سياسة , جريمة, ومعمار.. طبقاتٍ من التاريخ جعلت من حديقة ساحة “ماديسون سكوير جاردن” تشكل هوية مدينة نيويورك

المساحات الخضراء البالغة 6.2 أفدنة في قلب مدينة مانهاتن الأميركية، التي تحدها جادة ماديسون والجادة الخامسة، وشارع برودواي، والشارعان 23 و26، تضم طبقاتٍ من التاريخ جعلت من حديقة ساحة ماديسون سكوير غاردن تشكل هوية نيويورك طوال عقود.

وفرت حديقة ماديسون سكوير مؤخراً مساحةً للأعمال الفنية الجريئة، وساحات الطعام المؤقتة، ومساحات العمل الخارجية. لكن ما تشتهر به الحديقة بين الناس هو أنَّها موقع أولى مطاعم Shake Shack.

وفي «عصرها الذهبي» بين عامي 1870 و1910، كانت ساحة ماديسون سكوير غاردن مركزاً لأفخم الفنادق والمطاعم في نيويورك. كانت مهد رياضة البيسبول كما يعتقد البعض، والحديقة التي نشأ فيها الرئيس تيودور روزفلت والكاتبة إديث وارتون، وتمشَّى فيها العظماء هيرمان ميلفيل ومارك توين وويليام بورتر، وموقع عرضي سيرك يقدمان الحيوانات العجيبة وسباقات عربات الخيل والمصارعين الرومانيين.

ومسرح جريمة قتل المهندس المعماري ستانفورد وايت على يد الزوج الغيور لإيفيلين نيسبيت، الفنانة والعارضة لرسومات فتاة جيبسون الأصلية المُجسِّدة للجمال الأنثوي المثالي، وقد كان مقتله من أشهر الفضائح في تاريخ المدينة.

وحتى الآن، إن جلست على مقعد ونظرت عبر الأشجار وسط زحام الموظفين العابرين خلال الحديقة أو العائلات المتجهة إلى ساحة اللعب المكتظة، يمكنك رؤية صفوف المباني المحيطة المبنية بالأحجار السمراء، التي وصفتها إديث وارتون في رواية The Age of Innocence بأنَّها «تغلف نيويورك مثل صوص الشيكولاتة البارد».

هذه التحولات السريعة والمتهورة في بعض الأحيان، التي شهدتها المنطقة من أرضٍ نائية غير قابلة للسكن إلى منطقة عقاراتٍ فخمة عرفت مرحلةً تلو الأخرى من تاريخ نيويورك، هي نموذجٌ مصغر لما يحبه أهل نيويورك ويكرهونه في مدينتهم.

عام 1686: أرض المستنقعات

لم تكُن قطعة الأرض التي صارت فيما بعد ساحة ماديسون سكوير غاردن أفضل بقاع مانهاتن، فقد كانت مليئة بالمستنقعات والطين الرملي، يمر بها من غربها إلى شرقها جدول سيدار، الذي عُرف لاحقاً بمجرى ماديسون. أُعلنت قطعة الأرض في 1686 أرضاً عامة، وتغير استخدامها تباعاً من أرضٍ للصيد، إلى مقبرة للمجهولين، إلى ساحة استعراضات عسكرية، إلى مخزنٍ للذخيرة، إلى مركز رعاية للأحداث.

كانت مليئة بالمستنقعات يمر بها من غربها إلى شرقها جدول سيدار

من 1800 إلى 1850: المدينة تتوسع 

تقول ميريام بيرمان، مؤلفة كتاب Madison Square: The Park and its Celebrated Landmarks، إنَّ المخطط المعماري لمانهاتن ربَّما وُضِع على ضفاف جدول سيدار. وتقول الرواية الشائعة إنَّ أعضاء لجنة الطرق والشوارع كانوا يتجولون في عصر أحد أيام عام 1810، يناقشون التصميمات المحتملة لطرق مدينة نيويورك الجديدة.

كان أعضاء اللجنة قد رفضوا بالفعل خطةً تحافظ على الحدود الطبيعية للجزيرة وتصميم المربعات السكنية الذي اعتمدته ولاية فيلادلفيا. ورأى أحد أعضاء اللجنة الشمس تُلقي بظل مستطيل عبر منخل الرمل الخاص بأحد العمال، ومن هنا نشأ المخطط الأولي لجادات مانهاتن الواسعة والشوارع الضيقة المتقاطعة.

وبعد عشرين عاماً تقريباً، كانت المنطقة المحيطة بماديسون سكوير نائية، لدرجة أنَّ محطة ماديسون كوتيج التي تخدم عربات السفر بالخيل القادمة والمغادرة بقيت مفتوحة. وكان على الضيوف الالتزام ببعض القواعد الموجودة على اللافتات، مثل «لا ينام على السرير الواحد أكثر من خمسة أشخاص»، وفقاً لكتاب لويد موريس Incredible New York: High Life and Low Life of the Last 100 years.

منشأ لعبة البيسبول

شكك كثيرٌ من المؤرخين في أسطورة أنَّ آبنر دابلداي هو مخترع النسخة الحديثة من البيسبول في بلدة كوبرزتاون بولاية نيويورك، ويذهب ظنهم الآن إلى أنَّ مهدها كان على الأرجح مدينة نيويورك بالولاية نفسها.

في عام 1842 أو نحوه، خرجت مجموعة من رجال الأعمال الشباب وطلبة الطب في الهواء الطلق على أرضٍ رملية ستصبح لاحقاً تقاطع الشارع السابع والعشرين مع جادة ماديسون. لعبت المجموعة عدداً من ألعاب الكرة الإنكليزية، من ضمنها لعبة تشبه البيسبول، وشكلوا فريقاً تحت اسم نادي نيكربوكر لكرة القاعدة، وهو مصطلحٌ يُطلق على أهل نيويورك ويعود إلى المستوطنين الهولنديين الأصليين بالمنطقة.

أسهم قائد الفريق أليكساندر كارترايت في وضع قوانين اللعبة، ليصنع لعبةً تشبه رياضة البيسبول الحديثة، غير أنَّ الكرات الملتقطة بعد ارتطامها بالأرض مرةً واحدة كانت تُعَد ملغاة، ولم يكن مسموحاً سوى برمي الكرة مع إبقاء اليد تحت مستوى الكتف.

وحين أزال مطورو المدينة الأرض الرملية، انتقل فريق نيكربروكر إلى هوبوكين بولاية نيوجيرسي، حيثُ خسروا أول مباراة مسجلة في رياضة البيسبول في عام 1846 أمام فريق نيويورك ناين، بثلاثة وعشرين نقطة مقابل نقطة.

من 1850 إلى 1900 : المدينة المزدهرة

بعد الافتتاح الرسمي لساحة ماديسون سكوير غاردن في عام 1847، بدأت حركة تطوير متسارعة في المنطقة. جاء الطوب الرملي الناعم المستخدم في مئات المباني المبنية بالطوب الأسمر التي تراصت سريعاً في منتصف خمسينيات القرن التاسع عشر من ولايتي نيوجيرسي وكونيتيكت.

هذه المنازل المصففة الجديدة كانت مكتظة معتمة، مقارنةً بالمساكن الأرستقراطية جنوبي واشنطن سكوير، وكانت التصميمات متشابهة مفتقرة إلى الإلهام، وفقاً للمؤرخين المعماريين مثل لويس ممفورد في كتابه The Brown Decades المنشور عام 1932. كتب ممفورد أنَّ هذه المباني كانت أضيق من سابقتها، بغرف صغيرة متكدسة.

