بقلم: حسين عابديني/ نائب مدير مكتب المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في بريطانيا
هناك ثمة أمر يثير التساٶل والاستغراب کثيرا وحتى يدفع للبحث فيه وهو؛ لماذا کلما تتوتر الاوضاع في إيران ويتزعزع وضع النظام ويصبح في خطر، يتم طرح الکثير من الخيارات والبدائل المختلفة التي تحرص أغلبها على تهميش الدور الاساسي للشعب الايراني والمقاومة الايرانية في عملية الصراع والمواجهة ضد النظام طوال ال45 عاما الماضية؟
النظام الايراني الذي لا نذيع سرا عندما نقول بأن الجميع بدون إستثناء يعلمون بدوره المشبوه في المنطقة والعالم وإنه وراء أغلب الاحداث والتطورات الخطيرة التي عصفت بالمنطقة والعالم وأوصلته الى منعطفات بالغة الخطورة، لکن الملفت للنظر والمثير للسخرية في نفس الوقت، إنه وفي الوقت الذي يعلمون فيه هذه الحقيقة ويعلمون بأن الشعب والمقاومة الايرانية ومن خلال صراعهم الذي يخوضونه ضد هذا النظام يسعون من أجل إخراج إيران من دائرة النار والشرور التي أدخلها هذا النظام فيها قسرا، فإنهم وعندما تترجح کفة هذا النظام للسقوط، يسعون للبحث عن بدائل وخيارات معظمها غير مجدية وأشبه ما تکون بتفسير الماء بالماء!
تدخلات النظام الايراني في بلدان المنطقة وتصديره للإرهاب وإثارته للحروب وسعيه المحموم من أجل صناعة القنبلة النووية وغيرها من الامور التي أوصلته الى طريق مسدود لا خروج منه مما يجعل من أمر سقوطه وإنهياره حتميا، لم يکن هذا الامر ممکنا لو لم نأخذ دور وتأثير عملية الصراع والمواجهة التي خاضها الشعب والمقاومة الايرانية ضد هذا النظام وجعلته يترنح کما کان حاله على أثر الانتفاضة الاخيرة، ولعل من أکثر ما يمکن أن يثير السخرية والتهکم البالغين، هو السعي المشبوه لبعض من الاطراف في إقحام وجه طارئ وأبعد ما يکون عن ساحة المواجهة ضد النظام ونقصد به نجل الشاه المخلوع الذي ليس حتى في عداد آخر من يمکن أن يضعون له من إعتبار بهذا المضمار، لأنه أساسا کان ليس أبعد ما يکون منها فقط بل وحتى إنه قد کان في أغلب الاوقات شبيحة لصالح النظام!
لقد ولى ذلك الزمن الذي يمکن فيه التلاعب بمصائر الشعوب الثائرة والمنتفضة ووضع خيارات وبدائل مفتعلة ووهمية لها ضد إراتها الحرة الابية، والشعب الايراني الذي إکتوى أکثر من أي شعب آخر بنار الدکتاتورية المقيتة سواءا خلال عهد الشاه المباد أو خلال العهد الحالي، لا يريد ولا يمکن أبدا أن يقبل بإستبدال الدکتاتورية الحالية بالقديمة وعودة الامور الى سابق عهدها وکأن الثورة التي قام بها الشعب الايراني ضد النظام کانت خطئا يجب ليس طلب الاعتذار عليه فقط بل وحتى العود مرة أخرى تحت نير دکتاتورية الشاه تقبلها وکأن شيئا لم يکن، وليس لدينا من رد على هکذا طرح ممقوت سوى التذکير بالقول المأثور: حدث العاقل بما لا يليق فإن صدق فلا عقل له!