عاجلمقالات
أخر الأخبار

هل يمکن للنظام الايراني العبور للضفة الاخرى بسلام؟ – محمود حكميان

لايمکن مقارنة الاحداث والتطورات الجارية في إيران مع مثيلاتها في دول العالم وبشکل خاص خلال العقد الاخير، ذلك إنه وبعد مرور 44 عاما على حکم النظام الإيراني الذي يعتمد على نظرية ولاية الفقيه، فإن الاوضاع وعلى مختلف الاصعدة وصلت الى أسوأ مايکون والذي يلفت النظر کثيرا إن القادة والمسٶولون في النظام لم يعودوا يتحدثون عن تقدم أو تطور أو تحسن أحوال وإنما يحاولون جاهدين التقليل من وخامة الاوضاع وتبريرها بصورة أو أخرى مع التلميح کعاداتهم دائما بتطمينات مستقبلية للشعب بالعبور من هذه المرحلة کما فعل خامنئي بخطابه الملفت للنظر في بمناسبة بداية العام الايراني في 21 مارس 2023، ولکن الذي جرى ويجري دائما هو إن هذا النظام يقوم دائما بنقل مشاکله وأزماته المتراکمة من مرحلة سابقة الى أخرى لاحقة لأنه وکما هو معروف عنه في حالة هروب مستمر للأمام من حيث تعامله مع مشاکله وأزماته مع ملاحظة إنه هذه المرة وبحس وجهات نظر المراقبين والمحللين السياسيين، لايستطيع أن يقوم بنفس الامر حيث يبدو في وضع وکأنه کمن وصل الى آخر محطة أو بتعبير أکثر دلالة وصل الى نهاية الخط.

لو نظرنا الى الاوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفکرية لهذا النظام بعد 44 عاما من حکمه، فإننا لانجد جانبا واحدا من هذه الجوانب الاربعة قد توفق فيها النظام وأثبت جدارته فيها، إذ أنه يبدو محبطا في کل الجوانب حيث إن الازمة الخانقة تواجهه في کل واحدة منها إذ أنه داخليا يواجه معارضة شعبية متزايدة يمکن ملاحظتها في الاحتجاجات الشعبية التي تتزايد عاما بعد عام کما إن نشاطات خصمه والمعارضة الرئيسية في إيران، منظمة مجاهدي خلق، من خلال شبکاتها الداخلية وبشکل خاص بعد إنتفاضة 16 سبتمبر2022، ومابعدها، والتي صارت تحرجه کثيرا الى الدرجة التي لم يجد النظام مناصا من الترکيز على المنظمة في وسائل إعلامه وفي تصريحات قادته کما لم يفعل في أية فترة أخرى، وإن هذا الترکيز على المنظمة في حد ذاتها، يجسد عمق الازمة التي يعاني منها النظام وإذا ماأخذنا بنظر الاعتبار أن منظمة مجاهدي خلق ينظر لها کبديل للنظام فعندئذ ندرك الى أي منعطف قد وصلت الاوضاع بهذا النظام. أما إقليميا ودوليا، فإن النظام الايراني يمر بواحدة من أسوأ مراحله من هذه الناحية إذ تتزايد مشاعر الکراهية والرفض له في بلدان المنطقة والتي وصلت الان الى حد إن بلدان المنطقة صارت ترى إن سبب کل ماتعاني منه، تدخلات هذا النظام والمطالبة بالحد منه، کما إنه وعلى الصعيد الدولي يعيش النظام عزلة دولية غير مسبوقة ويواجه عقوبات دولية قاسية جدا ليس بإمکانه التصدي لها والحد من تأثيرها بالغ السلبية على مختلف أوضاعه وأموره.

النظام الايراني وهو يواجه هذه المرحلة غير العادية فإنه وبموجب مختلف التحليلات وووجهات النظر والبحوث والدراسات، لايمتلك أية خيارات يمکنه إستخدامها لکي يعبر منها بسلام، ولذلك فإنه وخلال هذه الفترة وکما يمکن ملاحظته، يسلك أسلوبا ونمطا مختلفا من حيث زيادة تهافته على بلدان المنطقة والعالم والتخفيف من تصريحاته المتشددة، ولکن السٶال هو؛ هل إن العامل الخارجي يمکن أن ينقذه ويمنحه القوة للعبور بسلام الى الضفة الاخرى؟ من المفيد جدا هنا تذکر العام الذي سبق سقوط نظام الشاه والذي يشبه تماما هذا العام الذي يمر به النظام الايراني، ففي ذلك نجد أفضل إجابة على هذا السٶال!

*عضو لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية

الوسوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

إغلاق