«الصين»: إعدام رجل قتل 9 تلاميذ في هجوم على مدرسة

ذكرت وسائل إعلام رسمية، أن الصين أعدمت رجلا كان قد قتل 9 تلاميذ في هجوم بسكين على مدرسة إعدادية في أبريل.

وأفادت صحيفة “تشاينا نيوز”، بأن الحكم الصادر على الرجل، 28 عاما، نُفّذ في مقاطعة ميزي بإقليم شانشي.

وأفاد التقرير بأن الرجل أُدين بتهمة “القتل العمد” ولم يستأنف الحكم، وأيدت المحكمة العليا إعدامه.

وقالت السلطات إن الرجل هاجم التلاميذ خارج مدرسة إعدادية في مقاطعة ميزي بوسط الصين في 27 أبريل؛ ما أسفر عن مقتل 9 منهم، وكان عمر الضحايا يتراوح بين 12 و18 عاما.

ووجدت المحكمة أنه كان مستاءً من عمله وحياته، لذا قرر تنفيث تلك الضغوط في التلاميذ.

وذكرت تقارير سابقة، أن المهاجم قال للسلطات إنه تعرض للتنمر من جانب زملائه أثناء دراسته في المدرسة الإعدادية نفسها وإنه “يكره” التلاميذ الآخرين.

وتُستخدم السكاكين بشكل أكثر شيوعًا في الهجمات في الصين، حيث يُحظر ملكية البنادق النارية، وشهدت البلاد عددا من هجمات بالسكاكين في السنوات الأخيرة.

وفي فبراير، قُتلت امرأة وأُصيب 12 شخصًا بجروح في هجوم بسكين في أحد مراكز التسوق في بكين، وفي يوليو من العام الماضي، قُتل شخصان وأُصيب 9 في هجوم بسكين جنوبي الصين.

«تايمز» البريطانية: على أوروبا أن تقف مع «ترامب» ضد النظام الإيراني

علقت صحيفة «تايمز» البريطانية على مطالبة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعزل إيران دوليا، قائلة اليوم الخميس: «لقد وضع ترامب خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة نفوذه السياسي في كفة الميزان لحشد الدعم من أجل عزل النظام الإيراني الشرير دبلوماسيا واقتصاديا».

وتابعت الصحيفة: «ورغم ذلك يحاول حلفاء الولايات المتحدة وخصومها وبشكل غير مشروع عزل الرئيس ومكافأة طهران، وبذلك تهدد أهم القوى الفاعلة داخل الاتحاد الأوروبي ومن بينها بريطانيا مصداقية التحالف العابر للأطلسي».

ورأت الصحيفة أن هذه القوى تقف بذلك ضد واشنطن وتدمر مصداقية العقوبات كأداة سياسية فعالة ضد الأنظمة المستبدة.

وذهبت الصحيفة إلى أنه «ليس هناك مبررا أخلاقيا للإبقاء على اتفاق ينتظر منه أن يبطىء التطور باتجاه حرب ولكنه يطلق كل الحرية لنظام قمعي للمشاركة في حروب أخرى».

ورأت الصحيفة أن ذلك «انتهازية تجارية بحتة» وتمثل خطرا على تماسك التحالف الغربي ونصحت بريطانيا بألا تشارك فيه.

«الخارجية الألمانية» ردا على انتقاد ترامب للبلاد: لم يكن ذلك جديدا ولا مفاجئا

جاء رد فعل وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، «هادئا» على انتقاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مجددا لسياسة الطاقة الألمانية أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وقال «ماس»، أمس الأربعاء على هامش اجتماعات الجمعية العامة بنيويورك: «لم يكن ذلك جديدا ولا مفاجئا».

يذكر أن ترامب اتهم ألمانيا مجددا في خطابه أمام الجمعية العامة أول أمس الثلاثاء بـ«التبعية التامة للطاقة الروسية»، وقال إن ألمانيا سيكون اعتمادها بشكل كامل على الطاقة الروسية، إذا لم تغير فورا من سياستها.

يشار إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تعارض مع دول شرق أوروبا بناء خط أنابيب الغاز «نورد ستريم 2» من روسيا إلى ألمانيا. وانتقد ترامب بالفعل هذا المشروع بشدة أكثر من مرة مسبقا.

وعلق «ماس» على ذلك قائلا: «قبل كل شيء، فإن الحجج والحقائق التي يتم ذكرها لا تتفق مع الواقع. ليس هناك تبعية من جانب ألمانيا لروسيا، ولا في شؤون الطاقة».

وأكد الوزير الاتحادي مجددا أن خط أنابيب الغاز «نورد ستريم 2» يعد مشروعا اقتصاديا في المقام الأول بالنسبة للحكومة الألمانية وليس مشروعا سياسيا.

اتفاق «ترامب وآبي» على إطلاق محادثات تجارية ثنائية بين أمريكا واليابان

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ورئيس وزراء اليابان شينزو آبي، إن بلديهما اتفقا على بدء التفاوض من أجل صياغة اتفاقية تجارية ثنائية بينهما.

