بقلم: ماهر عبد القادر
تصريحات ترامب بتهجير فلسطيني غزه وبناء ريفييرا مكانها هو امتداد لخطة “صفقة القرن” التي أطلقها ترامب في فتره رئاسته الأولي من أجل سلام مزعوم، ولكن هدفه الحقيقي تعزيز مصالح إسرائيل وتمكين سيطرتها علي كل فلسطين وهضبه الجولان بالإضافة لأراضي أخرى مقابل تقديم خدمات إنسانية وإقتصادية للفلسطينيين دون تلبية حقوقهم السياسية المشروعة، وهذا الطرح مرفوض الآن ورُفض وبشكل واسع في السابق.
منذ هجره الأوروبيين الصهاينة لفلسطين وقيام الدولة الإسرائيلية في سنه 1948 والشعب الفلسطيني يتعرض لحملات الترحيل، أشهرها ترحيل ونزوح مئات الآلاف من الفلسطينيين سنتي 1948 و 1967،
شهد التاريخ محاولات متعددة لترحيل الفلسطينيين أو إعادة بعدها توطينهم خارج وطنهم، أبرزها سنة 1955 بحملة عمل عليها الإسرائيليون والأمريكان والبريطانيون وفشلت كما فشلت محاولات مماثلة في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي وفشلت، كما فشلت محاولات أوروبية أمريكية إسرائيلية بحث الأونروا علي وضع برنامج تحفيزي وتعويضي لمن يهاجر فلسطين وفشل المشروع.
كل مشاريع التهجير فشلت في تحقيق أهدافها بسبب التعقيدات السياسية والمقاومة الشعبية الفلسطينية والعربية.
الآن ترامب بتصريحه تهجير الفلسطينيين من غزة والذي يعتبر في القانون الدولي جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية، يسعى لتعزيز شعبيته لدى قاعدته المؤيدة لإسرائيل، خاصة اللوبي الصهيوني، وممولي حملته من الصهاينة والذين تبرعوا لحملته الانتخابية بمئات الملايين من الدولارات، كما المسيحيين الإنجيليين المتصهينين، لممارسة ضغوط على مصر والأردن وآخرين لتحمل مسؤوليات إضافية تجاه شعب فلسطين في غزه واللاجئين الفلسطينيين في دول الطوق والضفه الغربية لاقتلاع من منهم في فلسطين من ارضهم ليلغي بذلك قضيه شعب فلسطين ويخفف عن إسرائيل أي أعباء سياسية أو اقتصادية أو أمنية وتصبح اسرائيل دوله دينيه نقيه متطرفه ومحميه كما دوما هي محميه من أمريكا.
المتتبع للأحداث يرى أن ترامب بدأ بالتراجع عن خطته وبعد ساعات من إعلانها، حيث صرح وزير خارجيته روبيوا أن قصد ترامب نقل الشعب لتمكين أمريكا إزاله الردم والتدمير و35 ألف طن من الأسلحة في غزه ضربتها القوات الإسرائيلية من أصل 105 ألف طن ولم تنفجر موحيا أنه يعمل من أجل سلامة الفلسطينيين، وهذا أسلوب ابتزازي لأن الفلسطينيين من هجروا ومنذ سنه 1948 يعرفون أن الهجرة باتجاه واحد ودون حق للعودة لذا لن تنطلي عليهم هذه الحيلة.
كما صرح وزير دفاع ترامب أن لا خطة للجيش الأمريكي للتواجد في غزة.
الزوبعة التي أثارها ترامب بدأت بالبرود والانطفاء لشدة المعارضة لها دوليا وعربيا وفلسطينيا وعدد غير قليل من الأمريكيين المعتدلين رغم أنها دغدغت قلوب وعقول المتطرفين المستوطنين الصهاينة ونقشت في ذهونهم أن الفكرة يجب ترسيخها كونها كانت محصورة من الصهاينة المتطرفين لكن الآن رئيس أمريكي ووزرائه وأعضاء في الكونغرس رددوها دون تردد او استحياء.
بقاء الشعب الفلسطيني علي أرضه وتعزيز نضاله وتمسكه بحقه في تقرير مصيره لإقامه دولة مستقلة وعاصمتها القدس الشريف مع عدم إسقاط المطالبة بحق العودة مقرون بإجماع عربي متضامن ومؤيد وخاصه السعودية التي تطالبها آمريكا بالتطبيع دون مقابل وإصرار مصر والأردن على الحق الفلسطينيين بدولة وأن قضيتهم عادله بالإضافة للتضافر العالمي والذي أشهر علي الملأ رفض التهجير وأعاد طرح حل الدولتين كما ترميم البيت الفلسطيني بوحده قويه متماسكة هو السبيل لأفشال مشروع ترامب وضرب مشاريع اليمين المتطرف في الكيان الصهيوني.
الحرب الأخيرة على غزه كشفت وجه الكيان الصهيوني الحقيقي والذي كان مغطي بمقوله أنهم ضحية مجازر الفاشية لتظهر الحقيقة أنهم يريدون قتل وطرد الفلسطينيين.
إن المعركة الحقيقية الآن هي معركة إعادة بناء غزة، فإبقاء المساعدات شحيحة على غزة، وعدم الشروع في إعادة الإعمار سيضع الفلسطينيين في غزة في جحيم قاتل وسيسكنون في ركام وفي خيم لا تستطيع أن تصمد لعدة أشهر ولا تستطيع أن تتكيف مع الأحوال الجوية المتغيرة.
هذا ما يمكن أن يمليه الإسرائيليين والأمريكان لدفع أهل غزه لتركها، الآن ستقوم الولايات المتحدة بابتزاز الفلسطينيين والأطراف العربية التي تقوم بالحوار ما بين إسرائيل وأمريكا بهذه الابتزاز الصارخ.