
حكـومـة مــوحّـدة تـدير الكـوكب في الأزمـات وخريطة جديدة للنفوذ السياسي والاقتصادي أولــوية للـرعــاية الطـبية وحـــياة إنـسـانية أقل ازدهارا وحرية.
في البدء كان خفاش مُدجج بالفيروسات.
الخفاش لدغ حيوانًا في الصين.
تم بيع لحوم الحيوان في أسواق مقاطعة ووهان.
تناول بعض الصينيين طعامهم الملوث بالفيروس، وانطلقوا في دروب الحياة.
بعد أسابيع قليلة تم إغلاق المطاعم والمدارس وتوقفت الحياة.
في الصين، ثم في بقية العالم.
لم تمر أسابيع أخرى إلا وقد ظهرت الفيروسات في البر والبحر والفضاء الذي ينقل البشر عبر القارات.
وتغير شكل العالم.
ميادين خالية تلعب بها الريح.
مطاعم فارغة.
ملاعب مهجورة.
مدارس تتردد في فصولها صدى ضحكات الغائبين.
وخوف من نهاية عالم وشيكة، على يد فيروس، بدأ مسيرته الجهنمية من ذلك الخفاش.
يخبرنا التاريخ بذلك: عندما تقع الأحداث الكبرى، يتغير مسار البشرية على نحو محوري.
ربما يفكر بعضنا أن أزمة الفيروس التاجي COVID-19 ستنتهي قريبًا، 6 أشهر؟ عام؟
لكن قبل أن يتوقف القاتل عن زحفه، سنحتاج إلى تغيير كل ما نقوم به بشكل جذري: أسلوب العمل وممارسة الرياضة والتواصل الاجتماعي والتسوّق وإدارة صحتنا وتعليم أطفالنا ورعاية أفراد الأسرة، وعلاقاتنا الاجتماعية.
كل شيء.
لإيقاف الفيروس التاجي، يتحرك العالم بجنون، الإجراءات التي في الأوقات العادية يمكن أن تستغرق سنوات من المداولات يتم تمريرها في غضون ساعات.
القرارات التي يتخذها الناس والحكومات في الأسابيع القليلة المقبلة العالم لسنوات قادمة.
لكننا يوما ما سنعود للسرعة العادية.
فأي نوع من العالم سنعيش فيه بمجرد مرور العاصفة؟
نعم، ستمر العاصفة، ستبقى البشرية على قيد الحياة، لكننا سنعيش في عالم مختلف.
ومثل معظم الكوارث، ستقع العواقب الخبيثة للوباء بشكل كبير على المحرومين.
لا نتحدث عن تغيير العادات اليومية لوقف انتشار الفيروس.
بل عن تغييرات كبرى تطال الجميع.
هنا رحلة بآلة الزمن إلى المستقبل، في مشاهد تتضمن أبرز ما يتوقعه خبراء السياسة والاقتصاد والتعليم والترفيه لعالم ما بعد كورونا:
الاقتصاد: الرأسمالية في
الامتحان النهائي
وضع الفيروس شعارات العولمة في قفص الاتهام، باعتبارها شريكة في القتل، وفي التدمير الأسرع للبشرية في تاريخها.
العولمة نجحت في إلغاء الحدود الافتراضية بين دول العالم، وسرّعت حركة الناس والبضائع، والفيروسات أيضا.
من السيارة إلى الهاتف، قسّم المنتجون الكبار منتجاتهم إلى عدد كبير من المنتجات الثانوية.
ثم قاموا بجولة في بلدان الكوكب للاستفادة من المزايا النسبية لكل دولة: هنا عمالة رخيصة، هنا مهارات تكنولوجية، هناك مزايا ضريبية، ثم ها هي السوق المحلية الكبيرة جدًا.
أدى هذا إلى إنشاء مجموعة ضخمة من سلاسل الإنتاج والتوريد التي اجتازت الكوكب بأكمله، وكانت الصين الصاعدة في المركز من هذه الماكينة الكوكبية.
