لماذا يتعلم الرُضّع، والروبوتات لا تستطيع منافستهم في ذلك؟ علماء يكتشفون سر “الفطرة الإلهية”

أثناء تناوله العشاء ذات ليلة، تفاخر ديب روي لزوجته روبال باتل، التي كانت حينها تُكمل شهادة الدكتوراه في علم أمراض النطق واللغة، بأنَّه قد أنشأ بالفعل روبوتاً يتعلم بالطريقة ذاتها التي يتعلم بها الأطفال.

كان روي مقتنعاً أنَّه إذا حظي الروبوت بنفس نوع المدخلات التي يستقبلها الطفل ويتفاعل معها، فبإمكانه التعلم من هذه المدخلات.

أليكس بيرد المعلم السابق وعضو مبادرة «التعليم للجميع» رصد في مقال له بصحيفة The Guardian البريطانية، تجربة الزوجين في محاولة الاستفادة من طرق تعليم الأطفال لتطوير الروبوتات والعكس، أي الاستفادة من التكنولوجيا لتطوير تعليم الأطفال.

والنتيجة كانت مفاجأة.

روي بنى أول روبوتاته عندما كان عمره ست سنوات فقط، وكان حينها يعيش بمدينة وينيبيغ الكندية في سبعينيات القرن الماضي، وهو يعمل حالياً خبيراً في مجال الذكاء الصناعي وعلم الروبوتات في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بالولايات المتحدة.

ولم يتوقف عن صنع الروبوتات قط من وقتها. في الوقت الذي تحولت فيه هوايته تلك إلى مهنة، كان روي يتساءل عن طريقة عمل أدمغة الروبوتات، أو ما الذي يتطلبه الأمر، حتى تستطيع تلك الأجهزة التي يصنعها التفكير والتحدث؟

ويقول: «فكرتُ في أنَّ بإمكاني قراءة ما نُشِرَ من أدبيات حول تعلم الأطفال تلك الأمور، وأنَّ هذا من شأنه أن يمنحني مخططاً لبناء روبوتات قادرة على التحدث والتعلم».

اكتشف روي أنه يمكن صنع روبوتٍ بإمكانه استيعاب علاقة الكلمات بالأشياء. كانت روبال تدير مختبراً للرضع في تورنتو، وسافر روي إليها لمعرفة ما يمكنه تعلمه هناك. وأثناء مشاهدته الأمهات والرضع على أرض الواقع، أدرك أنَّه كان يعلم توكو (الروبوت الذي اخترعه) بطريقةٍ خاطئة.

وأوضح روي لمجلة Wired في عام 2007: «لم أبنِ خوارزمية التعلم التي أعددتها بشكلٍ صحيح. يعلم كل والد أنَّه عندما تتحدث إلى طفلٍ يبلغ من العمر 11 شهراً، فيجب أن تُركز حديثك على موضوعٍ واحد بعينه. إذا كنتَ تتحدث عن فنجانٍ مثلاً، عليك الالتزام بالحديث عن الفنجان، والتفاعل معه، إلى أن يشعر الطفل بالملل وحينها فقط تنتقل إلى موضوعٍ آخر».

هل يتحقق حلمه بالروبوت الذي يتعلم كالبشر؟

كان روبوته يبحث في كل الأصوات التي سمعها وخزنها حين كان يتعلم شيئاً جديداً، لكنَّ روي عدَّل خوارزميته لإضفاء أهمية زائدة على أحدث التجارب التي مرَّ بها الروبوت، وبدأ في تغذيته بتسجيلاتٍ صوتية مسجلة من مختبر الأطفال التي تديره زوجته.

فجأة، بدأ توكو في تعلم مفردات أساسية بمعدل لم يسبق له مثيل في أبحاث الذكاء الصناعي. وأصبح حلم روي بإنشاء «إنسانٍ آلي قادر على التعلم بالاستماع ورؤية الأشياء» أقرب من أي وقتٍ مضى، لكنَّه كان بحاجة لتغذيته بالتسجيلات، التي كان من الصعب العثور عليها.

الطفل الأول لروي وروبال باتل حظه ليس عادياً، فوالده خبير في مجال الذكاء الصناعي وعلم الروبوتات، والأم متخصصة مرموقة في اللغة والنطق بجامعة نورث إيسترن القريبة.

وعلى مدار سنوات، كانا يخططان لجمع أكبر مجموعة من الفيديوهات المنزلية على الإطلاق عبر تسجيل طفولة ابنهما.

على سقف ردهة منزلهما، لمعت بقعتان سوداوان، كلٌّ منهما في حجم عملةٍ معدنية، فيما انتشرت بقعٌ أخرى على سقف غرفة المعيشة وغرفة الطعام. بلغ عدد البقع 25 بقعة في جميع أنحاء المنزل، تمثل 14 مايكروفوناً و11 كاميرا عين سمكة، وهي جزء من نظام أعدَّاه ليجري تفعيله عند عودتهما من المستشفى، بهدف تسجيل كل حركة يصدرها المولود الجديد.

كان روي يأمل أن تؤدي النتائج التي توصل إليها إلى حل لغزٍ يمكن أن يساعد الأطفال على الوصول لإمكاناتهم الكاملة. وفي الوقت ذاته إنشاء آلاتٍ تتعلم مثل البشر، فهل يمكننا أيضاً تطوير آلات يمكنها مساعدتنا على تحسين التعلم البشري؟

كان توكو أشبه بدمية بينوكيو بالنسبة لروي، لكن بينما كان يتساءل عما يمكن للأطفال الحقيقيين تعليمه للروبوتات، فإن كاتب المقالأليكس بيردكان يريد أن يعرف إن كانت أشرطة الفيديو المنزلية هذه قد تُلمح إلى كيفية تحسين عملية التعلم لدى الأطفال الصغار.

ما الذي يتسبب في هذه الفروق الكبيرة بين أطفال الأسر الفقيرة والغنية؟

كتب الاقتصادي جيمس هيكمان أن «الولادة هي أكبر مصدر لعدم المساواة في الولايات المتحدة».

الأمر صحيح تماماً في المملكة المتحدة اليوم، حسب الكاتب، حيث يمثل مقدار ما يجنيه الوالد المؤشر الأقوى على الإنجازات الأكاديمية.

إذ ينخفض أداء ثلث الطلاب الملتحقين بنظام الحصول على وجبات مجانية (مؤشر للفقر) في اللغة الإنكليزية والرياضيات في شهادات الثانوية العامة.

أظهر هيكمان أيضاً أن أفضل طريقة لمعالجة عدم المساواة ذلك هو الاستثمار في تطوير الأطفال في أبكر مرحلة ممكنة في حياتهم. فليس من الكافي تغيير المدارس. علينا البدء في وقت أبكر من ذلك.

في عام 1995، نشر باحثان يُدعيان بيتي هارت وتود ريسلي نتائج دراسة أُجريت على 42 عائلة في مدينة كانساس الأميركية، بغرض مقارنة تجارب الأطفال المنتمين إلى عائلاتٍ فقيرة بأقرانهم الأكثر ثراءً، أثناء مرحلة ما قبل التحاقهم بالمدرسة.

كانت النتائج شديدة الوضوح، إذ قدَّر الباحثون أنَّه في سن الرابعة كان الأطفال الأغنياء قد استمعوا إلى ما يفوق أقرانهم الفقراء، بنحو 30 مليون كلمة.

وقال هارت وريسلي، إنَّ «مشكلة الفوارق في المهارات بين الأطفال وقت دخولهم المدرسة أكبر وأصعب وأهم مما كنَّا نظن». أظهر بحثهما أنَّ التدخل في سن مبكرة قدر المستطاع أمر مهم، وتابعا: «كلما تأخرت الجهود، أصبح التغيير أكثر إمكانية».

مع أنَّ المشكلة هائلة، بدا الحل بسيطاً. كانت هناك فجوةٌ ما، وكان لا بد من ملئها بالكلمات. أدت نتائج هارت وريسلي إلى انتشار هذا التوجه الذي دام إلى يومنا هذا.

في جميع أنحاء العالم الناطق باللغة الإنكليزية، توافد أولياء الأمور لشراء البطاقات التعليمية وألعاب الذكاء لأطفالهم.

هل يتشابه العقل البشري مع الكومبيوتر؟

كاتب المقال يقول إن تجربته في الفصول الدراسية توحي بأنَّ هذا التفسير كان أبسط من اللازم (مقارنة تطور العقل البشري بمدخلات ومخرجات أجهزة الكمبيوتر).

يضيف: كنت أشك في أنَّ تعلم الرضع لا يقتصر فقط على كم الكلمات التي سمعوها في سنواتهم الأولى.

يبدو أن كاثي هيرش باسيك، أستاذة تنمية الطفولة المبكرة في جامعة تمبل في ولاية بنسلفانيا الأميريكي وافقته الرأي.

فقد كتبت كاثي أنَّه «مثلما تملؤنا صناعة الوجبات السريعة بالسعرات الحرارية غير المفيدة، فإنَّ ما نسميه «صناعة التعلم» قد أقنع الكثيرين منا، أنَّ حفظ المحتوى هو كل ما نحتاجه لتجربةٍ تعليمية ناجحة وحياةٍ سعيدة».

