بقلم: حسين عابديني/ نائب مدير مكتب المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في بريطانيا

يلفت الأنظار کثيرا سعي محموم من قبل بعض الأوساط في وسائل الإعلام والشبكات الاجتماعية كمحاولة لطرح رضا بهلوي، تقديمه كخيار لمستقبل إيران، والذي يلفت النظر أکثر، ومن أجل إنجاح هذا المسعى هناك محاولات في سبيل الإيحاء بأنه حالة مختلفة عن والده المخلوع وإنه مٶمن بالديمقراطية والحرية ويضع مصلحة الشعب الايراني فوق کل إعتبار.

هذا السعي الحالي إذا ماقمنا بمقارنته بالفترات السابقة، فإننا نجد تباينا کبيرا بينهما، خصوصا بعد أن صار الحديث يتزايد عن ضعف النظام الايراني وتصاعد الرفض الشعبي ضده وتزايد نشاطات وحدات المقاومة التابعة لمنظمة مجاهدي خلق في سائر أرجاء إيران الى جانب النشاطات السياسية النوعية للمجلس الوطني للمقاومة الايراني في المحافل الدولية المختلفة وصدور تصريحات ومواقف من جانب برلمانات وشخصيات من دول العالم المختلفة بشأن إعتبار المقاومة الايرانية بمثابة البديل المناسب لهذا النظام، ولذلك فإن تکثيف مسعى الترويج لرضا بهلوي، يلفت النظر أکثر لتزامنه مع تزايد دور ونشاط المقاومة الايرانية ولاسيما قوتها الاساسية منظمة مجاهدي خلق في داخل وخارج إيران.

عندما يتم طرح المجلس الوطني للمقاومة الايرانية من قبل الاوساط والشخصيات الدولية کبديل للنظام، فإن هذا الطرح يتم على أساس مسلمات من واقع دوره وحرکته وتأثيره والحجم الاعتباري له في داخل وخارج إيران، غير آن طرح نجل الشاه المخلوع کبديل يمکن إعتباره نوعا الفرض التمويهي إذ إن رضا بهلوي وکما هو معروف وشائع عنه، قد قضى العقود الأربعة الماضية في اللهو والرفاهية خارج إيران، ولم يكن له أي دور في نضال الشعب الإيراني ضد النظام، ولا يمتلك أي قاعدة أو اعتبار داخل إيران، ولا يمثل أحدا سوى نفسه. ومع ذلك، تروج له بعض الأوساط ليتم استخدامه في التغييرات المستقبلية المحتملة في إيران ولاسيما مع إشارة العديد من الاوساط والمراکز المختصة بالاوضاع في إيران بأن التغيير في إيران صار أمرا واردا ولا يستبعد حدوثه عن قريب.

والاوساط التي ألمحنا الى سعيها من أجل الترويج لرضا بهلوي وطرحه کبديل للنظام، فإن ما يذکرونه من أوصاف ومناقب ومثالب عنه ليس إلا مجرد کلمات وتعابير وهمية وخيالية وهي في أفضل الاحوال لا تتعدى عن کونها مجرد تخمينات وفرضيات من المحتمل أن يحصل شئ منها أو قد لا يحصل، لکن وعند الحديث عن المجلس الوطني للمقاومة الايرانية، فإن هناك برنامجه السياسي الواضح المعالم ويضع الخطوط العريضة لإيران المستقبل، إضافة الى برنامج العشرة بنود للسيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية والذي وصفته الاوساط والشخصيات السياسية في العالم بأنه بمثابة خارطة طريق مثالية لإيران المستقبل، خصوصا وإنها تٶکد على التعايش السلمي وتقبل الآخر وتقر بمبادئ حقوق الانسان والمرأة تسعى لإيران غير نووية.

عند النظر لما يسعى المجلس الوطني للمقاومة الايرانية لتقديمه لإيران ومقارنته مع الفرضيات المبنية على الاحتمالات الوهمية لأبن الشاه، فإن الذي يتوضح هنا، هو إن ماتطرحه المقاومة الايرانية تأکيد على إن التأريخ حرکة للأمام بإتجاه التقدم والتطور وبناء إيران جديدة تنضو عن نفسها أغطية الدکتاتورية النتنة، في حين إن ما يشاع عن ما يريد رضا بهلوي طرحه، لي إلا بمثابة سعي من أجل إعادة التأريخ الى الوراء الى حالة الجمود وهو المستحيل بعينه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Exit mobile version