بقلم: أحمد فاضل

يثير حادث تحطم طائرة إمبراير 190 التابعة للخطوط الجوية الأذربيجانية في كازاخستان، والتي وقعت الأربعاء ٢٥ ديسمبر ٢٠٢٤ وأسفر عن مقتل 38 شخصًا من أصل 67 كانوا على متنها والتي كانت في طريقها إلى غروزني في روسيا، وشهدت لحظات من الرعب قبل أن تنفجر وتتحول إلى كرة نارية أثناء محاولة قائدها الهبوط اضطراريًا بالقرب من مدينة أكتاو، العديد من التساؤلات الهامة أبرزها هل كان السبب في سقوط الطائرة هو اصطدامها بسرب من الطيور، أم أن إحدى الأنظمة المضادة للطائرات استهدفتها بصاروخ، أم أن هناك خللاً تقنيًا حدث ودمر الطائرة فجأة وأشعل النيران فيها أثناء محاولة قائدها الهبوط ؟

الأنباء الأولى حول الحادث لم تشر فقط إلى الظروف الجوية الضبابية التي أثرت على الطيارين، بل ألمحت إلى احتمال اصطدام الطائرة بسرب من الطيور قبل تحطمها، لكن هل كان هذا الاصطدام هو ما تسبب في هذه الكارثة؟ الحقيقة أن التسرع في ربط الحادث بسرب الطيور دون تحقيق شامل قد يفتح المجال للاختباء وراء مسألة قد تكون أكثر تعقيدًا، الطائرة كانت تسير بسرعة عالية نحو الأرض أثناء محاولة قائدها الهبوط الاضطراري، مما يجعل من الصعب الجزم بأن الطيور وحدها هي من أسقطها، هل كان الطيارون بالفعل في مواجهة أزمة بسبب الطيور؟ ، أم أن إحدى الأنظمة المضادة للطائرات استهدفتها بصاروح قبل تحطمها بالقرب من أكتاو في كازاخستان، أم مشكلة تقنية كانت قد ظهرت في اللحظات الحرجة وأدت إلى هذا المصير ؟

إمبراير 190 هي طائرة معروفة بقدرتها على التعامل مع الطقس القاسي وظروف الطيران الصعبة، التحقيقات الأولية لم تقدم إجابة قاطعة، مما يثير شكوكًا حول وجود خلل تقني ما في أنظمة الطائرة، وهل كانت الطائرة تعاني من مشكلة فنية قد تكون كامنة منذ فترة، وكان الاصطدام بالطيور بمثابة الشرارة التي أشعلت الفتيل؟ أنظمة مثل المحركات والمعدات الكهربائية قد تكون فشلت في لحظة حرجة، مما أدى إلى تحطم الطائرة.

إن غياب الشفافية في التحقيقات يفتح المجال للتساؤلات حول ما قد تخفيه السلطات، من الممكن أن يكون هناك معطيات هامة تتعلق بالسلامة الفنية للطائرة أو حتى قرارات قد تكون قد اتخذت بسرعة كبيرة في اللحظات الحرجة، ففي مثل هذه الحوادث، الشفافية ضرورة واجبة ، ولكن التعتيم على نتائج التحقيق، قد يكون ذلك بمثابة غطاء للتغطية على أسباب أعمق.

ما حدث للطائرة إمبراير 190 يجب أن يكون نقطة تحول لصناعة الطيران بأكملها، هذه الحادثة المأساوية تضع الضوء على عدة نقاط أساسية: أولها ضرورة ضمان تحديث مستمر لأنظمة الطائرات، خاصة تلك التي قد تكون عرضة للأعطال المفاجئة.

ثانيًا، لا يجب أن نغفل عن التطور في تقنيات مكافحة الطيور في المطارات، حيث أن التصادمات مع الطيور ما زالت تشكل تهديدًا حقيقيًا.

كما يجب أن تضع شركات الطيران نصب أعينها ضرورة إجراء فحوصات شاملة لكل الطائرات في الأسطول لديها ، خاصة تلك التي تعمل في ظروف مناخية قاسية، حيث قد تتعرض إلى تقلبات جوية غير متوقعة.

حقيقة ما جرى مع طائرة إمبراير 190 يجب أن تظهر بلا تأخير وبكل وضوح وشفافية إن مجرد ربط الحادث بسرب من الطيور دون تحقيق شامل قد يؤدي إلى تحجيم الحقيقة وتهوين الأسباب الحقيقية التي تقف وراء الكارثة، فصناعة الطيران تحتاج إلى مواجهة هذه التحديات بشجاعة وشفافية، ويجب أن تكون هذه الحادثة دعوة لإصلاح حقيقي في إجراءات السلامة، أما إذا استمر التعتيم على السبب الحقيقي، فقد يكون ذلك بداية لتهديدات جديدة تلوح في الأفق، تهدد حياة الملايين في السماء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Exit mobile version