وكتبت أيضاً كتاباً مؤثراً شرح تحفظاتها، حول اندفاع توجه الكلمات هذا يحمل عنوان آينشتاين لم يستخدم البطاقات التعليمية: كيف يتعلم الأطفال حقاً ولماذا يحتاجون إلى لعبٍ أكثر واستذكارٍ أقل. كنت أعتقد أنَّها ربما يكون لديها بعض الإجابات.

لكاثي دور أسطوري في مجال التنمية المبكرة للطفل، فقد ألفت 12 كتاباً ومئات المقالات الأكاديمية، وهي زميلة مرموقة في إحدى الجامعات تدير مختبر جامعة تمبل للرضع والأطفال، وشعاره هو «حيث يُعلِّم الأطفال الكبار».

قالت كاثي: «نحن نأتي إلى العالم مستعدين لقراءة «الإشارات المثالية من البيئة».

في المقابل فإن الروبوتات يمكنها التواصل فقط وفقاً لما بُرمِجَت عليه، ولا يمكن أن تتعلم إلا من المحفزات التي تُوجَّه للانتباه إليها، ما يحد من عدد التجارب التي من شأنها تشكيل سلوكياتهم. لا يوجد منطق وراء أساليب الروبوتات، لكنَّ الأطفال من ناحية أخرى هم متعلمون اجتماعيون.
أضافت كاثي: «نأتي إلى هذا العالم جاهزين للتفاعل مع البشر الآخرين ومع ثقافتنا». ولا تكمن العبقرية البشرية الفعلية للأطفال في أنَّهم يتعلمون من البيئة فحسب، فالحيوانات الأخرى تستطيع فعل ذلك أيضاً، بل يمكن للأطفال الرضع فهم الناس من حولهم، وتحديداً تفسير نواياهم.

لماذا لا يتعلم الأطفال جيداً عبر الفيديو؟

تطور الجنس البشري ليتكون من المعلمين والمتعلمين.

وتكتمل قدرة الطفل على فهم الأشخاص الآخرين عند بلوغ شهره التاسع، في لحظةٍ تطورية يبدأ فيها الطفل التحقق من درجة انتباه الآخرين، عبر الإمساك بالأشياء أو الإشارة إليها. عند بلوغه عاماً واحداً، يصير بإمكانه متابعة انتباه الآخرين أو النظر إلى الشيء نفسه، أو لمسه، أو الاستماع إليه.

أما حين يبلغ 15 شهراً، فيصبح بإمكانه توجيه ذلك الانتباه، راغبين في حث الآخر على الاستماع لهذا الشيء، أو النظر إلى ذاك. إذ يعد تشارك الاهتمام نقطة البداية من أجل تعلم بشري واعٍ.

ولهذا لا يتعلم الأطفال الحديث من محادثات الفيديو أو الصوت أو الاستماع إلى أبويهم، فالبشر لم يتطورا بهذه الطريقة، لذا من المهم أن نتحدث مع أطفالنا، وهذا ما جعل فكرة تعلُّمنا من الروبوتات صعبة أيضاً (حتى الآن).

هل يمكن الاستغناء عن المعلم؟

أضافت أبحاث أكثر حداثة مزيداً من العمق للدروس المأخوذة من دراسة هارت وريزلي بجامعة كانساس الأميركية.

ففي عام 2003، أجرت الطبيبة النفسية باتريشا كول تجارب على تعليم الأطفال الأميركيين اللغة الصينية الشمالية.

بعد تقسيم الأطفال لثلاث مجموعات (الأولى كان المعلم فيها يظهر عن طريق الفيديو، والثانية كان يعلم الأطفال عن طريق الصوت فقط، أما المجموعة الثالثة فقد حصلت على معلم بشري حقيقي).

كان الأطفال الذين حصلوا على معلم حقيقي وحدهم من تعلموا أشياء.

يتطلب تعليم الطفل اللغة أكثر من الكلمات؛ إنساناً. لم يتمكنوا من التعلم من الشاشات.

كما وجدت دراسة لجامعة كامبريدج تقارن مجموعات من الأطفال بدأوا دروساً رسمية لمحو الأمية في عمر الخامسة والسابعة، أن بدء التعلم أبكر سنتين لم يحدث أي فرق على الإطلاق في قدرة الأطفال على القراءة في سن الحادية عشرة «لكن الأطفال الذين بدأوا في عمر الخامسة طوروا سلوكيات أقل إيجابية تجاه القراءة، وأظهروا إدراكاً أضعف للنص من أولئك الذين بدأوا فيما بعد».

هذه النتائج واضحة: إذا باشرت بفك الرموز قبل أن يكون لديك فهم أساسي للقصة، والتجربة، والإحساس والعاطفة، فإنك حين ذلك تصبح قارئاً أسوأ. وستحب القراءة بقدرٍ أقل.

أرادت هيرش باسيك أن يدرك الأطفال البهجة في التعلم والنمو. وبعيداً عن الأطفال، كان حبها الآخر الكبير هو الموسيقى. فهي عادة ما تنشد أغنية على الأخص عبر الهاتف لحفيدتها.

في كتابها، اقترحت هيرش ستة مفاهيم للتعلم الحديث: التشارك، والتواصل، والمحتوى، والتفكير النقدي، والابتكار الخلاق والثقة.

السؤال الذي يكاد يطيح برؤوسنا هل يمكن أن تحل الآلات محل البشر؟

بدأ روي في الآونة الأخيرة العمل مع هيرش باسيك، بعد رؤيتها بأن الآلات قد تزيد من التعلم بين البشر، لكنها لن تحل محلها أبداً.

كانت تلك الرؤية نفسها التي دفعت ديب روي وزوجته للضغط على زر «التسجيل».

سجل الوالدان 90 ألف ساعة من الفيديو، و140 ألف ساعة من الصوت.

وغطت البيانات التي جمعوها 85% من السنوات الثلاث الأولى من حياة ابنهم (و18 شهراً من حياة أخته الصغيرة).

لكن تلك اللقطات الآن لم يشاهدها أحد منذ فترة طويلة. وقال روي: «لا أزال أملك المجموعة الكاملة»، مضيفاً: «أنتظر يوم زفافه، فقط لإذهال الجميع».

عاد روي الآن إلى معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا. ومجموعته البحثية الجديدة تدعى مختبر الآلات الاجتماعية.

وأعرض خبير الروبوتات عن بناء الرجال الآليين الذين قد يتنافسون مع البشر، وبدلاً من ذلك حوَّل تركيزه إلى تنمية تعلم الإنسان. كان السبب وراء تغيير فكره هو في حقيقة الأمر عملية تنشئة طفله.

كان روي في المرة الأولى التي نطق فيها ابنه بشيء ذي معنى، يجلس معه ينظر إلى الصور. وأوضح روي: «لقد قال fah»، مضيفاً: «لكنه كان يشير بوضوح في الواقع إلى سمكة (Fish) على الحائط كان كلانا ينظر إليها.

قال: لم يكن حتى قد بلغ عامه الأول، ولكن هناك كائن واعٍ، بمعنى أنه يعكس ذاته».

وتابع: «أعتقد، وأنا أضع جانباً قبعة الذكاء الاصطناعي خاصتي، أنه كان درساً متواضعاً»، مضيفاً: «إنه درسٌ يشبه الصدمة، هناك الكثير هنا».

لم يعد روي واثقاً بعد الآن من أنه بإمكاننا صنع إنسان آلي مثل الإنسان الحقيقي، أو حتى أنه ينبغي علينا محاولة القيام بذلك.

لم يكن يبدو أن هناك الكثير لكسبه من خلال تطوير روبوتات تستخدم حرفياً طفولة شخص واحد، لتصبح بالضبط طفلاً شاباً بالغاً.

فالأطفال البشريون لم يتذكروا الأشياء فقط، ولكنهم ابتكروا، وصنعوا معنى جديداً، وتشاركوا المشاعر.

بدأ روي في الآونة الأخيرة العمل مع هيرش باسيك، بعد رؤيتها بأن الآلات قد تزيد من التعلم بين البشر، لكنها لن تحل محلها أبداً.

انتخابات بنكهة «الماريجوانا».. الأحزاب الإسرائيلية تتنافس على تأييد إباحة المادة المخدّرة لكسب أصوات الناخبين

أصبحت «الماريجوانا» قضية انتخابية في إسرائيل الآن، إذ بدا أن حزباً يمينياً متطرفاً جديداً يؤيد إباحة هذا المخدر، يجتذب أصوات الناخبين على حساب رئيس الوزراء المحافظ بنيامين نتنياهو.

إذ كانت استطلاعات الرأي قد أظهرت أن حزب «زيهوت» لن يفوز حتى بمقعد واحد في البرلمان بالانتخابات المقررة يوم التاسع من أبريل/نيسان 2019. لكن تركيز زعيمه القومي المتطرف على منع تجريم «القنب الهندي» أو الماريجوانا، وجد صدى بين الناخبين.

وأظهرت استطلاعات رأي، هذا الأسبوع، أن حزب «زيهوت» يمكن أن يحصل على 4 مقاعد على الأقل في المجلس التشريعي، الذي يضم 120 مقعداً، وهو ما يعطيه دوراً محتملاً في تشكيل حكومة ائتلافية بالمستقبل.

