامعات الأمريكية بشكل أكبر.
وفي استطلاع للرأي أجرته مؤسسة غالوب في مارس، قال 71% من الجمهوريين إنهم يوافقون على “العمل العسكري الذي اتخذته إسرائيل في غزة”، مقارنة بـ36% فقط من الديمقراطيين.
ومؤخراً، أقر مجلس النواب مشروع قانوناً يوسع تعريف معاداة السامية لإنفاذ قوانين مكافحة التمييز، بدعم من أغلبية الحزبين، لكن عارضه 70 ديمقراطياً، كما عارضه 21 جمهورياً، في مؤشر يظهر كيف تقسم الأزمة الديمقراطيين.
ويستغل الجمهوريون الاضطرابات في الحرم الجامعي من نيويورك إلى كاليفورنيا، حيث يهاجمون جو بايدن لفشله في قمع الاحتجاجات على الحرب الإسرائيلية على غزة، ويصورون أمريكا على أنها تخرج عن نطاق السيطرة تحت قيادة الرئيس الأمريكي.
وانتقدت منظمة “كلية الديمقراطيين الأمريكيين”، وهي منظمة طلابية تابعة للجنة الوطنية الديمقراطية الجمهوريين بسبب “تشويه سمعة جميع المتظاهرين باعتبارهم بغيضين”، وكذلك استراتيجية “عناق الدب” التي ينتهجها بايدن تجاه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
أزمة الجامعات صرفت الانتباه عن محاكمة ترامب
كما أدت الاضطرابات، وما تبعها من قمع احتجاجات الجامعات الأمريكية، إلى صرف بعض الاهتمام عن محاكمة دونالد ترامب، الرئيس السابق والمرشح الجمهوري المفترض لانتخابات نوفمبر، بتهمة تزوير وثائق في الانتخابات الرئاسية.
وقال جون فيهيري، الخبير الاستراتيجي الجمهوري والمساعد السابق في الكونغرس: “كان الديمقراطيون يحاولون عقد قدر كبير من محاكمات ترامب هذه، لكن هذه المحاكمات باتت تحتل مقعداً خلفياً” في مواجهة الاحتجاجات، حسب قوله.
وأشاد ترامب بحملة قمع احتجاجات الجامعات الأمريكية، التي قامت بها الشرطة في نيويورك حيث قال: ” لقد جاءت الشرطة، وفي غضون ساعتين بالضبط انتهى كل شيء. لقد كان شيئاً جميلاً يستحق المشاهدة”، حسب تعبيره.
واستخدم الجمهوريين الاضطرابات لتصوير بايدن على أنه ضعيف وغير راغب في مواجهة منتقديه اليساريين أو الإدلاء بتعليقات عامة أكثر قوة حول هذا الموضوع.
وقال توم كوتون، السيناتور الجمهوري عن ولاية أركنساس، للصحفيين يوم الأربعاء: “يحتاج الرئيس بايدن إلى إدانة من وصفهم بـ”المتعاطفين مع حماس في الحرم الجامعي” دون مواربة بشأن خوض الإسرائيليين حرباً عادلة من أجل البقاء”، حسب زعمه.
وفيما يبدو أنه تحريض صريح على المحتجين؛ قال فيهيري إن مشكلة بايدن هي أن المتظاهرين لم يكونوا “خائفين” منه، إنه مثل الوالد الذي يحاول إقناع الأطفال بالهدوء من خلال إعطائهم المزيد من الحلوى، حسب وصفه.
وهرع مايك جونسون، رئيس مجلس النواب الجمهوري، إلى جامعة كولومبيا الأسبوع الماضي، في محاولة للإدلاء ببيان سياسي ضد المتظاهرين.
وقال كايل كونديك، المحلل في مركز السياسة بجامعة فيرجينيا: “لا يمكن أن يكون هناك سيناريو أفضل للجمهوريين من المتظاهرين اليساريين الذين يوصمون بالمتطرفين في الحرم الجامعي”. “إن هذا يلعب دوراً في روايتهم الأوسع للانتخابات، وهي أن ترامب سيأتي وينظف الفوضى”.
لكن ليس من المؤكد أن هجمات الجمهوريين على بايدن ستستمر، ولم تكن محاولاتهم السابقة لتصوير بايدن والديمقراطيين على أنهم ضعفاء فيما يتعلق بالقانون والنظام خلال سباق البيت الأبيض لعام 2020 وانتخابات التجديد النصفي لعام 2022 فعالة بشكل خاص، حيث انتهى الأمر بظهور قضايا أخرى أكثر أهمية.
علاوة على ذلك، اتهم الديمقراطيون الجمهوريين بالنفاق، مشيرين إلى أن العديد منهم دافعوا عن هجمات 6 يناير على مبنى الكابيتول الأمريكي في عام 2021. كما لاحظوا في تعليق ترامب بأن هناك “أشخاصاً طيبين للغاية على كلا الجانبين” في مسيرة العنصريين البيض، في شارلوتسفيل، فيرجينيا، عام 2017.
وقال كونديك إنه على الرغم من أن احتجاجات الجامعات كانت قضية “مريحة” أكثر للجمهوريين، إلا أن توقعاته بشأن اقتراب موعد الانتخابات لم تتغير.
ووفقاً لمتوسط استطلاعات الرأي الوطنية FiveThirtyEight، يتمتع ترامب بتفوق بنسبة 0.8% على بايدن.
الناخبون الشباب لا يحبون بايدن بصرف النظر عن حرب غزة
وبصرف النظر عن فقدان بايدن لثقة الطلاب والشباب بسبب حرب غزة، وقمع احتجاجات الجامعات الأمريكية، ولكن هذه الفئة تبدو أنها تنفر تقليدياً من الرئيس الأمريكي الحالي رغم محاولاته لاجتذابهم، وفقاً لتقرير صحيفة the Times.
