نيويورك – ١٥ يونيو ٢٠٢٤

بقلم: حاتم الجمسي/ حاصل على ماجيستير العلوم في العلاقات الدولية من جامعة سيتون هول بالولايات المتحدة كاتب ومحلل سياسي مستقل.

عززت الأحداث الأخيرة موقف الرئيس السابق دونالد ترامب الانتخابي واكسبت حملته زخما وتعاطفا يدعم فرص فوزه في نوفمبر القادم. فقد بدت علامات الشيخوخة واضمحلال اللياقة الذهنية لدى الرئيس الحالي جو بايدن أثناء المناظرة التليفزيونية بينه وبين ترامب مما أضعف موقفه أمام الناخبين. كما أصدرت المحكمة العليا حكماً يؤكد أن بعض أفعال الرئيس الأمريكي أثناء توليه السلطة تندرج تحت الحصانة من الملاحقة القضائية كجزء من مهامه الرئاسية الرسمية، مما عزز موقف ترامب الانتخابي. بالإضافة إلى ذلك، نجا ترامب من محاولة اغتيال، مما أكسبه تعاطفاً ودعماً إضافياً بين مؤيديه. هذه العوامل مجتمعة تعزز موقف ترامب الانتخابي وتجعله يسير بخطى ثابتة نحو تحقيق فوز محتمل في انتخابات نوفمبر القادم، يعيده إلى البيت الأبيض

الديمقراطيين: أخطاء تساهم في تفوق ترامب

ترامب أصبح المرشح الأوفر حظا في انتخابات الرئاسة لا بسبب نبرته التوافقية أو انتهاجه لخطاب سياسي وسطى وتصالحي يمكنه من اجتذاب الأصوات المترددة والاصوات الناقمة على سياسات الديمقراطيين خلال السنوات الماضية ولكن لأن الانقسامات السائدة داخل الحزب الديمقراطي والتي أصبح من الصعب احتواؤها أو التكتم عليها وعدم وضوح الرؤية بشأن استمرار الرئيس بايدن في السباق أو تنحيه لصالح مرشح أصغر عمرا وأكثر حيوية يصب في مصلحة المرشح الجمهوري ويمنح حملته المزيد من الثقة في تسويق الرئيس ترامب على أنه الخيار الأفضل في ظل حالة التخبط والانقسام المتزايدة بين الديمقراطيين مع الأخذ بالاعتبار أن الانتخابات الرئاسية أصبحت على بعد أقل من أربعة أشهر وكل يوم يمر دون أن يحسم الديمقراطيين أمرهم يضعف موقفهم الانتخابي و لا يحفز الأصوات المترددة والغير ملتزمة حزبيا على التصويت لهم في نوفمبر القادم

هذا في وقت يمكن فيه لبضع مئات من الأصوات أن تحسم نتيجة الانتخابات خصوصا في الولايات الفاصلة والمتأرجحة مثل بنسلفانيا وميشيجان وأريزونا وچورچيا وويسكانسن ونيفادا. بل إن دعم المرشح الديمقراطي في نيويورك التي تعد ولاية زرقاء ومعقلا قويا للديمقراطيين والتي فاز بها مرشحي الرئاسة الديمقراطيين في آخر تسع انتخابات رئاسية متتالية قد بدأ يتآكل إلى حد يثير الشكوك حول قدرة الديمقراطيين بالفوز في ولاية نيويورك التي تحظى ب 28 صوتا داخل المجمع الانتخابي مما جعل البعض يتساءل إن كانت الولاية قد أصبحت ولاية متأرجحة ويمكن للجمهوريين الفوز بها في نوفمبر القادم. ناهيك عن أن كل البدائل المطروحة لاستبدال الرئيس بايدن لا تحظى بإجماع شعبي يمكن أن يحفز قواعد الناخبين وبخاصة ناخبي الوسط المعتدلين للخروج بكثافة لدعم المرشح الديمقراطي.

