استقالة 7 نواب من حزب العمال البريطاني بسبب الـ ”بريكست“ ومعاداة السامية

استقال 7 نواب من حزب العمال البريطاني المعارض، اليوم الإثنين؛ بسبب نهج زعيمه جيريمي كوربين فيما يتعلق بخروج البلاد من الاتحاد الأوروبي ”بريكست“، وخلاف بشأن معاداة السامية، وقالوا إن الحزب ”اختطفته الألاعيب السياسية لليسار المتطرف“.

ويؤكد رحيل هذه المجموعة الصغيرة من النواب، الغضب المتزايد من إحجام كوربين عن تغيير استراتيجيته الخاصة بخروج بريطانيا من الاتحاد، وبدء حملة للمطالبة بإجراء استفتاء ثانٍ على عضوية البلاد في التكتل.

ومع بقاء 39 يومًا فقط، على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في أكبر تحول في سياستها الخارجية والتجارية منذ أكثر من 40 عامًا، مزقت الانقسامات بشأن الخروج المسرح السياسي؛ لتتحطم الخطوط التقليدية بين الأحزاب، وتتشكل ائتلافات جديدة من اليسار واليمين.

وقال النائب كريس ليزلي في مؤتمر صحفي: ”لم يعد حزب العمال الذي انضممنا إليه وشاركنا في حملات من أجله ووثقنا فيه كما كان.. فعلنا كل ما في وسعنا لإنقاذه، لكن الآن اختطفته الألاعيب السياسية لليسار المتطرف“.

وأضاف ”باتت الأدلة على خيانة حزب العمال لأوروبا واضحة للجميع. ويتيح المجال لهذه الحكومة فعلًا للخروج من الاتحاد الأوروبي“.

وسيواصل النواب السبعة حضور جلسات البرلمان تحت اسم ”المجموعة المستقلة“.

وقال كوربين في بيان: ”خاب أملي؛ لأن هؤلاء النواب شعروا بأننا غير قادرين على مواصلة العمل معًا من أجل سياسات حزب العمال التي ألهمت الملايين في آخر انتخابات“.

وحتى الآن يتمسك كوربين بسياسة الحزب بشأن إبقاء خيار إجراء استفتاء ثانٍ مطروح ”على الطاولة“، إذا أخفقت حكومة رئيسة الوزراء تيريزا ماي في تأمين اتفاق مع بروكسل يمكن أن يوافق عليه البرلمان.

ويواجه كوربين، المدافع القديم عن السلام أيضًا، اتهامات من بعض النواب بالإخفاق في معالجة معاداة السامية في الحزب، وهو اتهام لازم السياسي المؤيد لحقوق الفلسطينيين منذ أصبح زعيمًا للحزب في 2015.

وينفي كوربين السماح لمعاداة السامية بأن تنمو داخل حزب العمال، وتعهد بالقضاء عليها.

كيميش: ليفربول المرشح الأوفر حظا أمام بايرن

قال يوشوا كيميش مدافع بايرن ميونيخ إن مستوى ليفربول في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم ودفاعه الصلد يجعلانه المرشح الأوفر حظا لعبور مواجهة دور الستة عشر في دوري أبطال أوروبا غدا الثلاثاء.

ويتساوى ليفربول مع غريمه مانشستر سيتي في صدارة الدوري الإنجليزي ومني مرماه بأقل عدد من الأهداف وخسر مرة واحدة فقط في 26 مباراة.

ولم يخسر ليفربول أيضا على أرضه في الدوري الممتاز وكذلك في دوري الأبطال هذا الموسم.

وأبلغ كيميش الصحفيين قبل مواجهة الذهاب في أنفيلد: “ليفربول المرشح الأوفر حظا. خسر مباراة واحدة في الدوري طوال الموسم ودخل مرماه 15 هدفا فقط”.

وتابع: “عندما تتابع طريقته في اللعب ستجد أنه يملك دفاعا رائعا وهجوما مذهلا، إنه فريق سريع جدا كما يبرز في مواقف لاعب ضد لاعب والالتحامات. لن تكون مواجهة سهلة أمامهم”.

ولم يبلغ بايرن النهائي منذ فوزه بلقب دوري الأبطال لآخر مرة في 2013 أمام بوروسيا دورتموند الذي كان يدربه وقتها يورجن كلوب مدرب ليفربول الحالي ويعتقد كيميش أن فريقه لم يعد من أبرز الأندية الأوروبية بالنظر إلى مستواه الحالي.

وأضاف: “عندما تنظر إلينا لم نعد مثل السابق. نحتاج إلى تحسين مستوانا قبل أن نطلب المقارنة مع أفضل الفرق في أوروبا”.

تجار: الجزائر تطرح مناقصة لشراء كمية اسمية 50 ألف طن من علف الشعير

قال تجار أوروبيون يوم الاثنين إن الديوان الجزائري المهني للحبوب طرح مناقصة عالمية لشراء كمية اسمية قدرها 50 ألف طن من علف الشعير.

وذكر التجار أن المنشأ اختياري، وأن آخر موعد لتقديم العروض في المناقصة هو الأربعاء 20 فبراير شباط، على أن تظل العروض سارية حتى 21 من الشهر ذاته.

وطلبت المناقصة شحن القمح في الفترة من 16 إلى 31 من مارس آذار.

وعادة ما تكون الكميات المطلوبة في مناقصات الحبوب الجزائرية كميات اسمية، وتشتري الدولة في الغالب كميات أكبر مما تطلبها.

مصادر: أمريكا تضغط على دول خليجية لمواصلة عزل سوريا

الت خمسة مصادر لرويترز إن الولايات المتحدة تمارس ضغوطا على دول خليجية للامتناع عن إعادة العلاقات مع سوريا بما فيها الإمارات التي تحركت للتقارب مع دمشق للتصدي لنفوذ إيران.

ويمثل هذان النهجان المتعارضان اختبارا مبكرا لما إذا كان بإمكان الرئيس السوري بشار الأسد كسب مصداقية سياسية ودبلوماسية بعد أن حولته الحرب الأهلية التي استمرت قرابة ثماني سنوات إلى زعيم منبوذ على المستوى الدولي.

فقد قطعت دول كثيرة علاقاتها مع سوريا في بداية الحرب.
وأغلقت عدة دول خليجية سفاراتها أو خفضت مستوى العلاقات وقررت جامعة الدول العربية تعليق عضوية سوريا وتوقفت الرحلات الجوية كما أُغلقت المعابر الحدودية معها.

وفرضت الولايات المتحدة ودول أخرى عقوبات اقتصادية على دمشق.
وبتأييد دول خليجية مثل السعودية وقطر لا تريد واشنطن عودة سوريا من جديد إلى المجتمع الدولي لحين الاتفاق على عملية سياسية تضع بها الحرب أوزارها.