ومع ذلك، بدأت المتاجر والمطاعم الفخمة مثل مطعم Delmonico’s في الانتشار بطول شارع برودواي والجادة الخامسة، وافتُتِحت نوادٍ خاصة مثل Union وAthenaeum وLotos. لكن ينقل كتاب Gotham: A History of New York City to 1898 أنَّ العشرات من «صالونات المرافقة» بدأت في الظهور، وهي أماكن شبقة مهدت لظهور النوادي المشابهة لبلاي بوي، تنضم فيها «نادلاتٌ» بتنوراتٍ قصيرة وأحذية حمراء طويلة مزينة بالشُّرَّابات إلى مرتادي المكان لتناول المشروبات والترفيه عنهم في قاعة الموسيقى، قبل الانتقال إلى غرفٍ مغلقة أو مواخير قريبة.

ويزعم بيرمان أنَّه في صالون اللوفر، أكثر صالونات المرافقة أناقة في ماديسون سكوير، كان «من يجد نفسه في حالة عابرة أو منفصلة عن العالم يمكنه الاستمتاع بفن المتعة الحقيقية».

أغضب القبح المتنامي في المنطقة المحيطة بالحديقة د. تشارلز بارخرست، قس الكنيسة المشيخية بماديسون سكوير، لدرجة أنَّه في 1892 استهجن من منبره الوعظي الفساد الأخلاقي بالمدينة. ثم تنكر في ثيابٍ قذرة، ولطخ شاربه بمنظف الملابس، ليقود مجموعة من المحققين في مهمة جمع أدلة على «الفساد» المستشري في 254 صالوناً في أنحاء المدينة. واقترحت مجموعة من السكان الممتنين لجهوده أن يتغير اسم المدينة إلى «بارخرست».

ثمَّ جاءت عروض السيرك

في 1852، هُدِمَت محطة ماديسون كوتيج أخيراً، ليحل محلها سيرك أنطونيو فرانكوني. كان السيرك عبارة عن حلبة ضخمة تتسع لعشرة آلاف متفرج، وقدم عروضاً للفيلة والجمال وسباقات عربات الخيول في مضمارٍ عرضه 40 قدماً. لكنَّ السيرك خسر الأموال، وأُغلِق بعد موسمين.

وبعد عشرين عاماً، شيد فينياس تايلور بارنوم السيرك الجيولوجي الكلاسيكي للوحوش في الركن الشمالي الشرقي للحديقة وحول حظائر القطارات التي كانت جزءاً من محطة قطارات نيويورك وهارلم في السابق. وبحلول عام 1880 جدَّد مالك الحظائر ويليام فاندربلت (حفيد رجل الأعمال الشهير كورنيليوس فاندربلت، الملقب بالعميد) المنطقة، وغير اسمها إلى ساحة ماديسون سكوير غاردن.

أضاف بارنوم إلى عروض السيرك التقليدية عجائب من «متحفه» بوسط المدينة، وكذلك الرجال الموشومين ورعاة البقر والهنود الحمر. وفي أوقات انقطاع عروض السيرك، كان فاندربلت يؤجر الساحة لسباقات دراجات مدتها ستة أيام، وعروضاً للأحصنة والكلاب، إضافةً إلى «محاضرات مصورة عن الملاكمة بالأيدي العارية» (كان قد صدر قانون بحظر ممارسة رياضة الملاكمة في 1856)، تضمنت مباراة من أربع جولات بين جون سوليفان وتاج ويلسون حضرها عشرة آلاف مشجع وفقاً لبيرمان. لكنَّ سيرك بارنوم لم يحقق أرباحاً هو الآخر، وبعد أن حضر العروض بضع مئات من المشاهدين في أثناء العاصفة الثلجية التي هبت على المدينة في 1888، أغلق بارنوم السيرك، ومات قبل أن يفتتحه مرةً أخرى في الحديقة الجديدة الموسعة في الموقع نفسه التي فتحت أبوابها عام 1890.

ومع أنَّ الجانب الغربي من الحديقة أزيل في 1870 لتوسيع شارع برودواي وإفساح المجال لأماكن انتظار عربات الحنطور، أعيدَ تصميمها على يد ويليام غرانت وإغناتس بيلات، أحد مساعدي المهندس المعماري فريدريك لو أولمستيد، لتضم النوافير والطرق الملتفة. ومنذ ذلك الحين بقيت الحديقة على تصميم غرانت وبيلات فيما عدا تعديلاتٍ قليلة.

Flatiron building in Midtown New York, USA.

بناء التماثيل

بصفتها المكان المفضل لتواجد الكثيرين في القرن التاسع عشر، حصلت ساحة ماديسون سكوير غاردن على حصتها من الشخصيات المشهورة.

ن على حصتها من الشخصيات المشهورة

هناك مثلاً روسكو كونكلينغ، عضو مجلس الشيوخ الأميركي المتأنق ومن الشخصيات النافذة في الحزب الجمهوري، الذي كان يرتدي «معطفاً أسود رسمياً مفتوحاً من أسفل الوسط»، وفقاً لسكوت غرينبرغر في كتابه The Unexpected President: The Life and Times of Chester A. Arthur (كان كونكلنغ من مساعدي تشستر آرثر قبل أن يصبح رئيساً للجمهورية). يقول غرينبرغر «وكان يرتدي معها عادةً صدرية وبنطالاً فاتحي اللون، وربطة عنق باللون الأحمر أو الأزرق الفاقع، وجراميق إنكليزية بأزرار فوق حذائه المدبب اللامع».  ووصف غيديون ويلز وزير البحرية في ذلك الوقت كونكلينغ بأنَّه «متبختر مغرور».

وفاة كونكلنغ جزء من تاريخ ماديسون سكوير

غادر كونكلنغ مكتبه في وول ستريت وسط العاصفة الثلجية عام 1888، وأشار بيده لعربة حنطور طلب سائقها 50 دولاراً أجرة توصيله إلى أعلى المدينة. رفض كونكلنغ عرضه بلغته البذيئة المعتادة، فقد كان ملاكماً هاوياً في الثامنة والخمسين من عمره، وقرر السير ثلاثة أميال إلى جناحه بماديسون سكوير.

لكنَّ العاصفة التي تركت ثلجاً سمكه 40 بوصة على أسطح المدينة في غضون 36 ساعة كانت أقوى حتى من رجل مثلٍ كونكلنغ. وبعد ساعات من بدئه السير، انهار جسده على مرمى البصر من ناديه الخاص، ومات بعدها بأسابيع.

ومع أنَّ حلفاءه السياسيين طالبوا بوضع تمثاله في ميدان الاتحاد، فقد رأت إدارة المتنزهات أنَّ كونكلنغ ليس بنفس مقام واشنطن ولنكولن ليوضع تمثاله إلى جانب تمثاليهما. لكنَّ مؤيديه نجحوا في إقناع الإدارة بوضع تمثاله المصنوع في 1893 في الركن الجنوبي الشرقي من ساحة ماديسون سكوير غاردن بالقرب من مكان سقوطه.

ومع أنَّ العديد من المنحوتات مرت بالحديقة ورحلت عنها (مثل الذراع الحاملة للشعلة من تمثال الحرية، التي بقيت معروضةً هناك ستة أعوام لجمع التبرعات لاستكمال بناء التمثال)، فقد بقيت أعمال أخرى جديرة بالإشارة إليها.

