مقالات
أخر الأخبار

الجانب الاوضح لصورة أرادت طهران التغطية عليها – حسين عابديني

بقلم: حسين عابديني؛ نائب مدير مكتب المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في بريطانيا

بين عامي 2020 و2024، فقد النظام الايراني 3 من أهم قادته المعتمدين والموثوقين لدى الولي الفقيه خامنئي، وهم قاسم سليماني، ومحمد رضا زاهدي، وابراهيم رئيسي، وهم في غنى عن التعريف بهما من حيث إعتماد وتعويل النظام عموما وخامنئي خصوصا عليها، فقد کانوا يعتبرون من أقرب المقربين الى خامنئي في دائرته الضيقة.

فقدان النظام لهذه الاوجه، لم يکن مجرد مصيبة عادية بل وحتى بمثابة کارثة ونکبة إستثنائية هزت النظام بکل قوة، ولاسيما وإن مقتل رئيسي قد جاء مکملا لمثلث يربط ثلاثة من أهم القادة الذين يعتمد عليهم خامنئي، أضلاعه الثلاثة، ولأن کل من سليماني وزاهدي تعرضا لحادثتي إغتيال لاغبار عليهما ولم يتمکن النظام من الثأر لهما بالصورة والشکل الذي يتساوى مع موقعهما ومنزلتهما لدى النظام فإن ذلك ترك ثغرة کبيرة في النظام وفي الوقت الذي کان يعمل فيه جاهدا لکي يسدها جاءت حادثة مصرع رئيسي لتصيب النظام بصدمة إنتبه لها العالم کله لهولها!

هذا المثلث الذي لايمکن للنظام أن يجد له نظيرا من حرسه القديم الذي بدأ يتآکل وينقرض رويدا رويدا ولاسيما وإن ذلك قد حدث في ظل واحدة من أسوء المراحل التي يمر بها النظام الايراني منذ تأسيسه، يضفي ضلالا من الخيبة والتشاٶم على أوساط النظام خصوصا وإن خامنئي عندما إختار رئيسي فإنه کان يعول عليه کثيرا في أن يعمل على إنهاء الفجوة والجفوة الکبيرة بين الشعب وبين النظام، ولکن الى جانب إن أکبر وأقوى وأطول إحتجاجات ضد النظام جرت خلال عهد رئيسي في سبتمبر2022، والذي کان بمثابة أکبر جرح في خاصرة النظام، فإن مصرعه جاء ليوقف إلتئام ذلك الجرح وليضيف إليه الکثير من الملح!

خامنئي الذي حاول منذ البداية العمل على الإيحاء بأن الامور ستستمر على سياقها السابق وإن النظام وعلى الرغم من مصيبته سيستمر، ولکن هيهات أن يکون سير الامور لما بعد مقتل رئيسي کما کانت قبله، هذا بالاضافة الى ثمة ملاحظة بالغة الاهمية وهي إن النظام وفي ظل عزلته المتفاقمة والعقوبات التي تنخر بعظامه، حاول ويحاول إستغلال فرصة الاهتمام العالمي بالحادثة في سبيل فتح فجوة في جدار العقوبات، ولکن الذي فاجأ النظام وأحرجه کثيرا، مظاهر الفرحة والبهجة الطاغية للإيرانين في مختلف مدن أوروبا مثل باريس ولندن وكولونيا وبرلين وأمستردام وفيينا وأوسلو وميونيخ ودوسلدورف ومدن أخرى أمام سفارات النظام عند سماعهم بنبأ مقتل رئيسي وحتى الاحتفال بذلك وتوزيع الحلويات بتلك المناسبة، وهذا ماقد أعاد لأذهان العالم مجددا الماضي الاسود لهذا الرجل ولاسيما من حيث کونه أحد أعضاء اللجنة الرباعية لتنفيذ مجزرة إعدام آلاف السجناء السياسيين في صەف عام 1988، وهذا مايمکن القول بأنه قد فوت الفرصة على النظام وجعل العالم يرى الجانب الاوضح من الصورة التي أراد النظام الايراني التغطية عليها!

الوسوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

إغلاق