وذكرت وكالة “كيودو” اليابانية للأنباء أن “ترامب” وافق خلال محادثته مع “آبي” على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك على إعفاء اليابان من الزيادة المحتملة للرسوم الأمريكية على السيارات المستوردة وقطع غيارها في الفترة الحالية.

من ناحيته قال “يوشيهيدي سوجا”، المتحدث باسم الحكومة اليابانية، في مؤتمر صحفي بالعاصمة طوكيو، اليوم الخميس، إن الجانبين الأمريكي واليابان اتفقا أيضا على “توسيع العلاقات التجارية والاستثمارية بين البلدين من أجل مصلحة الجانبين، مع العمل على تحقيق التنمية الاقتصادية لمنطقة الهند والمحيط الهادئ على أساس قواعد عادلة”.

وقال “ترامب” للصحفيين: “اعتقد أنه سيكون أمرا مثيرا جدا، يمكن أن تكون فقط أفضل للولايات المتحدة، واعتقد أنها ستكون أفضل بالفعل للدولتين”.

جاء اتفاق “ترامب” و”آبي” أمس في الوقت الذي يضغط فيه الرئيس الأمريكي على رئيس الوزراء الياباني؛ من أجل فتح السوق اليابانية أمام المنتجات الأمريكية وبخاصة الأرز ولحوم الأبقار.

في الوقت نفسه، فإن الاتفاق على بدء المفاوضات لعقد اتفاق تجاري ثنائي يمثل تنازلا كبيرا من جانب “آبي” لـ”ترامب”، فقد كانت طوكيو تتبنى فكرة الاتفاقات التجارية متعددة الأطراف مثل اتفاق الشراكة عبر المحيط الهادئ الذي يضم 11 دولة منها اليابان وأستراليا بعد انسحاب الولايات المتحدة منها فور توليه السلطة عام 2017.

«العفو الدولية» تناشد ألمانيا بالضغط على «أردوغان» لإطلاق سراح المعتقلين

ناشدت منظمة العفو الدولية، الحكومة الألمانية -قبل الزيارة المنتظرة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان لبرلين- بالضغط على «أردوغان» من أجل إطلاق سراح المحتجزين في تركيا.

وقال الأمين العام للمنظمة في ألمانيا، ماركوس بيكو، اليوم الخميس: «إذا كانت الحكومة التركية تسعى لبداية جديدة في العلاقات الدولية، فيتعين عليها أولا الوفاء بالتزاماتها الدولية في مجال حقوق الإنسان».

وأضاف «بيكو»: «لابد من إنهاء استخدام القضاء كأداة وإطلاق سراح أي محتجزين بشكل تعسفي والامتثال للاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان».

وأشار إلى أن أكثر من 150 صحفيا يقبعون حاليا في سجون تركية، لافتا إلى أن ذلك أكثر مما هو عليه في أي دولة أخرى بالعالم، وقال: «من يعرب عن انتقاده تجاه الحكومة، يتعين عليه توقع الاعتقال في أي وقت».

وأوضح «بيكو» أنه تم إغلاق مئات المؤسسات غير الحكومية والمؤسسات الإعلامية في تركيا خلال العامين الماضيين، لافتا إلى أنه يتم أيضا قمع أية احتجاجات سلمية.

وأشار الأمين العام لمنظمة العفو الدولية بألمانيا إلى أن الحكومة التركية تنشر بذلك مناخا من الخوف وتُسكت أية أصوات ناقدة لها.

من المقرر أن يصل «أردوغان» بعد ظهر اليوم الخميس إلى برلين، على أن يبدأ البرنامج الرسمي للزيارة غدا الجمعة.

بعد انتهاء إجازة الأمومة.. «كيت» دوقة كيمبريدج تعود للعمل الأسبوع المقبل

من المقرر أن تعود كاثرين، دوقة كيمبريدج، إلى العمل في الأسبوع المقبل، حيث ستنتهي من أول مهامها الملكية منذ أن بدأت إجازة الأمومة قبل 5 أشهر بعد ولادة ابنها الأمير لويس.

وأفاد موقع «كونتاكت ميوزيك» الإلكتروني المعني بأخبار المشاهير، بأنه من المقرر أن تعود كاثرين «كيت»، 36 عاما، إلى العمل في 2 أكتوبر المقبل، في بادينتجوت بلندن.

جاء النبأ في تغريدة على الصفحة الرسمية لقصر كينسجتون على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر».

ويشار إلى أن ظهور «كيت» سيكون بمثابة أول مشاركة ملكية رسمية من جانبها بصفتها دوقة كيمبريدج، منذ أبريل الماضي، وذلك على الرغم من أنها كانت شوهدت في عدد قليل من المناسبات العائلية الكبرى خلال الأشهر الأخيرة، من بينها حفل زفاف الأمير هاري وميجان ماركل.

من ناحية أخرى، قال مدون السيرة الذاتية الملكي، دنكان لاركومبي: «إنه أمر تقليدي للأمهات الملكيات الجدد، أن يقمن بأخذ استراحة لمدة 6 أشهر من المشاركات الرسمية».

