بقلم: أحمد محارم

الملايين الذين تابعوا المناظرة بين بايدن وترامب سواء من الداخل الأمريكى أو حول العالم وزيادة الاهتمام في هذه المرة لأسباب داخلية وخارجية فالعام يشهد هذا العام انتخابات في أوروبا واسيا وايران فضلا عن سباق الرياسة للوصول إلى البيت الابيض.

بغض النظر عن مستوى الاداء لكلهما ظل السؤال الذى طرح نفسه ويحتاج إلى اجابات واضحة ومقنعة.

امريكا صاحبة التاريخ العريق ورئيس مجلس ادارة العالم حيث اقوى اقتصاد وأضخم قوة عسكرية وقرابة ٤٠٠ مليون من السكان وعدد كبير من العلماء الحاصلين على جوائز نوبل في الاقتصاد والسياسة وعلوم وفنون عديدة.

هل وصل بها الحال أن يتوقف مستقبل شعبها عند هذا الاختيار الصعب بين من وصفوه بالسيء والآخر الأكثر سوءا.

ويبدو أن من يدير المشهد او صاحب المصلحة هدفه أن تكون الاختبارات منحصرة في أيا من كلاهما.

حيث لن يكون هناك فرق كبير بالنسبة لمن يدير المشهد عن ايهما سوف يفوز فكلا الرجلين بما لهما من ايجابيات او سلبيات سوف يكون هو رجل المرحلة وسيعمل من اجل تحقيق روية واهداف اللاعبين الكبار اصحاب المصالح الاقتصادية والسياسية.

اللوبي الصهيوني داخل إسرائيل وتقدمه منظمة ايباك والتي لديها ٣ ملايين عضو من اصحاب التأثير على اعضاء الكونجرس والاعلام وكبار المؤسسات الاقتصادية بل وامتد النفوذ الى الجامعات ومراكز الابحاث وقد لاحظنا خلال حرب إسرائيل على غزة ما الذى حدث مع اساتذة كبرى الجامعات الأمريكية والتحقيقات التي شملت رؤساء بعض هذه الجامعات.

مناظرة الأمس اظهرت ومع ميل الكفة لصالح ترامب إلا انها لم تخفى الحيرة لدى عدد كبير من المواطنين الأمريكيين.

هل هذه هي صورة الديمقراطية الأمريكية؟!

إذا كان ترامب يفتخر دوما بانه قادم من عالم الاقتصاد ومن ثم فان السياسة بالنسبة له ومن وجهة نظره أن تكون امريكا اولا والكل لابد أن يدفع فلا حماية مجانبة لاحد في فترة حكمه.

واما السياسة في حكم بايدن الضعيف ربما وصفها البعض بانها فن السفالة الأنيقة وقد ظهر ذلك كثيرا من خلال التصريحات والتصرفات خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

مفهوم الديمقراطية بهذا المستوى من الاداء جعل المواطن الأمريكي في حيرة وخجل وجعل العالم يعيد النظر في الصورة الذهنية التاريخية او التقليدية نحو المجتمع الأمريكي وفهمه الحديث للديمقراطية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Exit mobile version