وقال مسؤول أمريكي ردا على سؤال عن الضغوط الدبلوماسية ”السعوديون عون كبير في الضغط على الآخرين. كما أن قطر تفعل الصواب“.

وقال المسؤول إن الولايات المتحدة سعيدة لأن ”بعض دول الخليج تستخدم المكابح“.

ويشير الموقف الأمريكي إلى أن الأسد لا يزال أمامه شوط طويل قبل أن يلقى القبول حتى بعد أن استعادت قواته أغلب مناطق سوريا من خلال انتصارات على المعارضة السنية وذلك بفضل مساعدة إيران وروسيا إلى حد كبير.

وسيزيد غياب الدعم من واشنطن والرياض، القوة الرئيسية في المنطقة، لإنهاء عزلة سوريا من صعوبة حصول دمشق على الاستثمارات اللازمة لإعادة البناء.

وفي حين أن الإمارات تعتقد أن على الدول السنية احتضان سوريا بسرعة لإخراج الأسد من فلك إيران الشيعية فإن السعودية وقطر تؤيدان النهج الأمريكي.

 

وقال مصدر خليجي إن الإمارات ترى في الأسد ”الخيار الوحيد“ وتعتقد أن القضاء على النفوذ الإيراني في سوريا قد يسهم في منع تكرار سيطرتها الحالية على العراق.

وخلال الحرب ساندت الإمارات جماعات مسلحة تعارض الأسد. غير أن دورها كان أقل بروزا من دور السعودية وقطر وكان دعمها يتركز في الغالب على ضمان عدم هيمنة القوى الإسلامية على الانتفاضة.

وقالت ثلاثة مصادر سياسية خليجية ومسؤول أمريكي ودبلوماسي غربي كبير إن مسؤولين أمريكيين وسعوديين تحدثوا مع ممثلين لدول الخليج الأخرى وحثوهم على عدم إعادة العلاقات مع سوريا.

ويريد هؤلاء المسؤولين على وجه الخصوص ألا تدعم تلك الدول عودة الأسد إلى الجامعة العربية وأن تظل السفارات مغلقة ليس فيها سوى صغار العاملين.

* انتقاد
في ضوء تدعيم الأسد لوضعه عسكريا بدأت العلاقات تتحسن مع بعض الدول. وأعادت الإمارات فتح سفارتها في دمشق في ديسمبر كانون الأول.

وقال المسؤول الأمريكي إن ذلك كان دفعة كبيرة للأسد وإن الولايات المتحدة ”انتقدت الإماراتيين“. وامتنع مسؤول في الإمارات عن الرد على طلب للتعليق.

وقال أنور قرقاش وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية للصحفيين خلال إفادة في واشنطن في الآونة ”في السنوات السبع الأخيرة كان النفوذ العربي في سوريا صفرا بالتأكيد. وصفر النفوذ العربي كارثة“.

وأضاف أن أبوظبي أعادت العلاقات الدبلوماسية مع دمشق لكي تكون ”أقرب للواقع على الأرض“.

وقال قرقاش إن من الضروري أن تنشط دول عربية أخرى ”لملء الفراغ“ الذي شغلته روسيا وإيران اللتان تؤيدان الأسد وتركيا التي تساند المعارضة.

وربما تكون الخطوة التالية في سبيل إعادة سوريا إلى المجتمع الدولي عودتها إلى الجامعة العربية وهي خطوة ستكون إلى حد كبير رمزية لكن حكومة الأسد ستستغلها على الأرجح لإظهار عودتها من العزلة الدبلوماسية.

وأعلنت الجامعة يوم الاثنين الماضي أنه لم يتحقق بعد التوافق الضروري لحدوث ذلك وقالت المصادر إن الولايات المتحدة تضغط بشدة لضمان عدم اتخاذ هذه الخطوة.

وقال الدبلوماسي الغربي الكبير ”واشنطن تضغط معترضة على ذلك والسعودية ومصر تعملان على إبطاء إعادة سوريا للجامعة العربية“.

ولم ترد المكاتب الإعلامية الحكومية في السعودية والإمارات والبحرين ووزارة الخارجية العمانية على طلب رويترز التعليق.

وامتنع متحدث باسم وزارة الخارجية الكويتية عن التعليق على ما إذا كانت الكويت قد تلقت طلبا من واشنطن أو الرياض للإحجام عن تطبيع العلاقات مع سوريا وأكد مجددا موقف بلاده أن ”أي عودة محتملة للعلاقات معها لا يمكن أن تتم إلا من خلال الجامعة العربية“.

ولم تقطع كل الدول الأعضاء في الجامعة العربية العلاقات مع سوريا بعد تفجر الحرب عام 2011. فقد احتفظت سلطنة عمان بالعلاقات الدبلوماسية مع دمشق. وبعد يوم من إعادة فتح سفارة الإمارات قالت البحرين إن سفارتها في دمشق والبعثة الدبلوماسية السورية في المنامة تعملان ”بلا انقطاع“.

وقال نائب وزير الخارجية الكويتي في ديسمبر كانون الأول إن بلاده ستعيد فتح سفارتها في دمشق ما إن تسمح الجامعة العربية بذلك.

* ”القوة الناعمة“
قال مسؤول خليجي إنه ليس لدى السعودية أي خطط الآن لتطبيع العلاقات مضيفا أن ”كل شيء معلق“ لحين اتفاق السوريين على فترة انتقال من حكم الأسد.

أما قطر المنافسة فقد قالت على لسان وزير خارجيتها في يناير كانون الثاني إنها لا ترى أي بوادر ”مشجعة“ تدعو لإعادة العلاقات العادية.

غير أن أبوظبي تأمل أن تتمكن في نهاية الأمر من إقناع سوريا بالتحرك صوب نموذج الإمارات الداعم للأعمال وبأن بوسع دبي أن تلعب دورا كمركز للتجارة مع سوريا.

وفي الشهر الماضي ذكرت وسائل إعلام رسمية أن أبوظبي استضافت وفدا سوريا كان على رأسه رجل الأعمال السوري المعروف محمد حمشو لبحث التعاون المحتمل في مجالات التجارة والبنية التحتية والزراعة والسياحة واللوجستيات والطاقة المتجددة.

غير أن قرقاش سلم بأن الاستثمار الحقيقي لن يحدث دون عملية سياسية.

وقال دبلوماسي غربي ثان رفيع إنه سيكون من الصعب في غياب عملية سياسية تقودها الأمم المتحدة رفع العقوبات بما يمهد السبيل أمام الاستثمارات.

وأضاف ”لا أعتقد أن هذه هي نهاية الحرب وأن الوقت حان لإعادة البناء“.