الديمقراطيون: محاولة درء الشائعات تؤكدها

إن اضمحلال قدرات الرئيس بايدن الذهنية وضعف قدرته على التركيز وتراجع نشاطه العام الناتج عن التقدم في العمر ليس بالأمر الجديد أو المفاجئ، فقد بدا ذلك واضحا منذ انتخابات العام 2020، ولكن الصحافة المؤسسية ومجتمعات النخب المحسوبة على التيارات اليسارية والتقدمية قد تجاهلوها واتحدوا في دعم بايدن وتبرير زلاته وهفواته لا شيء إلا كرها في الرئيس ترامب وبذل كل الجهود واستخدام كافة السبل للحيلولة دون فوزه بفترة رئاسية ثانية. استخدم مناصرو بایدن كل السبل لشيطنة الرئيس ترامب واستخدموا أساليب التخويف من اعادة انتخابه وخطورة ذلك على الديمقراطية الامريكية حتى أصبح الهدف الرئيس لقطاع كبير من الناخبين وخصوصا الشباب هو قطع الطريق على إعادة انتخاب ترامب بصرف النظر عن قدرات المرشح الديمقراطي وبرنامجه الانتخابي ومايقال عن تورطه او ابنه في قضايا فساد مالي وقضايا أخلاقية.

ومع تولى الرئيس بايدن السلطة ومرور عامين على وجوده بالبيت الابيض، اصبح من الصعب التكتم على تدهور واضمحلال قدراته الذهنية والصحية رغم محاولات فريق مساعديه ومستشاريه رسم صورة مغايرة لذلك من خلال التحكم والتخطيط المسبق لكل لقاءات الرئيس وتعاملاته خارج البيت الأبيض والاقلال من تعامل الرئيس المباشر مع الصحافة والمواطنين حتى أصبح الرئيس بايدن أقل الرؤساء في عدد المؤتمرات الصحفية واللقاءات التليفزيونية الحية والمباشرة التي يتلقى فيها الرئيس الأسئلة مباشرة من الصحافيين ويجيب عليها في حينها دون اعداد وترتيب مسبق. التسريبات التي تؤكد تدهور قدرات الرئيس الذهنية وضعف قدرته على التركيز وصلت كبريات الصحف الأمريكية بما فيها وول ستريت جورنال.

ومع استمرار التسريبات التي تشكك في قدرات الرئيس بايدن على الاضطلاع بمهام وظيفته كرئيس للبلاد لأربع سنوات اخرى وتأكيد استطلاعات الرأي على تكافؤ فرصة ترامب مع بايدن وتفوق ترامب الضئيل في بعض استطلاعات الرأي خصوصا في بعض الولايات الهامة للفوز بالسباق، رأى فريق بايدن ان اقامة مناظرة تلفزيونية مبكرة على غير العادة بين بايدن وترامب ربما تقضي على الشائعات التي تشكك في قدرات الرئيس بايدن وتمنحه تفوقا في استطلاعات الرأي خصوصا في الولايات المتأرجحة التي تلعب دورا مهما في حسم نتيجة الانتخابات.

على مدى خمسون عاما جرت العادة على عقد المناظرات الرئاسية في نهاية سبتمبر أو بداية أكتوبر، أي على بعد حوالي شهر من انتخابات الرئاسة في نوفمبر وان تقوم هيئه تنظيم المناظرات الرئاسية بترتيب وعقد هذه المناظرات. وعلى غير العادة تم الاتفاق على ان تقوم شبكه سي ان بتنظيم هذه المناظرة على بعد اربعه أشهر من الانتخابات.

ورغم الترتيب المحكم لكل شيء حول هذه المناظرة حتى يبدو الرئيس بايدن في أفضل حالاته ويدرأ الشائعات والتسريبات حول تدهور قدراته الذهنية جاءت النتيجة كارثية وعلى عکس ما تطلع إليه فريق الرئيس بايدن حيث أكد أداؤه خلال المناظرة ما كان يشاع عن ضعف قدرة الرئيس على التركيز وتدهور قدراته الذهنية، ورغم أن أداء الرئيس ترامب لم يكن جيدا أيضا إلا أنه بدا أكثر نشاطا وحيوية وكان حاضرا ذهنيا حتى نهاية المناظرة وقد منحه أداء بايدن الكارثي تفوقا كبيرا تمت ترجمته إلى تقدم في استطلاعات الرأي بعد المناظرة بأيام.

الديمقراطيون: تخبط وعدم وضوح رؤية

وبينما تشير استطلاعات الرأي الى تفوق ترامب على بايدن خصوصا بعد المناظرة التلفزيونية بينهما والتي عقدت في نهاية يونيو/حزيران الماضي، ما زال الانقسام وعدم وضوح الرؤية هما سيد الموقف داخل الحزب الديمقراطي.