وتقول صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» إن شعبية زعيم الحزب، موشيه فيجلين، باتت ترتفع مؤخراً بشكل كبير وغير مسبوق؛ وذلك بعد أن جعل تشريع الماريجوانا أساساً من أجندته، كما أنه بات يستخدم في دعايته الانتخابية أشهر المروجين والمدافعين الإسرائيليين عن تعاطي الماريجوانا، وبات يحظى بدعم مشاهير أيضاً، كالممثل الكوميدي الإسرائيلي والناشط الداعي لشرعنة الماريجوانا غادي ولتشركي.

يقدم الحزب الصاعد خطة واسعة «لإنهاء اضطهاد مستخدمي القنب»، وعدم مقاضاتهم أو سجنهم أو تغريمهم، من خلال تشريع القنب كاملاً وبشكل ومنظم، وأن يعامَل قانونياً مثله مثل الكحول في البيع والاستخدام.

ربع الإسرائيليين يدخنونها.. ونتنياهو يدرس إباحتها

ويبدو أن الالتفاف الشعبي الذي بات يزداد حول حزب «زيهوت» بسبب الماريجوانا، قد أغرى نتنياهو أيضاً، إذ يقول رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي عادةً ما تتركز حملته على تحديات الأمن الوطني، إنه يدرس إباحة الماريجوانا والحشيش.

ورداً على سؤال عن إباحة القنب وجَّهته قناة تلفزيونية يديرها حزب الليكود اليميني الذي يتزعمه، قال نتنياهو: «لم أدرس المسألة التي تطرحها، سأعطيك رداً قريباً».

وأضاف نتنياهو أن إسرائيل زادت من استخدام القنب لأغراض طبية «إلى واحد من أعلى المستويات في العالم»، بحيث بات يُسمح للأطباء بوصف المخدر للمرضى.

وكان استطلاع إسرائيلى للرأي أجرته الجمعية الإسرائيلية لـ «الماريجوانا» قبل عامين، كشف أن معظم الإسرائيليين يعارضون فكرة تجريم المواطنين الذين يدخنون الماريجوانا، موضحاً أن واحداً من بين كل 4 إسرائيليين يدخنون الماريجوانا.

وكشف الاستطلاع أن نسبة المعترضين على اتخاذ إجراءات جنائية ضد المواطن الذي يتعاطى الماريجوانا، تزايدت بضعفين عن نسبة الداعمين لتلك الإجراءات، موضحاً أيضاً أن 58% من الإسرائيليين يعارضون اتخاذ إجراءات جنائية بحق متعاطي الماريجوانا، مقابل 31% فقط يدعمون ذلك.

وفي الوقت الذي تحتدم فيه المنافسة بين حزب الليكود وائتلاف «أزرق أبيض» الوسطي الذي لم يحسم موقفه من قضية إباحة استخدام الماريجوانا، انضم آفي جاباي، زعيم حزب العمل الإسرائيلي الذي يمثل تيار يسار الوسطـ، إلى الجدل الدائر بشأن المخدر، قائلاً لإذاعة الجيش الإسرائيلي إنه شخصياً دخَّن الماريجوانا، وإن الوقت حان «للمصارحة والعيش بواقعية»، وذلك تمشياً مع التساهل الغربي تجاه استخدام المخدر.

قضية تشريع «الماريجوانا» تحظى بأهمية كبيرة بين الإسرائيليين

إلى ذلك، تُعتبر إسرائيل دولة غير متسامحة تقليدياً مع أي استخدام للمخدرات من أي نوع، إذ إن الاعتراف بتعاطي المخدرات من شأنه أن يحرم شاباً إسرائيلياً من التجنيد الإلزامي بالجيش، أو يحرم موظفاً حكومياً من وظيفته.

ويخضع استخدام المخدر للترفيه لطائلة العقوبات القانونية، وإن كان القانون لا يطبَّق باستمرار.  ويقول موقع المصدر الإسرئيلي إن تجريم الماريجوانا في إسرائيل أمر يُحدث ضجة كبيرة بين المواطنين باستمرار، إذ يدافع مشاهير وناشطون وفنانون عن تعاطي الماريجوانا، كما كان عدد من مقدمي البرامج قد أعربوا عن رأيهم المناهض لتجريم المادة المخدرة.

ويقول الموقع إن الأسباب التي تحتم تشريع الماريجوانا قانونياً في إسرائيل هي أن أضرارها تقل بكثير عن أضرار المشروبات الكحولية والسجائر العادية، وأن الفوائد التي يتضمنها التشريع، الذي بدأ بالفعل في كثير من الأماكن بالعالم، بدأت تخلف آثاراً إيجابية على الاقتصاد في تلك الأماكن.

ويضيف الموقع أن من شأن تحويل بيع الماريجوانا للاستعمال الشخصي إلى قانوني، أن يُدخل الملايين إلى خزينة الدولة، وأن يخفف من وطأة الضرائب على المواطنين، كما أنه سيعمل على استعادة الثقة بالحكومة والشرطة والنظام القضائي.

إسرائيل تسعى إلى الاستثمار بقوة في سوق الماريجوانا

وكان الكنيست الإسرائيلي قد أقر في ديسمبر/كانون الأول 2018، تصدير القنب العلاجي، وهو مجال تفيد تقديرات وزارتي المالية والصحة بأن الدولة قد تجني من ورائه ضرائب تصل قيمتها إلى 265 مليون دولار سنوياً. وهناك 8 شركات تزرع القنب في إسرائيل.

وقفز سهم شركة تيفين التي تنتج القنب العلاجي، بنسبة 13%، في حين صعدت أسهم شركات أخرى منتجة للقنب في إسرائيل، بما بين 2.6 و7% في بورصة تل أبيب بعد تصريحات نتنياهو.

العام الماضي (2018)، قدمت أكثر من 500 شركة إسرائيلية طلبات للحصول على تراخيص لزراعة وتصنيع وتصدير منتجات القنب، وذلك لعلاقتها ببراءات اختراع إسرائيلية على صلة بالماريجوانا الطبية.

وتجتذب إسرائيل، الرائدة في مجال الأبحاث على استخدامات نبتة الماريجوانا، استثمارات دولية مع سعيها للتحول إلى مُصدّر متطور في السوق المتنامية للقنب المستخدم لأغراض طبية. وفي ظل تقديرات بأن السوق العالمية للماريجوانا الطبية قد تصل قيمتها إلى 50 مليار دولار بحلول عام 2025، فإن الحكومة الإسرائيلية بصدد السماح للصناعة المحلية ببدء التصدير، مع توقعاتها بإيرادات سنوية تصل إلى مئات الملايين من الدولارات.

وعلى النقيض من الولايات المتحدة، وهي حالياً أكبر سوق للماريجوانا المقننة، فإن السلطات في إسرائيل تقدم دعماً غير محدود للأبحاث والتطوير. ويعمل مزارعو الماريجوانا المرخصون مع المؤسسات العلمية في تجارب سريرية، بهدف تطوير سلالات من القنب تعالج أنواعاً مختلفة من الأمراض والاضطرابات.

هل تتخيل نفسك تغطس حتى 70 متراً وتمشي تحت الماء 13 دقيقة؟ هذه هي معجزة غجر الماء في جنوب آسيا

في عام 2015، سمعت ميليسا إيلاردو، طالبة الدراسات العليا في علم الوراثة بجامعة كوبنهاغن عن جماعات الباجاو. وتساءلت عما إذا كانت قرونٌ من الغوص يمكن أنَّ تؤدي إلى كل هذا التطوّرٍ في سماتهم الجسمانية مما يسهل عليهم عملية الغوص.

معجزة الباجاو الفسيولوجية التي أبهرت ميليسا، هي نوع جديد من التكيّف – ليس مع الهواء أو الطعام، بل مع المحيطِ، إذ تطورت أجسام مجموعة من الأشخاص في جنوب شرق آسيا يعيشون في البحر ليصبحوا غوّاصين أفضل، كما ذكرت دورية Cell العلمية الخميس 19 أبريل/نيسان.

يعيش الباجاو Bajau البالغ تعدادهم مئات الآلاف، ضمن مجتمعات متفرقةٍ في ماليزيا والفلبين، ولديهم تقاليد حياتية بالعيش في بيوتٍ من القوارب، وفي الآونة الأخيرة بَنَوا أيضاً بيوتاً قائمة على ركائز في المياه الساحلية.

ماذا يعني تكيف الإنسان مع بيئته الطبيعية؟

نحن نتاجٌ للتطور، ليس فقط التطور الذي حدث منذ مليارات السنين، فمع تعمُق العلماء في دراسة جيناتنا يكتشفون حالات للتطور البشري حدثت في بضعة آلافٍ من السنين الأخيرة.

تكيَّف الناس في مرتفعات التبت وإثيوبيا على سبيل المثال مع الحياة على ارتفاعاتٍ عاليةٍ، كما اكتسب رعاةُ البقر في شرق إفريقيا وشمال أوروبا طفرةً تُساعد أطفالهم منذ الولادة على هضم الحليب كما لو كانوا بالغين.

ما الذي تطور عبر القرون مع جماعات الباجاو؟

عادة ما يستطيع الشخص العادي أن يحبس أنفاسه تحت الماء لعدة ثوان، قد يصل البعض إلى عدة دقائق، غير أن جماعات الباجاو يمكنها البقاء تحت الماء 13 دقيقة، في عمق يصل إلى 70 متراً، بحثاً عن الطعام وعن مواد يستخدمونها في البيوت والحياة اليومية، وفقاً لتقرير نشرته National Geographic.