مسؤول: أوبر توافق على سداد ضريبة القيمة المضافة في مصر

قال مسؤولون مصريون يوم الاثنين إن أوبر وافقت على سداد ضريبة القيمة المضافة على خدماتها في مصر، في تحرك قد يساهم في حل نزاع استمر طويلا مع سائقي سيارات الأجرة التقليديين.

وقال عبد العظيم حسين رئيس مصلحة الضرائب المصرية إن الاتفاق سيُطبق أيضا على بقية الشركات العاملة في تطبيقات نقل الركاب. وتبلغ نسبة الضريبة على القيمة المضافة 14 بالمئة.

ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية عن حسين قوله ”إن التوصل إلى اتفاق وتحديد المعاملة الضريبية التي ستُطبق على شركة أوبر وغيرها من الشركات العاملة في ذات المجال من شأنها تعزيز الثقة والتعاون بين المصلحة والمجتمع الضريبي“.

 

ولم يتسن حتى الآن الوصول إلى أوبر مصر للحصول على تعليق.
وطبقت مصر في مايو أيار الماضي قانونا ينظم تطبيقي نقل الركاب أوبر وكريم، وأقام سائقو سيارات أجرة مصريون دعوى قضائية تذرعوا فيها بأن الشركتين تستخدمان على نحو غير قانوني سيارات خاصة كسيارات أجرة وأن الشركتين مسجلتان كمركز اتصالات وشركة إنترنت على الترتيب.

وأوقفت محكمة مصرية خدمات أوبر وكريم في مارس آذار من العام الماضي بعد الدعوة التي أقامها سائقو سيارات الأجرة لكن محكمة أخرى أوقفت تنفيذ حكم الإيقاف في أبريل نيسان، مما سمح للشركتين بالعمل فيما تنظر محكمة أعلى درجة القضية. ومن المتوقع صدور حكم في القضية يوم السبت.

ولم يتسن الوصول إلى كريم حتى الآن للتعليق على ما إذا كانت ستسدد ضريبة القيمة المضافة.

ويقول مستخدمون وسائقون بأوبر في مصر إنهم واجهوا صعوبات فنية متنوعة مع تطبيق أوبر في الأسابيع الأخيرة، وهو ما قال مصدران أمنيان إنه يتعلق بخلافات بشأن مشاركة البيانات مع السلطات المصرية.

وواجهت أوبر عراقيل تنظيمية وقانونية في أنحاء العالم في ظل معارضة سائقي سيارات الأجرة التقليديين للخدمة. وأُجبرت أوبر على وقف العمل في عدة دول من بينها الدنمرك والمجر.

وتقول أوبر إن مصر أكبر أسواقها في الشرق الأوسط، مع 157 ألف سائق في 2017 وأربعة ملايين مستخدم منذ دشنت خدمتها هناك في عام 2014.

الشيخ الغزالي.. كيف يفكر وكيف يزن الرجال؟

محمد إلهامي – باحث في التاريخ والحضارة

لعل أحكم تعريف للتاريخ هو أنه “ما يحتاج الناس إلى تذكره”[1]، وعند بعض المؤرخين والفلاسفة أن التاريخ كله “إنما هو تاريخ من ظهر في الدنيا من العظماء، فهم الأئمة وهم المكيفون للأمور، وهم الأسوة والقدوة”[2]، وفي زمن الثورات والمواجهات وافتقاد الزعماء الملهمين يحتاج الناس إلى تذكر زعاماتهم الثورية، التي ودُّوا لو أنها كانت حاضرة تقودهم في المحنة وترشدهم في المعضلات، وهذا بعض معنى قول النبي -صلى الله عليه وسلم- “إذا أصيب أحدكم بمصيبة فليذكر مصيبته بي فإنها أعظم المصائب”[3].

وقد ناهز الشيخ الغزالي ثمانين عاما وقعت فيها ثورتان في مصر، الأولى (1919م) لم يدركها وإنما عاش آثارها؛ إذ وقعت وعمره عامان فحسب، وأما الثانية (1952م) فقد عاشها كلها منذ البذور وحتى الثمار، وكان عقدا الخمسينيات والستينيات حافلا بالثورات في أنحاء العالم العربي والإسلامي، فكان حضور شأن الثورة وأبطالها واقعا في فكر كل مهموم بحال الأمة فضلا عمن كان في الصدر من دعاتها ومشايخها كالغزالي. فإن زدنا على هذا أن الثورتين كلتيهما فشلتا وانتهتا إلى عكس مقصودهما وعادتا على المسلمين بالوبال الذي كان سابقه خيرا منه فلا بد لمن كان مثل الغزالي أن تكون له في تلك الأمور نظرات وتأملات وآراء أنشأتها المعاناة ومرارة الحصاد.

خلاصة مشروع الغزالي
الجهل الذي يُمَكِّن للاستعمار والاستبداد في أرضنا يعمل على إنهاك الأمة وإضعافها، وأصله انحراف في الفهم الصحيح للدين يجعل المسلمين متعلقين بالوهم والخرافات
يسوق الاستقراء العام لإنتاج الشيخ وتتبع مواضيعه المُلِحَّة إلى نتيجة مفادها أن نكبة الأمة التي كانت على يد الاستعمار الحقود والاستبداد المظلم إنما ترجع إلى تخلف الأمة وضعفها، وضعفها هذا راجع إلى أن أهل الدين فيها لم يقوموا بدورهم الواجب عليهم، وتقصيرهم هذا إما راجع إلى الجهل وسوء الفهم أو إلى الأمراض النفسية وسوء الخلق. وهكذا نستبين أربعة أمور متضافرة تعمل على إنهاك الأمة وإضعافها وإبقائها في الضعف: الاستعمار، الاستبداد، والجهل، وسوء الخلق. ومن تلك الأربعة تنتج سائر الأمراض:

1. الاستعمار يهودي وصليبي وشيوعي ووثني وكله يفتك بالمسلمين شرقا وغربا، ويحاول تثبيت هيمنته بالغزو الفكري والثقافي الذي يقوى ويتمدد في الفراغ الذي تحدثه الأسباب التالية:

2. والاستبداد وريث الاستعمار وهو من ثمرته، إلا أن له جذورا في تاريخنا وتراثنا ينبغي التصدي له، إلا أنه في حالتنا المعاصرة مدعوم بالاستعمار وخادم له ومنشيء لأمراض غير مسبوقة من الفساد والمظالم والجرائم.

