بقلم: حسين عابديني – نائب مدير مكتب المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية

بعد مصرع ابراهيم رئيسي والذي شکل ضربة قاسية جدا للنظام الايراني ومن الصعب تعويضه، فإن النظام ومن خلال الانتخابات التي أجراها لإختيار خلف له، فإنه سعى لإيصال رسالة مفادها إن النظام بخير وإنه سيتخطى مصيبة فقدان رئيسي، وبذلك فإنه يثبت عمليا بأن کل مايقال ويشاع عن ضعفه وتراجعه وضعضعته مجرد کلام لايمکن أن ينطبق على ماهو عليه!

المثير للسخرية قبل أن يکون لافتا للنظر، إن هذا النظام وبعد الانتخابات التشريعية السابقة التي أجراها والتي سجلت أدنى نسبة مشارکة شعبية فيها، قام بإجراء الانتخابات الرئاسية التي أثبتت بأن حال الرفض والمقاطعة الشعبية للنظام الايراني لازالت کما کانت ولم تتغير قيد أنملة، لکن النظام ومن خلال إصراره الغريب على إجراء هذه الانتخابات لم يتمکن من تحقيق هدفه المرجو بکون النظام قد تخطى عتبة التهديدات والتحديات المحدقة به، بدليل إن معظم التقارير الصحفية والخبرية قد أشارت الى الاوضاع الصعبة التي تواجه النظام وسعي الاخير من أجل تخطيها بسلام.

مأزق الحرب في غزة، والذي لم يتمکن النظام الايراني لحد الان من الخروج من آثارها وتداعياتها عليه بل وحتى يمکن القول بأنه عالق فيها، قابل لجره أکثر فأکثر نحو رمالها المتحرکة ولاسيما حال إشتعال الجبهة الشمالية وإندلاع الحرب فيها بين إسرائيل وحزب الله اللبناني، وهکذا حرب ليس من السهل على النظام أبدا أن يتصرف أزائها کما تصرف مع الحرب في غزة فتارة يعلن عدم علاقته بها وإن القرار فلسطيني 100% وأخرى يقول بأنها من أجل الثأر لقاسم سليماني، إذ أن حزب الله اللبناني معروف بتبعيته وعائديته المفرطة للنظام الايراني وإن ضرب هذا الحزب والتأثير السلبي عليه يعني بالضرورة القهرية ضرب النظام الايراني والتأثير السلبي عليه، ولذلك فإنه يجد نفسه بصورة وأخرى مضطرا للدخول في وحل الحروب التي أثارها في المنطقة وليس البقاء بعيدا کما کان الحال في الحروب التي سبقت حرب غزة!

عند وضع أوضاع النظام الايراني تحت المجهر والتمعن فيها ملية، فإن الحقيقة التي لامراء من الاخذ بها بنظر الاعتبار هي إن هذا النظام ليس في وضع يٶهله لدخول حرب طاحنة لايرحب بها أحد في المنطقة والعالم ولاسيما وإنه يعلم بأن المنطقة والعالم صاروا يعلمون دوره المشبوه في التدخل في شٶون بلدان المنطقة وإثارته الحروب فيها من أجل تحقيق أهداف ومرام لاعلاقة لها البتة ببلدان المنطقة بقدر مالها علاقة بالاوضاع السيئة له والعمل من أجل تدارك أوضاعه المتدهورة.

عند التطلع في الاوضاع النختلفة للنظام الايراني فإن أوضاعه الداخلية التي هي مربط الفرس وکعب ايخيل، ليست على مايرام، وإن مقاطعة الانتخابات الرئاسية التي جرت نموذج معبر عن ذلك، خصوصا إذا ماتذکرنا إنه وعشية إنشغال النظام بهذه الانتخابات، جرت في برلين تظاهرة ضخمة شارك فيها الالاف من الايرانيين على هامش تجمع إيران الحرة 2024، وأعلنوا فيها رفضهم ليس للإنتخابات وإنما للنظام نفسه ودعوا لإسقاطه وإقامة الجمهورية الديمقراطية، فإن ذلك کان بمثابة رسالة من الشعب الايراني للعالم بخصوص موقفه من هذا النظام وماينتظره من مصير في المستقبل المنظور.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Exit mobile version