الآن، يجبر COVID-19 الحكومات والشركات والمجتمعات على تعزيز قدرتها على التعامل مع فترات طويلة من العزلة الاقتصادية الذاتية.
التغيير الكبير في قواعد اللعبة بالنسبة للصين تجلى في إدراك الشركات العالمية بأنها يمكن أن تستغني عن “مصنع العالم”، فتسارعت ظاهرة نقل تصنيع بعض المنتجات من الصين إلى وجهات أخرى.
صحيح أن تلك الظاهرة بدأت قبل تفشي هذا الفيروس، أي بعد أن أصبحت تكلفة الإنتاج في الصين أعلى في الفترة الأخيرة، لكن كوفيد-19 عزز ذلك التوجه.
وها هي سياسة دعم الدولة للمنتجين المحليين تكتسب شعبية مرة أخرى.
الدين العالمي يقترب من 244 تريليون دولار، وهو أعلى مستوى مسجل.
مع اقتراب معظم البنوك المركزية الغربية من معدلات الفائدة الصفرية، فإن الأدوات النقدية غير كافية للتصدي للفيروسات التاجية – كما أظهر الاحتياطي الفيدرالي من خلال عدم فعالية خفض نصف نقطة.
إذا كان المصير اللطيف بنا سيسمح بالهروب من هذا الفيروس التاجي بدون وباء عالمي، أو ركود عالمي، أو انهيار مالي، سيدرك العالم كم كلفه “بيزنس” إنسانيا واقتصاديا.
بعد انهيار الاتحاد السوفييتي قبل ثلاثين عاماً، أصبح النظام الرأسمالي متحكماً بصورة شبه تامة في العالم، وتركزت موارد الكوكب بين أيدي أقل من 1% من سكانه، فماذا تخبرنا كارثة فيروس كورونا عن مدى فاعلية الرأسمالية في حمايتنا من هذا الوباء العالمي؟
صحيح أن فيروس كورونا لا يفرق بين غني وفقير، ولا أحد بمأمن من الإصابة به، فقد أصيب به مسؤولون كبار ومشاهير ولاعبو كرة قدم، لكن المؤكد أن هؤلاء يتمتعون بمظلة رعاية صحية هي الأفضل على الإطلاق، عكس غالبية الناس في تلك البلاد.
بدون مساعدة مالية من حكوماتهم، يمكن أن تفلس نصف شركات الطيران في العالم البالغ عددها 800 شركة تقريبًا بحلول نهاية مايو/ أيار بسبب الانخفاض السريع وغير المسبوق في الطلب على السفر الجوي وسط هجوم الفيروس، وهو انخفاض تجاوز التراجع الناتج عن الخوف الذي بعد هجمات 11 سبتمبر الإرهابية.
لكن هذا السيناريو القاتم يخفي احتمالا إيجابيا.
الأزمة الحالية والاختفاء المحتمل للعديد من شركات النقل الضعيفة، قد يفتح الباب لظهور شركات مملوكة لمساهمين في جميع أنحاء العالم، من أجل تقليل التكاليف العامة.
في العام الماضي، تم تسجيل 4% فقط من مبيعات البقالة في الولايات المتحدة عبر الإنترنت.
ومع بقاء المتسوقين في منازلهم بسبب الفيروس، انفجر تسوق البقالة عبر الشبكة، وزادت النسبة لأكثر من 200%.
في السنوات الأخيرة، عمدت متاجر البقالة الكبيرة لبناء قسم للدفع الآلي داخل كل متجر، كما أنشأوا ما يسمونه “المتاجر المظلمة dark stores، وهي مواقع تشبه محلات السوبر ماركت ولكنها مغلقة أمام العملاء، ومخصصة لتلقي طلبات العملاء إلكترون
السياسة: نهاية الحقبة
الأمريكية وصعود الصين

تم بناء مكانة الولايات المتحدة كقائد عالمي على مدى العقود السبعة الماضية بناء على الثروة والسلطة.