3. الجهل الذي يُمَكِّن للاستعمار والاستبداد في أرضنا، وأصله انحراف في الفهم الصحيح للدين يجعل المسلمين متعلقين بالوهم والخرافات أو لديهم تشوه في النظر الصحيح المعيق لفهم القرآن والسنة ومراتب الأدلة وطريقة الفقه والترجيح السليم، وهو ما يؤدي إلى انحراف المجهود من مواجهة العلل الحقيقية والكبرى إلى قضايا هامشية فرعية، وقد يحرف الغاية إلى حرب المصلحين أنفسهم

4. سوء الأخلاق الذي ينتج من سائر الأسباب السابقة ثم هو يرسخها ويُمَكِّنُها، ويكون من وسائلها وأدواتها في مهاجمة المصلحين وتشويه رسالتهم وأغراضهم.

والحل الذي دندن حوله الغزالي يتلخص في معالجة تلك الأمور الأربعة، وتكون بدايته بمجدِّد أو مجموعة منهم تحقق فيهم رقي الخلق وحسن الفهم، تبث في الأمة أو في شبابها على الأخص روح الهمة العالية المتسلحة بالفقه الصحيح لتجاهد موروثات الجهل والضعف ودعائمها من الاستبداد والاستعمار. ونستطيع أن نضع كل إنتاج الشيخ الغزالي في واحدة من تلك الأربعة، وبتقدير عام نستطيع القول إن مؤلفات الغزالي انقسمت بين مواجهة الاستعمار والاستبداد من ناحية، وإصلاح الجهل وسوء الخلق من ناحية أخرى، مع زيادة ملحوظة في إنتاجه الموجهة نحو إصلاح الجهل وسوء الخلق.

على وفق مشروع الغزالي رُسِمت ملامح الزعماء في فكر الشيخ، فهو حفيٌّ بكل من انطلق من الإسلام[4] فضرب سهما في الاستعمار أو الاستبداد وجاهد أيا منهما، ثم هو شديد الحفاوة بكل من ضرب سهما في باب إصلاح الجهل وتحطيم الوهم والخرافة أو في باب إصلاح الخلق وتقويم السلوك وتقديم نموذج في العدل والإنصاف، ثم هو منزعج من كل تعطيل وتشويه وتحقير يطال أولئك المصلحين القائمين بتلك المهمة.

رؤية جامعة
ولذلك يجتمع في عقل الغزالي وقلبه من يُنظر إليهم كاتجاهات متقابلة أو متوازية أو حتى متضادة في وعي آخرين أو في التصنيف المعتمد على اعتبارات أخرى، فالمصلحون الكبار عند الغزالي الذين تكرر منه ذكر أسمائهم هم “محمد بن عبد الوهاب، وابن إدريس السنوسي، وجمال الدين الأفغاني، ومحمد عبده، وعبد الرحمن الكواكبي، وحسن البنا”[5]، وأضاف إليهم في مواطن أخرى أحمد عرابي[6]، واجتمع لديه من الحركات الإصلاحية: “حركة جمعية العلماء فى الجزائر، وحركة السنوسية فى ليبيا، وحركة الإخوان المسلمين فى مصر، والحركة السلفية فى الجزيرة على يد المجتهد الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وحركة توحيد الجزيرة العربية بقيادة الملك عبد العزيز.. السلفي العاقل والسياسي المحنك رحمه الله”[7].

تحسر الغزالي على لحظات تاريخية فارقة أفلتت من الأمة لأنها لم تحظ فيها بقيادة واحد من الزعماء، وتساءل آسفا “لو أن جمال الدين (الأفغاني) عاصر مصطفى كمال بتركيا، أكانت نهضة القائد المنتصر تميل عن الإسلام هذا الميل؟”

مواقع التواصل

ما يجمع بين هؤلاء عند الغزالي أنهم “نظروا إلى المسلمين على أنهم أمة واحدة، وإلى أسقامهم الموروثة على أنها علَّة مشتركة، وعالجوها بروح يستهدف كتاب الله وسنة رسوله مباشرة”[8]، وأنهم كانوا “يحترقون دأبا فى تعريف الجماهير الغافلة بالله وحده ويمسحون عن قلوبها الذليلة أرجاس العبودية للأوهام والأسماء”[9].

ولا يضر بعدئذ إن تعددت طرقهم وتنوعت طرائقهم، “فجمال الدين الأفغاني كان مشغولا بالإصلاح السياسي، ونفخ روح الحياة فى أمة خمدت أنفاسها تحت أقدام الطغاة. ومحمد عبده وصاحبه رشيد رضا كانا مَعْنِيَيْن بالإصلاح العلمي ومحو الخرافات التى شلت التفكير الإسلامي دهرا طويلا. ومحمد بن عبد الوهاب ركز اهتمامه فى تطهير الإيمان من أدران الشرك والعودة بالأمة إلى اليقين المصفى الذي ورثته عن رسولها العظيم”[10].

حفاوة وتقدير
وكان الغزالي محتفيا بإنجاز أولئك الرجال وحركاتهم أشد الاحتفاء، فهم الذين “أبقوا سرادق الإسلام منصوبا، وشأنه مرموقا! على حين كان الساسة الحاكمون يخبطون في دنيا الغرور والهوى ولا يهتدون سبيلا”[11]، ويرى أنهم “قدموا للدعوة من الخير ما قدمه مثلا أبو حنيفة ومالك وسائر الأئمة الفقهاء فى ميدان الفتوى والتشريع، وما قدمه من قبل الخلفاء العدول والفاتحون العسكريون.. في ميدان السياسة الداخلية والخارجية”[12]، ولولاهم “لدرست معالم الدين”[13].

ولقد تحسر الغزالي على لحظات تاريخية فارقة أفلتت من الأمة لأنها لم تحظ فيها بقيادة واحد من أولئك الزعماء، وقد تساءل آسفا “لو أن جمال الدين (الأفغاني) عاصر مصطفى كمال فى تركيا، أكانت نهضة القائد المنتصر تميل عن الإسلام هذا الميل؟ أو لو كان محمد عبده العالم الثائر أو حسن البنا المربي النابه، لو أن أحدهما صاحَبَ الثورة الكبرى سنة 1919، أكانت تأخذ اتجاهها المدني (العلماني) المحض مبتوتة الصلة بآلام الإسلام وآماله؟ إن القصور الشنيع فى أفكار علماء الدين ورؤساء الجماعات الإسلامية يومئذ جر على الإسلام هزائم متلاحقة”[14].

إنصاف وإعذار وحراسة
الجهود المجنونة التي تستبيح قادتنا وكبراءنا فى ميدان العلم والأدب والسياسة لها غاية يجب فضحها، والتحذير من مغبتها، إنها تريد القضاء على تاريخ أمة، وعندما تكون أمتنا بلا تاريخ، فلن تكون أمة، ما قيمة أمة ليس لها رجال؟
ومن هنا نرى الغزالي كثير التقدير لأولئك الزعماء، كثير الدعوة إلى إنصافهم والاعتذار لهم والإغضاء عما قد يكون وقع من أخطاء في مسار حركتهم، شديد الحساسية تجاه من يحتقرهم أو يطعن فيهم، ولديه في هذا مادة غزيرة ومتكررة في إنتاجه، وهو يصرح بأن مسلك هدم الكبار قد يُحتمل حين تكون الأمة في عفية وسعة، “أما اليوم وهم غنائم باردة لما هبَّ ودبَّ فليغيروا من سلوكهم وليحسنوا أدبهم مع الله ومع أنفسهم.. فجمع الشمل أولى والتلاقي على أركان رسالتنا أهم من التخاصم على سفساف الأمور”[15].

