بقلم: حسين عابديني/ نائب مدير مكتب المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في بريطانيا

من الصعب جدا على نظام سياسي في العالم أن يتمکن من محو آثار ونتائج سياسات خاطئة ومشبوهة له تجاه دول أخرى عموما وتجاه شعبه خصوصا ويسعى للعمل من أجل فتح صفحة جديدة هي أيضا غير قابلة للثقة بها کما يفعل النظام الايراني منذ أن بدأت أوضاعه وأموره بالتضعضع وبشکل خاص بعد سقوط بشار الاسد، لکن النظام کما يبدو لازال يصر على سلوك هذا السياق ويسعى عبثا ومن دون طائل من أجل جعله أمرا قابلا للثقة والتصديق.

المعروف والواضح عن النظام الايراني، إنه وکلما شعر بأن هناك ثمة خطر وتهديد يحدق به، فإنه يلجأ الى التخفيف من نهجه المتشدد ويسعى للظهور بإطار يوحي من خلاله بأنه عازم على إجراء تغيير ما، کما حدث بعد إنتفاضة 16 سبتمبر2022، عندما قام بإلغاء دوريات الارشاد لکنه وبعد مرور سنة على ذلك قام بإعادتها مجددا، واليوم يسعى للعمل بنفس هذا النهج والسياق، ولاسيما عندما نتابع التصريحات والمواقف الرسمية الصادرة من النظام بخصوص مواقفه على مختلف الاصعدة.

الکلمة التي ألقاها سفير ومندوب ايران الدائم لدى منظمة الأمم المتحدة “امير سعيد ايرواني”، أمام إجتماع اعضاء مجلس الأمن الدولي بشأن سوريا، اليوم الثلاثاء ال17 من الشهر الجاري، والتي لو تمعننا فيها لوجدنا إنها تسعى للإيحاء بأن هذا النظام کان دائما حريصا على الامن والسلام في المنطقة بصورة عامة وفي سوريا بصورة خاصة، في حين إن ما قام به منذ عام 2011، ولحد سقوط نظام بشار الاسد کان بخلاف ذلك تماما!

ايرواني الذي قال في کلمته إن” اطلاق عملية شاملة، سورية المحور وتحت السيادة السورية وبقيادة الامم المتحدة وفي اطار القرار الدولي رقم 2254 يعتبر امرا ضروريا، وهذه العملية تشمل وضع دستور جديد عبر لجنة صياغة الدستور وقيام حكومة شاملة تعكس تطلعات كافة السوريين.”، لکن وکما رأى العالم کله وبشکل خاص المعنيين بالشأن السوري، أن النظام الايراني کان السباق للوقوف بوجه تطبيق القرار الدولي رقم 2254، ووقف ضد إرادة الشعب السوري وضد إرادة المجتمع الدولي عندما قام بجعل الاوضاع تسير بإتجاه يخدم مصالح نظام الدکتاتور الاسد لأن ذلك يخدم مصلحته ومصلحة وکلائه في المنطقة.

لکن الاکثر إثارة للسخرية والتهکم هو عندما أکد ايرواني على “ضرورة الحفاظ على المؤسسات الحكومية السورية من اجل استقرار سوريا ووضع اسس حل سياسي شامل وحيوي، لان الانهيار المؤسساتي ينذر بمزيد من التمزيق واشتداد الازمة الانسانية واستغلال المتطرفين لذلك. وان تجارب الصراعات السابقة تثبت بان استمرار وجود المؤسسات يعتبر ضروريا لتقديم الخدمات الاساسية وسيادة القانون وبناء الثقة، وعلى المجتمع الدولي ان يدعم استمرارية المؤسسات السورية ويحترم سيادة وارادة الشعب السوري.”، في وقت کان هو وحليفه الهارب الدکتاتور الاسد، کانا أکبر عاملين مزعزعين للأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، وبشکل خاص عندما يتحدث عن” تجارب الصراعات السابقة” التي کان من خلال قاسم سليماني عرابها، ولاريب من إن کل ذلك لا يمکن أن يجعل العالم عموما والشعب السوري والايراني خصوصا أن يتناسوا ذلك الدور المشبوه وفي الحقيقة فإن النظام الايراني ليس حتى آخر من يسمح له بالحديث عن سوريا ما بعد نظام الاسد بل وحتى لا حق له بذلك أبدا!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Exit mobile version