خاص: رؤية نيوز
التقى وزير الخارجية المصري الدكتور بدر عبد العاطي مع مجموعة من أبناء الجالية المصرية في الولايات المتحدة الأمريكية، على هامش فعاليات اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، برعاية السفيرة هويدا عصام، قنصل مصر العام في نيويورك، فى مقر القنصلية العامة لمصر فى نيويورك.
وفي بداية اللقاء رحبت السفيرة هويدا عصام باستجابة وزير الخارجية لإجراء اللقاء مع أبناء الجالية المصرية في نيويورك، موضحة أنه في ظل ضيق المكان وكبر حجم الجالية المصرية في أمريكا، سعت القنصلية لاختيار وانتقاء مجموعة من أبناء الجالية لحضور اللقاء، مع تعهدهم بتوصيل نتائج اللقاء لباقي أفراد الجالية.
ومن جانبه عبّر الوزير عن سعادته وحرصه على لقاء كل رموز الجالية المصرية في الخارج، على الرغم من ازدحام جدوله خلال الزيارة بالتزامن مع الكثير من الأحداث العالمية والساخنة التي تدور على حدود القطر المصري.
وأكد الوزير خلال لقائه أن الاهتمام بالجالية المصرية ورعاية شؤونها يأتي بتكليف من سيادة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، سواء قبل دمج وزارة الدولة للهجرة مع وزارة الخارجية، أو حتى بعد الدمج، مُعلقًا أن “الدمج كان بمثابة عودة الأمور إلى نصابها الطبيعي”، ومؤكدّا سعيه الدؤوب لزيادة العمل القنصلي بما يخدم أبناء الجالية المصرية في الخارج.
وأوضح عبد العاطي أنه على علم بكافة المشكلات التي تواجه أبناء الجالية في الكثير من المجالات، والتي أشار إلى جزء منها بدءً من ارتفاع رسوم الخدمات على الرغم من بطئ وتأخر إجراءاتها وتنفيذها، مُشددًا على عمل الدولة بكافة مؤسساتها المعنية في توفير حلول لتلك الأزمات وفق برنامج طموح يدعمه الرئيس السيسي يتمثل في ميكنة العمل القنصلي بالتعاون مع وزارة الداخلية المصرية ووزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وتحت دعم مجلس الوزراء.
وأشار الوزير أن شهر يوليو الماضي شهد أعلى مبالغ تحويلات مالية عبر القنوات الشرعية من قِبل العاملين بالخارج بما يزيد من دعم الاقتصاد المصري، وعليه فإن الوزارة تعمل جاهدة لتوفير كافة السبل لتطوير العمل القنصلي بما يخدم أبناء الجالية المصرية في الخارج.
كما لفت وزير الخارجية المصري إلى التخطيط لتوفير مجموعة من المميزات للعاملين بالخارج مثل مشاوراته مع محافظ البنك المركزي لإتاحة التحويلات البنكية للعاملين بالخارج بدون رسوم مثل تطبيق إنستاباي، لافتًا أن استقرار أسواق الصرف وانتهاء السوق الموازي يزيد من عملية تأمين المدخرات وانتقالها من وإلى البلاد.
إضافة إلى توسيع الخدمات القنصلية عبر مجموعة من الأفكار الأخرى مثل مبادرة ابني بيتك ومجموعة من التسهيلات والقروض العقارية للمصريين في الخارج.
وعن السياسة الخارجية المصرية، أشار عبد العاطي أن البلاد تمر بمنعطف خطر فلأول مرة في تاريخ مصر القديم والحديث والمعاصر أن تكون كل الأزمات على حدود الدولة المصرية لتنفجر في وقت واحد، موضحًا أنه لولا وجود رئيس قوي وقيادة قوية ودولة ومؤسسات قوية ساعدت البلاد على حماية شعبها ومصالحها.
لافتًا أن الدولة المصرية تضررت من توترات البحر الأحمر فقط بخسارة شهرية تجاوزت الـ600 مليون دولار، ليتجاوز حجم الخسارة الإجمالية مبلغ الـ 6 مليار دولار.
كما أكد على أهمية العلاقات المصرية الأمريكية، مُشيرًا أن المساعدات الأمريكية للدولة المصرية لا تعتبر ذات منفعة اقتصادية فقط وإنما هي دليل على استمرار العلاقة الاستراتيجية للدولتين، لافتًا إلى أهمية الخطاب الذي ألقاه وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، للتأكيد على أهمية الأمن المائي المصري.