رودني سي جوبيلادو المتخصص في علوم الإنسان بجامعة هاواي، وعرف جماعات الباجاو أثناء نشأته في جزيرة سامال بالفلبين. يقول عنهم: هم ببساطة غرباء على الأرض.

ويُجري جوبيلادو دراسات على الباجاو لكنه لم يُشارك في الدراسةِ الجديدةِ. «نحن منبهرون للغاية من قدرتهم على البقاء تحت الماء مدةً أطول مما نستطيعه نحن سكان الجزيرة المحليين. لقد تمكنت من رؤيتهم يَسيرون تحت الماء بالمعنى الحرفي للكلمة، وسيلتهم الوحيدة للحماية في زوجٍ من المناظير الخشبية، وهذه معجزةٌ فسيولوجية».

لماذا بحثت ميليسا عن حجم الطحال لدى الباجاو؟

قررت الباحثة الدنماركية السفرَ إلى جزيرة سولاويسي في إندونيسيا، ثم إلى جزيرة شعاب مرجانية حيث وصلت إلى قرية الباجاو. وبعد أن قدمت لسكان الباجاو مقترح دراستها وافقوا على الخُطة، ثم عادت إلى الجزيرة في غضون أشهرٍ قليلة، ولكنها اصطحبت معها هذه المرة جهازاً متنقلاً للآشعةٍ بالموجات فوق الصوتية لقياس حجم الطحال لدى الباجاو.

عندما يغطس الأشخاص في الماء يُظهرون ردة فعل عكسية تسمى «منعكس الغطس»: تتباطأ ضربات القلب وتنقبض الأوعية الدموية للحفاظ على استمرار تدفق الدم إلى الأعضاء الحيوية، كما ينقبض الطحال كذلك لضخ إمداد من كرات الدم الحمراء الغنية بالأكسجين في الدورة الدورة الدموية.

لدى كافة الثدييات رد الفعل المعروف بمنعكس الغوص، لكن الثدييات البحرية مثل الفقمة لديها على الأخص منعكس غوص شديد، فقد تبين أن الفقمات التي لديها طحال أكبر حجماً تستطيع الغوص لمسافاتٍ أعمق.

الطحال الأكبر حجماً يعمل كما لو أنه أسطوانة الهواء في جهاز التنفس تحت الماء.

وما الذي يعنيه أن يولد الإنسان بطحال أكبر من العادي؟

وأجرت ميليسا مسحاً لبطون أهل قرية الباجاو ثم سافرت نحو 15 ميلاً على الجزيرة (نحو 24 كيلومتراً) لتصل إلى قريةٍ يقطُنها فلاحون يُعرفون باسم سالوان، وأجرت لأجسادهم مسحاً بالأشعة أيضاً.

عندما قارنت ميليسا صورة الأشعة الخاصة بسكان القريتين وجدت فرقاً مذهلاً، إذ كان لدى الباجاو طحال أكبر في المتوسط بنحو 50% من ذلك الخاص بفلاحي سالوان.

وتعتقد ميليسا أنه الباجاو «عاشوا لآلاف السنين في بيوت من القوارب الطافية على الماء، يسافرون بها من مكان إلى آخر في مياه جنوب آسيا. وكانوا نادراً ما يزورون اليابسة. لذلك كان عليهم أن يجدوا كل ما يحتاجون إليه في البحر»، كما قالت الباحثة لبرنامج Inside Science على شبكة BBC.

وهل كل جماعات الباجاو غواصون «بدوام كامل»؟

بعضهم فقط، لكن الآخرين الذين يعملون مُعلّمين وبائعين لم يغوصوا مطلقاً، لكنهم أيضاً لديهم طحال كبير الحجم، وفقاً للنتائج التي توصلت لها الطبيبة ميليسا. فالأمر المرجح هو أن الباجاو يولدون كذلك  بسبب جيناتهم.

أخذت الطبية ميليسا، أثناء زيارتها لجزيرة سولاويسي، عيناتٍ من مسحات الفم لكل من  الباجاو وفلاحي سالوان، واستخرجت منها الحمض النووي الخاص بهم. وبحثت عن الاختلافات الوراثية بين القريتين وقارنتها بجينات أشخاص من دول مجاورة مثل غينيا الجديدة والصين.

ووجدت أنَّ بعض المغايرات الوراثية أصبحت شائعة على نحو غير مألوف لدى الباجاو. والطريقة الوحيدة الممكنة لحدوث ذلك هي الانتخاب الطبيعي: أفراد الباجاو الذين يمتلكون هذه المغايرات كان لديهم نسل أكثر ممن يفتقرونها.

وأحد المغايرات الوراثية الذي يؤثر على حجم الطحال لدى الباجاو يسمى PDE10A، والأشخاص الذين لديهم نسخة واحدة من هذا الجين الطافر لديهم طحالٌ أكبر من الذين ليس لديهم هذا الجين، والأشخاص الذين لديهم نسختان منه لديهم طحالٌ أكبر بكثير.

لم يتوصل العلماء إلى دورٍ معينٍ لجين PDE10A في الطحال، وقالت الطبيبة ميليسا: «هذه العلاقة غريبةٌ بعض الشيء».

وهل تكفي نظرية الانتخاب الطبيعي لتفسير زيادة حجم الطحال لديهم؟

ظهر أنَّ جين PDE10A يتحكم في مستوى هرمون الغدة الدرقية بالجسم، ووجد العلماء أنَّ حقن الخلاصة الدرقية في فئران لديها طحال غير مكتمل النمو يمكن أن يجعل الطحال ينمو ليكبر حجمه. إلا أنَّ ذلك لا يُفسَّر تحديداً الطريقة التي أصبح بها جين PDE10A شائعاً لدى الباجاو.

من جهتها، تُرجح ميليسا أنَّ الانتخاب الطبيعي هو ما ميَّز الجين المغاير PDE10A  الخاص بجماعات الباجاو لأن الغوص على عمق كبير بالغ الخطورة. وقالت: «أتصوّر أنَّ هذا الأمر، رغم كونه مَرَضِيّاً، إنَّ لم يكن متوفراً لديهم، لكانوا ماتوا (بسبب ظروف معيشتهم)».

قال فرانسوا كزافييه الباحث المتخصص في علم دراسة الإنسان بجامعة تولوز الفرنسية، والذي لم يشارك في الدراسة، إنّه لم تتضح بعد السرعة التي حدث بها هذا التطور.

وقال الطبيب كزافييه: «تُشكّل هذه الدراسة حجر الزاوية لأسئلة مثيرة للبحث فيها».

في دراسةٍ نُشرت العام الماضي 2017، اكتشف باحثون روس أن هذا الجين يؤدي دوراً في منعَكَس الغوص، ففي أجسام الأشخاص الذين يحملون مغايرات من جين BDKRB2 تتقلص الأوعية الدموية لتكون أضيق عندما يغمرون وجوههم في الماء البارد.

ولمعرفة ما إذا كانت هذه هي حالة تنطبق على الباجاو، فستحتاج ميليسا إلى الذهاب في رحلةٍ أخرى إلى جزيرة سولاويسي الخلابة، وتقول: «سأكون سعيدةً بفعل ذلك حالَمَا أستطيع فعله».

سباق الانتخابات الرئاسية في استراتيجية الحزب الديموقراطي

إلهان عمر وظاهرة التحدي

          من ابرز التطورات السياسية الراهنة في الساحة الأميركية كانت الحملة المنظمة الرامية لإقصاء النائبة إلهان عمر على خلفية تصريحات لها مسلطة الضوء على نفوذ “اللوبي الإسرائيلي – إيباك،” في رسم السياسات الأميركية اعتبرتها المؤسسة الحاكمة بأنها “انتهاك للممنوع” تستوجب اجراءات عقابية.

مسيرة إلهان عمر إلى الكونغرس شابها إلصاق تصنيفات جاهزة رغماً عنها، أبرزها تحديد هويتها طائفياً وهي التي لم تعرف نفسها بها بل شددت على أنها “مواطنة أميركية مهاجرة من الصومال،” تتميز بتوجهات شعبية (ليبرالية) للدفاع عن الحقوق المدنية والاجتماعية للمواطنين.

اسباغ الهوية الدينية عليها لم يكن صدفة من قوى متنفذة بالقرار السياسي الأميركي، في الحزبين، كمؤشر خادع “لتسامح” النظام السياسي، من ناحية، وعدم المساس بالمسلمات وموازين القوى التقليدية، لا سيما المحافظين بكافة تلاوينهم، من ناحية أخرى. من الضروري ايضاً الإشارة إلى تضافر مصالح اولئك مع القوى التقليدية من “حلفاء” الولايات المتحدة في “الشرق الأوسط،” في التصدي المبكر لنماذج شابة من المرشحين يمثلون التحولات الاجتماعية والطبقية الجديدة في المجتمع الأميركي.

عقب فرز نتائج الانتخابات “النصفية” الأميركية العام الماضي أفردت اسبوعية فورين بوليسي، 11 كانون الأول/ديسمبر 2018، تحقيقاً مطولاً بعنوان لافتالسعودية تعلن الحرب على نواب أميركيين مسلمين مؤكدة أن “مشيخات الخليج العربي تسخّر نزعات العنصرية والتزمت والانباء الكاذبة لإدانة أحدث حالة تصنع التاريخ السياسي في واشنطن .. والمحافظين الجدد ليسوا هم من تمادوا في شن حرب واستهداف الشخصيات السياسية البارزة والصاعدة من (خلفيات) عربية أو إسلامية في الحزب الديموقراطي (بل) السعودية والإمارات.”