يذكر أن الأمير وليام زوج كاثرين ووالد أبنائها -الأمير جورج، 5 أعوام، والأميرة تشارلوت، 3 أعوام، بالاضافة إلى لويس- يزور ناميبيا حاليا للمشاركة في مكافحة الصيد الجائر وجرائم الحياة البرية.

أسبوع الأفلام اليابانية” بمركز الإبداع الفني

 

تقيم قاعة السينما بمركز الإبداع الفني- بساحة الأوبرا – التابعة لقطاع صندوق التنمية الثقافية “أسبوع الأفلام اليابانية” والذي يقام بالتعاون بين مؤسسة اليابان وقطاع الصندوق وذلك في الفترة من 29 سبتمبر حتي 5 أكتوبر القادم .

تبدأ أولي عروض الأفلام في السادسة مساء السبت 29 سبتمبر بعرض “أوشين”، إنتاج 2013 ، يدور حول البطلة الشابة “أوشين” التي استطاعت أن تتغلب علي الشدائد والصعاب منذ الطفولة عندما تم ارسالها للعمل لدي أسرة ثرية لكسب لقمة العيش والفيلم احياء للذكري الثلاثين لعرض المسلسل الملحمي اوشين والذي عرض في ثمانينات القرن العشرين ، إخراج “شين توجاشي” ، وفي الخامسة والنصف مساء الأحد 30 سبتمبر يعرض فيلم التحريك “رودلف القط الأسود الصغير”، إنتاج 2016 وهو فيلم رسوم متحركة تدور احداثه حول قط صغير يخرج مع صاحبه يوماَ ما ليكتشف العالم الخارجي ، إخراج “موتونوري ساكاكيبارا ” و” كونيهيكو يوياما”، وفي السابعة والنصف مساءَ يعرض فيلم “علي خطي المعلم” ، إنتاج 2014 ، وهي قصة مثيرة وعاطفية تصور البدايات الجديدة في الحياة ، إخراج “هيرويوكي إيتايا”، وفي الخامسة والنصف مساء الأثنين 1 أكتوبر يعرض وفي الخامسة والنصف مساءَ يعرض فيلم “ماميشيبا” ، إنتاج 2009 ، وهو فيلم كوميدي يصور الرحلة الأولي لرجل منعزل عن المجتمع ويذهب في أول رحلة له للبحث عن والدته ، إخراج ” تورو كاميه” ، وفي السابعة والنصف يعرض فيلم “ثيرماي روماي” ، إنتاج 2012 ، تدور احداثه في إطار كوميدي حول مهندس معماري روماني يجد صعوبة في إيجاد أفكار جديدة ويتم انتقاده لتصميمات الحمامات التي عفا عليها الزمن ، إخراج “هيديكي تاكيأوتشي”، وفي الخامسة والنصف مساء الثلاثاء 2 أكتوبر يعاد عرض فيلم “علي خطي المعلم” ، إخراج “هيرويوكي إيتايا”، وفي السابعة والنصف مساءَ يعرض فيلم “ساموراي القطة” ، إنتاج 2014 ، وهو فيلم كوميدي ساخر يدور حول ساموراي يستأجر لقتل قطة بيضاء جميلة ويصبح غير قادر علي استكمال مهمته ويقرر أن يتبناها ، إخراج “يوشيتاكا ياماجوتشي”، وفي الخامسة والنصف مساء الأربعاء 3 أكتوبر يعرض فيلم “لا أحد يحميني” ، إنتاج 2008 ، تدور احداثه في اطار درامي مثير يعكس المخاوف الحالية من مخاطر وسائل التواصل الأجتماعي وانتهاك الخصوصية ، إخراج “ريوتشي كيميزوكا” ، وفي السابعة والنصف مساءَ يعاد عرض فيلم ” أوشين” ، إخراج “شين توجاشي” ، وفي الخامسة والنصف مساء الخميس 4 أكتوبر يعاد عرض فيلم “ساموراي القطة” ، إخراج “يوشيتاكا ياماجوتشي” ، وفي السابعة والنصف مساءَ يعاد عرض فيلم ” رودلف القط الأسود الصغير” إخراج “موتونوري ساكاكيبارا” ، وفي الخامسة والنصف مساء الجمعة 5 أكتوبر يعاد عرض فيلم “ثيرماي روماي” ، إخراج “هيديكي تاكيأوتشي” ، وفي السابعة والنصف مساءَ يعاد عرض فيلم “لا أحد يحميني” ، إخراج ريوتشي كيميزوكا” .

رشيدة.. فن التحريك فن معقد وصعب وليس لديه جمهور

 

تعرض الجمعية المصرية للرسوم  المتحركة بعض الأعمال التي عرضت فى مهرجان الإسماعيلية لأفلام التسجيلية والقصيرة فى دورته الـ20 بعض أعمال ورش فن الرسوم المتحركة من أشهرها فيلم ” تعال جنبي” ،”المجنون الأخضر” ، ” “وغيرهما من أفلام التحريك اليوم، الخميس، فى الساعة السابعة من مساء اليوم، بمقر الجمعية بشارع شريف التي تترأسها د.رشيدة الشافعي.