منها قبر الجنرال في الحربين السيمينولية والمكسيكية ويليام جنكنز وورث، الذي تعلوه مسلة، ويوجد عند تقاطع شارع برودواي والجادة الخامسة في الشارع الخامس والعشرين. وُضِع القبر هناك في 1857، وهو الضريح الأثري الوحيد في المدينة بخلاف قبر الجنرال غرانت.

ويطل تمثال عملاق من البرونز لويليام هنري سيوارد، وزير الخارجية في عهد الرئيسين لنكولن وجونسون، الذي هندس عملية شراء ولاية ألاسكا في عام 1867، عند تقاطع الجادة الخامسة والشارع الثالث والعشرين منذ عام 1876. وهناك شائعة تقول إنَّ النحات راندولف روجرز حاول الالتزام بالميزانية المخصصة للتمثال عبر وضع رأس سيوارد على تمثال برونزي مصبوب للرئيس إبراهام لنكولن.

وأقيم في عام 1881 نصب تذكاري للأدميرال ديفيد غلاسغو فاراغوت (بطل القوات البحرية في الحرب الأهلية الشهير بعبارة «اللعنة على الطوربيدات، فلننطلق بأقصى سرعة»). صنع التمثال نجمان ساطعان في عهدهما، هما ستانفورد وايت والنحات أغسطس سان غودا، اللذان صنعا لاحقاً تمثال ديانا العارية ليوضع فوق برج ساحة ماديسون سكوير غاردن الذي صممه وايت. ويمكن إيجاد التمثال وقاعدته الجميلة المصنوعة بالنحت الغائر بالقرب من تقاطع الجادة الخامسة مع الشارع السادس والعشرين.

أشباح الفنادق والساحات التي رحلت

هناك ثلاثة مبانٍ كبرى ميزت ماديسون سكوير في أيام عزها، واحدٌ منها ما زال موجوداً واثنان أُزيلا منذ وقتٍ طويل.

كان فندق الجادة الخامسة المُشيَّد في 1859 مقامرةً خطرة من مالكه آموس إينو، لدرجة أنَّ الفندق سُمِّي «حماقة إينو». لكن المتشككين أخطأوا حساباتهم. فقد أصبح الفندق بغرفه الـ600 وأول مصعد لحمل الركاب في التاريخ قبلةً سياسية فنية مالية. وكان من بين المترددين عليه رجال أعمال كبار مثل جاي غولد وجيم فيسك، وفنانين مثل مارك توين والممثل إدوين بوث. ومكث فيه كل رؤساء الولايات المتحدة من جيمس بوكانان (1857-1861) إلى ويليام ماكينلي (1897-1901) عند زيارتهم المدينة.

اشتهر الفندق بـ «ركن آمين»، وهو مقعد في بهو استقبال الفندق اعتاد أعضاء الحزب الجمهوري الجلوس فيه ووضع استراتيجيتهم. واتخذ ثيودور روزفلت، الذي نشأ في مبنى من الأحجار السمراء في الشارع العشرين، الفندق مقراً لأعماله عندما ترشح لمنصب العمدة في 1886 وخسره، وأيضاً عندما ترشح لمنصب الحاكم في 1898 وفاز بالمنصب، وفقاً لبيرمان.

ويُحكى أنَّه في ليلة إغلاق الفندق في 1908، دفع مرتادو حانة الفندق المخلصون مبلغاً ضخماً يصل إلى 7 آلاف دولارٍ مقابل آخر مشروباتهم.

أما الثاني فقد كان مبنى على الطراز المورسيكي الفينيسي من عصر النهضة، صممه ستانفورد في 1890. وإضافةً إلى الساحة الرئيسة التي استضافت آلاف المشاهدين، ضم المبنى قاعة مسرح وقاعة حفلات وممر تسوق وحديقة على السطح.

حجز وايت عدة طوابق لنفسه في البرج المجاور، وفي هذا المكان أو بالقرب منه أغوى الفتاة الاستعراضية الشابة إيفيلين نيسبيت. ودعم وايت إيفيلين ووالدتها لبعض الوقت مقابل موافقتها على الجلوس والاسترخاء شبه عارية إلا من بعض الحلي والجواهر على أرجوحة باللون الأحمر المخملي.

ثم تزوجت بعمر العشرين من المليونير هاري ثاو، الذي كان يحقد على وايت لأعوام. وفي يوم الخامس والعشرين من يونيو/حزيران 1906، أخرج ثاو مسدسه وأطلق النار على وايت على سطح المبنى، ليُحاكم بعدها في محاكمة القرن.

ومع أنَّ شهادة إيفيلين في المحاكمة أنقذت ثاو من حبل المشنقة، إذ نجا منها بادعائه الجنون، فهي لم تتجاوز وايت أبداً، وكانت تصفه بأنَّه «أروع رجلٍ عرفته في حياتها».

أما بالنسبة لزيارات المتعة القصيرة التي جرت في برج وايت وناقشتها المحكمة والصحافة، قالت إيفيلين: «لا تنسوا أنَّني كنتُ في الخامسة عشرة من عمري، وكنتُ أحب التأرجح».

بعد أعوام، كتب الروائي الأميركي إدغار لورنس دكتورو عن اغتيال ستانفورد وايت، وجعل إيفيلين نيسبيت إحدى الشخصيات الرئيسية في روايته Ragtime المنشورة عام 1975.

1900 إلى 1918 : «المسخ» ينهض، والهجرة تبدأ

من بين كل المباني المبهرة القريبة من ماديسون سكوير، لا يُضاهي شيء مبنى فلاتيرون ذا الإطارات الحديدية المطل على الشارع الثالث والعشرين. لاقى المبنى إعجاب العامة فور الانتهاء من تشييده عام 1902، لكنَّ آراء النقاد تباينت. شبَّهته صحيفة New York Tribune بـ «قطعة الكعك الهزيلة»، ووصفته صحيفة New York Times بأنَّه «مسخٌ بشع»، في حين اعتبره المصور ألفريد ستايغليتز «صورة لأميركا الجديدة الجاري إعدادها».

بحلول الحرب العالمية الأولى، انتقلت أغلب أعمال التشييد إلى أعالي المدينة. ملأت القصور الضخمة الجادة الخامسة، وبدأت ماديسون سكوير تفقد بريقها. لقد صارت مركزاً تجارياً، وبنت شركتا التأمين New York Life وMetLife ناطحات سحاب في مواضع المباني المحببة لستانفورد وايت، مبنى غاردن ومبنى الكنيسة المشيخية بماديسون سكوير. (وفقاً لكتاب بيرمان، تحسر ناقدٌ على هدم الكنيسة، التي جمعت بين الأعمدة الكورنثية والقبة المستلهمة من آيا صوفيا في إسطنبول، قائلاً إنَّ الكنيسة «استغرق الوصول إلى تصميمها خمسة آلاف عام، وهدموها في أسبوع».

