أكد المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي اللواء أحمد المسماري أن العاصمة طرابلس أضحت تحت السيطرة، أما ما تبقى منها فهو تحت النيران، في الوقت الحالي، ولا تحتاج طرابلس إلا لقفزة أخيرة بغرض الوصول إلى ساحة الشهداء وقاعدة معيتيقة.
وأشار المسماري – في مقابلة مع قناة (سكاي نيوز)الإخبارية اليوم /الخميس/ – إلى أن تحرير طرابلس شهد تأخيرا نظرا لحرص قوات الجيش الوطني الليبي على إعطاء فرصة للشباب المغرر بهم .
وشدد على أن الحرب ضد ميليشيات الإرهاب تختلف عن أنواع الحرب الأخرى، لأن جزءا من السكان يمكن أن يتخذوا كدروع بشرية، مؤكدا أن الجيش الليبي لا يريد دمارا كبيرا في طرابلس، مشددا على أن محاولات إقناع الشباب المغرر بهم قوبلت باستجابة، بعدما أكدت القوات المسلحة مرارا أن من سلم سلاحه أو رفع الراية البيضاء فهو آمن.
وأضاف أن هذه الاستجابة هي التي جعلت ميليشيات طرابلس تعاني نقصا في المقاتلين، فاضطرت إلى استقدام مرتزقة من سوريا، في محاولة للتأثير على مجريات المعركة التي يخوضها الجيش ضد المتشددين.
وأشار اللواء المسماري إلى أن التدخل التركي في الأزمة الليبية، ليس أمرا حديثا، لأن الأتراك موجودون في البلاد بشكل فعلي منذ سنة 2014، سواء عبر دعم التنظيمات الإرهابية وإسعاف عناصرها أو من خلال نقل إمدادات وأسلحة، وهذا الأمر تورطت فيه قطر بدورها، ولكن ما تغير في الرابع من أبريل الماضي، هو أن أنقرة قررت أن تتدخل علنا، في تحد صريح لقرارات مجلس الأمن وكافة القواعد الدولية، أما الشرعية المزعومة لحكومة فايز السراج فلا يعترف بها الشعب.
وقال المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي اللواء أحمد المسماري إن تركيا لا تدعم حكومة السراج وإنما تساند جماعة الإخوان المتحالفين مع تنظيمات أجنبية متطرفة مثل القاعدة وداعش، وبالتالي، فإن أنقرة لا تعمل في إطار سياسي واضح.
وحول الأثر الميداني للمرتزقة الذين جلبتهم تركيا إلى ليبيا، وما إذا كانوا قد أحدثوا منعطفا فعليا في معركة العاصمة طرابلس، قال اللواء المسماري إن المقاتلين لم يرجحوا الكفة لصالح الميليشيات، لأنهم لا يتمتعون بدراية عسكرية كبيرة.
وأضاف أن هؤلاء المرتزقة الذين يصل عددهم إلى 4 آلاف و750، ليست لديهم فكرة عن التعبئة العسكرية ولا يعرفون كيفية القتال والانسحاب، كما أنهم يبنون فكرهم العسكري على كثافة النيران، رغم عدم جدواها.
وفيما تذهب بعض المزاعم إلى أن الجيش الوطني الليبي يستعين بدوره بمقاتلين من روسيا، أوضح اللواء المسماري أن من يثيرون هذه الأكاذيب لا يعرضون أي دليل ميداني على ما يقولون.
وأشار إلى أن الجيش الليبي يملك ما يكفي من الوثائق بشأن ضلوع تركيا في نقل المرتزقة إلى ليبيا، وهم من السوريين التركمان أو التشاديين، لكنهم من يتهمون الجيش الليبي يروجون لدعاية الأقلام المأجورة دون أن يقدموا ما يدعم اتهاماتهم.
ولفت إلى أن خروق اتفاق وقف إطلاق النار بدأت مباشرة بعد مؤتمر برلين حول الأزمة الليبية، بخلاف ما أبداه الجيش الوطني من التزام وقوبل بإشادة دولية.