ما نرمي إليه في هذه العجالة هو سبر أغوار الحملة السياسية الأخيرة التي تتخذ أبعاداً بلبوس طائفية تحاكي الغرائز الطبيعية للبشر والأقليات تحديداً لصرف الأنظار عن حقيقة القوى والتوجهات السياسية في المجتمع الأميركي، الذي يمر كما غيره من المجتمعات البشرية بسلسلة تحولات تعيد إلى الأذهان الجذور الحقيقية لمسؤولية القوى النافذة عن تردي التماسك الاجتماعي وتدهور الأحوال القتصادية والاستغلال المستمر لإدماء شرائح الأغلبية في المجتمع.

التحقيق المشار إليه أعلاه أورد فقرة لها دلالاتها العميقة بنص اقتبسته النشرة عن “المستشار الثقافي في السفارة السعودية بواشنطن” يهاجم فوز إلهان عمر بمنصب في مجلس النواب الأميركي جازماً بأنها “ستكون معادية لدول الخليج وداعمة للإسلام السياسي ..”

في المقابل، حافظت القوى السياسية الأميركية التقليدية، بمن فيهم المحافظون الجدد، على إلصاق تهمة “العداء للسامية” بالنائبة عمر على خلفية انتقاداتها لمراكز الضغط “.. اللوبيات، لا سيما ايباك” في انحياز الكونغرس “لإسرائيل” نتيجة الدعم المالي لأعضائه؛ أتبعته بتوضيح أشد صراحة بالإشارة إلى أن “أنصار اسرائيل في الكونغرس يدينون بالولاء لبلد أجنبي.”

بين دعوات لإقصاء النائبة عمر ومطالبة الرئيس ترامب لقادة الحزب الديموقراطي بإقالتها نتيجة انتقاداتها “للممنوعات” في السياسة الأميركية، انبرى عدد من زملائها في مجلس النواب للدفاع عنها، وتشكل فريق مشترك من النواب السود ومن ذوي اصول لاتينية، ممن اطلق عليهم النواب التقدميون، للدفاع عن حقها في ممارسة ابداء الرأي ومعارضة إدانتها رسمياً، مما أرسل رسالة قوية لرئاسة وقادة المجلس عن تشكل حالة تنذر بانقسام في صفوف الحزب، استوجب تدخلاً لطرح صيغة توفيقية لقرار صودق عليه “يدين اللاسامية والانحياز ضد الاسلام والمسلمين.”

تلك المقدمة كانت ضرورية للنفاذ إلى صلب التحولات السياسية الرامية لتسليط الضوء على سلسلة تحقيقات تهدف لإحراج الرئيس ترامب تمهد الأرضية لمناقشة أجراءات عزله دون المضي قدماً بذلك، نظراً لضيق المساحة الزمنية التي تستغرقها، وايذائه بما فيه الكفاية لخسارة الانتخابات الرئاسية المقبلة.

ترامب في مرمى الاستهداف

عوّل الحزب الديموقراطي وأركان المؤسسة الحاكمة على نجاح مساعي الاتهامات الموجهة للرئيس ترامب بتواطؤه مع روسيا، لتقييد حركته ومن خلفه الحزب الجمهوري، متسلحاً بالتحقيقات الموكلة “للمحقق الخاص روبرت موللر،” وتقريره المنتظر قريبا.

التسريبات الآتية من داخل فريق “موللر” خيبت تلك الآمال بإشارتها إلى عدم تبلور دلائل حسية تدعم تلك الاتهامات للحظة؛ مما استدعى مراكز قوى الحزب الديموقراطي تشديد الهجوم بأدوات بديلة عمادها تمتعه بأغلبية مقاعد مجلس النواب وما يمثله من حق لجانه المتعددة المضي بإجراء تحقيقات متعددة ترمي شباكها في اتجاهات متعددة علها تصطاد دليلاً يعزز مصداقيتها أمام العموم.

خفضت اسبوعية تايم من سقف التوقعات الشعبية استناداً لفريق موللر بالقول أن مضمون تقريره ونتائجه “.. ستأتي مخيبة للآمال، وهي ليست نتيجة خطأ ارتكبه. بل خطأ كل من انجَرّ وراء التهم الباطلة ضد ترامب المتمحورة حول سردية إثبات موللر (تهمة) التواطؤ .. وهي توقعات يستحيل تحقيقها،”( 1 آذار الجاري.)

بعض المتنفذين في القرار السياسي يعتقدون أن أحد أهداف لجان التحقيق هو “محاولة” لبلورة تقرير موازٍ لتقرير المحقق الخاص موللر، يذهب بعيداً في استنتاجاته بتسليط الضوء على شخص الرئيس والمخالفات المالية خصوصاً.

في الوعي الجمعي، تهمة التواطؤ مع دولة أجنبية تقود “حتماً” للبدء بإجراءات عزل الرئيس، التي تتطلب موافقة ثلثي اعضاء مجلس الشيوخ لإقراره، وهو أمر غير متوفر في ظل التوازنات الراهنة وسيطرة الحزب الجمهوري على أغلبية مقاعده؛ فضلاً عن التعقيدات المتضمنة والقيود الدستورية المفروضة على تلك الإجراءات مما يحيلها إلى حالة غير قابلة للتحقيق في أي وقت منظور.

علاوة على ذلك، فإن مجلس النواب المخول ببدء إجراءات العزل غير مقبلٍ على المضي بذلك، رغم تصريحات عدد من قادة الحزب الديموقراطي الترويج لذلك، أبرزها تصريحات رئيس اللجنة القضائية المعنية للتقيد بإجراءات العزل عن الحزب الديموقراطي، جيري نادلر، مؤكداً قناعته بأن “الرئيس ترامب أعاق سير العدالة بكل وضوح.”

الهدف الحقيقي للحزب يتعدى التصدي لشخص ومكانة الرئيس، وما يمثله من حجر الأساس في النظام السياسي وقيوده بعدم المساس من هيبته، لاستحداث قضايا تحظى بتأييد جماهيري يمكنه من دخول السباق الرئاسي بموقع متميز. بعبارة أخرى، أقصى ما يرمي إليه الحزب هو “التسبب في إدماء الرئيس سياسياً” أمام الجمهور.

الحزب الديموقراطي، ممثلاً بقيادته في مجلس الشيوخ، شاك شومر، يعاني من شح توفر مرشحين “اقوياء” باستطاعتهم منافسة الرئيس ترامب بحزم؛ وما سيل التصريحات للتهديد بإجراءات العزل سوى أسلوب ضغط تكتيكي لإبقاء السيف مسلطاً على ترامب دون تنفيذه حقاً، يعززها اتساع دائرة التحقيقات لدى لجان مجلس النواب التي تعمل في سباق ضد الزمن.

استطلاعات الرأي الأخيرة تدعم الفرضية أعلاه بأن التلويح بالعزل لن يتجسد أبعد من التهديد به، إذ تشير معظمها إلى استمرار تماسك قاعدة دعم الرئيس ترامب بنسب عالية نسبياً، أدناها 37% وأعلاها 44% عقب “نجاحه” في تعيين قاضٍ شديد المحافظة للمحكمة العليا، بريت كافانو. بالمقارنة فإن أقصى نسبة دعم حققها بعد مراسيم تسلمه منصبه الرئاسي كانت 46%.

هدد عدد من مؤيدي ترامب النافذين بأنه “لن يقبل خسارته الانتخابات الرئاسية” بسهولة، ملوحين إلى نزول مؤيديه إلى الشوارع احتجاجاً على ذلك، لا سيما وأن معظمهم مدججين بكافة أنواع السلاح؛ مما استدعى تحذير مبكر من اندلاع حرب أهلية على ضوء تلك التطورات المرتقبة.

مؤيدوا الرئيس ترامب، لا سيما في المؤسسة الإعلامية الهائلة، استبقوا تحقيقات لجان مجلس النواب للدفاع عن حق الرئيس الدستوري “بإقالة مسؤولين كباراً في السلطة التنفيذية مثل (رئيس مكتب إف بي آي السابق جيمس) كومي؛” كما أوضحت يومية المال والأعمال وول ستريت جورنال.

ما يستدل من تلك التطورات والمنابر المؤيدة للرئيس ترامب نجاح مساعي تحشيد قواعد مؤيديه وشحنهم إعلامياً ضد خصومه، في الحزبين، وهم الذين يصوتون بحضور قوي شبه منظم، مقابل تراجع تماسك قواعد الحزب الجمهوري وانقسام ما يسمى شرائح “المستقلين،” الذين صوتوا ضد المرشحة عن الحزب الديموقراطي هيلاري كلينتون بنسبة معتبرة أدت لخسارتها أمام مرشح “لم يتوقع هو نفسه الفوز” بالانتخابات الرئاسية.