 

وقالت د رشيدة شافعي أن فن الرسوم المتحركة فن مظلوم عن باقي الفنون والسبب عدم ثقافة انتشاره، مضيفة، أن فن الرسوم المتحركة فن معقد ويتطلب وقت ومجهود مضاعف عن السينما التجارية لذلك ليس لدينا  شركات إنتاج متخصصة لإنتاج فن الرسوم المتحركة ولكن فى محاولة منا لانتشاره بين الأطفال من خلال الورش .

معبره عن غضبها أن الجمهور فى مصر يتعامل مع أفلام الرسوم المتحركة على أنها تخاطب الأطفال فقط وهذا ليس صحيح لأن فن التحريك يخاطب جميع الفئات والشرائح العمرية المختلفة .

 

 

حرب عالمية باردة على الأبواب! الملاكمة التجارية مع الصين تزيد البطالة في أميركا وتوقظ التنين العسكري النائم

تابع العالم في الأسابيع الأخيرة اللكمات التجارية بين الولايات المتحدة والصين ، والتي وصلت إلى حد فرض تعريفات جمركية أميركية بقيمة 200 مليار دولار على بضائع صينية. وبينما اكتفت الصين بالرد بفرض ضرائب جديدة بقيمة 60 مليار دولار فقط من الواردات الأميركية، يبقى السؤال هل يخطط رئيسها للرد خارج الحلبة التجارية؟ وما هي خياراته وإلى متى سيتمسك برباطة جأشه؟

يواصل الرئيس الأميركي دونالد ترمب تنفيذ تعهده بتصعيد الحرب التجارية مع الصين بفرض تعريفات جمركية بقيمة 200 مليار دولار على بضائع صينية. ومن جانبها، ردت الحكومة الصينية بالفعل بفرض ضرائب جديدة بقيمة 60 مليار دولار من الواردات الأميركية.

وإذا كنتم تريدون معرفة سبب عدم تطابق العقوبات الصينية مع عقوبات ترمب، هناك تفسير سهل. إذ أشار عددٌ من المُعلّقين إلى أنَّ بكين ليس لديها الكثير من المنتجات الأميركية التي يمكن استهدافها. إذ اشترى الأميركيون بضائع من الصين أكثر من البضائع التي اشتراها الصينيون من الولايات المتحدة في العام الماضي 2017 بنحو 375 مليار دولار، وهو ما يعني أن ترمب لديه منتجات كثيرة، يمكنه فرض عقوباتٍ عليها.

وبينما قد يعني هذا أنَّ نفوذ الصين على التجارة محدود، لكنَّه لا يعني أنَّ ترمب يستطيع الفوز في هذه المواجهة بسهولة.

ذلك لأنَّ الصين لديها العديد من الطرق الأخرى للانتقام، مثل بيع حيازاتها الكبيرة من الديون الأميركية أو تصعيب التوصُّل إلى اتفاقٍ نووي مع كوريا الشمالية على ترمب، حيث تتمتع بكين بنفوذ هائل في هذه المناطق وغيرها.

ودفع ذلك البعض للإشارة إلى أنَّ الحرب التجارية قد تتحول قريباً إلى «حربٍ باردة جديدة».

هل يمكن أن تكون أميركا والصين على حافة الجمود الجيوسياسي الذي هيمن على النصف الثاني من القرن العشرين؟

أشياء كثيرة ستعتمد على على كيفية رد الصين على أحدث الرسوم الجمركية الأميركية المفروضة. ورجحت صحيفة  The Conversation الأسترالية أن يأخذ ذلك الرد 4 أشكال:

1- ضبط النفس.. وانتظار نتيجة الانتخابات المقبلة بأميركا

أولاً، قد تختار الصين عدم تصعيد المواجهة. ويمكن فعل ذلك سريعاً بالتفاوض على بعض القرارات مع إدارة ترمب، مع أنَّ شروط ترمب لإنهاء الحرب التجارية ما زالت غير واضحة.

وبدلاً من ذلك، يمكن للصين ترك الصراع يتأجج بإبقاء المعركة سارية في الساحة التجارية، ما يسمح لها بمواصلة الانتقام بينما تبدو «عقلانية». وهذا النهج من شأنه أن يُجنِّب الصين أي حرج كبير بينما تُرجئ التعامل مع المشكلة على أمل أن تُخفِّف نتائج انتخابات التجديد النصفي الأميركية المقرر إجراؤها في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، أو الانتخابات الرئاسية في عام 2020 من حدة السياسة الأميركية. وفي الواقع، قالت الصين بالفعل إنَّها لن تتفاوض إلا بعد انتهاء انتخابات التجديد النصفي.

قد يكون تبني استراتيجية تصالحية أمراً جذَّاباً للمعتدلين في بكين الذين يدركون جيداً أنَّ الصين تحتاج إلى الولايات المتحدة بقدر ما تحتاج الولايات المتحدة إلى الصين. فضلاً عن أنَّه سيطمئن شركاء الصين التجاريين الآخرين بأنَّ بكين جادة في الوفاء بالتزاماتها.

