السفيره نيكي هيلي بعد استقالتها اليوم – حاتم الجمسي,  نيويورك

كنت حاضراً للمؤتمر الصحفي الذي عقدته السفيرة نيكي هيلي في الاول من سبتمبر الماضي في الأمم المتحدة على هامش تولي الولايات المتحدة رئاسة مجلس الامن لشهر سبتمبر.

 سألتها في ذلك اليوم عن ادلب في سوريا و عن عملية السلام في الشرق الاوسط بين الاسرائيليين و الفلسطينيين, كما اتيحت لي الفرصة للحديث معها عقب انتهاء المؤتمر.

 ما استطيع ان اقوله لكم ان السيدة هيلي, التي استقالت اليوم من منصبها کسفیرۃ للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة, استطاعت ان تكتسب احترام الآخرين داخل الأمم المتحدة من سفراء و مندوبى دول رغم حدة الخلاف على سياسات الولايات المتحدة الأمريكية، کما أنها أصبحت نجما ساطعا فی سماء السياسة الأمريكية و تحظی بشعبية كبيرة کسیدة أدارت منصبها بجدارة وشجاعة مکنتها من اكتساب احترام الآخرين حتى بين الذين يعارضون الرئيس ترامب وسیاسته.

 نیکی هیلی, التي أكدت اليوم خلال لقائها بالرئیس ترامب أنها لن تترشح للانتخابات الرئاسية في مواجهة الرئيس ترامب في 2020, لازالت تعتبر مرشحا رئاسياً قوياً وسوف تكون فرصتها قوية لتصبح أول سيدة رئيس للولايات المتحدة في 2024.

 نیکي هيلي ولدت لأیوین مهاجرین من الهند من طائفة السيخ واسمها الحقیقی نیمراتا راندهاوا ولكن والديها ینادونها ب نیکی منذ صغرها ثم أخذت اسم زوجها الأخير  مایکل هيلي بعد زواجها منه في 1996.

 السيدة هیلی تحولت الى المسيحية عندما كانت في الرابعة والعشرين من العمر لکنها مازالت تحتفل بالطقوس السيخية, کما أقامت زواجها طبقا للطقوس المسيحية والسيخية.

 نیکي هيلي تعرضت فی حیاتها لكثير من المواقف العنصرية, تارة لكونها إمرأة و تارة لكونها من أصول هندية, كان أبرزها عندما ترشحت لمنصب المحافظ في ولاية جنوب کارولینا فصرح عضو الكونجرس الجمهورى عن نفس الولاية  چیك نوتس قائلا: “لدينا شخص ذو عمامة في البيت الأبيض – يقصد أوباما – ولا نريد آخراً بیت المحافظ.”

 لقد كان الاعلان عن استقالة السفيرة هيلي من منصبها صباح اليوم مفاجئا, لكن توليها منصبا آخر ذو أهمية لن يكون مفاجئاً على الاطلاق.

 لقد انطلق قطار السيدة هيلي نحو البيت الأبيض بثقة وثبات منذ فوزها بمنصب المحافظ في ولاية جنوب کارولينا في العام 2010 ثم اعید انتخابها بنجاح كبير في العام 2014 ولن يتوقف ذلك القطار حتى يصل الى البيت الأبيض في الوقت المناسب.

 حاتم الجمسي,