Mounzer A. Sleiman, Ph.D.
Center for American and Arab Studies
Think Tanks Monitor
www.thinktankmonitor.org

انتصار تاريخي أم التفاف على الثورة؟ قرارات بوتفليقة تثير التساؤلات حول جدية ما ينوي الرئيس فعله

هل نجح الجزائريون في إسقاط النظام الحاكم، أم أن الأمر برُمته محاولة من قبل الحاكمين للالتفاف على مطالب المتظاهرين؟ هكذا تتباين الأسئلة الخاصة بما حدث في الجزائر، عقب إعلان الرئيس عبدالعزيز إلغاء الانتخابات الرئاسية والدخول في فترة انتقالية.

لا يمكن أن يتجاهل متابعٌ للشأن السياسي ما حدث في البلاد، ويعتبره قراراً نابعاً من داخل منظومة الحكم، دون ضغوط خارجية، في نفس الوقت لم يكن مقبولاً لدى كثيرين وصف ما حدث بأنه نجاح ساحق، ولكن بالتأكيد هي خطوة هامة على طريق الحرية في الجزائر.

ثمة ما يثير القلق من قرارات الرئيس، وهو ربما الذي رفضه المتظاهرون من قبل، وهو بقاء بوتفليقة لمدة عام في السلطة، الأمر نفسه الذي سيحدث بسبب الفترة الانتقالية التي لم تُحدَّد بمدة معينة، والتي تخول للرئيس ممارسة مهامه  في نفس الوقت سيهدأ الشارع وسيكون البديل اللجوء إلى الحل السياسي.

لكن ما حدث الإثنين 11 مارس/آذار 2019، يُعد انتصاراً هاماً، فالرئيس بوتفليقة البالغ من العمر 82 عاماً، الذي عاد بعد أسبوعين من العلاج الطبي في سويسرا قرَّر تأجيل الانتخابات المقررة في أبريل/نيسان، وقال إنه لن يترشح لولاية خامسة. بينما استقال رئيس الوزراء الجزائري، وسط تقارير تفيد بأن النظام سيُعلن عن حكومة تكنوقراط، لرعاية نوعٍ من الانتقال السياسي. أثار الإعلان مشاهدَ الاحتفال في الجزائر، حيث أطلق الأهالي أبواق السيارات وهتفوا في الشوارع. لقد دفعت أسابيع من الإضرابات الكبرى إلى تراجعٍ كبير في مؤسسة النظام الراسخة.

ونقل سودارسان راغايان لصحيفة Washington Post الأمريكية: «كانت الاحتجاجات نادرةً لعقود، لأن قوات الأمن والاستخبارات الجزائرية فرضت سيطرةً مطلقة. لذا حين تدفَّقت أولى حشود الجزائريين إلى الشوارع خلال الشهر الماضي توقَّع القليلون سقوط بوتفليقة، لكن في النهاية لم تلجأ قوات الأمن إلى القمع العنيف، رغم أنها استخدمت الغاز المسيل للدموع ضد المتظاهرين».

«لن تكون هناك ولايةٌ خامسة»، قال بوتفليقة في بيانٍ، مشيراً غالباً إلى نهاية حكمه الذي دام عشرين عاماً: «لم يساورني الشك في ذلك، بأخذ صحتي وعمري بعين الاعتبار، كان واجبي الأخير تجاه الشعب الجزائري هو المساهمة في تأسيس جمهوريةٍ جديدة».

لم يكن هذا تماماً موقف بوتفليقة قبل أكثر من أسبوع بقليل، حين قال لوسطاء، وفي ظل الاحتجاجات المستمرة، إنه سيتنحَّى فقط بعد أن يتم انتخابه مرةً أخرى. لكن تلك المحاولة لتهدئة المحتجين لم تكن كافية، فقد رأوا أن محاولة تمديد حكم بوتفليقة الذي دام أكثر من اللازم بالفعل -خاصةً بعد إصابته بنوبةٍ قلبية في عام 2013 أقعدته على كرسي متحرك- حيلة ساخرة لنظامٍ متعفن، يرفض التخلي عن سيطرته المستبدة على الدولة، بحسب الصحيفة الأمريكية.

تفوّق الشعب على المؤسسة

يشير الجزائريون بالعامية إلى النخب السياسية والعسكرية الحاكمة للنظام، وإلى عُصبة الأغنياء المرتبطة بها بلفظٍ يعني «المؤسسة». بقي النظام على حاله منذ الأيام الأولى للاستقلال عن فرنسا، وكان اختباره الأصعب هو التمرد الذي قاده الإسلاميون في تسعينات القرن الماضي، الذي انتهى بحرب أهلية دموية شهدت مقتل 200 ألف جزائري. لكن وبعد جيل، أشعل عدمُ قدرة النظام على خلق فرص العمل للشباب (حوالي ثلثي عدد سكان الجزائر أعمارهم أقل من 30 عاماً) ومحسوبياته الواضحة وسوء إدارته، أشعلت النار تحت طيفٍ واسعٍ من الجزائريين الذي يريدون إصلاحاً حقيقياً.

كتب الصحفي والروائي الجزائري كامل داود: «هذا الجيل لم يعش خلال حرب الاستقلال أو الحرب الأهلية، لقد عاش فقط حريةَ مواقع التواصل الاجتماعي. اليوم قفزت هذه الحرية من الشاشات إلى الشوارع. الإنترنت كان مساهماً كبيراً في حرية التعبير في الجزائر، والنظام أدرك ذلك متأخراً. حاول أن يبطئه في الأيام الأولى من الاحتجاجات، لكن ذلك كان عديم الجدوى. وجد الجزائريون الذي يستخدمون الإنترنت بكثافة أنهم بإمكانهم امتلاك أكثر من صفحة فيسبوك، بإمكانهم امتلاك بلدهم».

ولن يتوقفوا الآن، ثمة دعواتٌ بالفعل لتحديد جدول زمني لرحيل بوتفليقة، وخططٌ للمزيد من التظاهرات هذا الأسبوع. فمؤيدو النظام وبطانته ما زالوا في مناصب قيادية رئيسية، بينما نقل بوتفليقة وزير الداخلية إلى منصب رئيس الوزراء، ونقل مستشاراً دبلوماسياً رفيعاً إلى منصب نائب رئيس الوزراء.

دور الأخضر الإبراهيمي

نقلت تقارير محلية أخباراً عن إمكانية تعيين الأخضر الإبراهيمي، وهو وزير خارجية سابق ودبلوماسي عالمي محترم، لقيادة حكومةٍ رعاية يمكن أن تمهد الطريق أمام إجراء انتخاباتٍ جديدة. وقال زغلامي، الذي عبَّر عن ثقته بأن المشهد السياسي الجزائري «ناضجٌ» بما يكفي لإدارة انتقالٍ ديمقراطي: «النظام يدرك أنه فقد ثقة الناس. الاحتمال الوحيد هو أن يجد طريقةً مقبولة للخروج من هذه الفوضى. آمل أن العقل سينتصر، لا يمكننا تحمل خوض حرب أهلية أخرى»، بحسب الصحيفة الأمريكية.

ترك العقد الماضي الكثيرَ من العبر في العالم العربي، رغم ثوراتِ عام 2011 التي شهدت الإطاحة بأربع طغاةٍ طال حكمهم، إلا أن التحول الديمقراطي نجح في تونس المجاورة فقط، وليس من دون مطباتٍ كثيرة على الطريق. يشير المحللون الآن إلى الوحدة المذهلة التي تميز الحركة الاحتجاجية الجزائرية كأساسٍ لتفاؤلٍ حذر.

الأخضر الإبراهيمي/ رويترز

ولاحظ الخبير في شؤون شمال إفريقيا في جامعة توفتس، هيو روبرتس، أن «التظاهرات وحَّدت الجزائريين أكثر من أي وقت مضى، متجاوزةً الاختلافات بين المناطق والأجيال والأيديولوجيات والهويات، لتجمع بين النساء (بأعدادٍ هائلة) والرجال والأطفال، واليساريين والليبراليين والمحافظين والإسلاميين والعلمانيين ومتكلمي العربية ومتكلمي البربرية. كما يوجد بُعدٌ قومي واضح في المظاهرات: «العلم الوطني في كل مكان، المحاربون القدامى لحرب الاستقلال… يسيرون جنباً إلى جنب مع رفاقهم المدنيين».

لا يربط جيمس ماكدوغال، المؤرخ في جامعة أكسفورد الذي كتب حول الجزائر، بين ما يحدث في البلد وثورات الربيع العربي، بل يربطه بتراث الجزائر الخاص من «المقاومة الشعبية»، التي ترسخت خلال الحرب الثورية الجزائرية ضد فرنسا.

عقبات قانونية

وعلى الطرف الآخر، فرغم استجابته لأغلب مطالب الحراك الشعبي والمعارضة بالعدول عن الترشح وتأجيل الانتخابات، فإن أول عقبة واجهت قرارات بوتفليقة هي قانونية بامتياز، بحكم أن تمديد ولايته لم يستند إلى أي مادة دستورية.

وتعد المادة 107 من الدستور الأقربَ لتفسير هذه الحالة من التمديد، لأنها تنصّ على أن «يقرر رئيس الجمهورية الحالة الاستثنائية إذا كانت البلاد مهددة بخطر داهم، يوشك أن يصيب مؤسساتها الدستورية أو استقلالها أو سلامة ترابها».

وتنصّ أيضاً «تخول الحالة الاستثنائية رئيس الجمهورية أن يتخذ الإجراءات الاستثنائية التي تستوجبها المحافظة على استقلال الأمة، والمؤسسات الدستورية في الجمهورية».