ففي الوقت الذي تتعالى فيه أصوات بارزه داخل الحزب الديمقراطي لمطالبه الرئيس بايدن بالانسحاب من السباق الرئاسي ومنح فرصه لمرشح اخر أصغر سنا وأكثر حيوية بما في ذلك أكثر من عشرون عضوا ديمقراطيا في مجلس النواب مثل لويد دوجيت، عضو مجلس النواب عن ولاية تكساس لمدة 15 دورة، وراؤول جريجالفا، اليساري من ولاية أريزونا، وسيث مولتون من ماساتشوستس، وأنجي كريج، وهي ديمقراطية من ولاية مينيسوتا وتمثل منطقة متأرجحة في الولاية وبيتر ويلش عضو مجلس الشيوخ الديمقراطي عن ولاية ڤيرمونت. وبعض كبار المانحين للحزب الديمقراطي بما فيهم ريد هاستينجز، أحد كبار المتبرعين للحزب والمؤسس المشارك لمنصة البث “نتفليكس” والممثل الشهير جورج كلوني المعروف بدعمه للديمقراطيين والذي شكك في قدرة الرئيس بايدن على الفوز في نوفمبر القادم وطالبه بالتنحي عن السباق، يصر الرئيس بايدن على انه باق في السباق وانه الافضل لهزيمه الرئيس ترامب ويدعمه في ذلك عدد كبير من حكام الولايات الديمقراطيين.

لقد وصل اصرار بايدن على البقاء في السباق إلى حد التصريح تلفزيونيا خلال لقائه الحصري مع جورج ستيفانوبولوس من قناة ايه بي سي بانه لن يتخلى عن الترشح حتى ينزل الرب من السماء ليطلب منه ذلك ثم أردف قائلا وانا اعلم ان الرب لن يفعل، اي ان الرب لن ينزل من عليائه ليحض بايدن على عدم الترشح.

ثم أعاد الرئيس بايدن التأكيد على بقائه في السباق الرئاسي من خلال مؤتمره الصحفي المنفرد الذي عقده على هامش انعقاد قمة حلف الناتو في واشنطن هذا الشهر والتي واكبت الاحتفال بمرور 75 عاما على انشاء الحلف في عام 1949.

معضلة الديمقراطيون: بايدن سيء لكن البدائل أسوء

يزداد هذا الانقسام تعقيدا إذا علمنا ان الاتفاق بين الديمقراطيين على مرشح بديل للرئيس بايدن في حال تنحيه هو أكثر عمقا وحدة من عدم الاتفاق على بقائه في السباق أو تنحيه، فبينما يدفع البعض بأحقية كمالا هارس كبديل لبايدن باعتبارها نائب الرئيس، يرى البعض انها لا تملك الخبرة أو الشعبية اللازمة لمواجهة ترامب، ناهيك عن ان استطلاعات الرأي تؤكد أنها أقل شعبيه من الرئيس بايدن.

صحة بايدن و”بعبع” ترامب وهموم المواطن

ومع اقتراب الانتخابات الرئاسية في الخامس من نوفمبر القادم وسيطرة صحة الرئيس ولياقته الذهنية على المشهد السياسي واستمرار الشكوك حول مدى قدرته على القيام بمهام الرئاسة لأربع سنوات قادمة وعدم اليقين من استمراره في السباق الرئاسي أو تنحيه، أعاد الديمقراطيين انتهاج سياسة التخويف من “بعبع” ترامب لمواجهة الموقف، ذلك البعبع الذي يزعم الديمقراطيين أنه سيحول كل شيء للأسوأ إذا عاد ترامب إلى البيت الأبيض، تلك السياسة التي نجحوا في استخدامها جيداً في الانتخابات الماضية والتي يعول عليها الديمقراطيين مرة أخرى في حشد الدعم للمرشح الديمقراطي سواء كان بایدن او بديلا له في محاولة لتحفيز القاعدة الانتخابية الديمقراطية التي يسيطر عليها الخمول و عدم الاكتراث أكثر من الحماسة والإثارة.

كما اشتدت الحملات الإعلامية لتخويف الناخبين من عودة ترامب ومدى خطورة ذلك على الديمقراطية الأمريكية وحرية الرأي والحقوق المدنية التي لا طالما دافع عنها ودعمها الحزب الديمقراطي بما في ذلك الحق الكامل في الاجهاض دون قيود قانونية.

هذا في الوقت الذي يوجه فيه الرئيس ترامب حديثه في مؤتمراته الانتخابية الى المواطن العادي ويعده بتحسين سبل معيشته وتحسين الاقتصاد وخلق فرص العمل والحد من التضخم وضبط الحدود الجنوبية ومحاربة الجريمة على المستوى الوطني وإيجاد الحلول لوقف الحرب في أوكرانيا بدلا من إنفاق المليارات دون جدوى أو نفع يعود على المواطن الأمريكي.

