ذكرت وكالة “بلومبرج” الأمريكية، أن سوقي النفط والذهب تُعد الرابح الأكبر في عام 2019، بعدما بلغت مكاسبهما السنوية مستويات مرتفعة قياسية، مستفيدين من المتغيرات المتعاقبة خلال العام سواء كان اتفاق منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك” بشأن تمديد خفض الإنتاج الخام أو تطورات الدراما التجارية بين الولايات المتحدة والصين، التي دفعت بالمستثمرين للبحث عن ملاذات آمنة ليركنوا إليها.
وأوضحت وكالة “بلومبرج” الأمريكية- في سياق تقرير بثته على موقعها الإلكتروني- اليوم الأربعاء- أن أسعار المعدن الأسود تتجه لتسجيل أكبر مكاسبها السنوية في ثلاثة أعوام مع بلوغ نسبة الارتفاعات في أسعار خام برنت القياسي والخام الأمريكي 23% و34% على التوالي.
ونوهت بأن قرار تحالف “أوبك+” بشأن تمديد خفض الإنتاج بالإضافة إلى الهجمات المتكررة على الناقلات والمنشآت النفطية أسهما بشكل ما في طمأنة مخاوف المستثمرين حيال تخمة المعروض من الخام في الأسواق، ثم جاء إعلان الجانبين الأمريكي والصيني التوصل إلى اتفاق مبدئي ليعيد الاستقرار إلى نظام التجارة العالمية وينزع المخاوف بشأن ضعف الطلب العالمي، نظرًا إلى المكانة التي تتبوأها الصين كأكبر مستورد للخام على مستوى العالم.
ونقلت “بلومبرج” عن فاندانا هاري مؤسس مجموعة “فاندا إنسايتس” في سنغافورة قوله: “الحرب التجارية بين الاقتصادين الأكبر على مستوى العالم قادت توجهات المستثمرين في 2019 ومن المتوقع أن تظل هي القوة المحركة للأسواق في 2020”.
وقال روبرت شتيهرير، مدير معهد فيينا الدولي للدراسات الاقتصادية، إن الانفراجة المحققة في المفاوضات التجارية انعكست إيجابيًا على سوق النفط وتترجم ذلك من خلال ارتفاع سعر العقود الآجلة للخام فوق مستوى 65 دولارًا للبرميل، بالإضافة إلى بيانات أشارت إلى تراجع المخزون الأمريكي، ليدعم جهود “أوبك” الرامية إلى تقييد المعروض وعلاج التخمة في الأسواق.
وعلى صعيد أسواق الذهب، قالت وكالة “بلومبرج ” إن المعدن النفيس يتجه إلى تسجيل أكبر مكاسبه منذ عام 2010، محققًا استفادة بالغة من إقبال المستثمرين على الملاذات الآمنة تحت ضغط اشتعال الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين مع بداية 2019 والتي ظلت رهينة تقلبات مسئولي الجانبين، حتى أن تم الإعلان مؤخرًا عن اتفاق مبدئي دون إعطاء مزيد من التفاصيل حول توقيت أو بنود ذلك الاتفاق.
وأضافت أن سلسلة الخفض في أسعار الفائدة الأمريكية التي أقرها الفيدرالي الأمريكي في 2019 للمرة الأولى منذ 10 أعوام، ساعدت أيضًا في دعم أسواق الذهب التي بدت وكأنها تسعى للوصول بنطاق تسعيري إلى مستويات مرتفعة غير معهود من قبل” حسب آراء الخبراء.