وكذلك أكد الوزير المصري أن العلاقة مع الولايات المتحدةة لا تمنع الدولة المصرية من إقامة علاقات مع أي دولة أخرى، مُستشهدًا بالعلاقات المصرية مع الصين وموسكو والهند والبرازيل والاتحاد الأوروبي، وهي تلك العلاقات التي تنفع الدولة المصرية بحزمات تمويلية جيدة تُضخ في الاقتصاد المصري.
خلال اللقاء استمع الدكتور بدر عبد العاطي إلى مجموعة من المُقترحات والشكاوى من أبناء الجالية المصرية في نيويورك، بدأت برسالة اعزاز وتقدير من الدكتور أحمد دويدار، إمام المركز الإسلامي بوسط مانهاتن، والذي أشاد بالطرق الجديدة في معالجة قضايا الوطن بعيدًا عن الأساليب الشعبوية العاطفية التي أدت في كثير من الأحيان إلى تفاقم الأزمات،داعيًا كل المصريين إلى محاولة مساعدة البلاد عبر توجيه المساعدات للأسر الفقيرة التي تمثل الأمن القومي للبلاد، والوقوف صفًا وواحدًا خلف القيادة الوطنية لتجاوز التحديات الحالية.
ولم يغفل الدكتور بدر عبد العاطي الاستماع للصوت النسائي من الجالية المصرية، فأشارت السيدة منى طه إلى ما يواجهه أبناء الجالية من تأخيرات في استخراج وتوثيق المستندات الرسمية، ليؤكد الوزير أن هذه المشكلة تحديدًا قد تم حلها بالاتفاق مع وزير الداخلية المصري بتحديد مكاتب بعينها يتم فيها توفير موظف من الخارجية ليقوم بعملية التصديق بنفس الجهة التي يتم منها استخراج الوثيقة.
أما الدكتور حسام عبد المقصود، رئيس مجلس إدارة شركات “كومينتي كير – Community Care RX” للصناعات الدوائية بالولايات المتحدة الأمريكية، فشدد على أهمية تمثيل المصريين المقيمين بالخارج في البرلمان من خلال مرشحين يعيشون ويقيمون بينهم، وذلك لضمان تحقيق تمثيل حقيقي لهذه الفئة، ليتعهد وزير الخارجية المصري بتوصيل الاقتراح إلى الجهات المعنية في السلطة التشريعية بالبلاد.
كما عرضت الأستاذة إيمان وهمان مشكلة عدم ربط القانون المصري بالقانون الأمريكي، وما ينتج عنه من مشكلات قد تواجهها المرأة المصرية في الخارج فيما يتعلق بقضية الجمع بين الزوجين، في حين أنها تكون قد انفصلت عن أحدهما، لافتة إلى تعرض الكثير منهن لأحكام بالسجن ظلمًا تمنعها من العودة إلى مصر.
ومن جانبه أشار المهندس طارق سليمان، رئيس المركز القومي المصري، إلى المصاعب التي تواجه أبناء الجالية المصرية بالخارج في استخراج الأوراق الرسمية، والتي قد تصل مدة الحصول عليها لنحو الستة أشهر، ليرد عبد العاطي بالتزامه الشخصي في حال وصول الطلبات الرسمية إلى 500 طلب سيقوم بإرسال البعثة المصرية بالتعاون مع وزارة الداخلية، مُشيرًا أن أي عدد أقل من ذلك يعتبر إهدارًا للمال العام لما تتكلفه البعثات الدبلوماسية من مصروفات عالية.
كما أشار سليمان إلى صعوبة عمليات الإيداع بالبنك الأهلي المصري، نظرًا لكون فرعه بالولايات المتحدة متخصصًا بالشركات فقط، ورحب عبد العاطي بفكرة تواجد بنك مصري للأفراد في الولايات المتحدة يسمح بعمليات الإيداع والشهادات ذات العائدات السنوية.
وفي ختام اللقاء توجه الدكتور بدر عبد العاطي بالشكر لجميع الحضور، واعدًا بتطوير كافة الخدمات القنصلية، واستمرار التواصل مع أبناء الجالية المصرية بالخارج.