قال مدير عام منظمة الصحة العالمية، تيدروس غيبرييسوس، إن تفشي فيروس كورونا قد وصل إلى “مرحلة حاسمة” وهناك “احتمالات أن يتحول إلى وباء شامل”، وفق ما نقلت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).
وتأتي تصريحات تيدروس، في الوقت الذي تكافح فيه دول العالم للحد من انتشار الفيروس. ورُصدت حالات إبلاغ عن مزيد من الإصابات بالفيروس خارج الصين، لليوم الثاني.
واحتلت إيران وإيطاليا مركزين رئيسيين من حيث نقل العدوى إلى مناطق أخرى، عن طريق أشخاص كانوا في زيارة للدولتين.
كما أُصيب عدد من المسؤولين الإيرانيين البارزين، آخرهم معصومة ابتكار، نائبة الرئيس الإيراني لشؤون المرأة والأسرة. وقال تيدروس: “هذا هو ما يحدث في بقية العالم، وهو شاغلنا الأكبر حاليًا”.
وسجل عدد الإصابة على مستوى العالم ما يزيد على 80 ألف حالة في نحو 50 دولة، وتوفي نحو 2800 شخص، معظمهم في مقاطعة هوبى الصينية.
وفي ذات الوقت سجلت أسواق الأسهم في أنحاء العالم تراجعًا بشكل حاد وسط مخاوف من أن تؤدي القيود المتزايدة على السفر إلى الحد من النشاط التجاري.
ماذا قالت منظمة الصحة العالمية؟
حث تيدروس الحكومات على التحرك بسرعة وبقوة لاحتواء الفيروس. وقال: “في الواقع نحن في وضع دقيق للغاية يمكن أن يتجه فيه تفشي الفيروس إلى أي اتجاه بناء على كيفية تعاملنا معه”.
وأضاف: “هذا ليس وقت الخوف، هذا وقت اتخاذ إجراءات لمنع العدوى وإنقاذ الأرواح حاليًا”.
ما هي التدابير التي تتخذها الدول؟
قررت اليابان والعراق تعليق الدراسة في المدارس، وهو إجراء اتخذته بالفعل الصين وهونغ كونغ.
وعلقت السعودية دخول المعتمرين والسياح الأجانب إلى أراضيها. وليس من الواضح إذا كان الحج سوف يتأثر في شهر يوليو هذا العام.
وحثت إيران المواطنين على تجنب السفر غير الضروري داخل البلاد، وألغت صلاة الجمعة في طهران وغيرها من المدن.
ومددت أستراليا حظرًا على الزائرين الأجانب من الصين، وسجلت إيطاليا 17 حالة وفاة مع فرض حجر صحي في 11 مدينة، وألغت اليونان جميع الأنشطة الاحتفالية.
كيف يؤثر تعليق المدارس في اليابان؟
ومن المقرر أن يدخل قرار تعليق المدارس حيز التنفيذ يوم الإثنين المقبل، ويستمر حتى نهاية عطلة الربيع، التي توافق عادة أوائل أبريل، وستؤثر هذه الخطوة على نحو 13 مليون طالب.
وقال رئيس الوزراء الياباني، شينزو آبي، إن الأسابيع الأولى من مارس ستكون “فترة حرجة للغاية” لمنع انتقال الفيروس.
تأتي الخطوة في أعقاب قرار اتخذته الصين يقضي بعدم استئناف نشاط المدارس في البر الرئيسي بعد عطلة عيد الربيع. وبدلاً من ذلك، طلبت من نحو 200 مليون طالب متابعة الدروس عبر الإنترنت من منازلهم. وتظل المدارس في هونغ كونغ مغلقة حتى أبريل.
ويشعر الكثير من الآباء والأمهات في اليابان بالقلق إزاء ما سيفعلونه مع أطفالهم.
وكتب أحد أولياء الأمور على وسائل التواصل الاجتماعي: “جميع المدارس في استراحة؟ حماية الأطفال أمر مهم، لكن ماذا يحدث إن كان لهم آباء يعملون؟”.
ويقول المسؤولون إن مراكز رعاية الأطفال النهارية ومرافق الرعاية بعد انتهاء اليوم الدراسي يمكن أن تظل مفتوحة.