بل لقد اعتبر الطعن فيهم خيانة عظمى، يقول: “أدركت أنني أمام خيانة عظمى، وأن خصوم التوحيد وأعداء الله ورسوله قد نالوا من أمتنا منالا هائلا!! تحقير لأبي حنيفة فى الأولين، وتحقير لحسن البنا فى الآخرين، وتبقى أمتنا بلا تاريخ. ثم ينطلق الأقزام والأمساخ يعرضون أفكارهم على الأمة اليتيمة، لتجري وراءهم إلى الهاوية.. إنني أحذر من الثقافة المسمومة التى تقدم للشباب الغض”[16].

وما ذلك إلا لأن الطعن فيهم ليس مجرد طعن في شخص، فإن “شتم جمال الدين، ومحمد عبده، ورشيد رضا، لا يعنينا لو كان تجريحا شخصيا، إنه محاولة للقضاء على نهضة أمة ورسالة دين؟ ماذا قلت؟ لماذا لا يعنيني تجريح رجالنا والنيل من مكانتهم؟ هذا خطأ كبير. إن الجهود المجنونة التي تستبيح قادتنا وكبراءنا فى ميدان العلم والأدب والسياسة لها غاية يجب فضحها، والتحذير من مغبتها، إنها تريد القضاء على تاريخ أمة، وعندما تكون أمتنا بلا تاريخ، فلن تكون أمة، ما قيمة أمة ليس لها رجال؟ وما قيمة دين لم يصنع رجالا على تراخي العصور؟ إنه لابد من استنقاذ تراثنا من أيدي المسعورين والهدامين، والواقفين على مبعدة ينبحون القوافل المارة”[17].

ويبدو من تلك العبارات ضيق نفسه بهذا المسلك في هدم الرجال، وهو أضيق نفسا حينما يكون مدخل الطعن فيهم سوء فهم الدين واضطراب المعايير، فعندها ينقلب الحال ليكون الطعنُ فيهم أداءَ واجبٍ في الدين عند فاعله، ومسألة اضطراب المعايير وتشوه الأولويات تلك من أكثر الأبواب التي خاضها الغزالي مقاتلا فيها حتى لربما اشتط أحيانا وخانته العبارة، وفي سياقنا هذا يستنكر الغزالي فهم السوء الذي جعل أمثال بعض أولئك الزعماء القادة ناطقين عن الغرب أو مخالبه في بلادنا، يقول: “وجمال الدين (الأفغاني) ومحمد عبده ورشيد رضا كانوا ينصرون الإسلام حين يذكِّرون بالشّورَى، وكانوا يستمدّون من تعاليمه لإصلاح ما ساد عصرهم من اعوجاج، بل لقد كانوا يعالنون بسلفيتهم إذ أن السلفية فيما يعلم أولو الألباب شيء آخر فوق إحفاء الشوارب! إن الإسلام يضيره أشَدّ الضير أن تختص أرضه وحدها بأجرأ الناس على اغتيال المال العام والخاص، وأجرأ الناس على تدويخ الشعوب وإذلال من أعز الله وإعزاز من أذلّ الله. وسيقال: طبيعة نظمه أوحت بذلك أو سكتت عليه. وهذه في نظري أقبح فِرْيَة بعد الشِّرْك بالله”[18].

كتاب الإسلام والأوضاع الاقتصادية للشيخ محمد الغزالي (مواقع التواصل)

ولا يستنكف هو نفسه أن يعود فيرجع ويعتذر عن تقييم خاطئ وقع فيه لزعيم مسلم أو حركة إسلامية، فقد صدَّر الطبعة الثالثة من كتابه “الإسلام وأوضاعنا الاقتصادية” بقوله: “كنا قد وقفنا من بعض الصور الاجتماعية والاقتصادية التى كانت قد وصَّلَّتْ إلينا الموقف الإسلامي الذي أملاه علينا ضميرنا الإسلامى.. لكن يبدو أن الأمر لم يكن كما وصلنا.. فقد كان هناك شطط فى المصادر التى نقلت هذه الصور وبالغت فى تشويهها..!! وقد أيقنت بعد تجارب كثيرة أن الحركات الإصلاحية السليمة تخضع لتشويه كبير من قبل أجهزة راصدة مشبوهة”[19

محمد الغزالي.. الحارس المرابط على ثغور الإسلام

يوسف عمر يوسف : طالب جامعى

يُعتبر الشيخ محمد الغزالي واحدًا من أهمّ علماء مدرسة الإحياء والتجديد الإسلاميّ المُعاصر – التي نشأت وتبلورت على يد الإمام الشهيد حسن البنّا صاحب الأبوّة والريادة لظاهرة اليقظة الإسلاميّة – وأبرز مفكريها، إذّ أنّ مؤلفات الشيخ محمد الغزالي مجتمعة مثّلت منظومة فكرية متكاملة ذات رؤية شاملة واعيّة في مواجهة التحديات التي كانت تعيق محاولات الأمّة في النهوض والتقدم والانعتاق على اختلاف أنواعها.

أبرز محطات حياة الشيخ محمد الغزالي

الدراسة والتعليم: التحق الشيخ محمد الغزالي بالمعهد الديني التابع للأزهر الشريف طالبًا للعلم الإسلامي بالإسكندرية فحصل على الشهادة الابتدائية والثانويّة من نفس المعهد، ثمّ التحق عام 1937 بالتعليم العالي الأزهري – كلية أصول الدين – بالقاهرة وتلقى العلم على كوكبةٍ من كبار العلماء منهم: الإمام محمود شلتوت، ونال من هذه الكليّة الشهادة العالميّة ثمّ إجازة في الوعظ والإرشاد.

جسّدت سلسة المؤلفات التي صاغها الشيخ محمد الغزالي والتي بدأت عام 1947 بكتابه “الإسلام والأوضاع الاقتصادية” معالم مشروعه الفكري والذي يتميز بالاستجابة الإيجابيّة الفاعلة والمباشرة للتحديات التي واجهت الأمّة

التحاقه بجماعة الإخوان المسلمين: في ذات العام الذي التحق فيه بكليّة أصول الدين التقى بالإمام الشهيد حسن البنّا وتأثر به وتتلمذ على يديه وأصبح عضوًا بجماعة الإخوان المسلمين، وقد بدأت آنذاك أهمّ تحوّلاته الفكرية. تفتّح مواهبه الأدبيّة والفكريّة: على يد الإمام الشهيد حسّن البنّا وفي صحافة جماعة الإخوان المسلمين – التي كان أحد كتّابها – تفتحت مواهبة الأدبيّة والفكريّة، إذّ أنّه كان يكتب في مجلّة الإخوان المسلمين في باب ثابت تحت عنوان “خواطر حرّة”، حتّى أُطلق عليه لقب “أديب الدعوة”.

