بقلم: حسين عابديني/ نائب مدير مكتب المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في بريطانيا

تحدث الثورات ضد النظم الدکتاتورية ويتم سحقها وإبادتها، فإن هذه الثورات تحدث من أجل تحقيق العدالة وإنهاء حالة الظلم السائدة من جراء الظلم الحاصل بسبب تسلط هذه الانظمة، وبهذا السياق لم تکن الثورة الايرانية مجرد حدث طارئ ناجم عن موقف إنفعالي من الشعب الشعب الايراني، إذ أنه وعندما يطفح الکيل بالشعوب من جراء الظلم، فلا يبقى من مناص للجوء الى القوة لإنهاء هذا الظلم.

الحديث الجاري منذ مدة عن سعي البعض لإعادة الامور في إيران الى نصابها القديم، أي إعادة نظام الشاه المباد والذي أسقطه الشعب الايراني عن إرادة ووعي، إنما هو بمثابة سباحة ضد التيار وإعادة مستحيلة لعقارب الساعة والزمن الى الوراء، ذلك إن هکذا أمر يدل بطريقة وأخرى الى أن الشعب الايراني قد أخطأ بثورته ضد نظام الشاه وجاء بنظام أسوأ منه، وهو رأي وتصور خاطئ جملة وتفصيلا، إذ أن الشعب الايراني لم يقم بإختيار نظام ولاية الفقيه وإنما فرض عليه بالقوة وبقى وإستمر الى يومنا هذا أيضا من خلال سياسة الحديد والنار.

تجميل النظم الدکتاتورية والسعي لتسويقها بعد إجراء بعض التغييرات الصورية عليها، يکن إعتبارها کجريمة ترتکب ضد الشعوب، إذ أن الدکتاتورية مهما حاول البعض إعادة تسويقها من خلال إجراء تغييرات شکلية عليها فإن ذلك لايغير شئ من جوهرها الاستبدادي، ومن هنا فإن محاولة البعض من أجل إجراء عملية تغيير في إيران بإستبدال النظام الديني بسلفه بعد بعض التغييرات الشکلية المثيرة للسخرية، إنما هو ضحك على الذقون ذلك أن الظلم لايستبدل بظلم آخر وإنما يجب إستبدال الظلم بالعدل والانصاف، وإن الشعب الايراني عندما رفع شعار: لا للشاه ولا للشيخ، فإنه أکد على رفض الدکتاتوريتين برمتهما وهو”أي الشعب الايراني” عندما طالب بالجمهورية الديمقراطية، فإنه قد حدد خياره معلنا بذلك رفض الدکتاتورية الى الابد وعدم السماح بعودتها والى الابد.

الشعب الايراني خلال عقود طويلة من نضاله ضد نظام الشاه، عبر عن رفضه لهذا النظام حتى تمکن أخيرا إسقاطه، وهو أيضا ومنذ 45 عاما يخوض نضالا وصراعا مريرا ضد نظام ولاية الفقيه الذي هو أيضا إستمرار لدکتاتورية الشاه ولکن برداء ديني مشبوه فإنه يصر إصرارا على إسقاطه وإلحاقه بسلفه ليستقرا کلاهما في مزبلة التأريخ، ولذلك ففن للشعب موقفه ورٶياه الواضحة جدا من الدکتاتورية ولايمکن أبدا إعادتها الى إيران مجددا.

عندما يريد البعض أن يفرض خيارات سلبية على الشعب الايراني نظير عودة نظام الشاه الى الحکم مرة أخرى، أو يريد النظام الايراني نفسه أن يقنع المجتمع الدولي بضرورة وأهمية بقائه من أجل أمن وإستقرار المنطقة من دون وضع أي أهمية وإعتبار لرأي وإرادة الشعب الايراني، فإن على هذا البعض وعلى النظام الايراني نفسه أن يتذکروا بأن المجرب لايجرب وکذلك الحديث الشريف القائل: المٶمن لايلدغ من جحر مرتين!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Exit mobile version