حواراتمشاهير

حوار مع المفكر السياسي الدكتور/ مصطفي الفقي – أمجد مكي – 2013

صدق الراحل جمال حمدان الذى كان محقا فى كتاباته و التى أشار فيها إلى عبقرية زمان كان ( تفاعل الزمان و المكان ) مشيرا إلى موقع مصر الجغرافى وتراكم الأبداع و عمق الحضارة الأنسانية و التى تركت بدورها بصمة قوية على الأنسان المصرى بصفة عامة و الفقهاء السياسيين و الدبلوماسية المصرية بصفة خاصة حيث أبدعوا و حظيوا بالتقدير و الأحترام فوسط كل هذه الأحداث التى تمر بها مصر يظهر لنا دائما كمصريين شعاع فيه نور الأمل من خلال بعض الأشخاص المتميزين و الذين منحهم الله القدرة أن يكونوا مبدعيين و باقيين و محفزين و دكتور مصطفى الفقى أحدا هؤلاء الأشخاص و قد شرفت جريدة الربيع العربى بأجراء هذا الحوار مع أحدا أبناء مصر و الخارجية المصرية الدكتور مصطفى الفقى و هذا هو نص الحوار :

س١ـ ترى ما هى مشكلة التيار الليبرالى فى مصر ؟ و هل من الضرورى لنجاح أى نظام أن يكون نظام دينى نظرا لطبيعة هذا النظام القائم على السمع و الطاعة ؟ ترى سيادتكم كيف يقوم حزب مدنى قوى ؟

ج١ـ على ما أتذكر تجربة حزب الوفد فى الفترة الليبرالية ١٩١٩ ـ ١٩٥٢ كان لهذا الحزب جزور قوية ربما هى الوحيدة فى تاريخ الحركة الحزبية فى مصر أن ظهر حزب من أسفل ألى أعلى و ليس العكس و بالتالى لا يستطيع أحد أن يقول أن المصريين لا يؤمنون بالفكر الليبرالى أو بالأحزاب المدنية أما الحزب فأعتقد أنه مراعاة للأنقسام و التفرقة و يفرق ولا يجمع و يؤدى ألى نظرات ذات طابع طائفى و قد يؤدى إلى أنتكاسات حقيقية لا أنه قيام حزب على اساس دينى مثل محاولة خلط المياه بالزيت الدين سائل نقى طاهر و السياسة فيه الآلعيب و تبيطات و مؤمرات فهى لذجة كالزيت و خلطها أمر خطير جدا و غير مستحب و أنا أظن صادقا أن حركت الأسلام السياسى التى ظهرة فى القرن العشرين أساءت للأسلام الحقيقى و خلقت المخاوف و طرحت صراعات لم يكن لها أن تظهر لولا ذلك التهديد الذى شعر بها الآخرون من الأسلام قبل ذلك كان الأسلام فى حالة قبول عام و احساس به

س٢ـ منذ قديم الأزل مصر دولة رائدة لها وزن وثقل فى الشرق الأوسط و المنطقة العربية ترى سيادتكم ما هو الدور الذى يجب أن تقوم به الخارجية المصرية و القيادات السياسية الحالية لإستعادة الدور المصرى مرة آخرى خاصة و أننى لمت بنفسى مدى تقدير و حب الكثير من أبناء الوطن العربى مدى التقدير و الأحترام لمصر و دورها المحورى فى المنطقة ؟

ج٢ـ الدبلوماسية المصرية يجب أن تقوم على فلسفة و توظيف الدور المصرى لخدمة المصالح العليا للبلد يعنى قضية العروبةليس قضية هولامية بلا معنى لا بل طريق له إتجاهين تعطى و تأخذ العلاقات مع الدول الأفريقية يجب أن تعطى لها أهمية أكثر مما هى عليه دبلوماسية دول حوض النيل مسألة أصبحت حتمية الأن إستخدام العنصر الثقافى فى العمل الدبلوماسى أصبح أيضا أحد الأدوات الهامة لدى العلاقات الدولية الثقافية هى الحاكمة منذ أن ظهر صراع الحضارات و منذ أن ظهرة العولمة إلى غير ذلك من التعريفات ذات الطابع الثقافى من هنا فأن دور مصر دور قوى جدا خاصة أن فيه دبلوماسية إسلامية و دبلوماسية بحر متوسطية و دبلوماسية عربية و لا تعارض بين هذه جميعا و لكن يمكن خلق سبيكة تعبر عن هوية مصر و شخصيتها و هذا ما كان مفتقدا فى حكم الأخوان المسلمين و هذا أحدا أسباب المخاوف التى كنا نشعر بها لطمس الهوية المصرية

س٣ـ دكتور مصطفى الفقى دائما يقاس الحكم السياسى للدولة بعدد عوامل منها القوة الأقتصادية و عدد السكان و القوة العسكرية و أيضا التعليم و هو شق هام جدا لنجاح أى أمة هناك دول أصبحت لها دور فى المنطقة العربية رغم عدم أمتلاكها أى من تلك المقومات فيما عدا الجانب المادى فقط ترى ما هى الأسباب و هل أنقلبت الموازين أم أن هذا دور وقتى و مرحلى لإرتقاء أى دولة ؟