وتشترط هذه المادة على الرئيس ألا يتخذ مثل هذا الإجراء إلا بعد استشارة رئيس مجلس الأمة، ورئيس المجلس الشعبي الوطني، ورئيس المجلس الدستوري، والاستماع إلى المجلس الأعلى للأمن، ومجلس الوزراء، كما يجتمع البرلمان وجوباً.

لكن الرئاسة الجزائرية لم تُشر إلى السند القانوني لهذه القرارات، أو إلى عقد اجتماعات هامة، كما ينص الدستور، كما أن البرلمان لم يجتمع بدعوة من الرئيس للنظر في هذا «الوضع الاستثنائي» الذي استدعى هذه القرارات.

ووصف المرشح الرئاسي عبدالعزيز بلعيد هذه الخطوة «بالاعتداء الصارخ على الدستور»، فيما قال المرشح الإسلامي والوزير الأسبق عبدالقادر بن قرينة إنها فرضت «شرعية الأمر الواقع».

ومن جانبه قال المحامي مصطفى بوشاشي، أحد أبرز وجوه الحراك، معلقاً عليها: «مطلب الجزائريين ليس التأجيل، وإنما كان إقامة مرحلة انتقالية بحكومة توافق وطني بعد مشاورات واسعة».

وتابع في مقطع فيديو له على موقع «فيسبوك» قائلاً: «لا نريد أن يتم الالتفاف حول رغبة الشعب الجزائري في الذهاب إلى انتخابات حقيقية وديمقراطية حقيقية»، رغم أن بوتفليقة تعهَّد بإنشاء لجنة مستقلة جديدة لمراقبة الانتخابات، وحل الهيئة الحالية.

«المؤامرة بدأت»

من جهته يرى جيلالي، الناطق باسم حركة «مواطنة» المعارضة، في تغريدة فور صدور القرارات أنه «لا يجب الثقة فيها»، وأن «المؤامرة بدأت»، داعياً إلى مواصلة الحِراك من خلال مظاهرات الجمعة.

بدوره قال رئيس الحكومة الجزائري الأسبق علي بن فليس (2000-2003)، إن «البلاد شهدت الإثنين تعدياً بالقوة على الدستور، بالإعلان عن تمديد الولاية الرابعة للرئيس (عبدالعزيز) بوتفليقة من دون مباركة الشعب».

جاء ذلك في فيديو نشره علي بن فليس على صفحته الرسمية على موقع «فيسبوك.

وذكر علي بن فليس، رئيس حزب «طلائع الحريات» المعارض، أن «القوى الدستورية (في إشارة لمحيط الرئيس بوتفليقة)، ستبقى مستولية على مركز صنع القرار، والسطو على صلاحيات رئيس غائب».

واعتبر أن «هذا الاستيلاء على مركز القرار كان مبرمجاً بالولاية الخامسة، فأصبح بالتمديد للرابعة من دون مباركة من الشعب»‎.

مواصلة الضغط

في السياق ذاته عجَّت صفحات لناشطين معارضين على موقعي «فيسبوك» و»تويتر» بمنشورات و»تغريدات»، تدعو أيضاً إلى مواصلة الضغط عبر الشارع، وذلك بمظاهرات كبيرة للجمعة الرابعة على التوالي، هذا الأسبوع.

وتلتقي هذه التعليقات في أن ما صدر من قرارات هو «تمديد لحكم بوتفليقة، في انتظار الالتفاف على المطالب المرفوعة لاحقاً»، وهو مؤشر على أن جدلاً جديداً في الأفق عنوانه «التجسيد الكامل لمطالب الحراك».

وكحلّ وسط لهذا الوضع كتب الإعلامي الجزائري الشهير محمد يعقوبي منشوراً على صفحته بـ «فيسبوك»، جاء فيه «الآن حان دور العقلاء في السلطة وفي الحراك لتقريب المسافات والوصول إلى حل بالحوار…».

أميركيون كثر لا يعرفونه.. ما حقيقة العم سام؟

محمد المنشاوي-واشنطن

حذرت صحيفة نيويورك تايمز -الصادرة أمس الاثنين- متلقي الإعانات الحكومية من أصحاب الاحتياجات الخاصة، من أن “العم سام ربما لا يكون صديقا وفيا على وسائل التواصل الاجتماعي”. وجاء هذا التحذير بمناسبة سنوية يحيي فيها الأميركيون اسم “العم سام” الذي باتت الولايات المتحدة تعرف به منذ عام 1852.

ولم تشر الصحيفة المرموقة إلى أنها تقصد بالعم سام: الحكومة الأميركية، حيث إن ذلك معروف على نطاق واسع خاصة بين قراء الصحف، إلا أن الكثيرين ممن تحدثت إليهم الجزيرة نت لم يعرفوا شخصية العم سام الحقيقية ولا خلفيته التاريخية.

أصبحت شخصية العم سام رمزا تسويقيا للعديد من المنتجات خلال المئة سنة الأخيرة، لتظهر على أغلفة منتجات غذائية وصولا إلى الترويج لخدمات شركات التأمين.

عنوان لنيويورك تايمز يحذر من أن العم سام ربما لا يكون صديقا وفيا على وسائل التواصل (الجزيرة نت)

إعلانات الجيش
إلا أن العم سام يرتبط أكثر بإعلانات الجيش الأميركي، من خلال صورته الشهيرة وهو يقول “أريدك في الجيش” (I want you for the US Army) في محاولة لجذب المزيد من المتطوعين من الشباب للانضمام للجيش الأميركي.

كما يستخدم لفظ “العم سام” في الكثير من الأغاني، وفي رسومات الكاريكاتير في مئات الصحف الأميركية، ويظهر تمثاله كذلك في عشرات المتاحف، ويتوسط العديد من المدن والقرى في مختلف أنحاء أميركا.

وقال جي فليكيس -وهو سائق شاحنة أميركي من أصول أفريقية ويقيم في منطقة سيلفر سبرينج المتاخمة لواشنطن- إنه لا يعرف هذا الشخص، عندما عرضت عليه الجزيرة نت صورة العم سام، وأضاف “إنه يبدو لي كأحد ملاك العبيد الذين كانوا يستغلون الأفارقة الفقراء ممن لا حول لهم ولا قوة للعمل القسري في مزارعهم في الماضي”.

بينما ذكر دان ديجز -وهو مدرس موسيقي في إحدى مدارس واشنطن الثانوية- أن صورة “العم سام تذكره دوما بحرب فيتنام، عندما اشتدت جهود الحكومة لجذب الشباب للانضمام للجيش”، إلا أن ديجز أقر بعدم معرفته بأصل أو تاريخ شخصية العم سام.

رمز رسمي
وأصدر الكونغرس خلال عام 1961 قانونا أصبح بمقتضاه العم سام رمزا رسميا للولايات المتحدة، ويعترف بما قام به العم سام من خدمة للمجهود الحربي الأميركي عام 1812.

وعلى مدار السنين ظهرت عدة صور مختلفة ومتناقضة للعم سام، إلا أن الأكثر شهرة كان ما رسمه توماس ناست عام 1917 واستخدم لجذب المتطوعين إلى الجيش الأميركي.

وتنتشر مراكز جذب وتوظيف الشباب للانضمام للقوات المسلحة الأميركية خاصة في الولايات الجنوبية  التي تنضم نسب عالية من شبابها للجيش.

ويذكر ماتيوس كابتشو -وهو محام في واشنطن تعود أصوله إلى ولاية كارولينا الجنوبية- أنه “خلال سنوات الدراسة الجامعية كنا دوما نشاهد العم سام في ملتقيات التوظيف المختلفة التي كانوا يستغلون فيها صورته لجذب الطلاب للانضمام للجيش”، إلا أنه أضاف أن صورة الرجل كانت سببا كذلك في ابتعاد الكثيرين عن الجيش، إذ كان أيضا رمزا لسطوة الحكومة المركزية.

وعبر كابتشو عن ثقته في أنه يعرف تاريخ العم سام جيدا، ويراه “تاجرا بارعا ورمزا جيدا لدعم الحكومة من جانب المواطنين”.

حضور دائم للعم سام في كل المحافل (غيتي)

ألوان العلم
ونظرا لقوة تأثير صورة العم سام، إذ تتضمن ملابسه ألوان العلم الأميركي ويشير أصبعه بقوة نحو الهدف بحزم وإصرار؛ طبعت الحكومة الأميركية بين عامي 1917 و1918 أربعة ملايين ملصق لتعبئة الشباب لخوض الحرب العالمية الأولى، وتكرر الأمر نفسه أثناء الحرب العالمية الثانية.

وتعترف السيدة لينيه كوين التي تعمل في إحدى المنظمات غير الربحية المعنية بقطاع الصحة العامة في واشنطن، أنها “لم تكن تعرف أن شخصية العم سام تعود لشخصية حقيقية”، فهي تعتقد أن الحكومة اخترعتها كأداة تستغلها عند الحاجة.

وعلى الرغم من شخصنة “العم سام” ليعبر عن الحكومة الأميركية واتساع استخدامه في مختلف الفعاليات السياسية والثقافية وغيرها، فإن مما لفت انتباه الجزيرة نت وجود مدرسة لتعليم قيادة السيارات في مقاطعة مونتغومري بولاية ميريلاند المجاورة لواشنطن العاصمة تحمل اسمه.