2- عقاب اقتصادي.. خُمس الدين القومي الأميركي بيد الصين

لدى الصين خيارٌ آخر يتمثل في تصعيد المواجهة باستخدام نفوذها الاقتصادي القوي خارج ساحة التجارة.

تكمن الطريقة الأوضح التي يمكن أن تنتقم بها الصين في تخفيض مشترياتها من سندات الخزانة الأميركية أو بيع بعض السندات التي تمتلكها والتي تبلغ 1.18 تريليون دولار. وتمتلك الصين في العموم ما يقرب من خُمس الدين القومي الأميركي التي تحتفظ به دول أجنبية.

ومع أنَّ تأثير ذلك ربما سيكون أقل كارثية ممَّا هو مفترض في بعض الأحيان، ستؤدي تلك السياسة الصينية المتمثلة في تقليص حيازاتها إلى ارتفاعٍ كبير في تكلفة العديد من السلع التي يشتريها الأميركيون يومياً.

بيد أنَّ المشكلة التي سيحملها هذا النهج للصين تمكن في أنَّه سيعزز أيضاً قيمة اليوان الصيني ويجعل السلع الصينية أكثر تكلفة للأجانب. لذا قد لا يكون مثل هذا النوع من الانتقام المالي خياراً معقولاً بالنسبة لبكين.

وسيكون استهداف الشركات الأميركية العاملة في الصين بمزيدٍ من اللوائح والتدخلات من بين الاستراتيجيات الأكثر جدوى وفعالية. وبينما سيتعارض هذا النهج مع القانون الدولي، سيكون من السهل جداً على بكين إنكار المسؤولية عنه.

وفي الواقع، ثمة سببٌ للاعتقاد بأنَّ الصين قد استخدمت هذا النهج من قبل مع شركاتٍ كورية جنوبية، وهناك مؤشراتٌ على أنَّها بدأت بالفعل في تأخير طلبات الترخيص المُقدَّمة من الشركات الأميركية.

3- ألعاب جيوسياسية.. وإيقاظ التنين العسكري النائم

تُعَد علاقة الولايات المتحدة مع الصين متعددة الأوجه، وهي حقيقة يمكن أن تسمح للصين بالانتقام خارج الساحة الاقتصادية تماماً.

وقد تكمن إحدى الطرق في استخدام نفوذها مع كوريا الشمالية لتقويض جهود الولايات المتحدة لنزع سلاح كيم جونغ أون، ربما عن طريق عدم تنفيذ العقوبات الأميركية على كوريا الشمالية.

أو يمكن أن تواجه الصين الولايات المتحدة في بحر الصين الجنوبي، الذي يُحتمل أن يكون أخطر نقطة اشتعال استراتيجية في شرق آسيا. وبينما تهرع بكين إلى المطالبة بالمزيد من الجزر والممرات البحرية الواقعة جنوب ساحلها، فإن استمرار الخلاف مع الولايات المتحدة بشأن التجارة قد يشجعها لتصبح أكثر عدوانية.

وتتمثل الخيارات الأخرى المتاحة أمام الصين في زيادة محاولاتها عزل تايوان أو تعميق العلاقات مع روسيا باعتبارها قوةً مُقابلة للولايات المتحدة أو تسريع زيادة قوتها العسكرية.

4- تسريع وتيرة الهيمنة.. وتغيير وجهات ضخ المليارات الصينية

أخيراً، يمكن أن تحتجَّ الصين بالنهج العدواني الأميركي في التجارة لتسريع جهودها لتحقيق هيمنة إقليمية واستقلال اقتصادي أكبر.

ويمكن أن يحصل برنامج الصين لعام 2025، الذي يضم مجموعةً من السياسات الصناعية تهدف إلى تقريب البلاد من الساحة التكنولوجية، على دفعةٍ من تلك المواجهة.

ويمكن كذلك توسيع «مبادرة الحزام والطريق» أو Belt and Road الصينية الشهيرة، وهي ممر اقتصادي ضخم تموله بكين.

ويمكن توسيع جهود البلاد لتنمية نفوذها في إفريقيا (وهو ما عرضه الرئيس الصيني شي جين بينغ في قمة انعقدت بداية سبتمبر/أيلول 2018، من خلال تمويل جديد لإفريقيا بقيمة تصل إلى 60 مليار دولار وشطب جزء من ديون الدول الأكثر فقراً في القارة).

وقد تضخ الصين كذلك مزيداً من الأموال في البنك الآسيوي  أو Asian Infrastructure Investment Bank  للاستثمار في البنية التحتية، والذي يُعَد بديلاً لديها عن البنك الدولي.

وبالطبع، سعت الصين لبعض الوقت لتنمية نفوذها باستخدام جميع الآليات التي نوقشت أعلاه. ومع ذلك، فإن وجود ولايات متحدة أميركية أكثر عدوانية يمكن أن يؤجج شعور الصين بالإلحاح الشديد لهذه المساعي.