ج٣ـ أنا أعلم لمن  تشير تحديدا أو أستطيع أن أقول لك أنها أدوار مرحلية مرتبطة بثروة زائدة و بدور مرسوم لها كجزء من مخطط كبير لم يقطعوه هم و لا أعتقد أنهم سوف يستطيعون أن يحققوا شئ يعنى قل ما تشاء و لكن مصر فى النهاية حتى و هى فى حالة الكبوات هى الرائدة و القائدة و الأقوة و الأعظم

س٤ـ منطقة الشرق الأوسط منطقة مليئة بالمشاكل و التطورات السياسية المتقلبة و السؤال الأن أننا دائما نرجع هذا الضعف و الهوان لنظرية المؤامرة من الغرب هل هناك فعلا مؤامرة ؟ أم أمن المشكلة فينا نحن كشعوب عربية ؟

ج٤ـ لا أستطيع أن أقول أن نظرية المؤامرة موجودة و لكن لا يجب عند التحليل أن نستسلم للتفسير التآمرى للتاريخ مريح فى التحليل انت تقول أن هناك مؤامرة مثلما تذهب للطبيب و تسأله عن مرض لا يستطيع هذا الطبيب تشخيصه مثل هذه الأجابات العامة غير دقيقة فى التحليل السياسى و الزدق و الأهم هو أن نفكر بطريقة مختلفة فإذا كان هناك من يتآمر فيجب أن تتآمر من له أجندة يجب أن يكون لك أجندة المشكلة أنك تجلس و تندب حظك و لا تفعل شيئا هذه هى المشكلة الحقيقة و مثلما يقولون أيضا أن أيران لها أجندة فى الشرق الأوسط فهذا أمر طبيعى أيضا و السؤال الأن أين أجندة مصر و أين أجندة الخليج ؟ و أين الأجندة العربية عموما ؟ هذه أمور يجب وضعها فى الأعتبار

س٥ـ

دور دول الخليج فى مساعدة مصر و تحديدا المملكة العربية السعودية و الكويت و البحرين و الأردن و دولة الأمارات العربية المتحدة و دعم مصر ماديا و سياسيا بعد ثورة ٣٠ يونية ما تعليق سيادتكم عل هذه الدور و ماذا تود ن تقول فيه 

ج٥ـ هناك مصالح عليا مشتركة دول الخليج كانت تعلم أن ما كان يجرى فى مصر كان يمثل خطرا طلقائيا عليها أيضا و يعلمون أن تدمير الهوية المصرية سوف يفتح باب يصيب دول الخليج ذاتها فالأخوان المسلمين جماعة لديها تصور و مشروع فى المنطقة ككل و لم يكن يستهدف فقط عملية أحلال السلام مع أسرائيل مع الشروط الأسرائيلية و لكن أيضا كان يسعى إلى تأمين  آبار البترول و التدخل فى تلك المناطق رغم أن هذه المنطقة و هى منطقة الخليج قد قدمت لجماعات الأخوان المسلمين أكبر التضحيات و المساعدات و آوت قيادتهم منذ العهد الناصرى و لذلك كان أستقبال دول الخليج لما جرى فى ٣ يولية إستقبالا إيجابيا و حافلا للغاية و تجسد فى البيان العاجل للملك عبد الله ين عيد العزيز عاهل السعودية بعد أقل من ساعتين من بيان الفريق أول عبد الفتاح السيسى

س٦ـ هل أنت متفائل بالمستقبل فى مصر أم أننا ما زلنا فى مرحلة الخطر داخليا و خارجيا ؟

ج٦ـ أنا متفائل بطبيعتى و لكن لا يجب أن نعيش يسوة اللحظة و متصور اننا حققنا ما لا يمكن أن يضيع و يمكن أن تفلت منا إيجابيات اللحظة و يحدث ما لم يمكن أن نتوقعه

و لذلك أنا أطالب و بشدة بضرورة الحذر و اليقظة ووضع رؤية شاملة ومتكاملة للمستقبل يدركها الجميع و يلتفت عليها الجميع و أطالب بوحدة القوة الوطنية ليبرالية أو يسارية أو قومية أو ناصرية فيجب أن تكون كلها على أرض واحدة

س٧ـ ما هى نصيحتك للرئيس المصرى القادم لمصر ؟

ج٧ـ أن يركز على أمرين إبعاد المخاطر الخارجية على مصر فى ملف حوض النيل و ملف تعمير سيناء و على الجانب الآخر أن يرعى قضية العدالة الأجتماعية ثورة ٢٥ يناير أنطلقت من غياب العدالة الأجتماعية ورفع المصريون صور عبد الناصر فى المظاهرات لأنه يجسد أمامهم العصر الوحيد لإحترام العدالة الأجتماعية و محاولة السعى نحوها

و فى نهاية الحوار أتوجه بالشكر للدكتور مصطفى الفقى على هذا الحوار و مساحة الوقت الذى أتاحها لنا للحديث  معه باعثا للأمل بأن نشهد بأستقرار للأوضاع فى مصر و قفزة سياسية و أقتصادية كبيرة لكى تستعيد مصر ريادتها فى المنطقة كقوة أقليمية لا يستهان بها ولا يمكن أغفال دورها فى المنطقة العربية بأكملها

 

رؤية نيوز

موقع رؤية نيوز موقع إخباري شامل يقدم أهم واحدث الأخبار المصرية والعالمية ويهتم بالجاليات المصرية في الخارج بشكل عام وفي الولايات المتحدة الامريكية بشكل خاص .. للتواصل: amgedmaky@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

إغلاق