وعند سؤال صاحبها عن شخصية العم سام، لم يكن يعرف المالك أي شيء عن تاريخه أو خلفيته أو حتى إذا ما كان شخصية حقيقية أو محض خيال.

أصل العم سام
ومع أن عددا كبيرا من الأميركيين لا يعرفون شخصية العم سام، رغم انتشاره الكبير ووجود الدائم في حياتهم على مختلف الحقب، فإن الثابت أن شخصية الرجل حقيقية.

فخلال الحرب البريطانية الأميركية عام 1812، وعندما تعرض الجيش الأميركي إلى نقص كبير في الإمدادات الغذائية، انبرى أحد الإقطاعيين -واسمه صموئيل ويلسون، أو اختصارا: سام ويلسون- ممن كان يمتلك محلا لتعليب اللحوم، لنجدة الأميركيين سريعا.

فأرسل سام براميل من لحم البقر إلى الجيش، وختمها من الخارج بختم مكون من حرفين في إشارة إلى الحكومة الأميركية الناشئة، “يو إس” (U S).

إلا أن الكثيرين تصوروا أن “يو أس” تشير إلى الحرفين الأولين للعم (Uncle) سام (Sam) مورّد اللحوم. وأصبح العم سام (Uncle Sam) تعبيرا يستعمل كبديل للحكومة الأميركية حتى وقتنا هذا.

وكالات الأنباء

مجلس العموم البريطاني يرفض الخروج من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق

رفض النواب البريطانيون اليوم الخروج من الاتحاد الأوروبي (البريكست) دون اتفاق، وذلك بعد يوم من رفضهم بأغلبية كبيرة اتفاق الخروج بتعديلاته الجديدة، الأمر الذي يمثل انتكاسة جديدة لإستراتيجية رئيسة الوزراء تيريزا ماي.

وصوت النواب في مجلس العموم بأغلبية 321 مقابل 278 لصالح تعديل طرحته مجموعة من النواب يطالب الحكومة باستبعاد الخروج دون اتفاق في 29 مارس/آذار الجاري، وهو الموعد الأخير المحدد لكي تكمل لندن خروجها.

ورفض المجلس أيضا مقترحا بتأجيل موعد خروج البلاد من الاتحاد الأوروبي إلى 22 مايو/أيار المقبل.

وقال مراسل الجزيرة إن ماي خففت لهجتها، حيث قالت بعد التصويت إن بالإمكان إجراء استفتاء ثان لكن ذلك قد لا يؤدي إلى خروج من الاتحاد الأوروبي أبدا.

واعتبر زعيم حزب العمال المعارض جيرمي كوربن أن “اتفاق بريكست المقدم من رئيسة الوزراء تيريزا ماي أثبت فشله”، وشدد على ضرورة إجراء انتخابات عامة.

ومن المقرر أن يصوت النواب الخميس على ما إذا كان ينبغي مطالبة الاتحاد الأوروبي بتأجيل الخروج، وهو أمر يتعين أن توافق عليه باقي دول التكتل، وعددها 27.

وأعلنت الحكومة البريطانية صباح اليوم مجموعة من القواعد التي ستدخل حيز التنفيذ حال إقرار النواب سيناريو الخروج دون اتفاق، وقالت إنها ستعتبر الخروج دون اتفاق سياسة لها في حال تأييد أغلبية النواب.

من جهة أخرى، ناقش البرلمان الأوروبي اليوم الموقف من خروج بريطانيا من الاتحاد، في ظل رفض مجلس العموم البريطاني الصيغة المعدلة لاتفاق “البريكست”.

وقال كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي في ملف “البريكست” ميشال بارنييه إن المملكة المتحدة هي الوحيدة القادرة على إخراج نفسها من المأزق، مشيرا إلى أن استعدادات الاتحاد لخروجها من دون اتفاق هي حاليا أكبر من أي وقت مضى.

وقال متحدث باسم رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك إنه “سيتعين على بريطانيا أن تقدم مبررا معقولا لأي طلب تقدمه لتأجيل الخروج”.

وفي وقت سابق، قال وزير شؤون الانسحاب من الاتحاد الأوروبي ستيفن باركلي قوله “لا نعلم إلى متى سيكون هذا التأجيل، فهو قرار يعود إليهم، ولا نعلم الشروط الملحقة به”.

وقال باركلي “إذا دفعتموني إلى نقطة النهاية حيث يكون الخيار إما الخروج دون اتفاق وإما عدم الخروج فإني أعتقد أن عدم وجود اتفاق سيكون مدمرا جدا للاقتصاد، لكني أعتقد أن عدم الخروج أمر كارثي لديمقراطيتنا، فمن بين هذين الخيارين الكريهين جدا أظن أن عدم الخروج هو الخطر الأكبر”.

وألحق النواب البريطانيون ثاني هزيمة ثقيلة برئيسة الوزراء أمس بشأن اتفاق الانسحاب الذي توصلت إليه مع الاتحاد، مما يعمق الأزمة السياسية في البلاد.

وقد يؤجل موعد الانفصال المقرر يوم 29 مارس/آذار الجاري والمنصوص عليه في القانون، وقد تجري ماي انتخابات مبكرة أو تحاول لمرة ثالثة تمرير اتفاقها، ومن الممكن أيضا إجراء استفتاء آخر على الخروج.

وول ستريت ترتفع بفعل صعود أسهم قطاع الرعاية الصحية

ارتفعت الأسهم الأمريكية يوم الأربعاء بقيادة مكاسب قطاع الرعاية الصحية، في الوقت الذي صعد فيه سهم بوينج (NYSE:BA) على الرغم من أن الولايات المتحدة منعت طائرات بوينج 737 ماكس من التحليق بصورة مؤقتة بعد سقوط طائرة تابعة للخطوط الجوية الإثيوبية.

وارتفع المؤشر داو جونز الصناعي 148.29 نقطة، أو ما يعادل 0.58 بالمئة، إلى 25702.95 نقطة.

وصعد المؤشر ستاندرد آند بورز 500 بمقدار 19.43 نقطة، أو ما يعادل 0.70 بالمئة، إلى 2810.95 نقطة.

وزاد المؤشر ناسداك المجمع 52.37 نقطة، أو 0.69 بالمئة، إلى 7643.41 نقطة.

مانشستر سيتي يربط سيلفا حتى 2025

قال نادي مانشستر سيتي حامل لقب الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم يوم الأربعاء إنه مدد عقد لاعب الوسط البرتغالي برناردو سيلفا لثلاث سنوات أخرى ليبقى في الفريق حتى 2025.

ويلعب سيلفا دورا محوريا في مسعى سيتي للاحتفاظ بلقب الدوري الممتاز هذا الموسم وخاض معه 40 مباراة في كل المسابقات.

ورفع رصيده إلى تسعة أهداف هذا الموسم بعدما هز الشباك في انتصار سيتي الساحق 7-صفر على شالكه في دوري الأبطال يوم الثلاثاء.

وسيلفا البالغ من العمر 24 عاما رابع لاعب يقرر الارتباط طويلا بسيتي هذا الموسم بعد المهاجم رحيم سترلينج والمدافع ايمريك لابورت ولاعب الوسط الشاب فيل فودن.

وانضم سيلفا إلى سيتي من موناكو الفرنسي قبل عامين في صفقة قدرت وسائل إعلام بريطانية قيمتها بنحو 43 مليون جنيه استرليني (57 مليون دولار).

مصر ترأس الفريق العربي لحماية المستهلك

عقد اليوم الأربعاء بمقر جامعة الدول العربية الاجتماع الأول للخبراء والمتخصصين في مجال حماية المستهلك خلال عام 2019 بمشاركة رؤساء الأجهزة العربية لحماية المستهلك.

يهدف الاجتماع إلى دراسة آليات العمل العربى المشترك لتحقيق إستراتيجية عربيه متكاملة في مجال حماية المستهلك باعتبار ذلك أحد أهم متطلبات منطقة التجارة الحرة العربية.

بدأت مراسم الاجتماع بإجراءات انتخاب رئيس جديد للفريق العربى لحماية المستهلك حيث انتخبت بالإجماع اللواء الدكتور راضى عبد المعطى رئيسا للفريق حيث ألقى كلمه بعد انتخابه.

ورحب رئيس جهاز حماية المستهلك فيها بالمشاركين من رؤساء الوفود العربية وقدم لهم الشكر على ثقتهم في دعم جمهورية مصر العربية لرئاسة الفريق العربى لحماية المستهلك مؤكدا اهتمام الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي بأهمية التعاون العربى في كافة المجالات من خلال آليات تلبي طموحات الشعوب العربية.

وأشار إلى اهتمام الرئيس بمنظومة حماية المستهلك وتصديقه على القانون الجديد لحماية المستهلك 181 لسنة 2018 ومتابعته الدائمة لمنظومة ضبط الأسواق وحماية وصون حقوق المستهلكين بالتنسيق مع كافة الأجهزه المعنية.

وأكد رئيس الفريق العربى لحماية المستهلك أن برنامج الحكومة الذي أعلنه الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء أكد على ضرورة اتخاذ كافة الإجراءات غير التقليدية للتفاعل مع احتياجات المواطنين وحل شكواهم في إطار من السهولة واليسر.

Exit mobile version