ماذا ستختار الصين وهل يمكن أن تضغط بطريقة غير مباشرة؟

يقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة ولاية جورجيا الأميركي تشارلز هانكلا: «بصفتي خبيراً اقتصادياً سياسياً، أعتقد أنَّ الرد الصيني الأرجح سيكون مزيجاً من جميع الخيارات الأربعة».

فإبقاء المواجهة مقتصرةً على التجارة -ولو ظاهرياً على الأقل- هو الرهان الأكثر أماناً لقادة الصين بنظره. لذا يتوقع أن تُقصِر بكين انتقامها العلني على فرض رسومٍ جمركية على الواردات الأميركية، ولكن في الوقت نفسه، يتوقع مشاركتها في إجراءاتٍ أخرى ملحوظة لكنَّها غير رسمية وقابلةٌ للإنكار ضد مصالح الولايات المتحدة الاقتصادية والأمنية، مثل التسبب في إلحاق أضرار بالشركات الأميركية وتعزيز أعداد جيشها وقدراته.

باختصار، ستسعى الحكومة الصينية لتوسيع نفوذها حتى تكون قادرة على ردع التهديدات المستقبلية المماثلة من الولايات المتحدة.

إذاً فالعالم على أعتاب نوع مختلف من الحرب الباردة

بعبارة أخرى، يلعب الرئيس ترمب لعبة «ضرب الخلد» محفوفة بالمخاطر. ففي ظل سعيه لمعالجة العجز التجاري بقوة مفرطة، يخلق مجموعة من التحديات الخطرة الأخرى للمصالح الأميركية قد تستمر لسنوات قادمة.

إذ يحتاج العجز التجاري الأميركي الهائل والمتواصل مع الصين إلى حل، لكنَّ الرسوم الجمركية ليست الحل/ برأي هانكلا. ويمكن لأميركا أن تسلك نهجاً أحكم يتمثل في استخدام الآليات الموجودة في النظام الدولي لحل مظالمهم التجارية المشروعة مع الصين.

وثمة طرق أخرى لتقليل العجز التجاري وتخفيف آثاره السيئة، مثل تشجيع زيادة معدلات الادخار وتخفيض العجز الفيدرالي (الذي ازداد سوءاً بسبب تخفيضات ترمب الضريبية) وتعزيز التنافسية بالاستثمار وإعادة التدريب على مهارات جديدة من أجل الوظائف.

لكن بالعودة إلى سؤالنا الأصلي: هل نتجه إلى حرب باردة جديدة؟

يجيب هانكلا: «باختصار، لا، على الأقل ليس من النوع الذي نشأ بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي بعد الحرب العالمية الثانية».

ويضيف: «ربما تكون الحرب الباردة قد تجمدت في أوروبا، لكنها أدت بطريقةٍ مباشرة أو غير مباشرة إلى صراعات رهيبة في كوريا وفيتنام وغيرها. وقسَّمت العالم إلى كتلتين متعارضتين تناضلان باستمرار من أجل الهيمنة».

ومن المؤكد أنَّ تنامي صراع بين أكبر قوتين في العالم يمكن أن يشجع مرة أخرى تشكيل مناطق نفوذ متعارضة. لكنَّ الاعتماد الاقتصادي المتبادل بين الولايات المتحدة والصين  -بالإضافة إلى وجود قوى رئيسية أخرى- من شأنه أن يجعل هذه «الحرب الباردة» مختلفة تماماً عن الحرب الباردة السابقة، وربما أقل حدةً منها.

ومع ذلك، من الأفضل للولايات المتحدة أن تتجنب تماماً أي علاقة مواجهة مع الصين. ومن الطبيعي أن يدافع كل طرف عن مصالحه، لكنَّ الصراع المتصاعد الذي لا يعرف أحدٌ تبعاته لن يفيد أحداً.

“كيمياء ترامب”.. هل تصنع “التفاهة” زعيما سياسيا؟ – معاذ محمد الحاج أحمد

حتى يومنا هذا، ما يزال العالم ينظر إلى هتلر وموسوليني وفرانكو وبول بوت بكثيرٍ من اللوم والتوبيخ والاشمئزاز؛ لدورهم المشين في جر العالم إلى حروب طاحنة قتلت الملايين من البشر، وتأسيس أنظمة سياسية بوليسية خلفت وراءها أعداداً مرعبةً من الضحايا تفوق الحربين العالمية الأولى والثانية مجتمعتين. في حين تشير قوى التحرر الوطني ومناهضو الاستعمار بالبنان لأحمد ياسين، وعمر المختار، وعبد الكريم الخطابي، ويوسف العظمة، وأحمد عرابي؛ فبطولاتهم المشرفة ما تزال أناشيداً وأهازيجاً وأشعاراً تتغنى بها الأجيال ويعلموها لأبنائهم، ومؤلفاتٍ ومخطوطاتٍ تثري المكتبة العربية والقيم الإنسانية.