1918 إلى 2018 : ألعاب أطفال، وعلوم، وفنون، وبرغر

مع هروب الطبقات الثرية، اشتهرت المنطقة بمصنعي الأزياء، ثم بألعاب الأطفال. في 1926، عرضت شركة Lionel أول مجسم قطارات في مقرها بماديسون سكوير، وافتتح ألفريد كارلتون غيلبرت، مخترع لعبة الإنشاءات والتركيب الشهيرة، قاعة العلوم، التي عرضت مجسمات قطارات من طراز American Flyer. وبعدها استحوذت شركة ليونيل على شركة A.C. Gilbert، منافستها العتيدة في 1967. واستضاف المبنى الذي أنشئ في موضع فندق الجادة الخامسة عدداً من صناع ألعاب الأطفال، وأصبح في النهاية مركز الألعاب الدولي. وقد كان معرض ألعاب نيويورك يُقام هناك لأعوام، لكنَّه بِيع في 2006. والآن صار المبنى وجهةً سياحية مرةً أخرى، إذ افتُتِح فيها مطعم من سلسلة المطاعم الإيطالية الكبرى Eataly.

وكانت هناك إضافات أخرى جديرة بالملاحظة في المنطقة في القرن العشرين. فنجد متجر Eisenberg للشطائر في الجادة الخامسة بالقرب من الشارع الثاني والعشرين، الذي يتباهى بأنَّه «يزيد مستوى الكوليسترول لدى سكان نيويورك منذ 1929». ربما يكون المطعم هو أقدم المطاعم المتبقية حتى الآن في المدينة.

بدأت عملية تجديد كبرى في 1999 ما أدى إلى إعادة إحياء الحديقة

وفي 1990 أُضيف النصب التذكاري لضحايا الهولوكوست الذي صنعته هارييت فايغنباوم، الذي يصور معتقل أوشفيتز من الجو، إلى حائط إدارة الاستئناف بالمحكمة العليا لولاية نيويورك عند تقاطع الشارع الخامس والعشرين وجادة ماديسون.

بحلول نهاية القرن العشرين، صارت بعض المباني المحيطة بماديسون سكوير نصف فارغة، وفقدت الحديقة نفسها شعبيتها. ومن ثمَّ بدأت عملية تجديد كبرى، خاصةً في الجانب الجنوبي، في 1999 من قِبل جهة صارت فيما بعد هيئة حفظ حديقة ماديسون سكوير، ما أدى إلى إعادة إحياء المنطقة.

اقترح مالك المطاعم داني ماير إضافة كشك لبيع شطائر الهوت دوغ (واستخدام مطبخ مطعم Eleven Madison Park) في عام 2000. اكتسبت المبادرة رواجاً وشعبية، لدرجة أنَّ الكشك صار دائماً، ليصبح الأول من سلسلة مطاعم Shake Shack في أنحاء العالم.

ويقول كيتس ماير، المدير التنفيذي لهيئة حفظ حديقة ماديسون سكوير: «استمرت شراكتنا في النمو، وقد كانت رؤية داني وطعامه أساسيين لجعل حديقة ماديسون سكوير على ما هي عليه اليوم».

اليوم، تطل الشقق الفاخرة على حديقة تتلقى عنايةً جيدة، زاخرة بالمعارض الفنية والحفلات الموسيقية، وتخطط على مدار 60 عاماً لزراعة أنواع نباتية من نباتات الجزيرة الأصلية التي كانت موجودة حين وضع هنري هادسون قدمه على الجزيرة.

وحين احتاج المخرج مارتن سكورسيزي، ابن نيويورك، موقعاً يبدو مثل ماديسون سكوير في فيلمه المقتبس عن رواية The Age of Innocence، كان عليه السفر إلى مدينة تروي بولاية نيويورك من أجل العثور على مبانٍ من الأحجار السمراء لم تطلها يد الهدم بعد.

 

 

أردوغان .. السلطان الجديد وأزمة تركيا الحديثة – سونر چاغاپتاي

أدى الانقلاب الفاشل الذي وقع في 15 يوليو 2016 إلى تغيير السياسة التركية بشكل لا رجعة فيه. وعلى الرغم من إحباط محاولة الانقلاب لحسن الحظ، إلا أن المسار الذي اختاره أردوغان بعد الانقلاب – باستخدامه سلطات حالة الطوارئ التي مُنحت له لملاحقة مدبّري الانقلاب على وجه التحديد، ولكنه شرع بدلاً من ذلك في شن حملة أوسع نطاقاً بكثير ضد جميع المعارضين، والعديد منهم لم تكن له أي علاقة بالانقلاب بأي شكل من الأشكال – يسلّط الضوء على حقيقة مؤسفة بشأن البلاد: تركيا تتخبط في أزمة كبيرة.  

فالبلاد منقسمة بين مؤيدين ومعارضين لأردوغان الذي فاز في دورات انتخابية متتالية في تركيا منذ عام 2002 على أساس برنامج شعبوي يميني. وقد قام أردوغان بتشويه صورة الناخبين الذين لن يصوتوا له على الأرجح وقمعهم، في إستراتيجية فاقمت إلى حدّ كبير الاستقطاب في تركيا، التي أصبحت الآن منقسمة بشكل كبير بين معسكر موالٍ لأردوغان وآخر مناهض له: ويتمثل الأول بائتلاف محافظ يميني من القوميين الأتراك يرى أن البلاد هي جنة؛ والثاني، وهو مجموعة فضفاضة من اليساريين والعلمانيين والليبراليين والأكراد، يعتقد أنه يعيش في الجحيم.

والأمر الأكثر مدعاة للقلق هو أن الجماعات الإرهابية على غرار «حزب العمال الكردستاني» اليساري المتطرف وتنظيم «الدولة الإسلامية» الجهادي تستغل هذا الانقسام في تركيا لتزيد إراقة الدماء وتعمق حدة الانقسام حتى بدرجة أكبر. فبين صيف عامي 2015 ونهاية 2016 وحده، واجهت تركيا 33 هجوماً إرهابياً كبيراً لـ تنظيم «الدولة الإسلامية» و«حزب العمال الكردستاني»، مما أسفر عن مقتل ما يقرب من 550 شخصاً. ولجعل الأمور أكثر سوءاً، تتطلع الجهات الفاعلة الدولية، بدءاً من نظام الأسد في دمشق، التي حاولت أنقرة الإطاحة به أثناء الحرب الأهلية السورية، وإلى روسيا وإيران، اللتان تدعمان الأسد، إلى رؤية سقوط أردوغان وانزلاق تركيا في دوامة من الفوضى. 

باختصار، تعيش تركيا في أزمة. هل يمكنها أن تنفجر في ظل هذه الضغوط؟ لا شك في ذلك، وإذا ما انفجرت، سيكون الأمر بمثابة كارثة حتماً. [وفي هذا الصدد، تجدر الإشارة إلى أن] تركيا تحتل موقعاً حاسماً – جغرافياً وأيديولوجياً – بين أوروبا والشرق الأوسط وآسيا الوسطى. وهي من أقدم الديمقراطيات ومن أكبر الاقتصاديات بين إيطاليا والهند؛ لذا فإن انهيارها قد يغرق العالم في فوضى أكبر بكثير من تلك المستعرة حالياً في سوريا والعراق.   

لكن هل تستطيع تركيا الابتعاد عن مثل هذا المستقبل المؤسف؟ من المستحيل إعطاء أي إجابة على هذا السؤال دون فهم كامل لارتقاء أردوغان السلطة وتطلعاته السياسية. فالرئيس التركي هو أحد أكثر رجال الدولة نفوذاً في عصرنا. وقد فاز هو والحزب الذي يتزعمه – في البداية بحكم القانون، وحالياً بحكم الأمر الواقع – بخمس انتخابات برلمانية، وثلاث دورات من الانتخابات المحلية على الصعيد الوطني، واثنان من الانتخابات الرئاسية بالاقتراع الشعبي، واستفتاءان بين عامي 2002 وأوائل 2018.

