بقلم: حسين عابديني/ نائب مدير مكتب المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في بريطانيا

بسبب من نهج وسياسات النظام الايراني المشبوهة ولاسيما من حيث تدخلاته السافرة في بلدان المنطقة وإثارته الحروب والازمات فيها، فإن الاوضاع في المنطقة تبدو في أقصى حالات ودرجات التوتر والاضطراب وهي أقرب ما تکون الى نشوب حرب غير مأمونة العواقب فيها.

هذه الاوضاع المتوترة التي جاءت کنتيجة لآثار وتداعيات تدخلات النظام الايراني حيث وضعت المنطقة برمتها على حافية هاوية حرب مدمرة ستخلف نتائج کارثية بالنسبة للجميع وفي الوقت الذي يظهر فيه واضحا إن الخطر والتهديد يحدق ببلدان المنطقة من جراء هذه الاوضاع وما قد آلت إليها، فإن النظام الايراني يسعى جاهدا للنأي وإبقاء نفسه بمأمن عنها، ويکتفي بإطلاق التصريحات النارية من دون أن يشفعها بإجراءات عملية لجعلها حقيقة وأمرا واقعا.

إثارة الحروب والازمات والسعي للإبتعاد عن التدخل المباشر فيها وإبقاء نفسه بعيدا عن آثارها وتداعياتها، کان ولازال الاسلوب والطريقة التي يحرص النظام الايراني على إتباعها والتمسك بها، وهو لايريد التورط مباشرة بهذه الحروب والمواجهات لأنه يعلم بأن قدراته لاتسمح له بذلك ومن جانب آخر فإن أوضاعه الداخلية تشکل تهديدا جديا له الى الحد الذي يمکن أن يٶثر على مصيره.

إطلاق التصريحات النارية ذات التابع العنتري، هو من جملة الامور التي يلجأ إليها النظام الايراني في حال تعرضه لتهديدات جدية وعدم قدرته على مواجهتها على أرض الواقع، ولذلك فإنه وفي ضوء الاحداث والتطورات الجارية والاحتمالات الممکن حدوثها، فإن النظام الايراني يسعى جهد إمکانه للعمل من أجل تحقيق هدفين أساسيين؛ الاول إبقاء وکلائه حتى ولو کانوا أضعف من السابق، والثاني هو السعي لعدم إندلاع حرب والعمل من أجل المساومة على ذلك والحصول على إمتيازات تنقذه من الآثار والتداعيات السلبية التي تنتظره من جراء تطورات الاوضاع السائدة.

النظام الايراني وطوال العقود السابقة والحروب والازمات التي أثارها وبقي يلعب من خلف الستارة، هناك ضرورة أکثر من ملحة لعدم منح المزيد من المجال له کي يستمر على هذه الحالة المشبوهة وأن يبقى عاملا سلبيا مهددا للأمن والاستقرار في المنطقة، وإن ترکه وحاله کما جرى خلال العقود السابقة، هو خطأ کبير تدفع شعوب المنطقة بما فيها الشعب الايراني الثمن الکبير أولا ومن ثم المجتمع الدولي.

الهدف الاستراتيجي الذي يعمل من أجله النظام الايراني حاليا، هو ضمان المحافظة على نفسه وعدم الانجرار الى حومة التطورات بما يجعله طرفا مباشرا فيها إذ يعلم جيدا بأن صيرورته طرفا مباشرا لا يمکن أبدا أن يضمن سلامته وخروجه في نهاية الامر بسلام، ولذلك فإن المجتمع الدولي وبشکل خاص الاطراف المعنية بالامر، يجب أن تضع حدا نهائيا لهذا العبث واللعب المستمر بالامن والاستقرار في المنطقة من جانب هذا النظام وجعله يدفع ثمنا يتناسب تماما مع الآثار والتداعيات الکارثية والمأساوية التي دثت وتحدث في المنطقة ولا يمکن ذلك إلا بتحقيق التغيير الجذري في إيران من خلال دعم نضال الشعب الايراني ومقاومته الوطنية من أجل الحرية وتحقيق الجمهورية الديمقراطية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Exit mobile version