ومع أن جميع قادة الأنظمة الدكتاتورية حاولوا دائماً استعراض القوة، والقدرة على البطش، ونشر الرعب في صفوف الجماهير، ودفعهم للالتفاف حولهم تحت لهيب النار والحديد، لم يخلُ هتلر ورفاقه من النرجسية وجنون العظمة والتمركز حول الذات والرغبة في مناطحة النجوم؛ كي يكونوا محور الاهتمام المحلي والعالمي، ويتصدروا المشهد في جميع المناسبات. أجزم دون أدنى تردد أن الكثير من الحروب والأزمات الدولية كان محركها الأساسي ظهور قيادات سياسية تعاني من عقد نفسية، ونرجسية سلوكية، وشعور دائم بالنقص، والرغبة في تحقيق الذات بأي ثمن، أي فشل الكيمياء السياسية في ردم الهوة بين السمات والميول الشخصية من جهة، والذوق العام لأبناء المجتمع المحلي والبيئة الدولية المحيطة من جهة أخرى.

ماذا نقصد بالكيمياء السياسية؟

يمكن تعريف الكيمياء السياسية بأنها: (درجة الانسجام والتوافق العضوي بين المركبات السياسية من ناحية، والعناصر والجزيئات التي تدور حول نواتها من ناحية أخرى). وبمقاربة سياسية مباشرة للمصطلح، نعرف الكيمياء السياسية بالتالي: (قدرة القائد، أو الرئيس، أو المرشح للانتخابات على إحاطة نفسه بهالة من الجاذبية، والقبول الجمعي، وخلق مواقف انطباعية إيجابية من خلال ما يتمتع به من سمات جسدية، أو فكرية، أو سلوكية “فطرية أو مكتسبة” من قوة، ومصداقية، وثقة بالنفس، وقبول النقد، وطلاقة في الخطاب، والقدرة على إلهاب مشاعر الجماهير، وتحمل المخاطرة، وتبني برنامج سياسي واقعي يلبي حاجات الجمهور ويرتقي برغباتهم). وكلما كانت السمات الشخصية والجسدية والفكرية والسلوكية أكثر قدرةً على الانصهار، زاد مستوى التمازج بين القائد والبيئة الرسمية والشعبية المحيطة به؛ وبالتالي أصبحت الكيمياء السياسية موجبة، ومرجحة لكفة القائد، أو المرشح السياسي، ومحركاً لتفوقه ونجاحه.

المحركات الديناميكية للكيمياء السياسية
مهما وجهنا من انتقادات لاذعة لترامب، إلا أن مناصريه يرونه قائداً مثالياً وزعيماً مؤثراً استطاع نقل الأداء الرئاسي الرسمي لمرتادي البيت الأبيض خارج السياق البيروقراطي الذي ينتابه الكثير من الرتابة

هنالك مجموعة من العوامل والمحركات التي تعمل على تحفيز الكيمياء السياسية لدى القائد أو المرشح لمنصب سيادي رفيع في الدولة، وهذه المحركات يمكن تلخيصها بالتالي:

محركات شخصية
تتمثل المحركات الشخصية في الجنس والعمر، والدرجة العلمية، والمستوى الثقافي، والتوجه الأيدولوجي، ودرجة الجاذبية للجمهور، والقدرة على تحمل المخاطرة والتصرف السليم في الأزمات والصراعات.

محركات جسدية
تلعب لغة الجسد دوراً لا يقل أهمية عن الدور الذي تلعبه اللغة المنطوقة؛ فبنية الجسد، وطول أو قصر القامة، وحركة الأيدي، ونظرات العين، وحركة الأيدي، والتوزيع البصري، وقسمات الوجه، كلها عوامل تعمل على تحفيز الكيمياء السياسية لصالح القائد إذا تم توظيفها بشكل يتناسب مع ميول وأذواق الجمهور.

محركات لغوية
تعتبر اللغة محركاً مهماً في تحديد طبيعة الكيمياء السياسية للقائد، ويتجلى ذلك في طبيعة الخطاب، وبلاغة الخطيب، والسلاسة في استخدام الكلمات، ومستوى الخطأ، ونبرة الصوت، وحدة الكلمات، والفواصل الزمنية بين الجمل، والقدرة على توظيف الرمزية والصور البيانية، واستخدام التشديد أو الاطالة أو الإمالة في المجال الصوتي لبعض الكلمات أو المقاطع، والقدرة على استخدام الإيقاع الصوتي للفت أنظار الجمهور وتحريك مشاعرهم، واستدعاء مفردات رنانة تستجيب للذوق العام، والمهارة في عرض الحجج وتفنيد الادعاءات وسياقة الأدلة والبراهين، والأهم من ذلك كله طريقة الخطاب مكتوباً أو بالمشافهة.

محركات سلوكية
تتجسد المحركات السلوكية في الاحترام المتبادل، وتوظيف الألفاظ بدقة، وفهم ثقافات وقيم وعادات الشعوب والجماعات الأخرى، والعمل وفق قواعد البرتوكول السليم، وعدم اظهار تصرفات نرجسية خارجة عن الطبيعة البشرية السليمة.