ولكن ماذا سيكون الإرث الدائم لأردوغان؟ فحيث يرزح سجله تحت جميع الانتقادات، إلّا أنه يتضمن العديد من العناصر الإيجابية، وعلى وجه التحديد، نجاحه في تحقيق النمو الاقتصادي وتحسين مستويات المعيشة. وهذا هو الجانب المشرق لأردوغان. فعندما جاء «حزب العدالة والتنمية» الذي ينتمي إليه أردوغان إلى السلطة في عام 2002، كانت تركيا دولة معظمها من الفقراء. إلّا أنها الآن بلد معظم مواطنيه من ذوي الدخل المتوسط ​​. فقد تحسنت الحياة في جميع أنحاء البلاد، ويتمتع المواطنون ببنية تحتية وخدمات أفضل بشكل عام. في عام 2002، كان معدل وفيات الأمهات في تركيا مشابهاً إلى حد ما لنظيره في سوريا ما قبل الحرب؛ والآن هو قريب من المعدل في اسبانيا. بعبارة أخرى، اعتاد الأتراك العيش كالسوريين، بينما يعيشون الآن كالأسبان. وهذا هو السبب في استمرار تمتع أردوغان بشعبية كبيرة وفوزه بالانتخابات، على الرغم من أن دخل الفرد في تركيا لم يرتفع إلا بشكل تدريجي منذ تلك الزيادة “المعجزة” بين عامي 2002 و 2008. وفي المستقبل، سيكون الاقتصاد نقطة ضعف أردوغان. فإذا استمرت تركيا في النمو، فسوف تستمر قاعدة أردوغان في دعمه.

وعلى أي حال، فباستثناء الانهيار الاقتصادي، سيدخل أردوغان التاريخ باعتباره أحد قادة تركيا الأكثر شهرةً وكفاءةً ونفوذاً، ليصطف على الأرجح إلى جانب أتاتورك الذي آمن بأن النظام السياسي العلماني المتأثر بالثقافة الغربية الذي بناه في القرن العشرين لن ينهار أبداً.

كانت العلمانية سمة مميزة لإصلاحات أتاتورك وإرثه في تركيا. فأتاتورك، الضابط في الجيش العثماني، كان نتاجاً للإمبراطورية العثمانية بعد سقوطها: وكان علمانياً تماماً وموالياً للغرب. وجاءت محاولته التي تمثلت بإضفاء الطابع الغربي والأوروبي على تركيا بشكل جذري كردّ على انهيار الإمبراطورية، التي أطلق عليها اسم “رجل أوروبا المريض”. وكان يعتقد أن العثمانيين فشلوا لأنهم لم يصبحوا علمانيين ولم يتأثروا بأوروبا بدرجة كافية. فلو استطاعت تركيا أن تصبح قوية على غرار الدول الأوروبية – في تلك الأيام – التي ضمت العديد من القوى العظمى في العالم، فربما كانت ستتجنب المصير المظلم للإمبراطورية العثمانية، التي مزقتها الدول الأوروبية في نهاية الحرب العالمية الأولى. لقد أراد أتاتورك أن يجعل تركيا أوروبيةً تماماً كي تصبح دولة لا تقهر من جديد.    

وقد تم انتقال موضوع استعادة عظمة تركيا إلى الأجيال اللاحقة من الزعماء الأتراك، وآخرهم أردوغان. ومن أجل تحقيق هذه الغاية عمد إلى جعل تركيا دولة شرق أوسطية قوية قادرة على منافسة الأوروبيين وقوى عظمى أخرى.   

ولا يزال انهيار الإمبراطورية العثمانية يرسم معالم نظرة تركيا حول مكانتها في العالم، مما يخلف أساطير وأهداف يتردد صداها في العقلية التركية. فالدول التي كانت سابقاً إمبراطوريات عظمى لا تنسى أبداً هذا الواقع، وغالباً ما تتمتع بإحساس مرن ومبالغ فيه لأيام المجد، وتاريخ عن سبب عدم كونها إمبراطورية بعد [انهيارها السابق] – وهو مزيج حارق من الفخر بماضٍ مثالي، وشكوى من عظمة مفقودة أو مسروقة، واستعداد للتأثر (بمقدار أقل من التملق والعرضة للتلاعب) بسياسيين فعالين.        

وبعد أن حَكَمَ تركيا لمدة 16 عاماً، منذ عام 2002، جمع أردوغان ما يكفي من النفوذ لتقويض إرث أتاتورك، وجعل “الكماليين” الأصليين – لو كانوا على قيد الحياة – يشككون في ثقتهم التامة بنظامهم. لقد قام بتفكيك علمانية أتاتورك خلال فترة تزيد قليلاً على عقد من الزمن، ونجح بذلك دون رحمة كبيرة لخصومه. وجعل شكلاً محافظاً ومتصلّباً من الإسلام يطغى على الأنظمة السياسية والتعليمية في البلاد وأبعد تركيا عن أوروبا والغرب. وللمفارقة، إن هذا هو جانب “أتاتورك” من أردوغان. وبالطبع، لا يشارك أردوغان قيم أتاتورك بل فقط أساليبه. وكما رسم أتاتورك معالم تركيا على صورته الخاصة بعد انهيار الإمبراطورية العثمانية، يقوم أردوغان برسم دولة جديدة، ولكن تلك التي ترى نفسها إسلامية بشكل عميق في الأمور السياسية والسياسة الخارجية – لجعلها قوة عظمى من جديد. 

وأردوغان هو بمثابة “أتاتورك” معادٍ لأتاتورك. كونه ترعرع في تركيا علمانية وواجه استبعاداً اجتماعياً في سن مبكرة بسبب تديّنه وآرائه المحافظة، يتحرّك أردوغان انطلاقاً من عدائه المتأصل لأساليب أتاتورك. ومع ذلك فقد قام بتفكيك نظام أتاتورك مستخدماً الأدوات ذاتها التي وفّرتها له النخبة المؤسسة في البلاد: مؤسسات الدولة وهندسة اجتماعية من المستويات العليا إلى المستويات الدنيا، وكلاهما من السمات المميزة لإصلاحات أتاتورك. وقد استخدم أردوغان وسائل أتاتورك وأساليبه لاستبدال حتى أتاتورك نفسه. والنتيجة النهائية هي قيام تركيا حالياً بالتمييز ضد المواطنين الذين لا يُعرّفون أنفسهم في المقام الأول من خلال الإسلام، وتحديداً الإسلام السني المحافظ، المذهب الذي ينتمي إليه أردوغان. 

ومع ذلك، يواجه أردوغان مشكلة: ففي حين وصل أتاتورك إلى السلطة كجنرال عسكري، يتمتع أردوغان بتفويض ديمقراطي للحكم. وما هو أكثر من ذلك، أن تركيا تنقسم مناصفة تقريباً بين معسكرات مؤيدة لأردوغان وأخرى معادية له. وعلى الرغم من هذه الحقائق، يريد أردوغان بشدة تغيير تركيا على صورته بنفس الطريقة التي قام بها أتاتورك، وهنا تكمن أزمة تركيا الحديثة، وهي أن نصف البلاد تحتضن النسخة السياسية التي يتبعها اردوغان، لكن النصف الآخر يعارضها بشدة. وطالما تبقى تركيا ديمقراطية حقاً، فلا يمكن لأردوغان إكمال ثورته.