وتقول أعداد متزايدة من الناخبين الشباب لمنظمي الاستطلاعات إنهم يدعمون دونالد ترامب.
كان الرئيس البالغ من العمر 81 عاماً يكافح بالفعل لإلهام الجيل Z وسط انتشار الميمات على وسائل التواصل الاجتماعي حول سلوكه المراوغ، ولكن يبدو أن نهجه في الحرب بين إسرائيل وحماس قد جعل دعم الشباب يتراجع أكثر.
وأظهر استطلاع أجرته شبكة “CNN” في نهاية الأسبوع أن بايدن يتخلف عن ترامب بين الشباب الذين تقل أعمارهم عن 35 عاماً بهامش 51 إلى 40%.
ويعكس هذا تقدم ترامب بمقدار 18 نقطة بين أولئك الذين تقل أعمارهم عن 30 عاماً في استطلاع أجرته شبكة فوكس نيوز في منتصف مارس، وهذا الاتجاه مثير للقلق بشكل خاص بالنسبة للديمقراطيين، لأن الناخبين الشباب كانوا حاسمين في فوز بايدن في عام 2020، حينما أظهرت استطلاعات الرأي أنهم كانوا يدعمونه على ترامب بنسبة 59 إلى 35%.
ومنذ وصوله إلى السلطة، حاول بايدن جذب أصوات الشباب من خلال التعهد بإلغاء ديون القروض الطلابية الفيدرالية، لكن تحركات إدارته لإلغاء ديون 4 ملايين مقترض كانت أقل بكثير من التوقعات، حيث أبطلت المحكمة العليا بسبب القضاة المحافظين الذين عينهم ترامب خطة لإعفاء 16 مليون طالب في عام 2022 من قروض الطلاب، ونفذت إدارة بايدن خططاً أقل حجماً.
الشابات تدعم بايدن والشباب يؤيدون ترامب
ومن المرجح أن تدعم الشابات بايدن أكثر بكثير من الشباب الذكور، ويرجع ذلك جزئياً إلى تحرك آخر اتخذته المحكمة العليا لإلغاء حكم رو ضد وايد، وهو الحكم الصادر عام 1973 والذي ضمن الحق في الوصول إلى الإجهاض، لقد أصبح الإجهاض صرخة حاشدة كبيرة في الجامعات، ولكن لا يبدو أنه يجذب الرجال بقدر ما يجذب الناخبات.
وهناك عامل آخر يلعب دوراً في الاختلاف بين الشباب على أساس الجنس، حيث تقول استطلاعات الرأي إن الشباب لا ينزعجون من أسلوب ترامب، ويجدون أن تحطيم المعتقدات التقليدية أكثر جاذبية.
وتلعب العوامل الاجتماعية والاقتصادية دوراً أيضاً. البحث في مخاوف الجيل Z يجد أنهم يشعرون بالتخلف عن الركب بسبب الاقتصاد الذي يعمل لصالح كبار السن، في حين يشعر العديد من الشباب البيض أن هناك تصحيحاً مبالغاً فيه ضدهم لإعطاء الأولوية للفرص للنساء والأقليات العرقية.
وكتب دانييل كوكس، مدير مركز استطلاعات الحياة الأمريكية في معهد أمريكان إنتربرايز، في Business Insider في يناير: “اليوم يعتقد ما يقرب من نصف الشباب أنهم يواجهون على الأقل بعض التمييز”.
وفي استطلاع أجرته منظمة الأبحاث PRRI عام 2020، وافق نصف الرجال على العبارة التالية: “يبدو أن المجتمع هذه الأيام يعاقب الرجال لمجرد تصرفهم مثل الرجال”.
ويتحدث دونالد ترامب مع هؤلاء الرجال، لكن بايدن لا يفعل ذلك.
هكذا يجذب ترامب حتى الشباب المناهض للحرب برسالة بسيطة
إضافة إلى تداعيات قمع احتجاجات الجامعات الأمريكية، تبدو مشكلة بايدن الرئيسية هي أنه لا يستطيع التحدث إلى الناخبين الشباب بشكل فعال، فهو لم يحاول قط أن يوجه إليهم خطاباً حول سياسته في غزة.
ويعرف فريقه أن دعم بايدن لإسرائيل أصبح بمثابة حائط صد بالنسبة إلى العديد من الأمريكيين الشباب، ولذلك فهم ببساطة يبقونه بعيداً عن الميكروفونات.
ويرى تقرير صحيفة the Times البريطانية أن هذا الوضع سوف يتغير بمجرد أن يكون لدى بايدن وقف لإطلاق النار للحديث عنه، إذا كان من الممكن تحقيقه، وعندها فقط يمكنه أن يأمل في محاولة عكس تيار التمرد في الحرم الجامعي ولامبالاة الناخبين.
في المقابل، يرى رالف يونغ: “إنه حتى إذا خسر بايدن 10% من أصوات الديمقراطيين، وحتى لو لم يذهب ذلك إلى ترامب، فأعتقد أن فرص إعادة انتخاب بايدن ضئيلة”، حسب ما نقلت عنه صحيفة the Guardian.
وأردف قائلاً: “كما أنه كلما طال أمد الأزمة، زاد تأثيرها”.
ولكن على الجانب الآخر، لدى ترامب رسالة بسيطة: أنه سيوقف كل الحروب. حيث يوجه الرئيس الأمريكي السابق رسالة مفادها أنه لم تكن حرب أوكرانيا ولا حرب غزة لتحدث في عهده، وأن بايدن غير قادر على إنهاء أي منهما، ومهما كانت هذه الرسالة بسيطة، إلا أنها تبدو ناجحة.