وعلى الشرعية الناجمة عن جودة الحكم الأميركي.
وثالثا على تسهيل تزويد العالم باحتياجاته، والقدرة والرغبة في حشد وتنسيق الاستجابات الدولية للأزمات.
تختبر جائحة الفيروس التاجي العناصر الثلاثة للقيادة الأمريكية. وحتى الآن، فشلت واشنطن في الاختبار، وأصبح العالم أسوأ حالاً.
في أزمة كورونا تصرفت واشنطن بوحي من المصلحة الذاتية الضيقة لحكومتها وعدم الكفاءة الفادحة.
تزحف الصين ببطء نحو مقعد قيادة العالم اقتصاديا، لكنها تقترب أكثر في غبار كورونا، مدعومة بهذا الفشل الأمريكي في التعامل مع الأزمة.
تعثرت الصين في بداية التعامل مع الوباء بالتكتم وتزوير المعلومات خلال يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط الماضيين، لكنها نجحت في نهاية الأمر، وسيطرت على كورونا وحصلت على اعتراف العالم بتجاوز كارثة وصفها البعض بـ “تشيرنوبل جديدة” و”تيانانمن”.
تعمل الصين تعمل حاليا على تحويل هذا النجاح إلى قصة تحكيها للعالم بأجمعه وتقنعه بأنها لاعب رئيسي في هزيمة كورونا في كل مكان.
هناك عروض يتم الترويج لها بشكل جيد للمساعدة المادية للدول الأخرى بما في ذلك الأقنعة، وأجهزة التنفس والمراوح والأدوية.
عندما تجاهلت أوروبا نداء إيطاليا العاجل بشأن المعدات الطبية ومعدات الحماية، أرسلت بكين الآلاف من أجهزة التنفس الصناعي وملايين الأقنعة وآلاف البدل الواقية وأجهزة الاختبار، كما أرسلت فرقا طبية وأجهزة ومعدات مماثلة لإيران وصربيا.
إنه الدور القديم الذي كانت واشنطن تحرص عليه، وهي التي حشدت الجهود الدولية لمساعدة الدول الأفريقية عامي 2014 و2015 إبان أزمة إيبولا. أما إدارة ترامب فقد ابتعدت عن هذا الدور لمواجهة وباء كورونا الحالي حتى مع الحلفاء.
يختبر الفيروس مناعة الأفراد الحاملين له، فإما يقضي عليهم، أو يتغلبوا عليه، لكنّه في الوقت ذاته يختبر مناعة الاتحاد الأوروبي.
ناشدت إيطاليا الاتحاد الأوروبي بإعطائها إمدادات طبية لمواجهة الجائحة التي تهدد وجودها، لكن الرد الأوروبي تعامل مع إيطاليا كأنها دولة أفريقية. الاستجابة الأوروبية جعلت ماتيو سالفيني أبرز يميني متطرف في إيطاليا مقبولًا. فقد عقّب سالفيني قائلًا: «عندما يكون الآخرون في شدة فعلى إيطاليا أن تدفع، أما إذا وقعت إيطاليا في شدة فإنهم يغلقون حدودهم ومحافظ أموالهم».
أغلقت معظم الدول حدودها، ومنعت تصدير الكمامات والأدوات الطبية، وتصرفت البنوك المركزية دون تنسيق، تحت شعار: أنا، ومن بعدي الطوفان.
اكتشف العالم تحت وقع ضربات كورونا المستجد أنه مفكك، يعمل بلا رأس واحد، ولا تنسيق عند الضرورة.
الاستجابة غير المنسقة لخطر الفناء أصابت الجميع بالرعب من مصير أسود يمكن تفاديه من خلال التعاون: كوكب واحد، مصير واحد.
تبقى الخطوة التي تمثل تقدمًا كبيرًا نحو تشكيل “حكومة عالمية” يمكنها بعد ذلك نشر سلطتها في جميع جوانب المجتمع الأخرى على أساس هذه الأزمة الصحية الطارئة.