وقد أدى ذلك إلى ولادة الجانب غير الليبرالي الأظلم لأردوغان: فمن أجل أن يمضي قدماً في برنامجه للتغيير الثوري ضد مجتمع منقسم، قام بتخريب الديمقراطية في البلاد. فمن خلال استغلال شعبيته، تخلّى عن الضوابط والتوازنات الديمقراطية، بما فيها وسائل الإعلام والمحاكم. وبدلاً من تقديمه المزيد من الحريات للجميع، قام بقمع خصومه واعتقال المعارضين، وتوفير الحريات غير المتكافئة لقاعدته المحافظة والاسلامية. وعلى الرغم من فوزه بصورة ديمقراطية، إلا أن أردوغان أصبح أكثر استبداداً بمرور الوقت، وضمن عدم وجود تساوي في حقل العمل السياسي من أجل منع السلطة من الإفلات من يديه.

لقد أنجز ذلك من خلال لعبه دور “المستضعف المتسلط”. فمن خلال الاعتماد على روايته القائمة على الاستشهاد السياسي في ظل النظام العلماني في التسعينيات، يصوّر أردوغان نفسه الآن كضحية يضطر على مضض إلى قمع أولئك المتآمرين لتقويض سلطته. فقد أرهب وسائل الإعلام ومجتمع الأعمال من خلال عمليات تدقيق ضريبية ذات دوافع سياسية وسَجَن المنشقين والعلماء والصحفيين. وفي ظل حكمه يقوم رجال الشرطة بانتظام بقمع مسيرات المعارضة السلمية. ووفقاً لذلك، فعلى الرغم من استمرار حرية الانتخابات التركية، إلّا أنها غير عادلة على نحو متزايد. وقد أحدثت إستراتيجية أردوغان الانتخابية استقطاباً راسخاً في تركيا: فقد احتشدت قاعدته المحافظة، التي تشكل حوالي نصف البلاد، بحماسة حوله للدفاع عنه. أما النصف الآخر من البلاد، الذي تعرض للوحشية من قبل أردوغان، فيشعر باستياء عميق تجاهه. وعلى نحو متزايد، هناك القليل من القواسم المشتركة بين هذين الكيانين.

ومع ذلك، يرغب أردوغان في رسم معالم كامل تركيا على صورته. فقد جعل إظفاء طابعه الشخصي على السلطة وهيمنته على المؤسسات السياسية والمدنية إلى جعل تركيا دولة هشة من الناحية السياسية، وفي حالة أزمة دائمة. وقد حقق نجاحاً هائلاً في الانتخابات من خلال تشويه صور مجموعات سكانية مختلفة لم تكن لتصوّت له ومهاجمتها سياسياً. وإذا ما جمعناها معاً، تمثّل هذه الفئات ما يقرب من نصف الناخبين الأتراك، ولا يزال هناك الكثير من الأعداء الذين ينتظرون سقوطه من السلطة. ويدرك أردوغان أن أفعاله لم تترك له أي طريقة لائقة للخروج من المشهد [السياسي]. والأكثر من ذلك، أنه عندما يترك أردوغان منصبه – وسوف يفعل ذلك يوماً ما – لن يتبقى سوى عدد قليل من المؤسسات الدائمة للحفاظ على وحدة البلاد.    

ولن تستطيع تركيا الخروج من أزمتها إلّا من خلال سن دستور جديد يوفر حريات واسعة لجميع المواطنين. يجب التذكر أن النظام العلماني الذي أوجد أردوغان هو النظام الذي عمل على حماية الحرية من الدين، ولكن لم يعمل على حماية الحرية الدينية. لقد عكس أردوغان هذه المواقف. وفي المرحلة القادمة، من أجل التأكد من احترام حقوق كل من تركيا التقية والعلمانية، يجب أن يضمن الدستور كلا شكلي الحرية الدينية. ومن شأن قيام ميثاق ليبرالي جديد أن يسمح لتركيا أيضاً بحل قضيتها مع الأكراد من خلال ضمان حقوق واسعة للجميع، بمن فيهم الأكراد. وإذا كان بوسع تركيا تحقيق السلام مع الأكراد، فبإمكانها أيضاً تحقيق السلام مع الأكراد الموالين لـ «حزب العمال الكردستاني» في شمال سوريا، وهو تطور مرحب به سيؤدي بدوره إلى منح أنقرة حاجز وقائي ضد عدم الاستقرار، والجهادية، والصراع الطائفي، والحرب الأهلية، التي من المحتمل أن تنحدر جميعها من سوريا وتهدد تركيا لعقود من الزمن.

وإذا قاد أردوغان تركيا بموجب دستور جديد يجمع معاً النصفين المتباينين في البلاد وفَتَحَ الطريق أمام السلام مع الأكراد، فقد يترك وراءه إرثاً سياسياً إيجابياً أيضاً. على أردوغان الإقرار بأن وقت الثورات بأسلوب أتاتورك – التي تتضمن الهندسة الاجتماعية في إطار تنازلي في تركيا (أو، في هذه الحالة، في أي دولة أخرى) – قد انتهى. وتجدر الإشارة إلى أنه في عشرينيات القرن الماضي كان معظم سكان تركيا – التي رسم أتاتورك معالمها على صورته – من الفلاحين الذين كانت نسبتهم حوالي 75 في المائة. وبالكاد كان 11 في المائة من الأتراك متعلمين، كما أن العديد من أولئك الأشخاص الأكثر تثقيفاً كانوا يدعمون أجندة أتاتورك. أما تركيا المعاصرة، التي يأمل أردوغان في رسم معالمها على صورته، فإن 80 في المائة من سكانها هم من الحضريين و97 في المائة من شعبها متعلّم. 

لذا من غير المحتمل، وربما من المستحيل، أن يتمكن أردوغان من فرض رؤيته المتمثلة بإسلام محافظ متشدد على المجتمع التركي بأكمله، وهو مزيج من المجموعات الاجتماعية والسياسية والعرقية والدينية التي يعارض الكثير منها أجندة أردوغان. وعلى الرغم من جهوده الرامية إلى خلق طبقة من الرأسماليين الإسلاميين المحسوبين، إلّا أن الجزء الأكبر من أصحاب الثروة في البلاد لا يزال منحازاً إلى “جمعية الصناعيين ورجال الأعمال الأتراك” [“توسياد”]، التي تُعتبر نادي “فورتشن 500” التركي، المتمسكة بالقيم العلمانية والديمقراطية والليبرالية الموالية للغرب. إن تركيا بكل بساطة دولة متنوعة جداً ديموغرافياً، وكبيرة جداً اقتصادياً، ومعقدة للغاية سياسياً من أن يتمكن شخص واحد من رسم معالمها على صورته الخاصة على خلفية نظام ديمقراطي وقوى سياسية متنافسة. وطالما أنّ تركيا دولةٌ ديمقراطية، لن يتمكّن أردوغان من الاستمرار في الحكم كما يريد. بعبارة أخرى، يمكنه الاستمرار في تشكيل تركيا بشكل تنازلي فقط من خلال وضع حدّ للديمقراطية. صحيح أن أردوغان فاز في انتخابات 24 حزيران/يونيو، لكن فقط بعد إدارته حملة غير عادلة كلياً، وكان فوزه بهامش ضئيل بواقع 4 نقاط فقط. وهو يعرف تمام المعرفة أنه إذا ما تُرك الأمر للأدوات الديمقراطية، لن يقوم المجتمع التركي بانتخابه. لذا من “المنطقي” أن يصبح أردوغان أكثر استبداداً في المستقبل ليتجنب الإطاحة به، بغض النظر عما إذا كان في ما مضى “ديمقراطياً ملتزماً”.