لقد جعل الديمقراطيون شخصيه ترامب محورا لحملتهم الانتخابية مرة أخرى كما فعلوا في الانتخابات الماضية بينما احتلت اهتمامات المواطن مرتبه ثانويه على أجندتهم ولسان حالهم يقول: عليكم بالتصويت للمرشح الديمقراطي سواء كان بايدن أو غيره لأن إعادة انتخاب ترامب يعد خطراً على النظام الديمقراطي وربما يفضي الى كوارث ومشاكل كثيره داخليا وخارجيا أنتم في غنى عنها.

ناخبي الحزب الديمقراطي: قطاع يعاني وقطاع ناقم وشبح المرشح الثالث يلوح في الافق

لكن سردية “ترامب البعبع” التي استخدمها الديمقراطيون بنجاح في انتخابات 2020 لا تبدو مجدية أو ناجعة في انتخابات 2024 أو قادرة على اثارة حماسة قطاعين إثنين من ناخبي الحزب الديمقراطي، وبدون دعم هؤلاء الناخبين يصبح المرشح الديمقراطي أقرب الى الهزيمة منه الى الفوز في الانتخابات الرئاسية.

القطاع الاول هو قطاع المواطن المهموم بأمور حياته اليومية والذي يجد صعوبة في التأقلم مع ارتفاع الاسعار الناتج عن ارتفاع معدلات التضخم، ذلك المواطن الذي لا يرى أي تحسن طرأ على حياته في السنوات الماضية ولا يكترث بما تقوله الحكومة من تحسن الاقتصاد وانخفاض معدلات التضخم، فكل ما يعرفه هذا المواطن هو أنه يعاني بينما حدود البلاد الجنوبية مفتوحة على مصراعيها حيث دخل الى البلاد ملايين المهاجرين غير الشرعيين و أصبحوا يشكلون عبئا على بعض المدن الكبيرة مثل نيويورك التي تجد صعوبة في توفير أماكن لإيوائهم و التكفل بأمورهم المعيشية بينما كثير من الامريكيين يعانون من ضيق سبل العيش، هذا بالإضافة الى دعم الحكومة للحروب الخارجية كما في أوكرانيا والتي يرى ذلك الناخب الذي يعاني أنها لا تعود عليه بأي نفع، تلك الحروب التي تدعمها إدارة بايدن من أموال دافع الضرائب ولا يقتنع أو يكترث مواطن هذه الشريحة بتبرير الحكومة بأن تلك الحروب تخدم الأمن القومي الأمريكي وأن معظم الأموال التي يتم تخصيصها لهذه الحروب يتم إنفاقها داخل الولايات المتحدة.

الشباب: بين مطرقة بايدن وسندان ترامب

القطاع الثاني الناقم على إدارة الرئيس بایدن هو قطاع من الشباب ينتمي الى المرحلة العمرية بين الثامنة عشرة والرابعة والثلاثين من العمر، تلك الشريحة التي ينتمي اليها عدد كبير من طلاب الجامعات والناشطين في مجال دعم حقوق الأقليات، وهي شريحة ولاؤها الحزبي أقل من الشرائح الأكبر عمراً. هذه الشريحة ناقمة على الدعم اللامحدود الذي تقدمه إدارة الرئيس بايدن الى اسرائيل في حربها المدمرة على قطاع غزة والتي راح ضحيتها عشرات الالاف من الفلسطينيين المدنيين أغلبهم من النساء والاطفال، وقد عبرت هذه الشريحة عن غضبها بوضوح واحتجاجها على سياسات الرئيس بايدن أثناء الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي برفضها التصويت لصالح إعادة ترشيح جو بايدن وبدلا من ذلك كتبوا في بطاقات الاقتراع “غير ملتزم” وقد وصل عدد هؤلاء الغير ملتزمين الى عشرات الآلاف في ولايات مثل ميشيجان ومينيسوتا وميرلاند وماساتشوستس وكالورادو، وهم بلا شك يشكلون خطورة على فرص نجاح المرشح الديمقراطي خصوصا في الولايات المتأرجحة مثل ولاية ميشيجان والتي يكفي للفوز بها بضع مئات من الاصوات والتي يمثلها 15 صوتا في المجمع الانتخابي.