مع استمرار الأزمات العالمية الأخرى، سيصبح هذا امتحانا لا نملك رفاهية الفشل فيه.
سيكون لكورونا تأثير بزيادة في التعددية، والتضامن عبر الحدود، مثلما أدت الإنفلونزا الإسبانية في القرن الماضي، إلى دخول أنظمة الرعاية الصحية العامة، والوكالات الدولية الأولى، لمكافحة المرض.
ليست كورونا وحدها التي تقتل البشر.
حسابات الكمبيوتر المتعلقة بتغير المناخ تتنبأ أيضًا بمسيرة مطردة من الوفيات المتزايدة بسبب التلوث، والتي تتجاوز 250 ألف شخص سنويًا في غضون عقدين من الآن.
هناك بالفعل الكثير من الآثار الإيجابية التي انعكست على كوكبنا بعد تفشي الوباء، منها:
1 -ارتفعت جودة الهواء، كما انخفضت ملوثات الهواء الرئيسية بنسبة تقارب الثلث من يناير/كانون الثاني إلى فبراير/شباط.
2 -انخفضت انبعاثات ثاني أكسيد النيتروجين للمرة الأولى على مساحة جغرافية واسعة.
3 -تراجعت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون التي تساهم فيها الصين بنسبة 30%.
انخفاض استهلاك الفحم
4 -انخفضت نسبة استخدام الفحم خصوصاً في الصين التي تعتبر أكبر منتج ومستهلك للفحم في العالم، بنسبة 36% خلال فبراير/شباط.
5 -تحسنت نوعية الأنهار في العديد من المدن الأوروبية بشكل غير مسبوق، ونشطت الأسماك، وتحسن ملحوظ في نوعية المياه.
لكننا نخاف من التلوث الانتقامي بعد عبور أزمة كورونا.
وسيجد العالم نفسه مضطرا للتعاون من أجل المناخ
كارثة كورونا نجحت في تعرية الأنظمة الصحية العامة في الدول الرأسمالية، بل طرحت تساؤلات تتعلق أيضاً بأوضاع العاملين في الشركات العملاقة التي تأثر نشاطها وهنا نتحدث تقريباً عن جميع المجالات
إنه أقسى دروس كورونا المستجد: لماذا لم ننفق أكثر على الرعاية الصحية؟
كان ينبغي أن ننفق أكثر لتجنب التكلفة الهائلة المرتبطة بالأوبئة.
وكان ينبغي للمجتمع الدولي أن يستثمر الكثير في مجال الوقاية في الدول الفقيرة. “وماذا تفعل إذا كنت غير قادر على غسل يديك؟”
سؤال طرحته صحيفة فلبينية، في إشارة إلى افتقار ملايين المواطنين الفلبينيين إلى المرافق الصحية التي تتيح لهم مجرد غسيل الأيدي، في حين يمتلك تسعة من كل عشرة فلبينيين هاتفاً محمولاً.
حوالي 40% من سكان العالم لا يمكنهم الحصول على فرصة غسل أيديهم بانتظام.
وترتفع النسبة إلى 63% بين سكان المدن الأفريقية جنوب الصحراء
الترفيه: سينما توصيل
الطلبات للمنازل
الجميع يخسرون المال في هوليوود، لكن السباق مستمر لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، ويبدو أن شركة يونيفرسال هي أول من يتحرك بفكرة من “خارج الصندوق”: ستبيع إنتاجها لشركات العرض المنزلي في نفس توقيت العرض الجماهيري.
ستبدأ المبادرة مع فيلم Trolls World Tour المحدد لعرضه 10 أبريل 2020 في الولايات المتحدة. وقامت الشركة أيضًا بتوفير الأفلام الموجودة حاليًا في شبكات العرض عند الطلب بدءًا من يوم الجمعة
20 مارس.
فيلم Trolls World Tour