وأُصيب ما يزيد على 200 شخص حتى الآن بفيروس كورونا في اليابان. ويقال إن إحدى السيدات في الأربعينيات من عمرها في أوساكا تأكدت إصابتها بالفيروس بعد شفائها.
ماذا يحدث في إيران؟
أعلنت طهران عن 26 حالة وفاة و 245 حالة إصابة مؤكدة، من بينهم عدد من المسؤولين، بما في ذلك نائبة الرئيس لشؤون المرأة والأسرة معصومة ابتكار ونائب وزير الصحة إراج حريرشي.
ووردت أنباء عن إصابة اثنين من أعضاء البرلمان، أحدهما يمثل مدينة قم، التي سجلت العديد من حالات الإصابة. وتشير التقارير إلى أن أعراض إبتكار ليست حادة وأنها ليست في المستشفى.
وقال مايكل ريان، من منظمة الصحة العالمية، إن حجم انتشار الفيروس في إيران “قد يكون أوسع مما نعتقد”.
بيد أنه قال إن البلاد لديها “قدرة رعاية صحية عالية للغاية”، وإن معدل الوفيات الحالي الذي سجل 10 في المئة من حالات الإصابة ربما يعكس الفحص الذي لم يرصد حالات الإصابة الخفيفة بالفيروس.
ودعا المتحدث باسم وزارة الصحة الإيرانية الإيرانيين إلى تجنب “السفر غير الضروري داخل البلاد”.
وأغلقت الدول المجاورة لإيران حدودها، وسجلت كل من الإمارات والكويت والبحرين ولبنان وأفغانستان وباكستان وإستونيا، في شمالي أوروبا، حالات إصابة جديدة بالفيروس لمسافرين قادمين من إيران.
ماذا يحدث في أماكن أخرى؟
وسجلت الصين 29 حالة وفاة و433 حالة إصابة جديدة الخميس، وأمرت الأشخاص الذين يصلون إلى بكين قادمين من دول متضررة بأن يعزلوا أنفسهم عن الناس.
وشهدت كوريا الجنوبية حالات جديدة ليصل مجموع حالات الإصابة بها إلى 1261 شخصًا وتسجيل 12 حالة وفاة، وقالت سنغافورة إن طالبا يبلغ من العمر 12 عامًا في مدرسة “معهد رافلز” كان من بين ثلاث حالات جديدة، ليصل مجموع الحالات إلى 96 حالة.
وفي أوروبا، سجلت إيطاليا 650 حالة إصابة و17 حالة وفاة. كما أبلغت دول من بينها الجزائر والدنمارك ورومانيا وإسبانيا عن إصابات ذات صلة بإيطاليا.
وقال الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إن بلاده “تواجه أزمة وباء قادم”، لاسيما بعد أن سجلت حاليًا 38 حالة إصابة مؤكدة وحالتي وفاة. وتعد فرنسا من الدول الأكثر زيارة في العالم.
وسجلت أيرلندا الشمالية أول حالة إصابة بها، ليصل إجمالي عدد الإصابات في المملكة المتحدة إلى 16 حالة. وأكدت هولندا حالة الإصابة الأولى في البلاد لشخص زار مؤخرا منطقة لومباردي في إيطاليا.
وسجلت أمريكا اللاتينية أول حالة إصابة لها في البرازيل لشخص عائد من إيطاليا.
وأعلنت الولايات المتحدة أول حالة إصابة مؤكدة “غير معروفة المصدر”، وهي حالة الإصابة رقم 60 في البلاد بشكل عام، وقال المسؤولون إن الشخص مجهول الهوية في كاليفورنيا “ليس له تاريخ سفر ذي صلة أو تعرض لمريض آخر معروف” أنه مصاب بالفيروس.
وقال نائب الرئيس الأمريكي، مايك بنس، خلال مؤتمر صحفي الخميس إن التهديد العام في الولايات المتحدة لا يزال منخفضا، وأضاف أن البيت الأبيض بدأ مناقشات مع قادة الكونغرس بشأن مشروع قانون للإنفاق على مكافحة انتشار الفيروس.
بيد أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قلل من مخاوف حدوث وباء في الولايات المتحدة. وقال الأربعاء “أعتقد أن هناك فرصة لأن يتفاقم الوضع، وهناك فرصة لأن يسوء إلى حد كبير، لكن لا شيء محتوم”.