محركات فكرية
تكمن القدرات الفكرية للزعيم أو القائد في القدرة على التنبؤ بالمستقبل، وتحليل مجريات الأحداث، وربط المتغيرات والظواهر السياسية، وتقديم أطروحات وأفكار إبداعية تلبي رغبات الآخرين، وعرض رؤيا سياسية واقتصادية واجتماعية ثاقبة تستجيب لاحتياجات المواطنين وتلبي رغباتهم.

بالرغم من الملاحظات الجسيمة والتصرفات الهوجاء لهذا الرئيس النرجسي المصاب بجنون العظمة، لا يمكن لأحد استبعاد الحقيقة أنه استطاع بسلوكه الأهوج إنعاش الاقتصاد الأمريكي

وكالة الأنباء الأوروبية
ترامب.. طبيعة الكيمياء السياسية الجديدة

يعرض ترامب مواقفاً خارج السياق الكيميائي للسلوك السياسي السليم؛ فموقفه من الهجرة، وتحريضه على طرد المسلمين من أمريكا، وتأجيجه نيران العنصرية، وسلوكه الاباحي، ودعوته لبناء سور بين الولايات المتحدة والأشرار المكسيكيين، وتهجمه على رؤساء أمريكا السابقين، ومحاولته الإطاحة بقانون الضمان الاجتماعي، والتضييق على الصحافة كلها مواقف تساهم في تآكل القبول المحلي والدولي له، وتجعله في عزلة عن محيطه الحيوي، وبعبارة أخرى تجعله عنصراً خاملاً وسط مجموعة العناصر الكيميائية النشطة.

وفي السياق السياسي الخارجي، أظهر ترامب توجهاً معادياً لأوروبا، وحرص على التقارب مع روسيا والصين وكوريا الشمالية، وأقدم على تنفيذ قرار نقل السفارة إلى القدس، وحرض على تفكيك الاتحادات والتجمعات الدولية، ونعت شخصيات وقارات بأسرها بأقذع الأوصاف؛ وبالتالي لم تلقَ الكيمياء السياسية للرئيس أي استحسان دولي، وجاهر معظم زعماء دول العالم برفضهم المطلق لسياسته الخارجية الهوجاء التي ترمي إلى إغراق العالم ببحر من الفوضى وعدم الاستقرار.

ترامب.. السباحة خارج التيار

مهما وجهنا من انتقادات لاذعة لترامب، إلا أن مناصريه يرونه قائداً مثالياً وزعيماً مؤثراً استطاع نقل الأداء الرئاسي الرسمي لمرتادي البيت الأبيض خارج السياق البيروقراطي الذي ينتابه الكثير من الرتابة والروتين بقيامه بإصدار جميع المراسيم والقرارات الرئاسية من خلال موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، ذلك السلوك الذي لم يكن معهوداً لدى سابقيه. ويضيف مناصروه أن ترامب يتمتع بكيمياء سياسية مميزة جعلته يتحمل المخاطرة، ويتخذ القرارات الصعبة، ويقدم على توجهات سياسية غير مألوفة كانفتاحه على الصين وروسيا وكوريا الشمالية، والتنازل عن حلفائه التقليديين، وحزمه في مواجهة تنظيم الدولة، وجرأته في مواجهة قادة أوروبا بقراره الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني.

الحقيقة العملية تقول إنه لا يمكن لقائد تقليدي روتيني أن يحقق الكثير من النجاح طالما أن سلوكه وفكره لم يتمازج مع توجهات وتفضيلات المحيطين به، ولم يلقَ الكثير من القبول والرضا. وبالرغم من الملاحظات الجسيمة والتصرفات الهوجاء لهذا الرئيس النرجسي المصاب بجنون العظمة، لا يمكن لأحد استبعاد الحقيقة أنه استطاع بسلوكه الأهوج إنعاش الاقتصاد الأمريكي، وتوفير فرص عمل لمليون مواطن، وفرض رسوم جمركية على الواردات الخارجية لدعم السوق المحلي، وجعل أمريكا أمة عظيمة مرة أخرى.

جدلية الكيمياء السياسية والقبول المطلق

الآن وفي المستقبل، لا يستطيع أي زعيم مهما أوتي من كيمياء سياسية فريدة أن يصل إلى حالة مطلقة من التمازج والتزاوج بين سماته الشخصية وطبيعة الذوق العام للجمهور المحيط به. لا يعكس ذلك مطلقاً حالة من الفشل في فهم الجمهور والتكهن برغباته التي يسعى إلى تحقيقها، وإنما حالة طبيعية من التماهي النسبي تتفاوت من شخص لآخر، وينجح بها فائد ويخفق بها آخر. ويجدر بنا الإشارة إلى أن الأنبياء والرسل المؤيدين من الله سبحانه وتعالى لم يصلوا إلى حالة القبول المطلق من أقوامهم بل كذبوهم وكفروا بهم وألقوا في وجوههم صنوفاً من العذاب والاضطهاد، بالرغم من المعجزات وخوارق العادات التي أيدهم الله بها؛ فالنتيجة قليلٌ آمن وكثيرٌ كفر.

Exit mobile version