المِحن والمكاره: كأيّ عالمٍ ربانيّ حرّ مرابط على ثغور دعوته دون كلال أو ملال، اعتقل الشيخ محمد الغزالي في العهد الملكي بعد صدور قرار بحلّ جماعة الإخوان في ديسمبر عام 1948 فقضى في معتقل الطور قرابة العام، وأقل من عام إبان التحقيقات مع الشهيد سيّد قطب عام 1965.

استقلاله عن جماعة الإخوان المسلمين: بعد ظهور ثورة يوليو على المسرح السياسي والتي عجزت عن احتواء الإخوان، نجح جمال عبد الناصر في استغلال بعض المواقف للإيقاع بين أعضاء الجماعة وقيادتها الجديدة، فنشب الخلاف بين مجموعة من الأعضاء – من بينهم الشيخ محمد الغزالي – والمرشد الثاني للإخوان الأستاذ حسن الهضيبي، وعلى أثر هذا الخلاف استقل الشيخ محمد الغزالي عن جماعة الإخوان المسلمين، الأمر الذي منحه حريّة المفكر واستقلاليّة المُجدد.

المشروع الفكري للشيخ محمد الغزالي

جسّدت سلسة المؤلفات التي صاغها الشيخ محمد الغزالي والتي بدأت عام 1947 بكتابه “الإسلام والأوضاع الاقتصادية” معالم مشروعه الفكري والذي يتميز بالاستجابة الإيجابيّة الفاعلة والمباشرة للتحديات التي واجهت الأمّة في طريقها نحو التقدم والخلاص، ومن أبرز هذه التحديات التي تعرّض لها الشيخ الغزالي في مؤلفاته:

القوى المعادية للإسلام: تصدى الشيخ الغزالي لجميع التيّارات المعادية للإسلام ووقف في وجه أخطارها وآثارها، ففي مواجهة الاستعمار كان كتابه “الاستعمار أحقاد وأطماع”، وفي مواجهة الصهيونيّة العالميّة كان كتابه “حصاد الغرور”، وفي مواجهة التنصير كان كتابه “صيحة تحذير من دعاة التنصير” وفي مواجهة الشيوعيّة كان كتابه “الإسلام في وجه الزحف الأحمر”.

الاستبداد المالي والظُلم الاجتماعي: في مواجهة هذا التحدي الذي شلّ قدرات الأمّة الإسلاميّة وعطّل مواهبها الماديّة والأدبيّة، صاغ الشيخ محمد الغزالي عددًا من المؤلفات، منها: “الإسلام والأوضاع الاقتصادية” و”الإسلام والمناهج الاشتراكية” و”الإسلام المُفترى عليه بين الرأسماليين والشيوعيين”.

الاستبداد السياسي: في مواجهة هذا التحدي الذي جنى على الأمّة الإسلاميّة وحرمها من ثمرات الشورى، صاغ الشيخ محمد الغزالي عددًا من المؤلفات، منها: “الإسلام والاستبداد السياسي” و”حقوق الإنسان بين تعاليم الإسلام وإعلان الأمم المتحدة” و”الفساد السياسي في المجتمعات العربية والإسلامية”.

تحديات الحضارة الغربيّة: خاض الشيخ محمد الغزالي عددًا من المعارك في مواجهة التحديات الغربيّة التي كانت تحاول طمس التمييز الحضاري الإسلامي، ونسخ هويته، ومسخ روحه، فكتب عددًا من المؤلفات، منها: “من هنا نعلم” و”حقيقة القوميّة العربيّة” و”ظلام من الغرب”.

مثّلت المادة التي وزعها الشيخ الغزالي على هذه المنابر مجتمعة مدرسة إسلاميّة في فهم الإسلام من ينابيعه النقيّة من الشوائب

الذات الإسلاميّة: بعد أنّ تشوّهت منظومة الفرد الفكريّة إثر الرواسب الموروثة من عصور الانحطاط وموجات التغريب والتشويه الغربية، صدرت للشيخ الغزالي العديد من المؤلفات في مجال التنوير والتبصير بحقائق الإسلام وكشف التدين المغشوش ومطاردة الأفهام السقيمة للإسلام، وتضمنت هذه المؤلفات إعادة صياغة للذات الإسلاميّة، منها: “خلق المسلم” و”عقيدة المسلم” و”جدد حياتك” و”في موكب الدعوة” و”هذا ديننا” و”تأملات في الدين والحياة” و”ركائز الإيمان بين العقل والقلب” و”ليس من الإسلام”.

الجمود والتقليد: في مواجهة هذا التحدي الذي قلل من شأن العقل الإسلامي وقلل من امكانيّة التعامل مع المستجدات المطروحة في هذا العصر، قدّم الشيخ محمد الغزالي منهجًا إسلاميًّا في كيفية التعامل مع النصوص وميّز بين مصادر الإسلام المعصومة والفكر الإسلاميّ الغير معصوم ورفض إغلاق باب الاجتهاد بدعوى أنّ الأولين لم يدعوا مجالًا للاجتهاد والتجديد في عددٍ من مؤلفاته، منها: “السنّة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث” و”دستور الوحدة الثقافيّة بين المسلمين”.

اختلاف وسائل الدعوة عند الشيخ الغزالي

علاوة على أنّ الشيخ الغزالي قد أثرى المكتبة الإسلاميّة بمؤلفاته التي بلغت نحو ستين كتابًا على امتداد خمسين عامًا، فقد أبدع الشيخ الغزالي في كافّة ميادين الدعوة، وقد آتاه الله عدّة أدوات للدعوة منها: منبر الخطابة، ومنبر الصحافة، ومنبر الإذاعة والتلفزة، وقد مثّلت المادة التي وزعها الشيخ الغزالي على هذه المنابر مجتمعة مدرسة إسلاميّة في فهم الإسلام من ينابيعه النقيّة من الشوائب.