يتعين على أردوغان تجنّب هذا السيناريو من أجل مصلحته الخاصة. فالرئيس التركي يرغب في جعل بلاده قوة عظمى. لقد جعل تركيا دولة مؤلفة من الطبقة الوسطى، ولديها الآن فرصة التحوّل إلى اقتصاد متقدّم إذا قام ببناء مجتمع معلومات يقوم على اعتماد القيمة المضافة، بما فيها البرمجيات وتكنولوجيا المعلومات. بعبارة أخرى، بإمكان تركيا التي يريدها أردوغان مواصلة صعودها إذا حوّلت نفسها من دولة تصدّر السيارات (تصديرها الرئيسي) إلى مركز لموقع “غوغل”. فرأسمال تركيا وطبقاتها الإبداعية ستترك البلاد إذا ما استمرت الحكومة في مسارها الحالي، كما أن رؤوس الأموال والمواهب الدولية ستتجنب دخول البلاد إذا لم يتمكن قادتها من توفير نفاذ غير مقيّد إلى الإنترنت وضمان حرية التعبير ووسائل الإعلام والتجمعات والاتحادات واحترام حقوق الأفراد والمخاوف البيئية والمساحات الحضرية والمساواة بين الجنسين – وهي جميعها مطالب رئيسية عبّر عنها المحتجون في “منتزه جيزي” ومنتقدو أردوغان في اليسار واليمين السياسي. وإذا بقيت تركيا مجتمعاً منفتحاً، ستواصل تقدّمها. أما إذا لم تعد ديمقراطية، فسيتوقف هذا التقدّم.   

إن نمو تركيا والحظوظ السياسية لأردوغان مترابطة بشكل وثيق. كما أنها مرتبطة بالاقتصاد العالمي وبالحريات المتوافرة للمواطنين في معظم البلدان المتقدمة. وفي الواقع، يمثّل الاقتصاد نقطة ضعف أردوغان. فعلى الرغم من نمو اقتصاد تركيا بشكل ملحوظ من حيث الحجم منذ عام 2002، إلا أنه لا يزال صغيراً بما يكفي لكي ينكشف بشكل يرثى له على الصدمات الدولية المحتملة. لا بدّ من الاتعاظ من التباطؤ العالمي الذي كاد يدمّر اقتصاد كوريا الجنوبية في عام 1997، في وقت كان فيه اقتصاد ذلك البلد قابلاً للمقارنة تقريباً مع اقتصاد تركيا في أوائل عام 2017. لقد كان انهيار اقتصادي السبب الذي أتى بأردوغان إلى السلطة عام 2002، ويمكن لانهيار اقتصادي مماثل أن يعني نهاية حكمه.    

إذا لم يستمع أردوغان إلى هذه النصيحة، سيعرّض بلاده لنزاع بين الكتلتين، تلك المؤيدة لـ «حزب العدالة والتنمية» والأخرى المناهضة له، كما أن هجمات تنظيم «الدولة الإسلامية» و«حزب العمال الكردستاني» والأعداء الأجانب لن تؤدي إلا إلى تفاقم الأزمة الناشئة. وفي هذا المسار المؤسف، سيعزز أردوغان أكثر فأكثر القومية الاستبدادية. إنه سيناريو “تدبير الأمور” الذي ستبقى بموجبه تركيا في حالة دائمة من الأزمات والصراع الاجتماعي. وللأسف، قد تتدهور الحالة حتى إلى ما هو أسوأ. وفي حين يسعى أردوغان إلى رسم معالم تركيا على صورته الخاصة، قامعاً في طريقه نصف سكان البلاد الذين يعارضونه، فإن معارضيه سيعملون بلا كلل من أجل تقويض أجندته: فالعنف سيولد العنف. ومن شأن الاستقطاب المحلي في تركيا أن يجعلها منكشفة على مكائد أعدائها الأجانب: موسكو، التي ستعمل وراء الكواليس لتقويض ثورة أردوغان؛ دمشق، التي ستستفيد من روابطها مع اليساريين الأتراك المتطرفين لإيذاء أردوغان؛ وأخيراً وليس آخراً، الجهاديون الذين سيعارضون في نهاية المطاف طابع الإسلام السياسي الذي يفرضه أردوغان من اليمين المتطرف. وإذ تترافق أزمة البلاد مع هذه التهديدات الخارجية، فيمكنها أن تقذف تركيا إلى آتون حرب أهلية خطيرة. وفي ظل هذا السيناريو، سيتمّ ذكر أردوغان باعتباره “السلطان الفاشل” الذي تسبب في انهيار تركيا الحديثة. والكرة الآن في ملعب أردوغان.         

سونر چاغاپتاي هو زميل “باير فاميلي” ومدير برنامج الأبحاث التركية في معهد واشنطن، ومؤلف الكتاب الجديد: “السلطان الجديد: أردوغان وأزمة تركيا الحديثة“.

منقول عن معهد واشنطون للدراسات السياسية

البنتاجون: ممنوع على العسكريين استخدام برامج تحديد المواقع

قال وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاجون” إن الجيش الأمريكي منع أفراده العسكريين المنتشرين في مهام من استخدام خصائص تحديد المواقع على الهواتف الذكية وأجهزة قياس اللياقة البدنية وغيرها من الأجهزة؛ لأنها يمكن أن تشكل خطرا أمنيا بكشفها مواقعهم.

يأتي القرار بعد مخاوف أثيرت في يناير عندما كشف تحليل أجراه باحث أسترالي لبيانات نشرها تطبيق “سترافا”، الذي يتعقب مستويات اللياقة البدنية، بشأن أنشطة مستخدميه عن مواقع جنود أمريكيين في سوريا والعراق، وفقا لوكالة “رويترز”.

وأعلن البنتاجون مذكرة صدرت يوم الجمعة، تقول إن إمكانات تحديد المواقع تشكل “خطرا كبيرا”.

وأضاف البنتاجون أن: “إمكانات تحديد المواقع الجغرافية تلك يمكن أن تكشف معلومات شخصية، ومواقع وأعمالا روتينية وأعداد الأفراد التابعين للوزارة وربما تسبب عواقب أمنية غير مقصودة وتزيد المخاطر على القوة المشتركة وعلى المهمة”، موضحا أن الحظر يسري على الفور.

إليسا تعلن شفائها من مرض السرطان

أعلنت المطربة اللبنانية إليسا تعافيها من إصابتها بمرض سرطان الثدي، الذي أصابها في نهاية العام الماضي، وذلك عبر حسابها الرسمي على موقع التغريدات «تويتر».

ونشرت الفنانة اللبنانية مقطعاً من فيديو كليب جديد لها يحمل عنوان «كل اللي بيحبوني»، الذي يتضمن رحلتها المرضية، فور علمها بالإصابة وكيف كانت تتعامل مع التقارير الطبية والمتابعات الشهرية للعلاج.

ووفقاً للفيديو، فإن المرض لم يمنعها من مواصلة حفلاتها وتقديم أغانيها لجمهورها العريض في الوطن العربي، وكيف وصفها طبيبها بالجنون للعودة إلى الحفلات مرة أخرى.

