بقلم: حسين عابديني – نائب مدير مكتب المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في بريطانيا

أمر مثير للسخرية أن تبادر ثمة أوساط سياسية وإعلامية غربية للإستبشار بإنتخاب مسعود بزشکيان لمنصب رئيس النظام والتعويل عليه لإحداث ثمة تغيير في سياسة ونهج النظام وفتحه الابواب من أجل عقد وإبرام ثمة صفقات تضع حدا للطريق المسدود الذي إنتهى إليه التفاوض بين بين الغرب والنظام.

من دون شك فإن خامنئي الذي يرى أن نظامه محاط من کل جانب بالمشاکل والازمات ويعاني من أوضاع صعبة جدا ويفتقد الخيارات الناجعة والفعالة لمواجهة هذه المرحلة، فإنه من جانبه يشعر بالفرح والسعادة عندما يجد إنه لازال هناك من يصدق بإمکانية التغيير من داخل النظام وتنطلي عليه لعبة الاعتدال الواهية، ولذلك فإنه سيقوم بتحريك بزشکيان من أجل ممارسة کل أنواع الکذب والخداع في سبيل عقد إتفاقات لصالح النظام ورفع أو تخفيف العقوبات.

طوال 4 ولايات رئاسية لکل من زاعمي الاعتدال محمد خاتمي وحسن روحاني، لم يملس العالم أي تغيير ولو ظاهري في النظام الايراني سوى إطلاق التصريحات البراقة والوعود الخيالية ولايبدو إن الغرب قد إتعظ وأخذ درسا من ذلك فعاد بعد کل مواسم الکذب والخداع التي مر بها مع هذا النظام، ليجد في بزشکيان الذي يبدو کالمتقلب بين مزاعم الاعتدال الواهية وبين أصل نهج النظام المتشدد في أعماقه والذي عبر عنه مرارا وتکرارا.

بزشکيان ليس إلا مجرد بيدق ودمية جديدة من دمى خامنئي والنظام، وهو وکما ستثبت الايام مکلف بأداء دور محدد من أجل مصلحة النظام ولاشئ غير ذلك، ولاسيما وإن الذي يجب أخذه بنظر الاعتبار والاهمية إن المحسوبين على تيار الاعتدال المزعوم في مجلس الشورى، صاروا أقلية لادور ولاتأثير لها، ولذلك فإن المساحة التي يمتلکها بزشکيان من أجل التحرك واللعب والتفاوض عليها مع الغرب، هي کالعادة مساحة طولها الکذب وعرضها الخداع وحاصل ضربهما في البعض ليس إلا السراب!

الاکثر إثارة للسخرية والتهکم إنه وفي الوقت الذي يستبشر الغرب خيرا بدفع بزشکيان لواجهة الرئاسة والتصور بأن النظام الايراني في طريقه لإبداء الليونة والتساهل، فإنه وفي هذا الوقت بالذات، وکما نقلت وکالة رويترز للأنباء فقد أظهرت صور الأقمار الصناعية الجديدة  “إنشاءات كبيرة” في موقعين رئيسيين للصواريخ الباليستية في إيران. قدر باحثان أمريكيان أن تطوير هذه المراكز هو زيادة إنتاج الصواريخ، بل وإن الاهم والاخطر من ذلك إن الوکالة المذکورة أضافت إن الاستنتاج أكده ثلاثة مسؤولين إيرانيين كبار تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم .

هذا إذا مأخذنا بنظر الاعتبار بأن تزود  إيران  المتمردين الحوثيين في اليمن وميليشيا حزب الله اللبنانية بالصواريخ.

ليس المهم بل إن الاهم لدى خامنئي والنظام الايراني هو بقاء وإستمرار النظام على نهجه وتکييف الاجواء الاقليمية والدولية المناسبة لضمان ذلك، ودور بزشکيان نفسه لايتعدى أو يخرج عن هذا الاطار!

والحقيقة هي أن نظام ولاية الفقيه يعيش ظروف الإطاحة به. ورئيسه الجديد لا يريد ولا يمكنه اتخاذ أدنى خطوة على طريق التغيير.

هذا النظام ليس لديه خيار في مواجهة خطر الانتفاضات الكبرى القادمة، ولا يستطيع مواجهة آثار تجرع كأس السم لهلاك إبراهيم رئيسي وضربته التي لا تعوض لاستراتيجية ولاية الفقيه، وبسبب تورطه في مستنقع الحرب في المنطقة، سيكون الخاسر الاستراتيجي لهذه الحرب، ولن يكون قادرا على مواجهة مشكلة الخلافة وانعدام المستقبل، وفي كل الأحوال، سيواجه الانتفاضة والإطاحة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Exit mobile version