بين إخلاص الغزالي ونفاق علماء اليوم

يتعطر القلم أثناء كتابته عن الشيخ الغزالي، إذّ أنّه مثّل بمواقفه نموذجًا مشرّفًا في العالم الربانيّ الحرّ الذي ما نالت من عزيمته سنوات الاعتقال والتنكيل، وظلّ يصدح بالحقّ وإن كان مرًّا ولا يخشى فيه لومة لائم، ففي العام 1974 عارض الدولة في العديد من سياساتها عبر خطبه، فضاقت الدولة بمعارضته، وانتهى الأمر بمنع الشيخ من الخطابة بمسجد عمرو بن العاص، وتجريده من منصبه الذي كان يشغله كمدير عام للدعوة، وبعد أنّ سافر الشيخ الغزالي للسعوديّة رُقّي عام 1981 إلى منصب وكيل وزارة الأوقاف لشؤون الدعوة، وعلى إثر اختلافه مع سياسة الدولة في الصلح مع اسرائيل قدّم استقالته.

حفاوة وتقدير

كتب عنه العلّامة القرضاوي فقال: “نحن أمام عالم مفكر حر، عاش عمره كله للإسلام، لا يشرك به شيئًا آخر، ونذر له فكره وقلبه، ولسانه وقلمه، وجهاده واجتهاده، وخاض معارك حياته كلها تحت راية الإسلام، رافضًا كل راية جاهلية، بأي اسم ظهرت، وتحت أي عنوان تزينت للناس متخذًا شعاره: (إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحۡيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَاٰلَمِينَ..). لم يتخذ غير الله وليًّا، ولم يبتغ غير الله حكمًا، ولم يبغ غير الله ربًّا، وهو رب كل شيء”.

وكتب عنه الدكتور محمد عمارة فقال: “لم يكن الشيخ الغزالي مجرد عقل مجتهد ومجدد.. ولا مجرد داعية حامل هموم الأمة، ومرابط بفروسية على ثغور الإسلام على امتداد خمسين عامًا ترك لنا فيها قرابة ستين كتابا، وذلك غير المقالات والخطب والمحاضرات والحوارات، التي ستبقى ديوانا للجهاد الفكري في سبيل النهضة والاستنارة والتقدم والتجديد، و”جامعة الفكر الإسلامي” تتربى فيها الأجيال. لم يكن الشيخ الغزالي كل هذا فقط، وإنما كان -مع ذلك- قلبا نورانيا عاش في سناه عارفوه، الذين أسعدهم الله بالاقتراب منه، والأنس بهذا النور الذي كان يفيض من هذا القلب الكبير.

الجارديان: فيسبوك عصابة رقمية تدمر الديمقراطية

في تعليق لها على التقرير البرلماني البريطاني الأخير بشأن موقع فيسبوك الذي وصف هذه المنصة بأنها “عصابة رقمية” “فوق القانون” قالت صحيفة غارديان إن فيسبوك في واقع أمره قطار خارج عن السكة يدمر الديمقراطية، ودعت إلى كبح جماحه ووضعه تحت السيطرة.

وقالت الكاتبة في الصحيفة كارول كادوولادر في مقالها عن الموضوع إن التقرير البرلماني كان واضحا في استنتاجاته بشأن فيسبوك، إذ أبرز أنه “ضلل” البرلمان وقدم معلومات “غير صحيحة”، كما أن مديره التنفيذي مارك زوكربيرغ عامل المشرعين البريطانيين “بازدراء”، وأوضح التقرير البرلماني أنه فضلا عن ذلك فإن هذه المنصة اتبعت إستراتيجية “متعمدة” لخداع البرلمان.”

غارديان قالت إن موقع فيسبوك في واقع أمره قطار خارج عن السكة يدمر الديمقراطية، ودعت إلى كبح جماحه ووضعه تحت السيطرة

” وامتدحت الكاتبة التقرير المذكور الذي اعتبرت أنه يمثل علامة فارقة في تعامل المشرعين حول العالم مع شركات وادي السيليكون، موضحة أنه أول محاولة شاملة حقا من هيئة تشريعية رئيسية للغوص في القلب الأسود لاقتصاد مظلم مبني على التلاعب بالبيانات والتأثير على إرادة الناخبين.

وشددت الكاتبة على أن ما خلص إليه هذا التقرير من استنتاجات دامغة تدين فيسبوك يفرض على الحكومة البريطانية التحرك فورا لإخضاع هذه المنصة لنظم قانونية وإعادة كتابة القوانين الانتخابية من ألفها إلى يائها، ناهيك عن فتح تحقيق مستقل في التدخلات الأجنبية في كل الانتخابات البريطانية التي أجريت منذ عام 2014.

لكن الكاتبة شككت في أن تقوم الحكومة بتحرك حاسم في هذا الصدد، متهمة بعض أعضائها مثل وزير البيئة مايكل غوف وستيفن باركينسون المستشار السياسي لرئيسة الوزراء تيريزا ماي بالتحسس والانزعاج مما جاء في هذا التقرير، خصوصا ما تعلق بالشركة الكندية “أي آي كيو”.

ونبهت الكاتبة إلى أن ثمة العشرات من القضايا الحرجة التي تمت تغطيتها في صفحات التقرير المئة، كما أنه شمل عشرات التوصيات، لكنها ختمت بأنه لم يبق الآن سوى سؤال واحد فقط هو: هل ستتصرف الحكومة البريطانية تماشيا مع ما جاء في هذا التقرير أم ستدفنه؟

المصدر : الجارديان

تفشي الفساد وراء تأزم الوضع الإنساني في ليبيا‎ – حاتم الجمسي, الأمم المتحدة

* 550 ألف مواطن ليبي في` حاجة ضرورية للمساعدات

* لماذا لا يؤدي إنتاج النفط إلى تحسين مستويات المعيشة في ليبيا؟

* تفشي الفساد وراء تأزم الوضع الإنساني في ليبيا

حاتم الجمسي,

الأمم المتحدة,

نيويورك

Sunday, Feb 17th 1019

 

سبع سنوات مضت على قيام حلف شمال الأطلنطي  بشن حرب غير قانونية على ليبيا بحجة تخليص الشعب الليبي من بطش الديكتاتور معمر القذافي على حد زعمهم.

تلك الحرب التي دعمتها الولايات المتحدة تحت إدارة الرئيس أوباما و وزيرةخارجيته آنذاك السيدة/ هيلري كلينتون, التي ضحكت على أخبار مقتل القذافي الذي تم بعد أيام من زيارة لها الى ليبيا حيث قالت ضاحكة:  “نحن جئنا (لزيارة ليبيا)،  نحن رأينا (الوضع) فمات هو.”

وقد أطلقت الأمم المتحدة وشركاؤها في مجال المساعدات، بالتعاون مع الحكومة الليبية المؤقتة، يوم الثلاثاء 5 فبراير الجاري خطة للاستجابة الإنسانية، حيث ناشدوا المجتمع الدولي العمل على توفير مبلغ 202 مليون دولار لتقديم مساعدات إنقاذ ضرورية للحياة لنحو 550 ألف إمرأة وطفل ورجل متأثرون بالأزمة الإنسانية.