قوات التحالف العربي: نحارب الإرهاب فى اليمن

قال العقيد تركي المالكي المتحدث باسم قوات التحالف العربي، اليوم الثلاثاء، إن التحالف يخوض حرباً ضد التنظيمات الإرهابية في اليمن. 

وأضاف المالكي، في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية “واس”، أن “التحالف يخوض حرباً ضد التنظيمات الإرهابية في اليمن كتنظيم القاعدة في جزيرة العرب وتنظيم داعش الإرهابي والميليشيا الحوثية الإرهابية التابعة لإيران الذين تجمعهم الإيديولوجيا المتطرفة وعدم التعايش مع الآخر”.

وأشار إلى أن التحالف “نفذ ولا يزال عمليات مشتركة مع الأشقاء والأصدقاء لتفكيك قدرات هذه التنظيمات من خلال العمليات الجوية – البحرية وعمليات القوات الخاصة المشتركة ضمن جهود التعاون الدولي للقضاء على الإرهاب والحفاظ على الأمن العالمي”.

جاء ذلك رداً على تحقيق نشرته وكالة “اسوشيتد برس”، بعنوان “حرب اليمن تربط الولايات المتحدة، والحلفاء والقاعدة”، واتهم التحقيق قوات التحالف بـ “إبرام اتفاقات سرية مع تنظيم القاعدة في اليمن”.

قوات اليمن الشرعية تسقط طائرة للحوثيين فى تعز

أعلنت قوات الجيش الوطني الموالية للحكومة الشرعية في اليمن، إسقاط طائرة استطلاع تابعة لمسلحي الحوثيين في مدينة تعز 275 كم جنوب صنعاء.

ونقل موقع “سبتمبر نت” عن مصدر عسكري قوله، إن “قوات الجيش الوطني في اللواء 22 المتمركزة في جبل صبر أسقطت طائرة استطلاع للمليشيا الانقلابية مزودة بكاميرا”.

وأضاف المصدر أن “الطائرة التي تم إسقاطها ذات لون أسود وحجمها صغير، كانت تستخدمها المليشيا الحوثية لاستكشاف مواقع قوات الجيش الوطني في القطاع السادس التابع للواء 22 ميكا”.

وزارة الصحة المصرية ترفع سعر الإنسولين

وافقت وزارة الصحة والسكان في مصر على رفع سعر الأنسولين محلي الصنع.

جاء في قرار الوزارة الرسمي بالموافقة على زيادة سعر عقار «انسوليناجيبت» 30/70 حقن الـ10 مللي من 38 جنيها إلى 48 جنيها، من المقرر العمل به مع التشغيلات التي يتم إنتاجها بعد تاريخ اعتماد الموافقة على رفع السعر، والتي تمت يوم 31 يوليو الماضي.

ويواجه السوق المحلي نقص في بعض الاصناف المستوردة مثل أنسولين «ميكستارد»منذ أشهر، وفقا لما أكده عدد من الصيادلة لـ«الشروق»، فيما لجأت شركات التوزيع إلى توريده للصيدليات على مراحل عن طريق كوتة محددة لكل صيدلية أو للصيدليات التى تسحب من شركات التوزيع بمبالغ كبيرة، بحصة تتراوح من 10-30 عبوة فقط.

بارزاني: لا أمتلك 48 مليار دولار

نفى رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود البارزاني، اليوم الثلاثاء، ما تناقلته وسائل إعلام حول امتلاكه ثروة مالية ضخمة.

وقال البارزاني في كلمة ألقاها خلال مؤتمر لحزبه:” قيل إن ثروتي تبلغ 48 مليار دولار لكن للأسف هذا ليس صحيحا”، مشيرا إلى أنه ” لو كان يملك هذا المبلغ لكانت الكثير من الأمور ستتغير”.

وكانت صحيفة “الوطن” السعودية قد ذكرت في تقرير لها، أن “أجهزة رقابية دولية معنية برصد حركة الأموال وتنقلها أكدت أن حجم أموال زعماء سياسيين ومسؤولين سابقين في العراق، بلغت أكثر من مائتي مليار دولار على شكل أموال سائلة وعقارات واستثمارات في دول عربية وأجنبية”.

البنك المركزى المصري: ديون مصر ارتفعت

قال البنك المركزي المصري، إن ديون مصر الخارجية ارتفعت بنحو 5.3 مليار دولار؛ لتصل إلى 88.1 مليار دولار بنهاية الربع الأول من العام الحال

وأضاف تقرير البنك أن الدين الخارجي ارتفع نتيجة تزايد الديون متوسطة وطويلة الأجل في نهاية الربع الأول من العام الحالي، بنسبة 6.8% لتصل إلى 76.6 مليار دولار، مقابل 71.7 مليار جنيه في نهاية ديسمبر من العام الماضي.

وأكد التقرير، أن الدين قصير الأجل ارتفع إلى 11.50 مليار دولار مقابل 11.12 مليار دولار بنهاية العام الماضي، في حين بلغ الدين الخارجي متوسط وطويل الأجل نحو 87% من إجمالي الدين الخارجي مقارنة بـ86.6%.

“مدبولي” يوافق على مد إجازات المصريين بالخارج المعيّنين بالشركات والهيئات التابعة لـ”الإسكان”

القاهرة أ ش أ

أعلنت وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين في الخارج نبيلة مكرم اليوم الثلاثاء أن رئيس مجلس الوزراء وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية الدكتور مصطفى مدبولي وافق على طلب وزارة الهجرة بمد الإجازات بدون أجر للمصريين بالخارج المعيّنين داخل مصر بالشركات والهيئات التي تتبع وزارة الإسكان.
وقالت وزيرة الهجرة – في بيان لها اليوم الثلاثاء – إن هذه الشركات والهيئات هي: الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي وشركاتها التابعة بالمحافظات، والهيئة العامة للتخطيط العمراني، والجهاز المركزي للتعمير، وهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة وأجهزة تنمية المدن الجديدة بالمحافظات، والهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحي، وشركة المقاولون العرب.
وقدمت الوزيرة مكرم كل الشكر والتقدير إلى رئيس مجلس الوزراء على الاستجابة السريعة في كل ما من شأنه التيسير على أبناء مصر العاملين في الخارج.
وكانت وزيرة الهجرة قد أعلنت مسبقًا موافقة مجلس الوزراء على مشروع القرار الخاص بالضوابط التي تُطَبق على مدد الإعارات والإجازات الخاصة بدون أجر للأسباب التي يبديها الموظف الخاضع لأحكام قانون الخدمة المدنية، وتقدرها السلطة المختصة بمفهومها المحدد بالقانون المشار إليه.
وقالت : إن القرار ينص على أن تتم الموافقة على الإعارة أو الإجازة الخاصة بدون أجر المشار إليها في المادة الأولى لمدة عام كامل ، ما لم يكن طلب الإعارة أو الإجازة مقرونًا بمدة أقل، ويتم التجديد للإعارة أو الإجازة سنويًا بناءً على طلب يُقدم من الموظف قبل انتهاء مدة الإعارة أو الإجازة بدون أجر بثلاثين يومًا على الأقل دون اشتراط حضوره شخصيًا للموافقة على التجديد، ويجوز في هذه الحالة أن ينيب الموظف أحد أقاربه حتى الدرجة الثانية، أو غيرهم بموجب توكيل خاص.

Exit mobile version