عدم رضاء هذه الشريحة عن سياسات الرئيس بايدن لا يعني بالضرورة أنهم سوف يصوتون لصالح الرئيس ترامب من نوفمبر القادم، فكراهية هذه الشريحة من الناخبين الديمقراطيين للرئيس ترامب تفوق غضبهم من سياسات الرئيس بايدن وبالتالي يجد هؤلاء الشباب أنفسهم محاصرين بين مطرقة بايدن وسندان ترامب ومن ثم ربما يعزف فريق منهم عن المشاركة في الانتخابات بينما يصوت فريقا آخر لمرشح ثالث لا يحظى بأي فرصة للفوز.

شبح المرشح الثالث يهدد الديمقراطيين

وفي الوقت الذي أبدى فيه قطاع من شباب الحزب الديمقراطي احتجاجهم القوي على سياسات الرئيس بايدن بعدم التصويت له في الانتخابات التمهيدية للحزب، تؤكد استطلاعات الرأي أن المرشح المستقل روبرت كيندي الابن يحرز تقدما بين الناخبين المحتملين وأنه يحصل على نسبه تتراوح بين 10 و15%، كذلك فالسيدة چيل أوستاين مرشحة حزب الخضر ما زالت باقية في السباق ولها مؤيدوها. ويعد روبرت كيندي وچيل أوستاين خيارات متاحه لهؤلاء الذين لا يرغبون في التصويت لصالح بايدن ولا يفضلون ترامب ايضا. تلك الاصوات التي تقلق الديمقراطيين وتعيد الى الاذهان كابوس رالف نادر في انتخابات عام 2000 وشبح چيل أوستاين في انتخابات عام 2016 حيث يتهم البعض المرشح عن حزب الخبر رالف نادر بانه كان السبب في خسارة المرشح الديمقراطي ال جور للانتخابات الرئاسية بعد ان فاز جورج دبليو بوش بولاية فلوريدا بفارق 537 صوتا فقط رغم تفوق ال جور على بوش بما يزيد على نصف مليون صوت على المستوى الوطني وكذلك خسارة هيلاري كلينتون لصالح ترامب في انتخابات 2016 رغم تفوقها على المستوى الوطني بما يزيد على 2 مليون صوت.

فطبقا لبعض الديمقراطيين والمتابعين للشأن الانتخابي فانه لو قامت بضعه مئات من الناخبين الذين صوتوا من أجل رالف نادر في فلوريدا او من صوتوا من أجل چيل أوستاين في بعض الولايات المتأرجحة في عام 2016 لما فاز چورچ بوش بالرئاسة في عام 2000 ولما فاز ترامب بالرئاسة في عام 2016.

ولهذا يحذر الكثير من الديمقراطيين الناخبين قائلين ان اي صوت لصالح المرشح الثالث سواء كان روبرت كيندي أو چيل أوستاين هو بمثابة تصويت لصالح الرئيس ترامب.

كما تحاول حملة بايدن محاصرة صعود روبرت كينيدي ابن أخ الرئيس السابق چان كينيدي وابن السيناتور الديمقراطي السابق روبرت كينيدي الأب وكلاهما قد تم اغتياله.

حيث قامت شبكة سي ان باختلاق العقبات لمنع روبرت كينيدي من المشاركة في المناظرة التليفزيونية التي عقدت بين ترامب وبايدن في أواخر الشهر الماضي وكذلك ترفض إدارة بايدن توفير الحماية الحكومية له رغم مطالبته بذلك وتأكيده على أحقيته في توفير الحماية له كمرشح رئاسي وإن كنت أتوقع أن يتغير هذا الأمر بعد محاولة اغتيال الرئيس ترامب الفاشلة.

ترامب يتقدم بخطوات ثابتة

وسواء بقى الرئيس بايدن في السباق أو تنحى لصالح مرشح ديمقراطي آخر فان التخبط وعدم وضوح الرؤية بين الديمقراطيين مع اقتراب موعد الانتخابات و حنق القطاعات الكادحة وغضب القطاعات الشابة بين کوادر الديمقراطيين تنم عن ضعف الحزب الديمقراطي و عدم تماسكه أو توحده خلف مرشح قوى ذو أجندة واضحة یمکنها تنشيط القواعد الانتخابية وإثارتها لدعم المرشح الديمقراطي خصوصا أمام خصم عنيد مثل الرئيس ترامب واجه بصلابه حملات إعلامية شرسة وملاحقات قانونية ونجا من محاولة اغتيال، وكلها عوامل تساهم في تمهيد الطريق أمام عودة ترامب رئيسا للولايات المتحدة مره أخرى ودخوله البيت الأبيض في يناير القادم بعد غياب دام اربع سنوات

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Exit mobile version