لقد تطورت الأزمة السياسية – التي طال أمدها والتي بدأت في عام 2011 مع المظاهرات التي أدت إلى سقوط الزعيم الليبي معمر القذافي – إلى نزاع مسلح، مما أجبر عشرات الآلاف من العائلات على النزوح، وقادت أكثر من مليون شخص إلى الإعتماد على المساعدات من أجل البقاء لأنهم غير قادرين على تحمل نفقات الإحتياجات الضرورية للحياة, طبقا لتقرير الأمم المتحدة بشأن الوضع الإنساني في ليبيا.

وقد قام منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية/ المقيم في ليبيا، السيدة/ ماريا ريبيرو والدكتور ميلاد الطاهر، وزير الحكم المحلي الليبي، بإطلاق الخطة العاجلة للإنقاذ في لقاء تم بالعاصمة الليبية طرابلس، إلى جانب فايز السراج، رئيس مجلس الرئاسة، ود. غسان سلامة، رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا.

“لقد أثرت سنوات من عدم الإستقرار وإنعدام الأمن على صحة العديد من الأطفال والنساء والرجال في ليبيا. وفي كل عام يمر، يكافح الناس من أجل مواجهة تأثير أزمة زعزعت إستقرار البلاد، وجعلوها في حالة من الأذى، ودمرت الاقتصاد.” كما قالت السيدة/ ريبيرو.

أكدت السيدة/ ريبيرو أيضا أن: “ليبيا تنتج الآن أكثر من مليون برميل نفط يومياً. ومع ذلك، لم يترجم هذا بعد إلى فوائد ملموسة للناس. العديد من الليبيين يزدادون فقراً كل عام. إن الخدمات الصحية والتعليمية الأساسية تتحلل، ولا يمكن للمواطنين المحبطين أن يفهموا لماذا لا يؤدي إنتاج النفط وزيادة الإيرادات الحكومية إلى تحسين مستويات المعيشة والأمن والرفاهية للجميع في ليبيا.”

وفي لقاء لها في الامم المتحدة في نيويورك يوم الخميس الماضي – بعد عودتها من ليبيا للحديث عن الوضع الانساني هناك – شددت السيدة/ مارية ريبيرو على أن ما يعادل 11% من مجموع سكان ليبيا البالغ عددهم 6.75 مليون نسمة هم في أمس الحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة.

سألت السيدة/ ريبيرو: أن ليبيا تنتج حاليا أكثر من مليون برميل نفط يوميا فلماذا لم يتم ترجمة هذا الي مساعدة الشعب الليبي الذي يوجد أكثر من نصف مليون منهم في أمس الحاجة الى المساعدة؟ مليون برميل من النفط ليس بالشيء القليل، فكيف تطلبون 200 مليون دولار, بينما يتعدى إنتاج النفط المليون برميل يوميا؟ أجابت السيدة ريبيرو قائلة:

“لقد تم إتخاذ خطوات بنهاية العام الماضي بشأن الإصلاحات الإقتصادية و التي سوف يكون لها تأثير على حياة الناس. أحد هذه المشاكل هي عدم توافر السيولة النقدية و إنهيار قيمة العملة الليبية بسبب الفرق بين قيمة العملة رسميا و قيمتها في السوق السوداء، وقد تم إتخاد قرارات في هذا الشأن و هناك الأن خفض في الفجوة بين السعر الرسمي للعملة الليبية و بين السعر في السوق السوداء و قد أدي ذلك الى شيء من الاستقرار وتوافر الاموال النقدية في كثير من المناطق. بالنسبة للسؤال عن إنتاج النفط فهو سؤال جيد. يجب النظر الى موضوع إنتاج النفط ضمن الشأن الليبي برمته. إن الامر سوف يستغرق وقتا أطول للوصول الى إستقرار إقتصادي وكم ذكر السيد/ غسان سلامة, رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا في كثير من إفاداته أمام مجلس الامن، إنها مشكلة الفساد وعدم الشفافية.”

ثم سألت السيدة/ ريبيرو إن كانت قد تحدثت عن الفساد مع المسؤولين الليبيين في طرابلس وكيف يمكن التغلب على ذلك، فقالت: “أن هذه هي أحد المواضيع التي تناقشها بعثة الامم المتحدة في ليبيا مع السلطات الليبية و مختلف الأطراف.”

Press Conference: Maria do Valle Ribeiro on the Humanitarian Situation in Libya

عدت وسألتها إن كانت قد حصلت على إجابة من المسؤولين الليبيين في طرابلس بشأن مواجهة الفساد، فأجابت: “نعم هناك الكثير من العمل الآن و هناك لجنة من الخبراء في الشأن الليبي يقدمون تقاريرهم الى لجنة العقوبات على ليبيا في الأمم المتحدة وفي كل مرة يكون فيها أي إفادة لمجلس الأمن بشأن ليبيا, هناك أيضا إفادة من لجنة العقوبات على ليبيا لمجلس الأمن في ذات الوقت, وهذا (الفساد) في الواقع موضوع يشكل قلقا كبيرا.”

وفي نهاية لقائها بالأمم المتحدة عاودت السيدة/ ريبيرو التأكيد على أن مستقبل ليبيا هو بأيدي الليبيين أنفسهم. لكن في الوقت الحالي، الذي يعاني فيه الناس، من المهم للغاية أن يعمل المجتمع الدولي من أجل ضمان دعم وأمن الضعفاء في ليبيا.

حاتم الجمسي

 

 

Kids Toys Exhibit – Ahmed Moharem

Ahmed Moharem – New York
معرض اللعب 
يقام سنويا هذا المعرض العالمي والذي تحرص الشركات على ان تقدم للمجتمع افضل ما وصلت اليه التقنيات فى مجال الترفيه وأيضا التكنولوجيا 
ويشهد هذا المعرض حضور ومشاركة عدد كبير من المهتمين بهذه الصناعة الهامة من شركات وأفراد ويحرص الكثير من الأفراد من الداخل الامريكى ومن ولايات عديدة على زيارة المعرض وأيضا حضور عالمى من المهتمين بهذه الصناعة الهامة 
كما يشهد المعرض تزايدا مستمرا لإعداد الحاضرين عاما بعد عام
Kids Toys Exhibit 
The international exhibition for kids toys at Javits center is one of the biggest worldwide.  Toys companies are keen to provide the community with the best technologies in the field of entertainment and technology.
This exhibition attests to the presence and participation of a large number of people interested in this important industry from companies and individuals. Many individuals from the US and from many states are keen to visit the exhibition, as well as a global audience interested in this important industry.
The exhibition is also witnessing a steady increase in the preparation of attendees year after year.
Exit mobile version